المملكة العربية السعودية تعزز مرونة الرعاية الصحية من خلال إنتاج الأنسولين المحلي
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
مع تحرك المملكة العربية السعودية نحو الاكتفاء الذاتي من الرعاية الصحية في إطار رؤية 2030، أصبح توطين تصنيع الأدوية الحيوي أولوية حاسمة. وفي خطوة كبيرة إلى الأمام، وقعت سانوفي العام الماضي اتفاقية مع شركة سدير للأدوية ونوبكو وتقوم بنقل خبرتها العالمية في إنتاج الأنسولين إلى المملكة، مما يضمن إمدادات أكثر مرونة من العلاج عالي الجودة لمرضى السكري.
قالت لمى صالح، المدير العام للأدوية العامة، سانوفي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج مع معدل انتشار مرض السكري يبلغ 18.7٪، أطلس IDF الطبعة العاشرة، تقرير مؤشر IDF T1D من بين أعلى المعدلات في العالم، تواجه المملكة العربية السعودية حاجة ملحة لتأمين إمدادات مستقرة وموثوقة من الأنسولين. تعتمد المملكة تاريخيا على الواردات، وتتحول الآن نحو الإنتاج المحلي، وهي خطوة من شأنها أن تعزز بشكل كبير الأمن الدوائي الوطني وتضمن وصولا أكبر إلى العلاج المنقذ للحياة لمئات الآلاف من المرضى.
تؤكد لمى صالح، المدير العام للأدوية العامة في سانوفي السعودية والخليج، على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية في تعزيز مرونة الرعاية الصحية. ومن خلال التعاون مع سدير للأدوية ونوبكو، تقدم سانوفي خبرتها التي تمتد لقرن من الزمان في مجال رعاية مرضى السكري إلى المملكة العربية السعودية، حيث تؤسس مع شركة سدير للأدوية منشأة حديثة لإنتاج الأنسولين تقوم بتصنيع وتجميع وتعبئة أقلام الأنسولين المتقدمة “سولو ستار” داخل المملكة.
وبمجرد تشغيلها بالكامل، ستتمكن المنشأة من إنتاج ما يقرب 15 مليون قلم أنسولين سنويا، مما يلبي الاحتياجات العلاجية ل 500,000 مريض في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يغطي هذا الإنجاز الإنتاجي 70٪ من مرضى السكري الذين يتلقون الأنسولين في المملكة، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية ويعزز الأمن الصيدلاني.
“هذه المبادرة تدور حول أكثر من مجرد تصنيع. يتعلق الأمر بضمان حصول المرضى بشكل مستمر على الأنسولين عالي الجودة، المنتج محليا لتلبية احتياجاتهم. ومن خلال نقل التكنولوجيا، نساعد في تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والمساهمة في مستقبل تكون فيه الأدوية الأساسية في متناول اليد دائما”.
خطوة استراتيجية نحو رؤية 2030
يتماشى توطين إنتاج الأنسولين مع برنامج تحول القطاع الصحي الأوسع نطاقا، وهو ركيزة أساسية لرؤية 2030 التي تركز على تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وتعزيز الابتكار الطبي، وتعزيز القدرات الصيدلانية الوطنية. من خلال تطوير مرافق التصنيع عالية التقنية والاستثمار في المواهب المحلية المتخصصة، تدعم هذه المبادرة هدف المملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزا إقليميا لإنتاج الأدوية الحيوية.
بالنسبة لسانوفي، يتجاوز هذا الاستثمار تلبية احتياجات المرضى الفورية. فيتعلق الأمر أيضا ببناء الخبرات المحلية ونقل المعرفة وتعزيز الابتكار داخل المملكة. “نحن لا ننتج الأنسولين فقط. نحن نمهد الطريق للجيل القادم من المهنيين السعوديين، وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة للريادة في علوم الحياة والمستحضرات الصيدلانية الحيوية.”، توضح لمى صالح.
مستقبل الاكتفاء الذاتي للرعاية الصحية
تكتسب جهود المملكة العربية السعودية لتوطين إنتاج الأدوية زخما، ويعتبر تصنيع الأنسولين خطوة جريئة وعلامة فارقة في تحقيق مرونة الرعاية الصحية الوطنية. مع زيادة الطاقة الإنتاجية ونقل التكنولوجيا المتقدمة والاستثمار في الخبرات المحلية، تنفذ المملكة استراتيجيتها لاستدامة الرعاية الصحية على المدى الطويل.
بالنسبة لمرضى السكري والمتخصصين في الرعاية الصحية والمجتمع الأوسع، يمثل هذا التحول حقبة جديدة في مشهد الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، حيث تؤدي الأدوية عالية الجودة المنتجة محليا إلى نتائج صحية أفضل للجميع
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة العربیة السعودیة إنتاج الأنسولین الرعایة الصحیة فی المملکة من خلال
إقرأ أيضاً:
صفقات قياسية تعزز مكانة المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور بصفته محركًا ثقافيًا واقتصاديًا
البلاد (الرياض) شكّل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور منذ انطلاقه، محطة سنوية بارزة في أجندة الفعاليات المتخصصة، بوصفه أحد أكبر المنصات العالمية لتبادل نخبة سلالات الصقور.
ويأتي هذا المزاد ضمن سلسلة الفعاليات التي ينظّمها نادي الصقور السعودي سنويًا، الذي رسّخ مكانته بوصفه وجهة عالمية متخصصة تجمع نخبة مزارع إنتاج الصقور من داخل المملكة وخارجها، مما يجعله أحد أبرز المزادات على مستوى المنطقة والعالم، ويتميز بعرض نخبة السلالات وسط حضور كبير من الصقارين والمستثمرين والخبراء والمهتمين في هذا المجال.
ويشهد المزاد في كل عام صفقات بيع تعكس التطور المتسارع للسوق، وارتفاع مستوى الطلب على الصقور المنتجة في المزارع المحلية والدولية، مما يعزز القيمة الاقتصادية لهذا القطاع المتنامي، ويؤكد تحوله إلى صناعة متخصصة ذات بُعد اقتصادي وثقافي واستثماري.
وقد سجّل المزاد عام 2021 صفقة تاريخية هي الأعلى في تاريخه حتى الآن، حيث بيع صقر من إنتاج مزرعة “باسيفيك نورث ويست فالكونز” الأمريكية بقيمة بلغت 1.75 مليون ريال، مما عكس القيمة المتزايدة لهذا القطاع الواعد.
وينطلق مزاد هذا العام خلال الفترة من 5 إلى 25 أغسطس 2025، وسط توقعات باستقطاب عدد أكبر من المشاركات من مزارع الإنتاج الرائدة عالميًا، إلى جانب مشاركة واسعة من المزارع المحلية، مما يعزز مستوى التنافس ويتيح فرصًا جديدة للتبادل التجاري ونقل الخبرات، كما يوفر المزاد بيئة معرفية مثالية للصقارين والمربين للتعرف على أحدث أساليب التربية والإنتاج، والاطلاع على تطور السلالات وأساليب التدريب.
ومن خلال الصفقات النوعية والفعاليات المتخصصة، يؤكد المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور مكانته بصفته وجهة مؤثرة اقتصاديًا، يعكس شغف المجتمع بالصقور ويواكب تطورات الصناعة على المستويين المحلي والدولي، وبينما يستعد لاستقبال مزاد عام 2025، يترقب الصقارون من مختلف أنحاء العالم ما سيحمله المزاد من صفقات مميزة ومشاركات قيّمة، تؤكد أن هذا القطاع في مسار تصاعدي نحو التوسع والابتكار.