طريق لطالما شهد ضحكات العابرين وأحاديثهم اليومية، انقلبت المشاهد فجأة إلى لوحة مأساوية لم يكن أحد يتخيلها، دقائق قليلة كانت كفيلة بأن تسلب الحياة من شاب لم يكن سوى عابر في زحام الحياة، لكن القدر كان له رأي آخر، رصاصة واحدة بدّلت كل شيء، وكتبت نهاية الشاب “أحمد مرجان”.

ليلة لم تهدأ فيها المحلة

لم تكن تلك الليلة كسابقاتها في مدينة المحلة الكبرى، بين أزقة المدينة العمالية، حيث تعج الشوارع بحكايات البسطاء، جاء الخبر كالصاعقة: “نجل صاحب مطعم مأكولات شهير سقط قتيلًا برصاص الغدر أمام نادي 23 يوليو"، وفي لحظة لم تستوعبها أعين المارة، انطلقت الرصاصة التي أطفأت نور حياة "أحمد مرجان"، الشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، ليرحل تاركًا وراءه حسرة ودموعًا لم تجف.

المطاردة في شارع البحر

لحظات قليلة بعد الجريمة، لم يكن هناك مجال للصمت أو الفرار، فقد اشتعلت شوارع المحلة بمطاردة غير مألوفة، الأهالي، الذين اعتادوا السير في شارع البحر الرئيسي دون أن يخطر ببالهم أن يصبح يومًا مسرحًا لمشهد درامي كهذا، لم يترددوا في ملاحقة المتهم، الذي حاول الهروب بعد أن أسقط ضحيته. 

لكن الغضب الشعبي كان أسرع من خطواته، فسقط في قبضتهم قبل أن تسلمه أيديهم إلى قوات الأمن التي وصلت سريعًا، لتطوي بذلك الصفحة الأولى من قصة مأساوية بدأت للتو.

احتشاد ودموع لا تجف 

بين جدران مستشفى المحلة العام، كان المشهد أشد وطأة، مئات الأشخاص احتشدوا أمام المشرحة، بعضهم من أقارب الضحية، وآخرون من أصدقائه، بينما وقف البعض الآخر لا يصدق أن شابًا كان قبل ساعات يسير بينهم بات الآن جثة هامدة بانتظار تقرير الطبيب الشرعي.

كان الصمت يخيم أحيانًا، لكنه لم يكن سوى مقدمة لانفجارات من البكاء والعويل كلما توافدت أسرة جديدة لتلقي نظرة أخيرة على "أحمد".

رصاصة واحدة.. تفاصيل تحقيقات الأجهزة الأمنية

لم تتأخر الأجهزة الأمنية في التحرك، فجاءت قوات الشرطة والقيادات الميدانية إلى موقع الحادث، وبدأت التحقيقات لكشف تفاصيل الجريمة، تحركات سريعة، أكمنة ثابتة ومتحركة، وبحث مكثف انتهى بالقبض على القاتل، "م.ن"، الذي لم يكن يحمل فقط سلاح الجريمة، بل كان يحمل على يديه دماءً لن تزول بمرور الأيام.

ما وراء الجريمة

التحقيقات الأولية كشفت أن الجريمة لم تكن مجرد حادث عابر، بل كانت نتيجة صراع انتهى بأسوأ طريقة ممكنة.. بإزهاق روح.. النيابة العامة لم تتوانَ في إصدار قراراتها: تشريح الجثة لكشف ملابسات الوفاة، وبدء التحقيق مع المتهم لكشف دوافع الجريمة الحقيقية.

المدينة العمالية.. تحت الصدمة

رحل "أحمد"، لكن الصدمة لم ترحل عن قلوب أسرته وأصدقائه، بل امتدت إلى كل من عرفوه أو سمعوا عنه، ربما تُطوى هذه الصفحة بعد أيام، وربما يمر الوقت وتعود الحياة إلى طبيعتها، لكن تبقى رصاصة "أحمد مرجان" شاهدًا على لحظة قاسية خطّت بالدم فصلاً جديدًا في حكايات المدينة العمالية.

بث مباشر من موقع الحادث

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حادث المحلة المزيد لم یکن

إقرأ أيضاً:

مصرع صاحب مصنع خزف صعقا بالكهرباء داخل مصنعه بالغربية

في حادث مأساوي هز قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، لقي صاحب مصنع خزف مصرعه إثر تعرضه لصعق كهربائي قوي أثناء مباشرته بعض الأعمال داخل المصنع، ليتحول يومه العادي إلى فاجعة مؤلمة لكل من يعرفه.

البداية كانت عندما تلقى مركز شرطة بسيون بلاغا من الأهالي يفيد بسقوط أحد الأشخاص داخل أحد مصانع الخزف بالقرية، وبعد انتقال قوات الشرطة وسيارة الإسعاف إلى موقع الحادث، تبين أن المتوفى هو عبد.ا.م، صاحب المصنع، والذي كان يقوم برفع "سكينة الكهرباء" الخاصة بالمصنع لإجراء بعض الإصلاحات البسيطة.

لكن القدر لم يمهله كثيرا، فبين لحظة وأخرى تعرض لصعق كهربائي قوي أفقده وعيه في الحال. حاول العاملون بالمصنع إسعافه ونقله إلى المستشفى المركزي ببسيون، إلا أن الأطباء أكدوا وفاته فور وصوله متأثرا بشدة التيار الكهربائي الذي اخترق جسده.

التحقيقات تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة

من خلال الفحص والتحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية تحت إشراف مديرية أمن الغربية، تبين أن الحادث وقع أثناء محاولة المتوفى إعادة تشغيل الكهرباء بعد انقطاع مؤقت داخل المصنع. وبحسب أقوال العمال، فقد اعتاد الرجل إصلاح الأعطال البسيطة بنفسه دون انتظار فني الكهرباء، لما كان يتمتع به من خبرة طويلة في إدارة المصنع.

وأشار شهود العيان إلى أن الراحل كان داخل غرفة الكهرباء وقت وقوع الحادث، وفجأة سمعوا صوت فرقعة قوية تلاها صراخ أحد العمال، ليهرع الجميع نحو الغرفة ويجدوه ملقى على الأرض دون حراك.

وقد أفاد تقرير مفتش الصحة المبدئي أن الوفاة ناتجة عن صعق كهربائي مباشر أدى إلى توقف عضلة القلب فورا، ولا توجد أي علامات تشير إلى وجود شبهة جنائية أو عنف خارجي.

وقامت الجهات الأمنية بتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بدفن الجثمان بعد صدور تصريح الدفن، واستكمال الإجراءات القانونية المعتادة في مثل هذه الحوادث.

الحزن خيم على قرية الفرستق، التي تعرف الراحل كأحد أبنائها البارزين في مجال صناعة الخزف، حيث شهد له الجميع بالأخلاق الطيبة وحب العمل والاجتهاد. وأكد الأهالي أن الفقيد كان دائم السعي لتطوير مصنعه وتوفير فرص عمل لشباب القرية، ما جعله يحظى بمكانة كبيرة في قلوب الناس.

ووجه الأهالي من خلال حديثهم رسالة تحذير إلى أصحاب المصانع والعاملين بها بضرورة الالتزام بإجراءات السلامة المهنية، والتعامل بحذر مع التيار الكهربائي، خاصة في الأماكن الصناعية التي تكثر بها المخاطر، مؤكدين أن حادث اليوم يجب أن يكون جرس إنذار لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.

وقد شهدت جنازة الراحل حضورا واسعا من أبناء القرية والقرى المجاورة، وسط حالة من الحزن الشديد والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

مقالات مشابهة

  • مصرع صاحب مصنع خزف صعقا بالكهرباء داخل مصنعه بالغربية
  • بالفيديو.. القصة الكاملة لتلوث مياه تنورين
  • القصة الكاملة لـ إحالة أوراق 4 متهمين إلى فضيلة المفتي في مدينة نصر
  • حقه لازم يرجع.. القصة الكاملة لمقتل التيك توكر يوسف شلش في مشاجرة المطرية
  • بعد اعتذار عمرو سلامة وأسماء جلال.. القصة الكاملة لأزمة فيلم شمس الزناتي2
  • مجدي الهواري يكشف عن أولى حكايات «لعبة جهنم» من «القصة الكاملة»
  • مجدي الهواري يعلن بدء تصوير لعبة جهنم من مسلسل القصة الكاملة
  • حكاية مليون جنيه ملهاش صاحب في زفتى بالغربية | تفاصيل
  • منجم “أسكي شهير”.. الكنز الذي يترقبه ترامب والعالم
  • الحقن الفاسدة تهدد حياة المشاهير بحادثين مؤسفين في أقل من 24 ساعة.. (ما القصة؟)