بين هبوط وصعود، تأرجحت "أسهم" حكومة الرئيس نواف سلام الأولى، وحكومة العهد الأولى، قبل أن تبصر النور، بعدما احتاجت لاجتماعات "ماراثونية" في قصر بعبدا، لثلاثة أيام متتالية، ظنّ كثيرون بعد فشلها، أنّها "عقّدت" المشهد، خصوصًا مع دخول نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، على الخط عبر تصريحها المثير للجدل، الذي خشي كثيرون أن يكون قد "أطاح" بالتشكيلة عن بكرة أبيها.


 
لكن قبل أن تغادر الموفدة الأميركية الأراضي اللبنانية، كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يوقّع على مراسيم التشكيلة الحكومية، بعد إنجاز "التفاهم" عليها مع رئيسي الحكومة نواف سلام، ومجلس النواب نبيه بري، بما أنهى "عقدة الوزير الشيعي الخامس"، التي حالت دون ولادة الحكومة بعد الاجتماع الثلاثي الشهير صباح الخميس، والتي بقي "التجاذب" حولها قائمًا للمفارقة بين معسكرين، يتبادلان الحديث عن "إنجازات" تبدو "شكلية" إلى حدّ بعيد.
 
وإذا كان صحيحًا أنّ تشكيل الحكومة من شأنه أن ينقل "المعركة السياسية" إلى مكانٍ آخر، بعيدًا عن التناتش على الحصص والحقائب، فإنّ النقاش حول "الرابحين والخاسرين" بدأ منذ لحظة إعلانها، وهو نقاش قد يستمرّ فصولاً حتى بعد جلستها الأولى المقرّرة الثلاثاء، فهل هناك فعلاً رابحون وخاسرون في هذه الحكومة، وأيّ مفاعيل سياسية يمكن أن تترتّب على الواقع الجديد الذي أفرزته على أكثر من مستوى؟!
 
الخاسرون.. "حزب الله" بينهم؟!
 
قد لا يكون العثور على "الخاسرين" صعبًا برأي كثيرين، ولا سيّما أنّ بعضهم يعبّر عن نفسه بصراحة، ومن هؤلاء "التيار الوطني الحر" بقيادة الوزير السابق جبران باسيل، الذي يُعتبَر "الخاسر الأكبر"، وهو الذي يخرج من الحكومة للمرّة الأولى منذ العام 2008، علمًا أنّ هذه الخسارة تأتي "مكمّلة" لخسارته في الانتخابات الرئاسية، حين بقي خارج "التسوية"، من دون أن تنجح محاولات "التعويض" بتسميته الرئيس نواف سلام في استشارات بعبدا.
 
وإذا كان "صمت" باسيل طيلة مرحلة مفاوضات التأليف، وحتى في اليوم الأخير ما قبل ولادة الحكومة، يعزّز الحديث عن "خسارة" مني بها، باعتبار أنّه ظلّ متمسّكًا بـ"أمل" بأن يعيد الرئيس المكلف النظر بتمثيله، فإنّ السجال الذي اندلع بعيد التأليف مباشرةً، بينه وبين "القوات اللبنانية" يدلّ على مشكلته الأساسيّة مع هذه الحكومة، التي حصلت بموجبها "القوات" على حصّة الأسد، ما أوحى بـ"انقلاب الأدوار" بينهما، بين العهدين السابق والحالي.
 
وفي حين يصنّف البعض تكتل "الاعتدال" ضمن الخاسرين، بعدما حجز لنفسه موقعًا متقدّمًا في المعادلة خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية، ليشكو اليوم ممّا وصفه بعض أعضائه بـ"تهميش" رئيس الحكومة له، فإنّ هناك من يضع "حزب الله" أيضًا في خانة الخاسرين، فهو يدخل الحكومة دونًا عن حلفائه، وإن كان التباعد حصل مع جزء منهم، وتحديدًا "الوطني الحر"، ما يعني عمليًا خسارته للقدرة على التعطيل عبر الثلث المعطّل، أو ما يصفه بـ"الثلث الضامن".
 
ماذا عن الرابحين؟
 
لكنّ تصنيف "حزب الله" بين الخاسرين يبدو مثيرًا للجدل، إذ ثمّة من يعتبر الأخير بين الرابحين، بل ربما "الرابح الأكبر"، وقد نجح في تخطّي "المؤامرة الأكبر" لإسقاطه والإطاحة بالحكم، بدليل ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي من قصر بعبدا، في حين أن الوقائع أثبتت أنّ لا حكومة يمكن أن تتشكّل من دون "موافقته" عليها، من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، حتى إنّ "الوزير الشيعي الخامس" الذي يعتبر البعض "مكسبًا تاريخيًا"، احتاج إلى "مصادقة" بري العملية، حتى يدخل إلى الحكم.
 
وبالحديث عن "الرابحين"، تحضر أيضًا "القوات اللبنانية" التي حصلت على "حصّة الأسد" من الحقائب المسيحية، وأطاحت بخصمها التاريخي، "التيار الوطني الحر" خارجًا، ولو أنّ البعض يعتبر حصّتها "مضخّمة" باعتبار أنها "تبنّت" وزراء غير محسوبين عليها بالضرورة، إلا أنّها بذلك، حقّقت مكسبًا آخر ستستفيد منه بطبيعة الحال، وهو أنّها فرضت نفسها "عرّابة للعهد" بصورة أو بأخرى، وهي التي تطمح لتقول "كتلة الرئيس"، بصورة أو بأخرى.
 
وفي سياق "الرابحين"، ثمّة من يرى أنّ روحية "التغيير" التي مثّلتها الحكومة في عدد من جوانبها تشكّل بحدّ ذاتها نوعًا من "الربح"، وإن كان ربحًا غير صافٍ، ويحتاج ليتجاوز الاختبار، علمًا أنّ البعض من يرى أنّ الحكومة الحالية تحقّق بعض الشروط التي وضعتها "ثورة 17 تشرين"، فالوزراء غير حزبيّين، ولو كان بعضهم محسوبًا على بعض القوى السياسية، وهي بالتالي حكومة "إصلاحية" في المقام الأول، وهنا بيت القصيد.
 
قد لا يكون الحديث عن ربح وخسارة مناسبًا الآن، فالمهام التي تقع على عاتق هذه الحكومة، والتي يؤكد عليها رئيسها قبل غيره، يفترض أن تكون أبعد ما تكون عن تسجيل النقاط بين هذا الحزب وذاك، وبالتالي فإنّ المطلوب من هذه الحكومة أن تركّز على العمل، حتى تكون فعلاً على قدر التطلّعات والتحدّيات، وحتى تشكّل "دافعًا حقيقيًا" للعهد الذي يحتاج إلى انطلاق ورشة الإصلاحات سريعًا، حتى يكون هو "الرابح الأكبر"!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الحکومة

إقرأ أيضاً:

القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين

2025-07-30hadeilسابق القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين انظر ايضاًالقائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين

آخر الأخبار 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق ألنور شاه حسينوف لـ سانا: تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، المزمع في الثاني من آب 2025، يمثل حدثاً تاريخياً ينتظره الشعبان الصديقان ويجسد عمق علاقات التعاون المشترك بين البلدين 2025-07-30معاون وزير الداخلية يبحث مع محافظ حمص تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين 2025-07-30وزير الصحة السوري يبحث مع القائم بأعمال البعثة الألمانية سبل التعاون المشترك 2025-07-30الشيخ ليث البلعوس: ضرورة العمل وفق أجندة سورية محضة تُعنى بخدمة السوريين وبناء دولة القانون 2025-07-30اللاذقية… تنظيم الأكشاك لتحسين الواقع الخدمي والجمالي 2025-07-30وزير التربية يتفقد مراكز لتصحيح الامتحانات في حمص ويطّلع على واقع ترميم المدارس المدمرة 2025-07-30وزارة الاتصالات تعلن عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية 2025-07-30دخول قافلة محروقات تحمل 120 ألف ليتر إلى محافظة السويداء-فيديو

صور من سورية منوعات دب يتسبب بإغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات جوية 2025-07-30 اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • لقاء بين الجميّل وسليمان بحث في التطورات وسبل تجاوز العقبات
  • اليوم.. «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
  • اليوم.. رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
  • «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة غدًا في مقر مجلس الوزراء بـ العلمين الجديدة
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • عائشة الماجدي: فارس النور مريض نفسي صراحة