تابع زلازل المحيطات الأخطر.. كيف تحدث موجات تسونامي العاتية؟
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
مع أن موجات تسونامي أو أمواج المد العاتية نادرة الحدوث، فإن لها عواقب مدمرة. ففي القرن الماضي حدث 58 تسونامي فقط، لكنها أودت بأكثر من 260 ألف شخص. وفي المتوسط تسببت كل كارثة في وفاة 4600 شخص، وهو ما يفوق أي خطر طبيعي آخر حسب منظمة الأمم المتحدة.
وليست هناك علاقة مباشرة بين الزلازل أو موجات تسونامي مع التغير المناخي.
وعام 2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات سواحل اليابان وغمرت موجات تسونامي سواحل شمال وشرقي البلاد مخلفة أكثر من 18 ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة بسبب انفجار مفاعل نووي لتوليد الطاقة في منطقة فوكوشيما.
وعقب الزلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر -الذي ضرب اليوم الأربعاء شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي- تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادي، خصوصا جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان هوكايدو، ووصلت إلى بعض سواحل كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
كما انطلقت صفارات التحذير في عدة دول، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. ومن جانبها حذرت كل من إندونيسيا والمكسيك والإكوادور من تشكل موجات تسونامي، ولم يتم حصر الخسائر بعد.
تشير كلمة تسونامي اليابانية إلى الأمواج العاتية وغير الطبيعية، وتعني مفردة "تسو" الميناء، أما "نامي" فتعني موجة. وهي موجات ضخمة تنشأ بفعل اضطرابات تحت الماء ولها علاقة مع الزلازل التي تحدث في الأسفل أو بالقرب من المحيط.
إعلانويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة، وتساقط الصخور الساحلية أيضا، في توليد موجات المد العاتية، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط. إنها تنشأ نتيجة الحركة العمودية بقاع البحر والتي تتسبب في نزوح الكتلة المائية.
وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات، مع قدوم موجات كل 5 دقائق إلى 60 دقيقة، ويختلف ارتفاع الموجات المد البحري حسب أسبابها.
وقد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الثانية أو الثالثة او الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر. وبعد أن تفيض موجة واحدة، أو تفيض في المناطق البرية، فإنها تتراجع باتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك، وبالتالي يصبح قاع البحر معرضا للخطر أو مكشوفا.
وبعد ذلك تندفع الموجة المقبلة إلى الشاطئ خلال دقائق، وتحمل في طياتها الكثير من كتل الحطام العائمة التي دمرتها موجات سابقة.
تعد الزلازل من أهم أسباب حدوث موجات تسونامي، وتولد الزلازل عن طريق تحركات على طول الصدوع المرتبطة بحدود الصفائح التكتونية، وتحدث معظم الزلازل القوية في مناطق الاندساس حيث تنزلق شرائح لوحة المحيط تحت الصفيحة القارية أو لوحة محيط أصغر. ولا تتسبب كل الزلازل في حدوث تسونامي. فهناك 4 شروط لازمة لتتسبب الزلازل في حدوث تسونامي:
– أن يحدث الزلزال تحت المحيط أو نتيجة انزلاق المواد في المحيط.
– أن يكون الزلزال قويا، أي ما لا يقل عن حجم 6.5 درجات على مقياس ريختر.
– أن يمزق الزلزال سطح الأرض، وأن يحدث في عمق ضحل أي أقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض.
– أن يتسبب الزلزال في حركة عمودية لقاع البحر (تصل إلى عدة أمتار).
من الممكن أن يجبر الانهيار الأرضي الذي يحدث على طول الساحل كميات كبيرة من المياه باتجاه البحر، مما يتسبب في إخلال حركة المياه وبالتالي توليد تسونامي. ويمكن أيضا أن تؤدي الانهيارات الأرضية تحت الماء لموجات تسونامي عندما تتحرك المواد العائمة جراء الانهيارات الأرضية بعنف، مما يدفع الماء أمامها.
الثورات البركانيةعلى الرغم من ندرتها نسبيا، تتسبب الثورات البركانية العنيفة أيضا في تسريع الاضطرابات، والتي يمكن أن تحل محل وحدات كبيرة من المياه وتوليد موجات تسونامي مدمرة للغاية في المنطقة المجاورة للمصدر.
ففي 26 أغسطس/آب 1883، تم تسجيل أكبر تسونامي وأكثرها تدميرا على الإطلاق بعد انفجار وانهيار بركان كراكاتوا بإندونيسيا. حيث ولد هذا الانفجار موجات وصلت طولها إلى 41 مترا تقريبا، ودمرت المدن والقرى الساحلية على طول مضيق سوندا في كل من جزيرتي جاوة وسومطرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 36 ألف شخص.
وقد تنشأ أمواج تسونامي أيضا جراء سقوط أجسام من خارج الأرض مثل الكويكبات والنيازك، وهو أمر نادر الحدوث للغاية. ولم يتم تسجيل تسونامي نتيجة نيزك أو كويكب بالتاريخ الحديث، لكن العلماء يدركون أنه في حالة اصطدام الأجرام السماوية هذه بالمحيط فإنها ستتسبب في موجات تسونامي عاتية.
ونظرا لخطورتها، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني ليكون اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، ودعت البلدان والهيئات الدولية والمجتمع المدني لإذكاء الوعي بأمواج تسونامي وتبادل الأساليب المبتكرة للحد من مخاطرها.
إعلانوعام 2022، دشن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث حملة "اصعدوا إلى الأرض المرتفعة" (#GetToHighGround) للتوعية بمخاطر أمواج تسونامي، والتشجيع على المشاركة في التدريبات المتعلقة بأساليب الهروب من الأمواج على طول الطرق المحددة للإخلاء، مما يساعد المجتمعات على الاستعدادات للكوارث الطبيعية وبناء قدرتها على الصمود.
وأكدت هذه الحملة أن الموت بالأمواج ليس أمرا حتميا. فالإنذار والاستعداد المبكر أداتان ناجعتان في حماية الناس وصون الأنفس، والحيلولة دون تحول الأخطار إلى كوارث.
ولنجاعة تلك الأدوات، ينبغي أن تشمل أنظمة الإنذار المبكر من أمواج تسونامي كل من يمكن أن يكون معرضا لمخاطرها، فضلا عن ضرورة أن تكون تلك الأنظمة قادرة على الإنذار من مخاطر متعدة، كما ينبغي أن تكون المجتمعات المعنية على أهبة الاستعداد لتستطيع التصرف بشكل سريع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات زلازل أمواج تسونامی موجات تسونامی على طول یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المصائب لا تأتي فرادى.. زلازل وتسونامي يضرب اليابان من جديد| إيه الحكاية؟
يعاني الكثير من الدول من زلازل وكوارث طبيعية والتى كان آخرها اليابان، حيث رفعت السلطات تحذيرا من احتمال وقوع موجات مد بحري (تسونامي)، بعدما سجلت منطقة ساحل شمال اليابان زلزالاً بقوة 6.7 درجة، وفق ما أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية وجاء هذا الإنذار بعد تعديل تقدير قوة الهزة من 6.5 إلى 6.7 درجة، قبل أن يتم رفع التحذير لاحقاً إثر استقرار الوضع.
وقالت الوكالة إن أمواجاً صغيرة بارتفاع 20 سنتيمتراً رُصدت في هوكايدو ومنطقة أوموري، فيما لم تسجل أي تغييرات مؤثرة في الموانئ وفق تأكيدات هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "NHK".
زلزال ثان خلال أيام والمنطقة تعيش على وقع هزات متتاليةويأتي الزلزال الجديد بعد أيام فقط من هزة قوية بلغت 7.5 درجة ضربت المنطقة ذاتها وأدت إلى إصابة نحو 50 شخصاً، إضافة إلى تدمير بعض الطرق وتسببها بموجات تسونامي وصلت إلى 70 سنتيمتراً.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن مركز الهزة الأخيرة وقع على بعد 130 كيلومتراً من مدينة كوجي في جزيرة هونشو.
كما أكدت هيئة الطاقة النووية اليابانية عدم وجود أي مؤشرات لخلل في المنشآت النووية في المناطق المتضررة.
تحذيرات مستمرة وذكرى كارثة 2011 لا تزال حاضرةكانت وكالة الأرصاد اليابانية أصدرت في وقت سابق تحذيراً نادراً بضرورة الاستعداد لهزات جديدة قد تتجاوز في قوتها زلزال الإثنين الماضي ويأتي هذا في بلد يعيش دوماً تحت وطأة النشاط الزلزالي، إذ يقع على أربع صفائح تكتونية رئيسية ضمن ما يعرف بـ"حزام النار".
ولا تزال اليابان تستحضر كارثة 2011، حين ضرب زلزال بقوة 9.0 درجات سواحلها وأدى إلى تسونامي مدمّر خلف نحو 18,500 قتيل ومفقود.
ويشهد الأرخبيل الياباني، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 125 مليون نسمة، ما يقارب 1500 هزة سنوياً تختلف آثارها بحسب الموقع والعمق.
إرشادات النجاة أثناء وقوع الزلازلمع تزايد النشاط الزلزالي، تذكر السلطات دائماً بأن الوعي والتصرف الصحيح أثناء الهزة قد ينقذ الأرواح وفيما يلي أبرز التعليمات:
داخل المباني-عدم التسرّع بالخروج، البقاء في الداخل أكثر أماناً.
-الاحتماء تحت طاولة متينة، أو الوقوف تحت عتبة باب، أو في زاوية داخلية.
-الابتعاد عن النوافذ والأرفف والأشياء القابلة للسقوط.
-حماية الرأس والوجه باليدين أو بما يتوفر من أدوات.
-قطع مصادر الطاقة إن أمكن.
-تجنّنب استخدام المصعد الكهربائي.
في الخارج-الابتعاد عن المباني والأسوار بمقدار ارتفاعها.
-تجنب الاقتراب من الأشجار أو خطوط الكهرباء أو اللوحات المعدنية.
في الأماكن العامة
-تجنب الاندفاع نحو المخارج لتفادي التدافع.
-البحث عن مخارج الطوارئ والابتعاد عن الأجسام التي قد تسقط.
أثناء قيادة السيارة-ركن المركبة إلى جانب الطريق بعيداً عن المباني والبنى التحتية.
-الإبقاء على الطريق مفتوحاً لمرور سيارات الطوارئ.
-تجنب عبور الجسور أو التوقف أسفلها أو داخل الأنفاق.