في ظل التوترات المستمرة في المنطقة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليهدد مجددا باتخاذ إجراءات قاسية في إطار ملف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، ولذلك تركزت تصريحات ترامب الأخيرة، على إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تلتزم حماس بإعادة جميع الرهائن بحلول موعد محدد. 

التزام حماس ببنود الاتفاق

وفي المقابل، أكدت حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق من طرفها، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو من لم يلتزم بتعهداته، وبينما تستمر الاتهامات المتبادلة، تتصاعد المخاوف من تداعيات هذه التطورات على مختلف الأصعدة، بما في ذلك تأثيرها على الوضع الاقتصادي العالمي وصناعة الشحن في البحر الأحمر.

من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن هذه التصريحات ليست جديدة في مضمونها، فهي تكرار لمواقف ترامب التي تعكس أسلوبه في ممارسة البلطجة العلنية بشكل فج.

 يسعى ترامب إلى إظهار نفسه كقادر على فرض إرادته دون قيود من داخل البيت الأبيض و أمام الكاميرات الإعلامية التي تروج له

وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن غزة تعرضت لإبادة جماعية استمرت 15 شهرا، بدعم أمريكي كامل وباستخدام ذخائر أمريكية الصنع، فما الذي يمكن أن يرتكب ضدها أكثر مما حدث بالفعل؟. 

وأشار أبو لحية، إلى أنه من الناحية القانونية، فإن أي اتفاق بين طرفين يفرض التزامات متبادلة، ووفقا لما أُعلن، هناك بروتوكول إنساني ملزم لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا لم يُنفذ على الإطلاق.

وتابع: "في الواقع، يواصل نتنياهو ممارسة الخداع والتضليل والتهرب من أي التزام، في إطار مخطط مشترك مع ترامب لتنفيذ جريمة التطهير العرقي في غزة. هذه الخطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى الخارج، والاستيلاء على القطاع لتحويله إلى منطقة استثمارية تخدم المصالح الأمريكية".

واختتم: "وهنا من المفترض ان يكون دور الوسيط الذي هو ضامن للاتفاق والتزام الطرفين بتنفيذ بنوده دون أي إخلال ،ولكننا نرى أن نتنياهو يستمد عدم التزامه بدعم كامل من الوسيط الأمريكي الذي يشجعه لعدم التنفيذ والالتزام".

ترامب يهدد حماس مجددا 

وبالفعل عاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تهديد حماس مجددا بورقة "الجحيم"، وقد هدد بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في حال عدم التزام حماس بإعادة جميع الرهائن بحلول ظهر يوم السبت المقبل. 

وجاء هذا التهديد في أعقاب تصريحات حركة حماس التي أكدت تأجيل تسليم الدفعة المقبلة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.

وفي سلسلة من التصريحات التي أدلى بها يوم الاثنين في البيت الأبيض، قال ترامب: "إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار". 

وكرر تهديداته السابقة، مؤكدا أن "أبواب الجحيم ستفتح إذا لم تعد حماس الرهائن من غزة"، مضيفا: "حماس ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد".

كما أشار ترامب إلى أنه قد يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لبحث اعتبار يوم السبت موعدا نهائيا للاتفاق. 

وأوضح أن القرار في النهاية سيكون بيد إسرائيل، ولكنه أضاف: "بالنسبة لي، إذا لم يتم التزام بالاتفاق بعد ظهر السبت، يجب أن ينتهي وقف إطلاق النار".

وأضاف: "لا يمكننا الانتظار كل سبت حتى يتم الإفراج عن 2 أو 3 رهائن من غزة"، مشيرا إلى أن الرهائن الذين تم الإفراج عنهم في الأسبوع الماضي كانوا في حالة صحية صعبة، وأن الانتظار أكثر ليس خيارا. 

ومن جهة أخرى، أكدت حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق طالما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي،  وقالت إنها "نفذت جميع التزاماتها بدقة وفي المواعيد المحددة". 

وأشارت إلى أن الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق وسجل العديد من الخروقات، وذكرت حماس في بيان لها أن تلك الخروقات شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف المواطنين بالقصف، وقتل العديد منهم، بالإضافة إلى إعاقة دخول المساعدات اللازمة مثل الخيام ومواد البناء، وأيضا تأخير دخول الأدوية ومتطلبات إعادة بناء المستشفيات.

وأضاف البيان أن حماس قد وثقت هذه الخروقات وأطلعت الوسطاء بها بشكل مستمر، ولكن الاحتلال واصل انتهاكاته. ودعت الحركة إلى ضرورة الالتزام الدقيق بالاتفاق وعدم إخضاعه للانتقائية في تنفيذ بنوده. 

كما أكدت أن تأجيل إطلاق الأسرى هو بمثابة رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط من أجل الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وأختتمت حماس بيانها بالتأكيد على أنها أعلنت هذا التأجيل قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، مع الحفاظ على إمكانية تنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه.

ومن جهة أخرى، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر قولها إن تصريحات ترامب قد تشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتخاذ قراراته في المجلس الوزاري الأمني والسياسي بشأن الاتفاق ومرحلته الثانية.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن خطة ترامب المتعلقة بحرب غزة والسيطرة عليها وتهجير الفلسطينيين قد تؤدي إلى تقلبات في صناعة الشحن في البحر الأحمر.

 فقد أثار إعلان ترامب الأخير مخاوف من أن جماعة الحوثي في اليمن قد تعيد تهديدها ضد السفن التجارية المارة في البحر الأحمر، وذلك بعد أن كانت قد أعلنت في الشهر الماضي عن توقف استهدافها لمعظم السفن بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وصرح جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن للشحن، بأن خطة ترامب حول غزة قد تزيد من الاضطرابات والتوترات في الشرق الأوسط، مما قد يطيل من أزمة البحر الأحمر. وأضاف أن الإعلان زاد من خطر أن لا يظل الحوثيون مكتوفي الأيدي في مواجهة هذه التطورات.

كما ساهم اقتراح ترامب بشأن غزة في تفاقم حالة عدم اليقين بشأن تأثير سياساته على التجارة وصناعة الشحن، حيث تذكر بعض الأوساط الاقتصادية تهديدات ترامب السابقة بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين والتي كانت قد أثارت مخاوف من حروب تجارية محتملة وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي وأرباح أصحاب السفن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب فلسطين قطاع غزة غزة الاحتلال وقف إطلاق النار الأسرى المزيد اتفاق وقف إطلاق النار ببنود الاتفاق البحر الأحمر حرکة حماس إلى أن إذا لم

إقرأ أيضاً:

ورقة أمريكية جديدة لإنهاء حرب غزة.. وويتكوف يعبر عن تفاؤله

قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن الإدارة الأمريكية على وشك إرسال ورقة شروط جديدة قد تشكل الأساس لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس. اعلان

كشف المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن اقتراب بلاده من تقديم ورقة شروط جديدة تهدف إلى التوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشمل صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل. وأعرب ويتكوف عن "شعور إيجابي" إزاء فرص التوصل إلى اتفاق يمكن أن يفتح الباب أمام تهدئة طويلة الأمد.

وفي تطور لافت، أعلنت حركة حماسأنها وافقت على إطار عام قدمه المبعوث الأمريكي يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مشيرة إلى أنها بانتظار الرد الرسمي عليه.

بدوره، نقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات أن الإدارة الأمريكية تأمل بأن تساهم الورقة الأمريكية الجديدة في ردم الهوة بين الطرفين، ما قد يفضي إلى اتفاق وشيك. وأشار أحد هذه المصادر إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي خلال أيام، في حال أبدى الطرفان قدراً من المرونة.

Relatedبرنامج الأغذية العالمي: حشد من الجوعى يقتحم مستودع مساعدات في غزةتحت وطأة المجاعة في غزة.. أم تبحث في أكوام القمامة لإطعام أطفالها نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة

في السياق نفسه، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس الأربعاء، بأن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في المفاوضات غير المباشرة مع حماس تحدثوا عن "تطور إيجابي" في فرص التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

معارضة داخلية واتهامات لنتنياهو

في المقابل، صعّد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، من لهجته المعارضة، واصفاً أي صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حركة حماس في هذه المرحلة بأنها "حماقة شديدة". وأكد أنه سيعارض بشدة أي اتفاق يمنح حماس فرصة لإعادة تنظيم صفوفها.

وادعى الوزير اليميني المتطرف أن حماس تمر بمرحلة انهيار بفعل الضغط العسكري وتبدلات آلية توزيع المساعدات، مشدداً على أن الخيار الوحيد المقبول من وجهة نظره هو فرض صفقة استسلام كاملة، تشمل إطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة، دون منح الحركة أي متنفس.

وتواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً متصاعدة من المعارضة وعائلات الأسرى، الذين يتهمونه بإطالة أمد الحرب إرضاءً للتيار اليميني المتشدد داخل حكومته، حفاظاً على مصالحه السياسية وإستمراره في الحكم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • كيف ردَّت حمـ.ـاس على مقترح «ويتكوف» بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟
  • مظاهرة بالجرافات في تل أبيب تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط وترامب يتحدث عن اتفاق وشيك بغزة
  • ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا
  • ترامب: نقترب من اتفاق بشأن غزة وسأبلغكم اليوم أو غدا
  • ماذا يتضمن المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بغزة؟
  • مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار مع حماس
  • تسريب نص مبادرة مبعوث ترامب لوقف إطلاق النار في غزة
  • ورقة أمريكية جديدة لإنهاء حرب غزة.. وويتكوف يعبر عن تفاؤله