الكُرة في ملعب قائد الجيش إن كان جادا في تصريحاته الأخيرة!
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
ان كان الفريق البرهان صادقا في أقواله الأخيرة فعليه أن يقرن القول بالعمل. سيكون عليه أن يصدر قرارا بقبول التفاوض مع الطرف الآخر، ويعمل على وقف الحرب فورا ووقف معاناة المدنيين الأبرياء بسبب هذه الحرب العبثية.
سيكون قرار اختيار السلام ووقف الحرب هو المحك، فالجميع يعلمون انّ الكيزان هم من وقف خلف رفض استئناف التفاوض، هم من اقتضت مصلحتهم استمرار الحرب.
الانتقال الذي يتحدث عنه قائد الجيش، يجب أن يعيده الى حكومة تكنوقراط من قوى الثورة، تسعى بعد وقف الحرب في رتق الجروح وإعادة الاعمار وتعويض الضحايا، والتحقيق في الانتهاكات التي وقعت اثناء الحرب من كل الأطراف، والتحقيق في الأسباب التي قادت الى الحرب والظروف التي أدت لاستمرارها وتقديم المجرمين للعدالة المحلية او القضاء الدولي.
لقد أدت الحرب الى تعقيد كل المشاكل التي تعاني منها هذه البلاد، تراكمت المظالم التي لحقت بالمواطنين الأبرياء من موت وانتهاكات وتشتت لشمل الأسر ونزوح وفقدان للموارد ودمار للممتلكات، وضياع لمستقبل الأبناء في ظل توقف العملية التعليمية. فبحسب تقارير بعض المنظمات الدولية فان حوالي 90 في المائة من الأطفال في سن الدراسة لا يستطيعون الذهاب للمدرسة.
أدت الحرب الى دمار شبه كامل لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية التي كانت تعاني أصلا من الإهمال والضعف، يجب ان تهتم الحكومة المدنية بوضع خطط عاجلة لتنمية الأقاليم والاستفادة من تجربة الحرب الكارثية في عدم تركيز التنمية في جهة واحدة، ولا شك ان التوزيع العادل للثروة وللتنمية سيكون صمام أمان لعدم تكرار مأساة الحرب، وسيقود لتشجيع الإنتاج والاستفادة من الإمكانات الكبيرة لهذه البلاد، بل ولجم مطامع كل طامع في ثروات بلادنا.
سيكون من مهام الحكومة المدنية افراغ المدن والتجمعات السكانية من اية مظاهر عسكرية، ووضع الجيش بعد إعادة هيكلته ودمج كل الفصائل فيه، في المكان الطبيعي للجيوش كما يحدث في كل الدول التي تحترم مواطنيها وتحتكم للقانون في تنظيم كل مؤسسات الدولة. سيكون من أولويات الحكومة المدنية الاهتمام بالتعليم، إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية ودعمها وجعل التعليم اجباريا ومتاحا مجانا لكل الناس.
كما قادت الحرب الكارثية الى فتن بين المكونات الاجتماعية، بسبب الاستقطاب والتحشيد القبلي، سيكون على الحكومة المدنية القادمة مهام صعبة لكنها ليست مستحيلة لرتق الجروح، وتقريب المسافات بين أبناء الوطن وإزالة كل أسباب الفرقة التي عمّقتها الحرب.
سيكون تصفية النظام القديم واستعادة الأموال المنهوبة من مهام الحكومة المدنية الانتقالية، أشعل المؤتمر الوطني الحرب للالتفاف على ثورة ديسمبر، ولخلق واقع جديد يتيح له ليس فقط الهروب من المساءلة والمحاسبة على جرائم الثلاثة عقود من حكمهم الاجرامي، بل والعودة الى السلطة. سيظل هذا التنظيم أكبر مهدد لاستقرار ووحدة وسلام هذه البلاد وتعايش أهلها، إن لم تتم تصفيته ومحاسبة كل قادته وناشطيه على كل الجرائم التي ارتكبت طوال الست وثلاثين عاما الماضية، منذ استيلاء التنظيم على السلطة وحتى هذه اللحظة.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکومة المدنیة وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
صحفي إسرائيلي: زامير يدرس الاستقالة من منصبه
القدس المحتلة-ترجمة صفا
قال صحفي إسرائيلي، يوم الجمعة، إن التوتر بين قائد الأركان إيال زامير والمستوى السياسي قد بلغ ذروته، على خلفية الحرب على قطاع غزة وانعدام الأفق لنهايتها.
وجاء على لسان الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن هذا الأسبوع حاسم لمستقبل الحرب، وأن زامير بات يفكر بالاستقالة مع استمرار التصادم مع المستوى السياسي.
وأضاف برنيع في مقاله له ضمن عدد اليوم من الصحيفة، "الأزمة بين رئيس الأركان إيال زامير والمستوى السياسي حقيقية، وإذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، فإنها ستتعاظم".
وأضاف أن الأزمة قد تصل إلى نقطة يدرس فيها قائد الأركان الاستقالة من مهام منصبه.
وأشار إلى أنه سيكمل غدًا السبت 150 يومًا في هذا المنصب دون تمكنه من إحداث تغيير جوهري في مسار الحرب.
وقال: "هناك طلقة واحدة في فوهة البندقية.. متى سيستخدمها زامير وأين لا أعرف، لكن ما أعرفه أن الطلقة جاهزة".