أيام قليلة وتشرق شمس أول يوم في شهر رمضان المبارك، أيام وتبدأ معها دورة حياة أخرى لطالما انتظرناها عامًا كاملًا. ستأتي ليالي النور والضياء والخير والبركة، شهر يذكرنا بما قد مضى من أيامنا الخوالي، أيام تقربنا أكثر من الله تعالى عن غيرها من أيام الله وشهوره العظيمة. في هذا الشهر الفضيل عبر لا تُحصى، وموعظة ورثاء لأيام قد مضت من أعمارنا دون أن ندرك كيف تمضي الأيام سريعًا وتذهب بلا عودة.

إذا كان طرفة بن العبد هو أول القائلين عبارة «ما أشبه اليوم بالبارحة»، فإنها أيضًا مقولة شهيرة يرددها الكثير منا على ألسنتهم، لا سيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الآراء والمبادئ. فمنذ شهور قليلة ماضية، كان هناك رمضان ثم ارتحل بكل ما فيه من أحداث وخصوصية لهذا الشهر العظيم، وها نحن اليوم نعد أيامًا أخرى ليعود إلينا من جديد، فما أسرعها من أيام!

ما نحن فيه اليوم هو حال ما سبق توديعه، وكأن الأيام تعيد نفسها، لكنها ليست بنفس الحال الذي تركتنا عنده، فمن لحظة إلى أخرى هناك عالم يأتي وآخر يرحل نحو الغياب، وليس للإنسان قدرة على إيقاف ساعة الزمن أو توالي الأيام.

رمضان ليس مجرد شهر هجري يأتي إلينا زائرًا كل عام، وإنما هو ناقوس يذكرنا بما قد نسيناه من حقوق وواجبات كتبها الله تعالى علينا، فهو أيضًا يزكي النفوس، ويعيد العقول إلى رشدها وصوابها، وهو فانوس مضيء يوقد شعلة الإيمان في قلوب الناس. في كل عام يأتي إلينا، يطرق أبواب قلوبنا الوجلة من خطوب الزمن، ويغرس في عقولنا خيم الذكريات التي ربما قد نسينا فصولًا منها. فرمضان وهج يجعلنا نتذكر من كانوا إلى جانبنا في رمضان السابق، وهذا العام يأتينا وقد أصبحت أماكنهم خالية من وجوههم المختفية في ثرى الأرض البعيدة.

رمضان هو أيضًا ضياء رباني ينير العقول بشعاع العلم والإيمان، ويقربنا نحو الخالق عز وجل في السماوات العلا. ففي كل ليلة من ليالي رمضان الفضيل تتجلى الخيرات، وتتنزل الرحمات، وتفيض البركات على العباد، وتُقضى الذنوب، وتُغفر الزلات، ويعتق الله عز وجل برحمته رقاب العباد.

إذا كانت البيوت قد استعدت لاستقبال شهر رمضان بإعداد قائمة عريضة من النواقص التي تشتمل عليها المائدة الرمضانية، فإن ما نصنعه بهذا يُعد عبئًا ماديًا تتحمله الأسر، ومع ذلك أصبح ضمن أولويات الشهر الفضيل، ومهمة لا بد من إتمامها بكل تفاصيلها. وهنا يظهر لنا كيف يمكن أن يكون هذا الشهر الفضيل فاتحة خير وثواب عظيم عندما نحس بما يحتاجه الآخرون من عطاء، وهم يتعففون عن مدّ أيديهم إلى الناس.

أيضًا، من الأمور المهمة والضرورية لاستقبال شهر رمضان الفضيل هو جانب الاستعداد النفسي والفطري الذي يجب أن يستشعره الإنسان المسلم في نفسه قبل حلول أيام الشهر المبارك. وهو جانب مهم يجب أن يكون موجودًا لدى الجميع، حتى وإن اختلفت مستوياتهم العمرية. لهذا الشهر منزلة عظيمة عند جميع المسلمين، ففيه أبواب يفتحها الله لعباده التائبين العائدين إلى رشدهم، والمقلعين عن فعل المعاصي. كما أنه فرصة ذهبية لكل من يريد أن يتقرب إلى الله تعالى من خلال الصيام والقيام وتقديم أعمال الخير لوجهه الكريم، بالعطاء الذي لا تشوبه شبهة الرياء ولا تفاخر بين الناس.

يأتي رمضان ليفتح صفحات قد لا تُفتح في شهور أخرى غيره، فهناك تلاحم مجتمعي، وقرب ديني، وعطاء لا ينضب معينه، بل يزيد من الخير والثواب أكثر فأكثر.

وقد يسأل سائل منا: لماذا نحب رمضان؟

نحبه لأنه شهر يزكي نفوسنا من شوائب الذنوب والتقصير في حقوق الله تعالى. نحبه لأنه يجمعنا على المحبة الخالصة لوجهه الكريم. نحبه لأنه يغرس في قلوبنا معاني الألفة والعمل الصالح، ويطرح عن ظهورنا النزاعات والشقاق والتفرقة، وينشئ جسور الود، ويشيع بيننا مبادئ التسامح، «فمن عفا وأصلح فأجره على الله». لذا، فإن لرمضان منزلة عظيمة في قلوب الناس لا يمكن أن تتكرر كثيرًا، فالمسلم الحقيقي هو الذي يُقبل على الله طالبًا منه العفو والصفح، راجيًا أن يمنحه العفو والغفران، ويمحو عنه الذنوب والمعاصي.

كما لا ننسى أبدًا أن لرمضان خصوصية مجتمعية، سواء في المنزل أو خارجه. فهناك منازل تُزين بزينة تبعث الفرح في النفوس، سواء لدى الصغار أو الكبار، كما أن هناك التزامًا بين الأسرة وبعضها البعض بالأمور الدينية، كالصيام والقيام وقراءة القرآن. وفي ليالي شهر رمضان، نشعر جميعًا بنفحات إيمانية عظيمة تتجسد في قلوب كل الصائمين، فهو شهر عظيم بكل ما فيه من خير للبشرية.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

«(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)» (البقرة: 185).

لقد خص الله تعالى شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما أنه شهر تُفتح فيه أبواب التوبة والغفران. وشهد رمضان الكثير من الأحداث الزمنية المحورية التي لا تُنسى من صفحات التاريخ الإسلامي.

إذًا، نحن على مقربة من شهر عظيم، فيه من الخير العميم. فلنستعد له بما نستطيع حتى ننال الثواب والجزاء من الله عز وجل، ونسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

اللهم بلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، واجعلنا من أهل الجنة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله تعالى شهر رمضان من أیام

إقرأ أيضاً:

«رقم واحد يا أنصاص».. محمد رمضان يكشف عن أحدث أعماله الغنائية

كشف الفنان محمد رمضان، عن موعد طرح أحدث أعماله الغنائية باسم «رقم واحد يا أنصاص» خلال الساعات القليلة الماضية، والمفترض انطلاقتها في الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، شارك محمد رمضان، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» مقطع ترويجي لأغنية «رقم واحد يا أنصاص»، معلقا عليها قائلا: «رقم واحد يانصاص بإذن الله الأربعاء الساعة 4:00 بتوقيت مصر، ثقه في الله نجاح»، والذي ظهر خلاله مرتديا سلسلة وخواتم ذهب ولوك مختلف بشعر أصفر.

أخر أعمال محمد رمضان

والجدير بالذكر، أن محمد رمضان يعيش حالة من النشاط الفني في الوقت الحالي، حيث طرح آخر أعماله باسم «الواد طالع لأبوه» عبر حسابه الرسمي بموقع الفيديوهات «يوتيوب» مؤخرا.

كلمات أغنية الواد طالع لأبوه

وجاءت الكلمات على النحو الآتي:

الواد طالع لمين؟ الواد طالع لأبوه

بيمشي مشية مين؟ يمشي مشية أبوه

بيضحك ضحكة مين؟ بيضحك ضحكة أبوه

ينزل عمره ما بيتوه.. يعطش ميقلش امبوه

يخطف عين اللي شافوه.. كل الناس بيحبوه

طالع جامد زي أبوه.. خمسة في عين اللي شافوه

ثابت مهما يهزوه.. من صغره الناس عرفوه

بقى نمبر 1 مش 2.

ومن ناحية أخرى، نشر محمد رمضان مقطع فيديو برفقة أبنه عبر حسابه الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام، وعلّق قائلًا: «الواد طالع لابوه بإذن الله يوم الأربعاء الساعة 4 بتوقيت مصر.. ثقة في الله نجاح».

اقرأ أيضا:

«الواد طالع لأبوه».. محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية

بعد لقائه تامر حسني.. أول تعليق لـ محمد رمضان على إهدائه لقب نمبر وان

محمد رمضان يتصدر التريند بعد طرح «إيه يا قلبي»I فيديو

مقالات مشابهة

  • عبارات عن نهاية الشهر
  • إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية
  • آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
  • الأرصاد": موجة حارة ورياح نشطة على المنطقة الشرقية وأمطار غزيرة على جازان
  • ما هي سورة الاستجابة؟.. تصعد بدعواتك إلى السماء بسرعة البرق
  • ما حكم من ينشر فضائح الناس على السوشيال ميديا.. الإفتاء تجيب
  • الإفتاء: القلب السليم أصدق من صورة الطاعة أو المعصية
  • "الأرصاد": أمطار متوسطة وأتربة مثارة ورياح نشطة على الباحة وجازان
  • أعطاه صدقة فاكتشف لاحقًا أنه غير مستحق هل له أن يستردها؟ الأزهر يجيب
  • «رقم واحد يا أنصاص».. محمد رمضان يكشف عن أحدث أعماله الغنائية