البوابة نيوز:
2025-07-31@08:39:48 GMT

غزة ليست للبيع.. والتاريخ لا يعترف بالمزايدين

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تصريحات ترامب حول إنكار حق العودة للفلسطينيين الذى بربد تهجيرهم من قطاع غزة ليست فقط مستفزة، بل تشكل جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم السياسية الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني، فهذا الحق مكفول بموجب القرار الأممي 194، الذي ينص بوضوح على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، إن إنكار هذا الحق والتخطيط لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم يضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع الشرعية الدولية، ويؤكد مرة أخرى أن سياسات ترامب تتماهى تمامًا مع الأجندة الصهيونية المتطرفة.

يحاول ترامب تسويق خطته القمعية بعبارات مضللة مثل "الفلسطينيون سيحصلون على مساكن أفضل بكثير"، زاعمًا أن تهجيرهم سيكون “بناءً لمكان دائم لهم”، لكن الواقع يؤكد أن هذه الخطط ليست إلا استكمالًا لمشاريع التهجير القسري التي بدأتها إسرائيل منذ نكبة 1948، الفلسطينيون في غزة لا يبحثون عن مساكن فارهة، بل يناضلون من أجل حقهم الطبيعي في العيش على أرضهم بحرية وكرامة، أي محاولة لفرض التوطين القسري عليهم، تحت أي غطاء كان، ستواجه بمقاومة شرسة من الفلسطينيين أنفسهم ومن كل الشعوب الحرة الرافضة لمخططات الاستعمار الجديد.

يبدو أن ترامب ينظر إلى المنطقة العربية باعتبارها "سوقًا" يمكن عقد الصفقات فيها كيفما شاء، متناسيًا أن قضية فلسطين ليست للبيع، وأن أي محاولة للضغط على الدول العربية لن تنجح في محو حقوق الفلسطينيين، إن تصريحات ترامب تكشف العقلية الاستعمارية التي تحركه، والتي تتعامل مع الدول والشعوب بمنطق الإملاء والإجبار، لكن الواقع يثبت أن الفلسطينيين، رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدهم لعقود، لن يقبلوا أن يكونوا ضحية جديدة لهذه الصفقات القذرة.

وقوبلت تصريحات ترامب بحالة من الغضب الشديد على المستويين الفلسطيني والدولي، حيث اعتبرت القيادة الفلسطينية هذه التصريحات "تطهيرًا عرقيًا معلنًا" ومحاولة لفرض واقع استعماري جديد على غزة. كما أكدت مصر والأردن رفضهما لأي خطط تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب سيادتهما الوطنية. وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء هذه التصريحات، محذرة من أن أي محاولة لفرض تهجير قسري للفلسطينيين ستشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وليس سرًا أن تصريحات ترامب تأتي في سياق التحالف الوثيق الذي يجمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى بدوره إلى استغلال الدعم الأمريكي غير المحدود لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. فقد سبق لترامب أن أعلن عن "صفقة القرن"، التي كانت تهدف إلى القضاء على حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة. واليوم، تعود هذه المخططات إلى الواجهة مجددًا تحت غطاء جديد، يهدف إلى إفراغ غزة من سكانها وفرض واقع ديمغرافي يخدم الاحتلال الإسرائيلي.

ما يتجاهله ترامب في حساباته السياسية هو أن الفلسطينيين في غزة أثبتوا عبر العقود أنهم شعب صامد، قادر على إفشال كل المخططات الرامية إلى اقتلاعه من أرضه. رغم الحصار والقصف والعدوان المتكرر، ظلت غزة عنوانًا للصمود والمقاومة، ولن تكون اليوم لقمة سائغة لمشاريع التصفية. فالاحتلال الإسرائيلي بكل قوته العسكرية لم يتمكن من كسر إرادة الفلسطينيين، ولن يستطيع ترامب، بتصريحاته العبثية، أن يفرض عليهم مستقبلًا لا يختارونه.

إن تصريحات ترامب الأخيرة حول غزة ليست مجرد تصريحات سياسية عابرة، بل هي إعلان حرب على القانون الدولي، وتكريس جديد لنهج الاستعمار والإقصاء، إذا كان ترامب يعتقد أن الفلسطينيين يمكن أن يبيعوا وطنهم مقابل وعود زائفة، فهو لم يفهم بعد أن فلسطين ليست للبيع، وأن غزة ستبقى فلسطينية، بأهلها وترابها ومقاومتها، وإذا كان يراهن على أن المال سيشتري صمت العالم، فالتاريخ يؤكد أن الحقوق لا تسقط بمرور الزمن، وأن الشعوب التي تدافع عن حريتها لن تهزمها تصريحات جوفاء من رئيس يجهل معنى الكرامة الإنسانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة ليست للبيع ترامب تصریحات ترامب

إقرأ أيضاً:

«البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي

منذ عودته إلى سدة الحكم، رفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا شعار «البرازيل أولًا»، ليس كنسخة مقلّدة من شعارات قومية أخرى، بل كتعبير صادق عن رغبة وطنية لكسر حلقة التبعية والهيمنة، وإعادة تعريف موقع البرازيل على الخريطة العالمية.

في زمن تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، وتتفكك فيه مراكز القوة التقليدية، قررت برازيليا أن تكون أكثر من مجرد قوة إقليمية: أن تصبح لاعبًا عالميًا له موقف مستقل، ورؤية مختلفة للعالم، بعيدًا عن الوصاية الغربية.

تسعى البرازيل اليوم لتكون رافعة جديدة للاقتصاد العالمي من خلال دورها المحوري في مجموعة «بريكس»، وتوسيع نفوذها في ملفات التنمية، والطاقة النظيفة، والمناخ، والغذاء، وأيضًا عبر سياسة خارجية متوازنة تراعي العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

في هذا السياق، برز موقفها المتقدم من قضايا الشرق الأوسط، وخصوصًا في دعمها لحل الدولتين في فلسطين، ورفضها القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وإدانتها للحصار على غزة، ما جعل منها صوتًا جنوبيًا حرًا يعيد التوازن في خطاب العلاقات الدولية.

ولا يمكن تجاهل الدور المتنامي للجاليات العربية في الداخل البرازيلي، لا سيّما من أصل لبناني وسوري وفلسطيني، التي تجاوزت عدة ملايين من السكان، وساهمت في تشكيل المزاج العام والسياسات، سواء في البرلمان أو الإعلام أو التجارة.

لقد أصبحت هذه الجاليات جسرًا ثقافيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، يعزّز من روابط البرازيل بالمنطقة العربية، ويجعلها في قلب الحسابات الجديدة لما بعد عصر الهيمنة.

ترامب ونظرة التسلط المستمرة

في هذا الإطار، يبرز موقف الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي لا يزال يتعامل مع أمريكا اللاتينية بعقلية الحرب الباردة. يعتقد ترامب أن البرازيل مجرد "حديقة خلفية"، وأن بإمكانه توجيه قراراتها، أو على الأقل ليّ ذراعها اقتصاديًا من خلال فرض ضرائب وعقوبات غير معلنة على صادراتها تحت ذرائع بيئية أو سياسية أو تجارية.

لكن هذه النظرة الفوقية تصطدم بواقع مختلف: البرازيل لم تعد تلك الدولة التي تُدار من واشنطن، بل باتت أكثر جرأة في رفض الإملاءات، وأكثر وعيًا بمصالحها القومية، كما ظهر في ملفات كبرى تتعلق بعلاقاتها مع الصين وروسيا، ورفضها التدخل في نزاعات لا تعنيها إلا من منظور العدالة الدولية، وليس الاصطفاف السياسي.

صراع الضرائب.. أم صراع السيادة؟

في الأشهر الأخيرة، تصاعد التوتر التجاري بين البرازيل وبعض القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في شكل ضغوط مالية وضرائبية تمس قطاعات استراتيجية في الاقتصاد البرازيلي، مثل الزراعة والتعدين والطاقة.

هذه "الإتاوات الجديدة" ليست مجرد أدوات ضغط تجارية، بل هي شكل من أشكال تقييد القرار السيادي، وإجبار البرازيل على إعادة تموضعها الجيوسياسي.

البرازيل من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بدأت في تعزيز شراكاتها مع دول الجنوب العالمي، والانخراط بعمق أكبر في مبادرات بديلة للنظام المالي الغربي، سواء عبر بنك التنمية التابع للبريكس، أو في تعزيز التجارة بالعملات المحلية بعيدًا عن الدولار.

هل تستطيع البرازيل المواجهة؟

الجواب نعم، ولكن بشروط، فالبرازيل تملك مقومات القوة: اقتصاد كبير ومتنوع يُعد من أكبر 10 اقتصادات في العالم، وموارد طبيعية هائلة تؤهلها لتكون قوة غذائية وطاقوية عظمى، وتحالفات استراتيجية مثل «بريكس+»، تمنحها بدائل للنظام الغربي، فضلًا عن رأي عام محلي بات أكثر وعيًا ورفضًا للهيمنة الأجنبية.

وفي المقابل، تحتاج إلى تحصين مؤسساتها السياسية ضد محاولات زعزعة الاستقرار، وإصلاح داخلي جاد يعالج التفاوت الاجتماعي ويعزز الثقة، وإعلام مستقل يستطيع أن يعبّر عن الرؤية الوطنية دون الوقوع في فخ الدعاية.

البرازيل والتاريخ المعاد كتابته

تخوض البرازيل اليوم معركة رمزية كبرى، ليست فقط على مستوى التجارة أو المناخ أو السياسة، بل على مستوى سردية «من يملك الحق في القرار».

لم تعد مستعدة لأن تكون تابعًا، بل شريكًا متكافئًا في كتابة فصول النظام العالمي الجديد.وكما قال أحد المحللين البرازيليين: «الاستقلال لا يُستعاد فقط من الاستعمار، بل من كل وصاية جديدة تتخفى خلف خطاب ديمقراطي أو بيئي أو أمني».

البرازيل إذن، ليست حديقة خلفية لأحد، بل غابة سيادية كثيفة، فيها ما يكفي من الجذور والأغصان لتقاوم الرياح القادمة من الشمال.

كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يلتقي نظيره البرازيلي في نيويورك لبحث جهود وقف إطلاق النار بغزة

رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن نخضع للضغوط

مقالات مشابهة

  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • «البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي
  • ترامب يعترف بوجود مجاعة حقيقية في غزة .. واشنطن تعتزم تعزيز جهود إيصال الغذاء
  • مفندا تصريحات نتنياهو.. ترامب يقر بوجود مجاعة في غزة
  • بيونغ يانغ تستبعد نزع سلاحها النووي.. العلاقة مع ترامب ليست كافية
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟