المنتجات السودانية تنتشر في السوق الأوغندي
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
كمبالا – مشاهد تبرز بوضوح للزائرين إلى العاصمة الأوغندية كمبالا؛ حيث تنتشر المتاجر السودانية على جانبي الطرق في المدن الكبرى وحتى داخل الأحياء الصغيرة، لبيع المنتجات السودانية التي دخلت السوق الأوغندية بشكل ملحوظ خلال العام الماضي.
أوغندا، التي تأوي أكثر من 64 ألف لاجئ سوداني وفقا لإحصائيات مفوضية اللاجئين، أصبحت سوقا رئيسة للمنتجات السودانية، وهذا أدى إلى انتشار الثقافة السودانية في العديد من المناطق التي يقطنها السودانيون من لاجئين وتجار.
منتصر الهادي، شاب يدير متجرا صغيرا في كمبالا، يقول إنه بدأ هذا المشروع بعدما استلهم الفكرة أثناء وجوده في السودان، ونجح في تنفيذه خلال إقامته بأوغندا التي استمرت لعام ونصف حتى الآن.
ويشير إلى أن أبرز المنتجات السودانية المطلوبة تشمل العدس، والفول السوداني، والفول المصري، والطحينية، والجبنة السودانية، مؤكدا أن الطلب على هذه المنتجات مرتفع للغاية.
كما يوضح أن بعض المنتجات السودانية، مثل الحلويات، البُن، والبلح، حظيت بقبول بين الأوغنديين بسبب مذاقها الجديد وجودتها العالية.
بحسب الدكتور بدر الدين خلف الله، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة لاتحاد أصحاب الأعمال السودانيين في أوغندا، فإن السوق السوداني له جذور تمتد إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث ازدهرت التجارة السودانية آنذاك. وتُظهر الإحصائيات الرسمية وجود أكثر من 500 متجر سوداني متنوع في مجالات مثل المطاعم، الكافيهات، المواد الغذائية، والحرف.
وأضاف أن هذه الاستثمارات، التي تتراوح قيمتها بين 500 ألف ومليون دولار، لعبت دورا في دعم الاقتصاد الأوغندي من خلال إيجار العقارات، ودفع الضرائب، وتوفير فرص عمل لليوغنديين.
إعلانوأشار خلف الله إلى أن الخبز السوداني يُعد من أبرز المنتجات التي انتشرت في السوق الأوغندي، إلى جانب البهارات، وزبدة الفول السوداني (الدكوة)، والعطور السودانية (البخور)، مؤكدا أن تزايد أعداد السودانيين في أوغندا ساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الثقافة.
تأثير السودانيين على الاقتصاد الأوغندييرى خلف الله أن السودانيين الذين جاؤوا بأموالهم للاستثمار أسهموا في تطوير قطاع العقارات في أوغندا، حيث شهدت أسعار الإيجارات ارتفاعا ملحوظا. كما أدى نشاط السودانيين إلى نمو مناطق مثل وسط المدينة بكمبالا، التي شهدت بناء أبراج جديدة ومجمعات تجارية.
الوجبات السودانية في أوغندامحمد صديق، صاحب مطعم الفردوس في كمبالا، يؤكد أن الوجبات السودانية مثل الكسرة بملاح البامية، والتقلية، والعصيدة تجد إقبالا واسعا، خاصة بين السودانيين والجنوب سودانيين والصوماليين، فضلا عن سكان غرب أفريقيا.
ويضيف أن بعض الوجبات، مثل ملاح البامية والملوخية، أصبحت مرغوبة لدى الأوغنديين لاعتقادهم بفوائدها الصحية، وخاصة لمرضى السكري.
ويختتم صديق بأن هذا الإقبال يعكس تداخل الثقافات بين السودانيين والمجتمعات الأخرى المقيمة في أوغندا، مما يعزز من حضور المنتجات والوجبات السودانية في السوق الأوغندي.
يقول الخبير المصرفي والاقتصادي المقيم في أوغندا، الأستاذ مبارك محمد حسين، إن الأسواق الأوغندية تحتاج إلى وقت طويل لتقبل المنتجات الخارجية والاندماج مع الثقافات الأخرى، نظرا لاعتمادها الكبير على منتجات ووجبات رئيسة محددة، بالإضافة إلى طبيعة الاقتصاد المحلي الذي يعاني من محدودية الموارد. ومع ذلك، استطاع السودانيون اختراق السوق الأوغندي بشكل ملحوظ، حيث وجدت منتجات مثل التمور السودانية (البلح السوداني)، الفول السوداني، وبعض الحلويات قبولا واسعا بين السكان المحليين.
إعلانوأشار حسين في حديثه لـ"الجزيرة نت" إلى أن صغار المنتجين السودانيين ساهموا في تحريك الميزان التجاري في أوغندا من خلال مشاريع استثمارية مبتكرة، شملت تصدير محاصيل زراعية مثل الأفوكادو، والأناناس، وفاكهة الجاك فروت إلى الأسواق الخارجية، مما انعكس إيجابا على الاقتصاد الأوغندي. وأوضح أن بعض الشباب السودانيين أنشؤوا جمعيات زراعية في منطقة "بيالي" بجنوب أوغندا، مما يعكس دورهم في تعزيز الأنشطة الإنتاجية.
ويرى حسين أنه من السابق لأوانه تقديم أرقام دقيقة حول تأثير المنتجات السودانية على الاقتصاد الأوغندي أو حجم إسهام السودانيين في الصادرات الوطنية، لأن التجربة ما زالت حديثة ولم تُدمج بالكامل في دورة الصادرات الرسمية. لكنه أضاف أن تقديرات أولية تشير إلى أن نسبة إسهام السودانيين في إجمالي الصادرات الأوغندية تبلغ حوالي 5%، وذلك رغم أن معظم المصدرين السودانيين بدؤوا نشاطهم منذ أقل من عام.
بهذا الشكل، يتضح أن المنتجات السودانية ليست فقط عناصر تجارية، لكنها أيضا وسيلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين السودان وأوغندا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السودانیین فی فی أوغندا إلى أن
إقرأ أيضاً:
السكة الحديد تواصل نقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية
واصلت الهيئة القومية لسكك حديد مصر مشاركتها في تنفيذ مشروع العودة الطوعية للأشقاء السودانيين، حيث انطلق صباح اليوم السبت الموافق 13 ديسمبر 2025 القطار رقم (1940) من محطة مصر بالقاهرة متجهًا إلى محطة السد العالي بأسوان، وعلى متنه (1028) راكبًا سودانيًا، وذلك ضمن الرحلة رقم (38) من القطارات المخصصة لخدمة هذا المشروع .
يأتي ذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة المصرية لدعم الأشقاء السودانيين، وتيسير عودة آمنة ومنظمة إلى وطنهم، حيث ارتفع إجمالي عدد من تم نقلهم عبر الرحلات المنتظمة لقطارات الهيئة إلى نحو (36600) راكب منذ انطلاق المشروع .
ومن المقرر أن يصل القطار إلى محطة السد العالي في تمام الساعة 23:40 مساءً، على أن يعود القطار ذاته من أسوان في الساعة 11:30 صباح اليوم التالي ضمن خطة التشغيل لتلبية احتياجات جمهور الركاب.
وأكدت الهيئة القومية لسكك حديد مصر استمرارها في اتخاذ جميع الإجراءات التشغيلية والفنية اللازمة لدعم هذه الرحلات، والاستجابة لمطالب الإقبال المتزايدة على المشروع ، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، وبما يعكس التزام الدولة المصرية بدورها تجاه الأشقاء السودانيين، ويؤكد عمق أواصر العلاقات التاريخية والشعبية بين أبناء وادي النيل.