الحكومة الجديدة تتجاوز العقبات وتبصر النور.. مَنْ ربح ومَنْ خسر؟!
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
بين هبوط وصعود، تأرجحت "أسهم" حكومة الرئيس نواف سلام الأولى، وحكومة العهد الأولى، قبل أن تبصر النور، بعدما احتاجت لاجتماعات "ماراثونية" في قصر بعبدا، لثلاثة أيام متتالية، ظنّ كثيرون بعد فشلها، أنّها "عقّدت" المشهد، خصوصًا مع دخول نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، على الخط عبر تصريحها المثير للجدل، الذي خشي كثيرون أن يكون قد "أطاح" بالتشكيلة عن بكرة أبيها.
لكن قبل أن تغادر الموفدة الأميركية الأراضي اللبنانية، كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يوقّع على مراسيم التشكيلة الحكومية، بعد إنجاز "التفاهم" عليها مع رئيسي الحكومة نواف سلام، ومجلس النواب نبيه بري، بما أنهى "عقدة الوزير الشيعي الخامس"، التي حالت دون ولادة الحكومة بعد الاجتماع الثلاثي الشهير صباح الخميس، والتي بقي "التجاذب" حولها قائمًا للمفارقة بين معسكرين، يتبادلان الحديث عن "إنجازات" تبدو "شكلية" إلى حدّ بعيد.
وإذا كان صحيحًا أنّ تشكيل الحكومة من شأنه أن ينقل "المعركة السياسية" إلى مكانٍ آخر، بعيدًا عن التناتش على الحصص والحقائب، فإنّ النقاش حول "الرابحين والخاسرين" بدأ منذ لحظة إعلانها، وهو نقاش قد يستمرّ فصولاً حتى بعد جلستها الأولى المقرّرة الثلاثاء، فهل هناك فعلاً رابحون وخاسرون في هذه الحكومة، وأيّ مفاعيل سياسية يمكن أن تترتّب على الواقع الجديد الذي أفرزته على أكثر من مستوى؟!
الخاسرون.. "حزب الله" بينهم؟!
قد لا يكون العثور على "الخاسرين" صعبًا برأي كثيرين، ولا سيّما أنّ بعضهم يعبّر عن نفسه بصراحة، ومن هؤلاء "التيار الوطني الحر" بقيادة الوزير السابق جبران باسيل، الذي يُعتبَر "الخاسر الأكبر"، وهو الذي يخرج من الحكومة للمرّة الأولى منذ العام 2008، علمًا أنّ هذه الخسارة تأتي "مكمّلة" لخسارته في الانتخابات الرئاسية، حين بقي خارج "التسوية"، من دون أن تنجح محاولات "التعويض" بتسميته الرئيس نواف سلام في استشارات بعبدا.
وإذا كان "صمت" باسيل طيلة مرحلة مفاوضات التأليف، وحتى في اليوم الأخير ما قبل ولادة الحكومة، يعزّز الحديث عن "خسارة" مني بها، باعتبار أنّه ظلّ متمسّكًا بـ"أمل" بأن يعيد الرئيس المكلف النظر بتمثيله، فإنّ السجال الذي اندلع بعيد التأليف مباشرةً، بينه وبين "القوات اللبنانية" يدلّ على مشكلته الأساسيّة مع هذه الحكومة، التي حصلت بموجبها "القوات" على حصّة الأسد، ما أوحى بـ"انقلاب الأدوار" بينهما، بين العهدين السابق والحالي.
وفي حين يصنّف البعض تكتل "الاعتدال" ضمن الخاسرين، بعدما حجز لنفسه موقعًا متقدّمًا في المعادلة خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية، ليشكو اليوم ممّا وصفه بعض أعضائه بـ"تهميش" رئيس الحكومة له، فإنّ هناك من يضع "حزب الله" أيضًا في خانة الخاسرين، فهو يدخل الحكومة دونًا عن حلفائه، وإن كان التباعد حصل مع جزء منهم، وتحديدًا "الوطني الحر"، ما يعني عمليًا خسارته للقدرة على التعطيل عبر الثلث المعطّل، أو ما يصفه بـ"الثلث الضامن".
ماذا عن الرابحين؟
لكنّ تصنيف "حزب الله" بين الخاسرين يبدو مثيرًا للجدل، إذ ثمّة من يعتبر الأخير بين الرابحين، بل ربما "الرابح الأكبر"، وقد نجح في تخطّي "المؤامرة الأكبر" لإسقاطه والإطاحة بالحكم، بدليل ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي من قصر بعبدا، في حين أن الوقائع أثبتت أنّ لا حكومة يمكن أن تتشكّل من دون "موافقته" عليها، من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، حتى إنّ "الوزير الشيعي الخامس" الذي يعتبر البعض "مكسبًا تاريخيًا"، احتاج إلى "مصادقة" بري العملية، حتى يدخل إلى الحكم.
وبالحديث عن "الرابحين"، تحضر أيضًا "القوات اللبنانية" التي حصلت على "حصّة الأسد" من الحقائب المسيحية، وأطاحت بخصمها التاريخي، "التيار الوطني الحر" خارجًا، ولو أنّ البعض يعتبر حصّتها "مضخّمة" باعتبار أنها "تبنّت" وزراء غير محسوبين عليها بالضرورة، إلا أنّها بذلك، حقّقت مكسبًا آخر ستستفيد منه بطبيعة الحال، وهو أنّها فرضت نفسها "عرّابة للعهد" بصورة أو بأخرى، وهي التي تطمح لتقول "كتلة الرئيس"، بصورة أو بأخرى.
وفي سياق "الرابحين"، ثمّة من يرى أنّ روحية "التغيير" التي مثّلتها الحكومة في عدد من جوانبها تشكّل بحدّ ذاتها نوعًا من "الربح"، وإن كان ربحًا غير صافٍ، ويحتاج ليتجاوز الاختبار، علمًا أنّ البعض من يرى أنّ الحكومة الحالية تحقّق بعض الشروط التي وضعتها "ثورة 17 تشرين"، فالوزراء غير حزبيّين، ولو كان بعضهم محسوبًا على بعض القوى السياسية، وهي بالتالي حكومة "إصلاحية" في المقام الأول، وهنا بيت القصيد.
قد لا يكون الحديث عن ربح وخسارة مناسبًا الآن، فالمهام التي تقع على عاتق هذه الحكومة، والتي يؤكد عليها رئيسها قبل غيره، يفترض أن تكون أبعد ما تكون عن تسجيل النقاط بين هذا الحزب وذاك، وبالتالي فإنّ المطلوب من هذه الحكومة أن تركّز على العمل، حتى تكون فعلاً على قدر التطلّعات والتحدّيات، وحتى تشكّل "دافعًا حقيقيًا" للعهد الذي يحتاج إلى انطلاق ورشة الإصلاحات سريعًا، حتى يكون هو "الرابح الأكبر"!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الحکومة
إقرأ أيضاً:
بدأ بمقابلة تلفزيونية.. حلم حاج يمني كفيف يبصر النور في مكة المكرمة
عبر الحاج اليمني الكفيف الشيخ ماجد الخديري، إمام جامع السنة في مدينة تعز، عن بالغ سعادته بوصوله إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
وروى الشيخ "الخديري" قصته التي بدأت بظهوره في مقابلة تلفزيونية عبّر خلالها عن أمنيته بأداء الحج، ليتم استضافته على الفور ضمن البرنامج.
أخبار متعلقة بالعين المجردة.. رصد 4 بقع شمسية ضخمة في سماء عرعرمشهد فلكي بديع.. اقتران هلال ذي الحجة بكوكبة "التوأمان" .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الحاج اليمني الكفيف الشيخ ماجد الخديري، إمام جامع السنة في مدينة تعز - واسالمشاعر الإيمانيةوقال: "لم أرَ الكعبة بعيني، لكني شعرت بعظمتها تلامس قلبي، ودموعي سبقت خطواتي لحظة وصولي إلى الحرمين، وكانت المشاعر الإيمانية تفيض داخلي وأنا أستشعر قدسية المكان وعظمة المناسك".
وأعرب عن شكره للمملكة، قيادةً وشعبًا، على ما يبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين، وقال: "لم أكن أتوقع أن أتمكن من الحج بسبب حالتي الصحية، لكن المملكة بقيادتها الحكيمة فتحت لي باب الأمل، وأشعر بامتنان كبير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، على هذا العطاء الكبير والرعاية الكريمة".
وأشاد بالخدمات المتكاملة التي وفرتها وزارة الشؤون الإسلامية لضيوف البرنامج، منذ لحظة الوصول حتى الاستقرار في مقر الضيافة بمكة المكرمة، مؤكدًا أن الحفاوة والاستقبال والتنظيم تعكس مكانة المملكة وريادتها في خدمة ضيوف الرحمن.