نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والأخيرة تعلّق على التباس جثة شيري بيباس
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
نتنياهو يتوعد حماس برد حازم بعد تسليمها جثة مجهولة بدلًا من شيري بيباس، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومتوعدًا بأن تدفع حماس الثمن كاملًا. والحركة ترد في أول تعليق على القضية.
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس برد حازم بعد أن أعلنت إسرائيل أنها تسلمت منها جثة امرأة من غزة على أنها تعود للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، معتبرًا ذلك "انتهاكًا صارخًا" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال نتنياهو في مقطع مصور: "سنتحرك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الفحوصات أثبتت أن الجثة لا تعود لبيباس ولا لأي أسير آخر، وادعى أن الطفلين أرييل وكفير قُتلا بأيدي آسريهما في نوفمبر 2023، وليس بغارة إسرائيلية كما قالت حماس. وطالب الجيش بإعادة شيري مع جميع الرهائن الآخرين، واصفًا ما حدث بأنه "انتهاك خطير للغاية".
وشيري بيباس هي إسرائيلية اختُطفت مع طفليها، أرييل وكفير، من كيبوتس نير عوز قرب قطاع غزة خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد أفرجت حماس عن زوجها، ياردين بيباس، في وقت سابق، بينما سُلّمت جثتا الطفلين إلى إسرائيل يوم أمس، إلى جانب إعلان حماس أنهما قتلا بقصف إسرائيلي.
ومع ذلك لم تصدر أي بيانات رسمية عن هيئة الطب الشرعي التي أجرت الفحوصات.
حماس ترد على الاتهامات الإسرائيليةوردت حركة حماس، على الاتهامات الإسرائيلية بشأن جثة شيري بيباس وما صاحبه من تهديدات بانتهاك اتفاق التبادل. فأكد إسماعيل الثوابتة، المسؤول في الحركة، أن "جثمان شيري بيباس تحول إلى أشلاء بعد أن اختلط مع بقايا بشرية أخرى تحت أنقاض موقع قصفته الطائرات الإسرائيلية بشكلٍ متعمد".
وأضاف الثوابتة أن "الالتباس في هوية الجثمان ناتج عن شدة القصف الإسرائيلي الذي تسبب في اختلاط الأشلاء البشرية بين الأنقاض"، مؤكدًا أن حماس "لم تقصد التضليل أو انتهاك الاتفاق".
Relatedلحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادلإسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماسنتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟بدورها، اعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن "عدم إعادة حماس جثة بيباس انتهاك صارخ ومقزز"، داعية إلى "القضاء على حماس".
وفي السياق ذاته، دعا منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين حكومة نتنياهو إلى "إيجاد الطريقة الأسرع لإعادة شيري وكل المختطفين".
من ناحيته، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، حماس واعتبر أنه "لا يمكن السكوت على انتهاكاتها الخطيرة"، مشددًا على ضرورة "تدميرها من دون تأجيل". وزعم أن حماس قتلت بوحشية الطفلين أرييل وكفير أثناء احتجازهما، محذرًا من أن "كل يوم يمر من دون التحرك يُفسَّر على أنه ضعف".
من جانبه، وصف الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، ما حدث بأنه "انتهاك مروع" لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهم حماس بارتكاب "جريمة قاسية تظهر ازدراءً تامًا للإنسانية". وأكد أن إسرائيل "تترقب بقلق" الإفراج المتوقع عن ستة رهائن إضافيين هذا الأسبوع، مشددًا على أن "واجبنا هو إعادة كل واحد من المخطوفين".
موقف أمريكي: "انتهاك مروع للاتفاق"على الصعيد الدولي، وصف آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، تسليم الجثة المجهولة بأنه "مروع وانتهاك واضح للاتفاق"، وطالب حماس بـ"إطلاق جميع الرهائن وإلا ستواجه عواقب قياسية".
Relatedحماس تفرج السبت عن ستة رهائن إسرائيليين أحياء وأربع جثثنتنياهو يتحدث للإسرائيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربع رهائنحماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق الناروكانت حماس قد سلمت أمس أربع جثث، منها جثتا الطفلين أرييل وكفير، وجثة الأسير عوديد ليفشتس، في منطقة خان يونس عبر الصليب الأحمر. وقالت حماس إن التسليم جرى "باحترام لحرمة الموتى" ومن دون مظاهر احتفالية، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتوقع أن يتبع هذا التسليم الإفراج عن ستة أسرى أحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق. ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية قريبًا، والتي قد تشمل الإفراج عن نحو 60 أسيرًا متبقيًا وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، وسط تساؤلات حول استمرار وقف إطلاق النار الهش.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة تقرير "أوكسفام": أزمة مياه غير مسبوقة تهدد شمال غزة ورفح بكارثة صحية لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية قطاع غزةأسرىبنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة حركة حماس أسرى إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس أسرى إسرائيل قطاع غزة أسرى بنيامين نتنياهو دونالد ترامب غزة أسرى حركة حماس إسرائيل روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي شرطة واشنطن لاتفاق وقف إطلاق النار یعرض الآنNext شیری بیباس انتهاک ا
إقرأ أيضاً:
محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
القدس المحتلة- وسط تصاعد العزلة السياسية التي تواجهها إسرائيل وتعالي الأصوات الدولية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل برز مجددا على لسان مسؤولين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة تهديد بضم أجزاء من القطاع، وربطه بمصير مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتطرح هذه التهديدات المتكررة علامات استفهام واسعة بشأن أهدافها الحقيقية، ومدى نجاعتها في تغيير مواقف حماس أو التأثير على مسار الحرب.
وبحسب قراءات محللين سياسيين، لا تمثل هذه التهديدات سوى محاولة أخرى لصرف الانتباه عن الفشل السياسي والعسكري الإسرائيلي المستمر في غزة، بعد نحو 22 شهرا من الحرب دون تحقيق أهداف إستراتيجية واضحة.
ويصف بعضهم التهديد بأنه "حيلة إعلامية مثيرة للشفقة" لا تتجاوز كونها وسيلة لطمأنة الشارع اليميني الإسرائيلي، وتهدئة وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عبّرا عن غضبهما من استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويُجمع محللون على أن هذا التهديد لن يدفع حماس إلى تقديم تنازلات، لا في ملف الأسرى أو الحرب، بل قد يعزز قناعتها بأن الحكومة الإسرائيلية غارقة في مأزق داخلي يزداد عمقا مع الوقت.
ويرى بعضهم أن طرح مثل هذا الخيار في هذا التوقيت في ظل المتغيرات الدولية وضغوط المجتمع الدولي إنما يهدف إلى تحويل الأنظار عن إخفاقات الحكومة في إدارة الحرب، وطرح "السيادة" كإنجاز وهمي لجمهور يميني فقد الثقة في قيادته.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تخوض إسرائيل حربا في غزة دون إستراتيجية واضحة أو تصور لليوم التالي كما يقول اللواء احتياط غيورا آيلاند الرئيس السابق لقسم العمليات وقسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي.
إعلانوفي تقدير موقف نُشر على موقع "والا" تحت عنوان "أي نصر هذا؟ وأي نصر مطلق؟ من المستحيل خوض حرب دون إستراتيجية شاملة"، أوضح آيلاند أن إسرائيل تخوض حربا في غزة دون أي نقاش جدي بشأن كيفية تحقيق هدفها المعلن، وهو "إسقاط حماس".
وأشار آيلاند إلى أن العمليات العسكرية السابقة أثبتت فشلها، وأن الجيش يجد نفسه اليوم منخرطا في قتال داخل بيئة مدنية شديدة التعقيد، مما يجعل الحسم العسكري السريع أمرا مستحيلا.
واعتبر أن غياب التخطيط الإستراتيجي والتفكير في "اليوم التالي" يعكس أزمة عميقة في قيادة الحرب، ويزيد تكلفة استمرارها دون أفق واضح.
في المقابل، يتهرب المستوى السياسي -خاصة نتنياهو- من حسم قضية "اليوم التالي" خوفا من تفكك الائتلاف الحاكم.
ويقول آيلاند إن هذا التهرب أدى إلى تجاهل فرص سياسية حقيقية، مثل صفقة شاملة للأسرى ومبادرات عربية ودولية لإعادة إعمار غزة، بسبب حسابات حزبية وسياسية ضيقة.
ولفت إلى أن تجزئة صفقات المحتجزين جعلت حماس تتشدد، في حين تستنزف إسرائيل أرواح الجنود دون تقدم ملموس، والنتيجة "لا نصر عسكري، ولا أفق سياسي، ولا نقاش إستراتيجي".
وأضاف "حين تقدم المصلحة الشخصية على العامة تخسر الدولة في النهاية، لقد حان الوقت لوضع حد لحرب تدار بالشعارات والتكتيكات لا بالإستراتيجية والعقلانية".
من جانبه، كتب المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت مقالا تحت عنوان "استعراض الحمق لا ينتهي"، وجّه فيه انتقادا لاذعا إلى تصريحات حكومة نتنياهو بشأن ضم أجزاء من قطاع غزة.
واعتبر يسخاروف أن هذا التلويح بالضم لن يُحدث أي تغيير في مواقف حركة حماس، بل يعكس عمق الفشل السياسي والعسكري للحكومة في إدارتها للحرب.
وأوضح أن الهدف الحقيقي من هذه التصريحات هو تهدئة القاعدة اليمينية المتطرفة، وخدمة مصالح نتنياهو الائتلافية، وليس تحقيق مكاسب إستراتيجية.
وبرأي يسخاروف، فإن إسرائيل في ظل هذه السياسات تغرق في عزلة دولية متزايدة، وتلوّح بأوهام السيادة كوسيلة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها، في حين لا تزال الحرب في غزة تراوح مكانها دون تحقيق أهدافها، ولا سيما استعادة المحتجزين أو إضعاف حماس فعليا.
واعتبر أن مواصلة الحكومة الإسرائيلية التلويح بضم أجزاء من القطاع مجرد حيلة إعلامية لا تؤثر على مواقف حماس، بل تهدف إلى تهدئة اليمين المتطرف في الداخل بعد استئناف إدخال المساعدات لغزة.
أهداف نتنياهوولفت يسخاروف إلى أن الواقع على الأرض وبعد 22 شهرا من الحرب يكشف فشلا سياسيا وعسكريا متواصلا "لا انهيار للحركة، ولا عودة للأسرى، والحلول البديلة التي طرحتها الحكومة كمحور موراغ وعربات جدعون لم تحقق شيئا"، وفي المقابل تزداد المجاعة في غزة وتعزز حماس شروطها التفاوضية.
أما دوليا فيقول إن صورة إسرائيل تدهورت إلى حد تجاوز كوريا الشمالية وإيران في بعض الأوساط، مع تصاعد دعوات المقاطعة والاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية.
والقراءة ذاتها استعرضها المحلل السياسي حاييم ليفينسون الذي نشر مقالة تحليلية في صحيفة هآرتس لما وصفها بـ"خطة نتنياهو الحقيقية" إطالة أمد الحرب على غزة، ليس لهزيمة حماس، بل لطمس ذكرى فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول من الذاكرة الجماعية للإسرائيليين وتجاوز المطالب السياسية الداخلية بالمساءلة.
إعلانوأوضح أنه رغم فشل خطة منع المساعدات الإنسانية وانهيار مقترحات المناطق العازلة فإن نتنياهو يصر على المضي في الحرب كوسيلة للبقاء السياسي، وسط تدهور عسكري واضح ونفاد الجنود وخيارات الضغط، فالتصعيد المتكرر لم يحقق أيا من أهدافه "لم يعد المحتجزون، ولا حماس انهارت".
ويتابع ليفينسون أنه بينما يروج نتنياهو لخطط مثل "الهجرة الطوعية" و"ضم أجزاء من غزة" يدرك الجميع داخل الحكومة أنها محاولات لشراء الوقت وتهدئة اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير، وليست خططا قابلة للتنفيذ "جميع الأطراف تكذب على بعضها البعض، لكن لا أحد مستعد لدفع ثمن انهيار الحكومة".
في الأثناء، تراوح المفاوضات بشأن صفقة الأسرى مكانها وفقا لليفينسون، في حين يستعد البيت الأبيض لاحتمال التحول إلى مفاوضات شاملة بدلا من الصفقات المرحلية.
لكن الشروط التي تطرحها إسرائيل بنزع سلاح حماس وطرد قادتها وتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعد شروطا لتفجير أي تسوية، وليست أرضية للحل.
وخلص ليفينسون إلى أن الحرب استنفدت خياراتها العسكرية والسياسية، ولم يتبق لنتنياهو سوى الخطاب والمراوغة، وبينما يطالب شركاؤه بالمزيد من "التطرف" تواصل إسرائيل الغرق في عزلة دولية، في حين يدفع المحتجزون وعائلات الجنود الثمن.