عاد مغني الراب والمصمم الشهير كانييه ويست، المعروف حاليا باسم "ييه"، إلى دائرة الجدل مجددا بعد إعلانه عن تشخيصه بالتوحد خلال مقابلة في بودكاست، وهو ما شكّل مفاجأة كبيرة لجمهوره، خاصة بعد سنوات من تصريحاته المتكررة حول معاناته من اضطراب ثنائي القطب.

التناقض في التشخيص

لطالما تحدث "ييه" عن صحته النفسية، حيث كشف في عام 2018 أنه تم تشخيصه باضطراب ثنائي القطب.

وقد أشار إلى ذلك في ألبومه "ييه"، حيث كتب على الغلاف عبارة "أكره كوني ثنائي القطب" كما وصف حالته في أغنية "يايكس" (Yikes) بأنها "قوة خارقة"، وليست مرضا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حكم نهائي لصالح شيرين عبد الوهاب وإلزام روتانا بالتعويضlist 2 of 250 عامًا بعد الرحيل.. ودموع فرقة أم كلثوم لم تجفend of list

وفي مقابلة مع نيويورك تايمز عام 2018، قال إنه يحاول العيش دون أدوية، مما أثار تساؤلات عن مدى التزامه بالعلاج.

لكن في مقابلته الأخيرة في برنامج "ذا داونلود" مع المضيف جاستن لابوي، زعم ييه أن تشخيصه السابق كان خاطئا، موضحا أن زوجته بيانكا سينسوري شجعته على استشارة طبيب آخر، وهو طبيب سبق له العمل مع المغني جاستن بيبر. وأكد ييه أنه الآن متأكد من أنه مصاب بالتوحد، وليس باضطراب ثنائي القطب. هذا التغيير في التشخيص فتح باب الجدل حول مدى دقة هذه المعلومات، خاصة أنه لم يوضح متى وكيف تم التشخيص الجديد، وما إذا كان قد استند إلى تقييم طبي متخصص أم مجرد استنتاج شخصي.

إعلان

إعلان ييه عن إصابته بالتوحد أثار موجة من النقاشات حول سلوكه العلني وتصريحاته المتناقضة المثيرة للجدل على مدار السنوات الماضية. إذ إن تصرفاته غير المتوقعة، من دعمه المفاجئ للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى تصريحاته المعادية لحركة حياة السود مهمة، أثارت تساؤلات عن حالته النفسية وما إذا كانت تؤثر على قراراته الشخصية والمهنية.

في الوقت نفسه، رحب بعض المعجبين بإفصاحه عن هذا التشخيص، معتبرين أنه قد يساهم في زيادة الوعي حول التوحد في الأوساط الفنية، بينما شكك آخرون في توقيت الإعلان، مشيرين إلى أنه قد يكون محاولة لصرف الأنظار عن الجدل الأخير حول زوجته وإطلالاتها الجريئة، أو محاولة لإعادة تشكيل صورته العامة بعد فقدانه عقودا تجارية ضخمة بسبب مواقفه المثيرة للجدل.

السياسة والمواقف المثيرة للجدل

بجانب حالته النفسية، عُرف ييه بمواقفه السياسية المتقلبة وتصريحاته الصادمة، التي كان أبرزها، دعمه لدونالد ترامب، وظهوره مرتديا قبعة "اجعل أميركا عظيمة مجددا" فضلا عن لقائه بترامب في البيت الأبيض، مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من جمهوره.

وتصريحاته عن العبودية، في مقابلة عام 2018 قال فيها إن "العبودية التي استمرت 400 سنة تبدو وكأنها كانت اختيارا"، وهو ما أثار استياء واسعا.

وحملته غير المنظمة للترشح في الانتخابات الأميركية 2020، وكذلك دعمه للرئيس فلاديمير بوتين، مما أثار ردود الفعل والانقسامات حوله.

وكعادته، أحدث ييه انقساما حادا في الرأي العام. ففي حين رأى البعض أن كشفه عن التوحد قد يساعد في كسر الوصمة حول الصحة النفسية، اعتبر آخرون أنه يستخدم هذا الإعلان كذريعة لتبرير سلوكياته وتصريحاته السابقة.

من جهة أخرى، أبدى الخبراء في الصحة النفسية حذرا تجاه تصريحاته، حيث أشاروا إلى أن التوحد واضطراب ثنائي القطب حالتان طبيتان مختلفتان تماما، والتشخيص الخاطئ بينهما أمر غير شائع، مما يثير تساؤلات عن مصداقية مزاعمه.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات موسيقى وغناء ثنائی القطب

إقرأ أيضاً:

القراءة وتخفيف الصدمات النفسية

كثيرة هي الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته كمًّا ونوعًا. ربما يتعافى من بعضها سريعًا، وربما لا يستطيع ذلك بسهولة، أو ربما لا يجد من يقف معه بشكل كاف، ما يجعله مكشوفًا أمامها وعرضة لنتائجها ومضاعفاتها.
وقد تكون الصدمات شخصية؛ كفقدان قريب أو عزيز، أو كارثة عامة تصيب منطقته؛ كحرب أو زلازل أو حوادث من أنواع شتى، وقد يجد الإنسان من يسليه أو لا يجد، وهنا يأتي دور القراءة؛ بوصفها ملاذًا آمنًا ومفيدًا يمكنها أن تحميه أو أن تخفف من وقع المصائب عليه عبر عدة أساليب، منها أن الانغماس فيها ينقله إلى مكان آخر، ويحدث درجة من التشتيت في ذهنه، مبعدًا إياه ولو مؤقتًا عن الصدمة التي تعرض لها. ويمكن للقارئ عبر بعض القراءات أن يفهم ذاته من خلال قراءته للآخرين، أو لمواقفهم أو ردود فعلهم تجاه الصدمات التي يتعرضون لها.
وتعرض بعض الكتب- خاصة بعض الروايات- لمواقف قد يكون بعضها شبيهًا بما تعرض له القارئ الذي سيشعر بعدها أنه ليس وحده من يتعرض لصدمات ومشكلات، وربما اكتشف من بعض هذه الروايات أن مشكلته تافهة للغاية أمام ما يحصل من مشكلات في هذا العالم. وهو بهذا يعجل من وصوله إلى نضح حياتي؛ حين يقرأ ويتعرف على مشكلات غيره وكيف تعاملون معها.
وسواء قرأ سيرة ذاتية لشخصية أدبية أو اجتماعية كبيرة، وتعرف على بداياتها الصعبة وكيف تجاوزت كل عقبة حتى أصبحت كما نعرفها اليوم، أو خيالية كما في الروايات، فإن هذه القراءة ستكون بمنزلة العلاج الذاتي أو البلسم الشافي له. كما قد يتمكن عبر قراءة أبيات من الشعر الرقيق أو الحماسي، أو أي مقطوعة أدبية، من أن يتجاوز جميع العقبات النفسية التي تقف أمام تقدمه.
هذا حينما نقرأ وحدنا، أما القراءة الجماعية فإن أثرها يكون مضاعفًا؛ لأن القراءة حينها سوف تغدو مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، مسهمة في تخفيف شعوره بالوحدة، وهو ما يعجل في معالجة صدماته النفسية، ومتيحة الفرصة له لينطلق نحو آفاق رحبة من التفاؤل والثقة بالنفس.

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • نيجيرفان بارزاني يهاتف المالكي للاطمئنان على صحته
  • دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص.. انطلاق المؤتمر السنوي لطب بشري الزقازيق
  • استدعاء ثنائي الإسماعيلي لمنتخب 2007
  • ألمانيا تكشف "دليل سفر حلال ثنائي اللغة" لمسافري دول الخليج
  • القراءة وتخفيف الصدمات النفسية
  • الجزائر.. حالة صحية نادرة تصيب عائلة وتثير القلق
  • اقتل بدون تصوير.. تسجيل منسوب لقائد الأمن بالسويداء فما صحته؟
  • منع فتاة من احتضان الفنانة فيروز في عزاء نجلها زياد الرحباني.. فيديو
  • فيريرا ينتظر تقريرًا طبيًا عن ثنائي الزمالك المصاب