صراع أجندة جديدة في ميدان الاتحاد الأفريقي
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
في البيان الذي أصدره نائب رئيس مجلس السيدة مالك عقار بخصوص محاولة الأمارات فرض أجندة على السودان من خلال دعوتها لمؤتمر خاص بالشأن السوداني في 14 فبراير 2025م على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بمشاركة منظمات دولية و إقليمية كالأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و دولة الأمارات و أثيوبيا إلي جانب دول أخرى منها مصر التي رفضت الموافقة بالحضور.
قبل يومين انفرط عقد تحالف "تقدم" تحت إدعاء أن هناك كتلة تريد أن تعلن حكومة موازية إلي الحكومة في بورسودان بالتحالف مع "ميليشيا آل دقلو" و في الأراضي التي تسيطر عليها، و هذا الفصيل يريد أن يمارس سياسته على المكشوف في الخضوع الكامل إلي الميليشيا، و الفصيل الأخرى الذي أطلق على نفسه تحالف " صمود" يريد أن يتدثر بأنه تحالف يسعى لوقف النار، و أنه محايد، و لكن أفعاله تبين أنه يعتبر الجانب السياسي الذي توظفه الأمارات في مخططاتها و يخدم مشروعها لكي تنجح في مؤامرتها على السودان..
أن أول عمل لتحالف " صمود" بدأ بمساعدة الأمارات في مسعاها لكي تنجح في عقد المؤتمر الذي دعت إليه في 14 إبريل 2025م.. ليس غريبا أن يبعث تحالف " صمود" برئاسة عبد الله حمدوك بأول رسالة له إلي مجلس السلم و الأمن الأفريقي حول الأزمة السودانية التي سوف يتناولها المجلس في جلسته يوم 14 إبريل 2025م و طالب المجلس في الرسالة قال فيها (يجب تسليط الضوء على مأساة الحرب في السودان عالميا، و جعلها أولوية ضمن الأجندة الدولية نظرا لما تشكله من تهديد خطير للسلم و الأمن الإقليمي و الدولي.. و العمل من أجل وقف إطلاق النار، و إطلاق عملية حوار سوداني مدني توفر إطارا لإقرار سلام شامل، و يجب التأكيد على غياب الشرعية في السودان، و رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون مشروطا بتحقيق تقدم فعلي في وقف الحرب) هذه الرسالة تبين أن الإنقسام ليس لآن هناك خلافا حدث في الوسائل أنما الانقسام بهدف توزيع العمل حسب ما يتطلبه الكفيل..
في ذات الوقت نجد أن الحزب الجمهوري أصدر بيانا فك فيه أرتباطه بطرفي " تقدم" الذان افترقا و قال الجهوريون ( إننا نود أن نعلن للشعب السوداني إن الحزب الجمهوري لن يكون طرفا منتميا تنظيميا لأي من المجموعتين بغض النظر عن التكييف الجديد الذي قد يتبناه كليهما من خلال منابره في مواجهة دعاة الحرب و أعداء التحول الديمقراطي) و لماذا ابتعد الجمهوريون عن الجانبين؟.. هل لآن المرحلة تتطلب العمل من خلال ذواية مختلفة كل واحدة تحاول أن تؤدي الدور المناط بها ؟.. خاصة أن قطبي الحزب الجمهوري النور حمد و عمر القراي هم أكثر العناصر الذان كانا مفتونين " بقوة و شراسة عناصر الميليشيا" كما جاء في أقواليهما.. هل كل ذلك الغزل في الميليشيا أصبح دخان قد انطفأت ناره؟..
إذا كان الجيش قد أنتصرت في معاركه في تحرير ولايتي سنار و الجزيرة و أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير العاصمة، هذه الانتصارات لا تعني توقف المؤامرة على البلاد، و أن الانتصارات قد تؤدي إلي إعادة التفكير في الجوانب التي تقف مع الميليشيا و أيضا الجانب الداعم للجيش في ترتيب الأولويات وفقا لنتائج ساحة المعارك، و أيضا تغييرات طفيفة في الأجندة، و لكن ليس هي نهاية للمؤامرة، و التي سوف تأخذ أشكالا و طرقا مختلفة، و تحاول عناصرها أن تحدث تغييرا في طريقة عملها و توزيع الأدوار وفقا لمتطلبات المرحلة..
أن انقسام " تقدم" إلي ثلاثة مجموعات واحدة لتشكيل حكومة و أخرى للعمل السياسي و الثالثة يمثلها الجمهوريين سوف تكشف الأيام المهمة التي أوكلت لهم.. أن غزل القراي و النور حمد يؤكد أن الرباط بينهما قويا مايزال و أن الظرف تطلب ذلك حتى يصبح تناول القضية من عدة جوانب حتى يعتقد المراقبون أن هناك تيارات مختلفة مناهضة لتيار " الجيش و الشعب".. أن التيار الداعم للجيش من قبل الشعب يحتاج إلي إعادة ترتيب أيضا في الأجندة أن يجعل الأولوية للمعركة حتى يتم الانتصار الكامل، و أية أجندة أخرى سوف تؤثر سلبيا على هذا التيار.. التيار متفق على موقف موحد مع الجيش ضد الميليشيا و اتباعها، و لابد من هزيمتها حتى لا تعود مرة أخرى للساحتين " العسكرية و السياسية" أن دخول أية أجندة سياسية سوف تباعد بين الناس الآن.. و معلوم أن هزيمة الميليشيا تعني تغيير في الساحة السياسية و أن الحرب سوف تبرز قيادات جديدة.. و أي حديث لمفاوضات و تسويات سياسية بوجود الميليشيا تعني العودة إلي أجندة ما قبل الحرب..
أن الانتصارات التي حققها الجيش و صمود الشعب معه تعد السبب الرئيس التي أدت إلي تغيير يطال تحالف " تقدم" و هو تغيير بهدف ترتيب و توزيع المهام و ليس إختلاف في الرؤى. و كما قال البعض منهم لوسائل الإعلام أن الخلاف في الذي حدث داخل " تقدم" بسبب اختيار الوسيلة " تشكيل حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها الميليشيا" و الوسائل لا تؤدي إلي انشقاقات تحمل أسماء جديدة.. أن تحالف " تقدم" نفسه قد أصبح معيقا للحركة بسبب رفض الشعب له، و كان لابد من التغيير.. و مادامت القيادات نفسها هي التي تدير التحالفات الجديدة سوف لن يؤدي ذلك لتغيير في طريقة التفكير.. و الكفيل نفسه لا يريد قيادات تفكر بل يريد قيادات مطيعة تنفذ ما يملأ عليها.. فالمعركة دخلت طورا جديدا، و يجب على قيادة الجيش أن تحافظ على الرباط مع الشعب بتوحيد الأجندة، و ليس الدخول في خلافات بسبب أجندة جديدة لم يأت وقتها.. نسأل الله حسن البصيرة..
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی على السودان
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: مصر قادرة على قيادة تحالف دولي لإنهاء الحرب ورفع حصار غزة
أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن مصر تمثّل الدولة المحورية الأولى في جهود كسر الحصار عن قطاع غزة، مشددًا على أن القاهرة تمتلك مفاتيح المبادرة لوقف الحرب المستمرة، خاصة إذا قاد الشعب المصري والأزهر الشريف والقيادة السياسية تحالفًا إقليميًا بالتعاون مع تركيا والسعودية وقطر.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الاتحاد الفعلي بين الكتلة العربية والإسلامية ـ من إندونيسيا وماليزيا وتركيا وصولًا إلى دول الخليج العربي ودول المغرب العربي ـ كفيل بخلق ضغط سياسي وإنساني دولي حقيقي قادر على فرض وقف لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة ملايين المدنيين الفلسطينيين.
وأشار الصلابي إلى أن مصر ليست فقط بوابة جغرافية، بل هي ركيزة سياسية وروحية للعالم الإسلامي، مؤكدًا أن الفرصة التاريخية أمام القاهرة الآن هي في توجيه دفة المبادرة لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين، داعيًا في الوقت نفسه الشعب المصري إلى الوقوف بثقله مع القضية الفلسطينية، كما فعل دائمًا في محطات تاريخية مفصلية.
ونوّه الصلابي إلى ضرورة بلورة موقف جماعي واضح لدول الخليج وتركيا وباكستان وقطر والسعودية، داعيًا إياها إلى الانضمام لتحالف صريح يدعم الجهود المصرية لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، مضيفًا: "إذا توحّد صوت العالم الإسلامي، فلن تستطيع أي قوة أن تستمر في الحرب أو أن تفرض حصارًا على أطفال ونساء غزة."
وشدد على أن أي جهد مخلص لوقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني هو موضع ترحيب، سواء كان على المستوى الشعبي أو الرسمي أو من خلال المؤسسات الدينية والإنسانية المستقلة.
وجدّد الصلابي دعوته إلى الأزهر الشريف باعتباره "منارة الاعتدال والقيادة الروحية للعالم الإسلامي"، من أجل أخذ زمام المبادرة وتحريك الضمير العالمي، والعمل مع علماء الأمة لإطلاق تحالفات واسعة تستند إلى شرعية دينية وأخلاقية، وليس فقط سياسية.
وأضاف: "الحل بيد مصر والأزهر والشعب المصري، وإذا توفّر لهم الدعم من الدول الكبرى في العالم الإسلامي، يمكنهم أن يقودوا تكتلًا إقليميًا ودوليًا يُجبر الاحتلال على وقف الحرب فورًا".
السيسي يناشد ترامب.. والمساعدات تتحرك من مصر
تتزامن تصريحات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع تصاعد التحركات الدبلوماسية المصرية لاحتواء الكارثة الإنسانية في غزة. فقد وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، وخاصة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحثه على بذل الجهود الكفيلة بوقف الحرب وإنهاء الحصار.
وقال السيسي في خطاب رسمي بثه التلفزيون المصري: "أوجه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي، بإمكانياته، بمكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإنهاء هذه المعاناة."
وأضاف: "نبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة"، مؤكدًا أن مصر لا تمنع المساعدات عن القطاع، لكنها بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الجانب الإسرائيلي لتأمين مرور القوافل.
وقد بدأت بالفعل شاحنات مساعدات بالتحرك من مصر نحو قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن هدن إنسانية مؤقتة وممرات آمنة في بعض مناطق القطاع، رغم استمرار الحرب وغياب اتفاق وقف إطلاق نار شامل، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة.
في المقابل، شدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على أن الحل لا يكمن في مبادرات إنسانية قصيرة، بل في فتح ممرات ثابتة وتدفق طويل الأمد للإمدادات، محذرًا من اقتراب غزة من مجاعة شاملة تهدد حياة أكثر من 100 ألف طفل.
غزة تحت الحصار والمجاعة
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تتقاطع المجاعة مع حرب إبادة جماعية، تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، وسط تجاهل صارخ لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي إغلاق معابر غزة بالكامل أمام المساعدات الإنسانية والطبية، في تصعيد واضح لسياسة التجويع، بينما تحذّر منظمات أممية من خطر موت جماعي وشيك.
وبحسب أحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية حتى يوم الأحد 133 شهيدًا، بينهم 87 طفلًا. في حين تخطّى العدد الإجمالي لضحايا الحرب، وفقًا للوزارة، 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المرحلة الراهنة تتطلب تحالفًا حقيقيًا لا بيانات رمزية، مشيرًا إلى أن المبادرة الإسلامية يجب أن تنطلق من الأزهر الشريف والشعب المصري، بدعم صريح من قطر والسعودية وتركيا والدول الكبرى في العالم الإسلامي.
ويختم الدكتور الصلابي بالقول: "إذا التقى صوت الأزهر وضمير الأمة مع الإرادة الشعبية والقرار السياسي، فلن تقف أي قوة أمام إنهاء الحرب وإنقاذ أهل غزة."