لجريدة عمان:
2025-06-27@04:05:26 GMT

الألوسي الذي أحب العمانيين والعمارة العمانية

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

تساءلت مرات ومرات عن روعة التصميم المعماري للمركز الثقافـي بصلالة (مبنى المديرية العامة للتراث والسياحة حاليًا)، الذي لا أدري بالضبط متى زرته لأول مرة لكنه يبدو فـي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، إذ سمعت عن المكتبة العامة هناك، وذهبتُ لأستطلع المكان، مكثت فـي المكان ساعات طويلة حيث توجد المكتبة العامة، وصالة عرض للآثار والمقتنيات.

شدني المبنى وبوابته التي تشبه نصب الشهيد فـي العراق الذي صممه الرسام العراقي إسماعيل فتاح الترك (1934-2004) عام 1983. دارت الأيام ولم أعرف أن مصمم المركز الثقافـي كان عراقيا أيضا، اسمه معاذ الألوسي (86 عاما) وكان هو الآخر معماريا وفنانا تشكيليا صمم المركز الثقافـي عام 1982، الذي يُعد أهم معلم عمراني حديث فـي ظفار، إذ يقع فـي قلب مدينة صلالة وعلى الشارع العام، وارتبط فـي الذاكرة بأهم الفعاليات الثقافـية والفكرية والفنية فـي المحافظة واستضافة أهم رموز الثقافة العربية كالشاعر نزار قباني (1932-1998)، والرحالة العالميين أمثال الرحال ويلفرد ثيسجر (1910- 2003)، ناهيك عن مسرحه المجهز إذ لا يزال مسرح أوبار أفضل مسرح مُجهّز فـي ظفار.

ذات مرة تابعت حوارا مع الألوسي فـي إحدى الفضائيات العربية، وتحدث عن تصاميمه المعمارية فـي سلطنة عمان منها البنك العربي فـي مسقط، والبنك المركزي فـي مدينة صلالة، وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة فـي مسقط، والسفارة القطرية فـي مسقط، وفندق مطرح، والعديد من المباني فـي العالم منها مشروع القصر الرئاسي فـي برازفـيل فـي الكونغو، ومبنى خدمات مرسيدس بنز فـي أرمينيا، ومبنى جريدة القبس فـي الكويت.

بعد المقابلة توصلت إلى الإجابة التي استعصت عليّ طويلًا، إذ تعرفت على أعمال معاذ الألوسي الذي لم يكن مهندسًا أو معماريًا بل كان صاحب مشروع ثقافـي ورؤية فنية لأنسنة المدن، ويتضح ذلك فـي كتابه «نوستوس: حكاية فـي شارع بغداد» الصادر عام 2012، عن دار رمال، فـي الكتاب المكتوب بلغة فنية وأدبية جميلة، تتكشف شخصية المثقف والفنان الذي قاده شغفه وعمله وعلمه إلى مدن عدة، بدءا من أنقرة حيث درس الهندسة المعمارية على يد أساتذة وخبراء فـي الهندسة والفنون منهم المعماري التركي عبدالله كوران أستاذه فـي تاريخ الفن والعمارة، يقول عنه الألوسي: «المعلم الذي له أكبر الأفضال، وله بصمة فـي تعليمي هو الأستاذ عبدالله كوران، علمنا هذا المربي الكبير كيف نميز ونفهم ونحلل ونقارن العمل الجيد فـي الفن والعمارة، كيف ننظر إلى التراث، وإلى أنفسنا.. ترك عبدالله بك (كان يصر على هذه التسمية) عدة كتب فـي العمارة الإسلامية والعثمانية والسلجوقية، وترك مُريدين. إنني مدين له مدى الحياة».

هذا الوفاء والنبل ينضحان من شخصية الفنان الألوسي الذي يذكر فـي كتابه أيضا تقديره للعمانيين يقول: «فـي الخليج يجب أن يكفلنا متنفذ محلي. الكافل فـي عُمان كان الحاج النبيل علي السلطان [علي سلطان]، مثال الرقي والأصالة فـي السلوك، لم أجد لضيافته مثيلا لها فـي الخليج. والحال لابد من ذكر بعض مواقف الحاج علي: فعند العمل على إنشاء فندق مطرح الجديد الذي تملكه العائلة دعاني للعشاء فـي بيته اعتذر مرارا وتكرارا لاضطرارنا للعشاء فـي الفندق بعد البيت. لوجود الأهل جميعا خارج سلطنة عمان، لم أفهم سبب الاعتذار فأعلمني بأن تناول الطعام خارج البيت غير مضياف. لذلك دعاني إلى البيت أولا ثم الفندق. خلال ترددي على الخليج فـي الأربعين سنة الماضية لم أُدع إلى بيت خليجي إلا مرة أو مرتين فـي الكويت والبحرين فقط».

يركز الألوسي فـي كتابه عن الاستثناء المعماري فـي المنطقة: «مدن الخليج يُستثنى منها عُمان، ولحدٍ ما البحرين، وجزء من الشندغة والبستكنة، لها نمو غير عادي».

نأمل أن تُتاح الفرصة للكاتب والمهندس والفنان معاذ الألوسي لزيارة مسقط، وتكريمه فـي إحدى المناسبات الخاصة بالعمارة فـي سلطنة عمان، التي ترك فـيها بصمة ثقافـية وفنية لا تزال ماثلة للعيان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بنك مسقط يسلط الضوء على مستجدات أسواق المال العالمية للزبائن في مسقط

 

 

مسقط- الرؤية

نظّم بنك مسقط- المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عُمان- ندوة ركزت مواضيعها على مستجدات أسواق المال العالمية بحضور مجموعة من المسؤولين الذين يمثلون مختلف المؤسسات والشركات في محافظة مسقط. وتأتي هذه الفعالية كجزء من جهود البنك المستمرة لتعزيز تواصله مع الزبائن ومناقشة مختلف المواضيع وتوفير منصة مشتركة تركز على الأسواق العالمية وتأثيرها الحيوي على الأنشطة التجارية اليومية للزبائن.

ويسعى بنك مسقط من خلال هذه المبادرات إلى تمكين الحضور من فهم التحديات والفرص التي تواجههم في عالم المال والأعمال، حيث ركزّت ندوة الأسواق المالية العالمية على مناقشة واستعراض مجموعة من المواضيع تتعلق بأبرز التغييرات وتوقعات أداء الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.

ويحرص بنك مسقط على مواصلة التطوير والتحسين للخدمات والمنتجات المختلفة التي يقدمها لتلبية تطلعات زبائنه من خلال مواكبة أحدث التوجهات في القطاع المصرفي وتقديم الأفضل لهم، حيث نجح البنك خلال مسيرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود في تعزيز ثقة الزبائن وأفراد المجتمع وذلك يتضح اليوم من خلال توسيع قاعدة زبائنه في مختلف محافظات السلطنة.

ويقدم بنك مسقط مجموعة كاملة من منتجات وخدمات الخزينة وأسواق المال على مدار الساعة، وتغطي الخدمات مناطق في شرق آسيا وبعض المناطق التي تتوافق مع توقيت نيويورك لتغطي أيام العمل الدولية وأيام العمل في دول مجلس التعاون الخليجي.

ويقدم البنك منتجات وخدمات تعد الأفضل من نوعها للمجموعة الواسعة من الزبائن وتتضمن هذه الخدمات على سبيل المثال متطلبات الصرف الأجنبي وتوفير حلول التحوط ضد مخاطر معدلات الفائدة وتحويل العملات وأسعار السلع. كما يوفر بنك مسقط أسعار صرف العملات الأجنبية للزبائن ونظرائه من البنوك وهو أحد البنوك القليلة في المنطقة التي تقدم حلول تحوّط للسلع الأساسية لزبائنه. وسيستمر البنك العمل على تطبيق رؤيته المرتكزة على الزبائن من خلال فهمه لاحتياجات الزبائن وتقديم الخدمات المتماشية مع التوجهات العالمية لتحقيق أهدافه الحالية والمستقبلية.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع قيمة التداولات في بورصة مسقط إلى 13 مليون ريال
  • النائب العام يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية لجمعية النواب العموم العرب
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (52)
  • المقهى العلمي يستعرض جماليات الموارد الوراثية في البيئة العمانية
  • بورصة مسقط تتراجع 26.6 نقطة مع انخفاض التداولات بنسبة 35.3%
  • جمعية الصحفيين العمانية: سلطنة عمان كانت ولا تزال طرفًا فاعلًا في جهود التهدئة
  • 3 أوراق عمل تناقش الأمثال العمانية ودورها في الوعي الجمعي
  • سياسة جديدة لـ"الطيران العُماني"
  • بنك مسقط يسلط الضوء على مستجدات أسواق المال العالمية للزبائن في مسقط
  • رغم التوترات.. مكاسب جماعية لأسواق الخليج باستثناء بورصة مسقط