يعيش الإسلاميون في السودان حالة من القلق المتزايد مع تصاعد الحديث عن التحالفات السياسية التي يديرها الفريق عبد الفتاح البرهان. وتدور مخاوفهم الأساسية حول أن أي تحالف بين البرهان والكيانات السياسية الأخرى قد يؤدي إلى إقصائهم من المشهد السياسي، أو على الأقل تحجيم نفوذهم الذي تعزز خلال سنوات الحرب.
تحالف البرهان والخمسة كيانات: إعادة إنتاج الأزمة؟
يتحالف البرهان اليوم مع خمسة كيانات حزبية تشمل:
1.

الكتلة الديمقراطية
2. تجمع المهنيين الوطنيين
3. الاتحادي الأصل
4. الاتحادي – إشراقة محمود
5. تنسيقية القوى الوطنية بقيادة الجكومي
هذه القوى تؤكد أنه لا يوجد مقترح لإلغاء الوثيقة الدستورية، بل تستند إلى الفقرة الثامنة منها، كما تنفي وجود وثيقة بديلة. غير أن الإسلاميين يرون في هذا الاتفاق محاولة لتقنين عودة قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، الخصم التقليدي لهم. وبالنظر إلى أن هذا الاتفاق سيمدد الفترة الانتقالية، فإن الإسلاميين يعتقدون أنه محاولة لإطالة أمد حكم البرهان دون إحداث تغيير جوهري في معادلة السلطة.
إهمال "شباب الإسلاميين المقاتلين": خيانة أم ضرورة سياسية؟
واحدة من أبرز المخاوف التي يعبّر عنها الإسلاميون في خطابهم الداخلي هي أن البرهان تجاهل المليشيات الإسلامية التي قاتلت إلى جانب الجيش في هذه الحرب. رغم أن هذه المليشيات لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن الخرطوم ومدن أخرى، إلا أن البرهان لم يبدِ اهتمامًا واضحًا بإشراكها في أي ترتيبات سياسية مستقبلية. هذا ما يجعل الإسلاميين يرون أن البرهان يسير على خطى اتفاق جوبا للسلام، الذي تم توقيعه مع الحركات المسلحة، لكنه فشل في استيعاب الواقع الجديد، حيث انتشرت الحركات المسلحة في مختلف أقاليم السودان.
الإقصاء السياسي: هل يقود إلى الفوضى؟
يرى الإسلاميون أن أي تحالف سياسي يتم دون إشراكهم هو وصفة لعدم الاستقرار. إذ يروجون في مواقع التواصل الاجتماعي لفكرة أن إقصاءهم لا يخدم العملية السياسية، بل قد يؤدي إلى تأجيج الصراع في البلاد. ومن هذا المنطلق، فإنهم يطرحون خطابًا مزدوجًا:
• تحذير من العودة إلى إقصاء الإسلاميين، باعتبار أن ذلك قد يفتح الباب أمام دورات جديدة من العنف والفوضى.
• الاستثمار في خطاب الوطنية الجريحة، حيث يصوّرون أنفسهم على أنهم الوحيدون القادرون على إنقاذ السودان من المؤامرات الداخلية والخارجية.
هل ينجح الإسلاميون في فرض أنفسهم على المشهد السياسي؟
يبدو أن الإسلاميين اليوم في موقف صعب، فهم عالقون بين ضرورة دعم الجيش في معركته العسكرية، وبين شكوكهم في نوايا البرهان السياسية. ومع استمرار الحرب، ستظل مساعيهم قائمة لضمان أن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من أي تسوية سياسية قادمة، حتى لو كان ذلك عبر التلويح بالاضطرابات وعدم الاستقرار.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان وليبيا تتفقان على تنسيق العودة الطوعية للاجئين السودانيين في ليبيا

اتفقت السودان وليبيا على تنسيق جهود إعادة نحو 467 ألف سوداني لجؤوا إلى الأراضي الليبية منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، وذلك وفق ما أعلنه وزير الداخلية السوداني بابكر سمرة خلال اجتماعات في جنيف.

وقال وزير الداخلية السوداني في تصريح لوكالة رويترز، عقب لقائه نظيره عماد الطرابلسي على هامش مؤتمر المنظمة الدولية للهجرة، إن الجانبين سيعملان بالتنسيق مع المنظمة على تجميع المواطنين وإعادتهم بشكل آمن وطوعي.

وسجلت طرابلس، بحسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة، أكثر من 467 ألف وافد من السودان خلال العامين الماضيين، إضافة إلى جالية سودانية تقيم في ليبيا منذ ما قبل الحرب.

وفي سياق متصل، تعهّد الطرفان بتشديد إجراءات ضبط الحدود ومواجهة شبكات التهريب، باعتبار أن البلدين يقعان على مسارات هجرة رئيسية باتجاه أوروبا، وفق الداخلية السودانية.

المصدر: موقع سودان تريبيون

Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • السودان.. الأمم المتحدة تدعو لوقف فوري للقتال و«التحالف التأسيسي» يطمئن شركات النفط
  • تحركات السوريين تؤجج التوترات والمخاطر جدية
  • Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع
  • السودان: تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل قوة خاصة لتأمين منشآت النفط في هجليج
  • وزير الخارجية يجتمع مع قيادات الوزارة للوقوف على مستجدات الملفات السياسية والقنصلية
  • رأي.. حبيب الملا يكتب: هل حكومة عبدالفتاح البرهان في السودان شرعية فى نظر القانون الدولي؟
  • محللون لـ «الاتحاد»: «عمالة الإخوان» تُعيق جهود وقف الحرب في السودان
  • السودان وليبيا تتفقان على تنسيق العودة الطوعية للاجئين السودانيين في ليبيا
  • «صمود» يدين هجمات على الإغاثة والمدنيين في كردفان ودارفور ويجدد الدعوة لوقف الحرب
  • العاقل من اتعظ بغيره!