حياة الأمين نصر الله في فكر النُّخب
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يمانيون../
بمشاركة نُخب يمنية وعربية، عقد “ملتقى كتاب العرب والأحرار”، برعاية “الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي”، ندوة سياسية – فكرية، مساء الجمعة 21 فبراير 2025، بعنوان “الوفاء بالوفاء للشهيد السيد حسن نصر الله”.
تزامن انعقاد الندوة بحضور كوكبة من العلماء والمفكرين والسياسيين والإعلاميين والكُتاب والناشطين، مع موعد مراسيم تشييع جنازة شهيد الإنسانية والحرية والجهاد القائد المقاوم السيد حسن نصر الله، ورفيق سلاحه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، غداً الأحد 23 فبراير 2025، بمشاركة وفود رسمية وشعبية من 80 دولة.
وفي افتتاح الندوة، التي نسقها حسن مرتضى وأدارتها الإعلامية بدور الديلمي، أشار رئيس “الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي”، العميد حميد عنتر، إلى الأدوار الإنسانية والفكرية والجهادية للشهيد حسن نصر الله، ونصرته المستضعفين والمظلومين، ومسيرة كفاحه المسلح ضد العدو الصهيوني وحلفائه، ومواقفه العربية والقومية والإسلامية في دعم قضايا الأمة وقضية فلسطين، ومناهضة التطبيع مع الكيان.
وأكدت مستشارة مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية لشؤون المرأة، الدكتورة نجيبة مطهر، استمرار المقاومة العربية على العهد في الدفاع عن الأمة، ولن تتأثر باستشهاد أي قائد؛ لأنها فكرة لا تموت.
واعتبر نائب وزير التعليم العالي السابق، الدكتور علي شرف الدين، شخصية القائد شهيد الإسلام والإنسانية والأمة السيد نصر الله مدرسة فكرية وجهادية للأجيال، تتعلم من سيرته ومواقفه البطولية الدروس والعبر في مواجهة قوى الاستعمار.
واستعرض أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء، الدكتور حمود الأهنومى، الدور التاريخي والتحرري لحزب الله، وأمينه العام الشهيد نصر الله في اسناد محور المقاومة وتحرير لبنان من قوى الاستعمار (فرنسا وأمريكا و”إسرائيل”)، وتحمله عبء الدفاع عن وطنه ونصرته لسوريا والعراق واليمن والأمة، في ظل غياب دور الأنظمة العربية.
واعتبر الخبير العسكري اللواء الركن عبد الله الجفري السيد حسن نصر الله قائدا استثنائيا قدَّم تحليلاً وقراءة عميقة لوقائع الحاضر والمستقبل، وقدرته على استباق الأحداث، وطريقته كخطيباً مفوهاً في إرعاب العدو من بكلماته الحادة وصدق حديثه.
وقالت الدكتورة ابتسام المتوكل: “بعد تاريخ حافل في الجهاد؛ دفاعاً عن الوطن، ومسيرة نضال مشرفة، نال السيد نصر الله ما تمناه، الشهادة في سبيل الله”.
وأشارت رئيسة ملتقى كُتاب العرب والأحرار، الإعلامية عريب أبو صالحة، إلى دور حزب الله وأمينه العام، الشهيد السيد حسن نصر الله، في دعم القضية الفلسطينية وتضحياته بروحه ودمه ونفسه في سبيل الجهاد على طريق القدس.
وعبَّر الناشط السياسي الدكتور إسماعيل النجار (من لبنان) عن رحيل سماحة الشهيد نصر الله بقوله: “كان أمة في رجل، ستبقى روحه وذكراه وكلماته ووصاياه وحزبه على العهد”.
وقدمت الإعلامية ريما فارس (من لبنان) سيرة مختصرة عن حياة الشهيد نصرالله ومواقفه المعبرة عن مشروعه القومي في الدفاع عن قضايا الأمة ضد العدو وحلفائه.
ودعا الإعلامي عبد الرحمن فايع أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى استلهام الدروس والعِبر من المواقف الجهادية التي قدمها الشهيد نصر الله في سبيل الله ثم الحرية والدفاع عن الأرض والعرض في مواجهة جيوش الصهيونية العالمية والمطبِّعين.
وقالت الناشطة مريم أبو دقة (من فلسطين): “إن الشهيد حسن نصر الله لم يغبْ حتى وإن غاب جسده، فروح المقاومة باقية ولن تنكسر”.
وعبَّرت الإعلامية نوال عباس (من تونس) بالقول: “تعجز الكلمات عن وصف الشهيد نصر الله، فقد دخل في صفة المطلق لا نسبية، ولا عقل بشري يتجاوزه، فهو مدرسة للأجيال، الذي لا بُد الوفاء معه والسير على خطاه ووصاياه”.
ودعا الإعلامي هشام عبد القادر أحرار محور المقاومة والأمة إلى المشاركة في تشييع جنازة شهيد الأمة، السيد حسن نصر الله، وتجديد العهد والوفاء للمقاومة الإسلامية نصرة للمظلومين والمستضعفين، وتحرير القدس وأرض فلسطين.
وأشار الناشط معمر الشامي إلى دور الشهيد نصر الله في نصرة اليمن وقضية فلسطين.. داعيا إلى الخروج المشرِّف في كل الساحات للمشاركة في تشييع جنازته؛ وفاءً بالعهد على نهج المقاومة.
واغتالت “إسرائيل” الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، يوم 28 سبتمبر 2024، في الضاحية الجنوبية في لبنان، بغارات جوية غادرة بعدد 85 قنبلة خارقة للتحصينات؛ تزن كل قنبلة طنَيْن اثنين من المتفجرات، بينما اغتالت الشهيد هاشم صفي الدين بغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت في أكتوبر 2024.
السياســـية – صادق سريع
شارك في جمع المادة الإعلامي هشام عبد القادر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید حسن نصر الله الشهید نصر الله نصر الله فی
إقرأ أيضاً:
كيف عطلت إسرائيل محور المقاومة في المنطقة قبل ضرب إيران؟
قبيل الضربات المفاجئة التي شنتها على إيران اليوم الجمعة، مهدت إسرائيل لهجومها منذ خريف 2023 عبر تفكيك قدرات المجموعات الموالية لطهران، لا سيما حزب الله اللبناني، مستهدفة قادتها وأسلحتها النوعية وطرق إمدادها الحيوية.
حزب اللهلطالما شكّل حزب الله المجموعة الأكثر نفوذا فيما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران. لكنه مُني بضربات قاسية خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، على خلفية فتحه في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جبهة إسناد من جنوب لبنان، دعما لحماس في غزة.
وخرج الحزب اللبناني ضعيفا من حربه الأخيرة التي أعقبت أكثر من عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث قضت إسرائيل على أبرز قادته على رأسهم الأمين العام الراحل حسن نصر الله، ودمرت جزءا كبيرا من ترسانته العسكرية وقطعت طرق إمداده التقليدية، خصوصا من سوريا المجاورة بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأنهى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني المواجهة مع حزب الله بعدما خلفت دمارا واسعا خصوصا في معاقله بالجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية. ووافق الحزب بموجب الاتفاق على تفكيك بناه العسكرية والانسحاب من المنطقة الحدودية الممتدة جنوب نهر الليطاني، مقابل انتشار الجيش اللبناني.
إعلانوفكّك الجيش في لبنان -وفق السلطات- حتى الأسبوع الماضي أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن لحزب الله في المنطقة الحدودية.
ورغم وقف إطلاق النار، تواصل اسرائيل تنفيذ ضربات، لم تستثن الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن يثير ذلك أي رد فعل من حزب الله أو من داعمته طهران التي نأت بنفسها منذ بدء التصعيد مع إسرائيل.
وعلى وقع الضربات الإسرائيلية على إيران، يعرب الباحث في "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد -لوكالة الصحافة الفرنسية- عن اعتقاده بأن "حزب الله لن يردّ في هذه المرحلة" رغم أن ذلك "قد يتغير تبعا لتطورات الأمور".
ويوضح بقوله "أعتقد أن قوة ردع حزب الله قد تزعزت خلال الحرب. لكنه ما زال في وضع يخوله إلحاق الضرر بإسرائيل" بعدما "احتفظ بقدرات كافية للقيام بذلك".
لكن الأمر ليس بهذه السهولة. ويشرح بلانفورد بأنه "سيكون من الصعب عليهم سياسيا فعل ذلك.. لقد تغيرت الديناميكيات منذ الحرب" مع إسرائيل.
ويتعيّن على إيران -وفق بلانفورد- تقييم خطورة الهجوم ومدى التهديد الذي يمثّله، قبل أن توعز لمجموعات موالية لها لاسيما حزب الله بالرد على إسرائيل.
وقد ندّد حزب الله -اليوم الجمعة- بالضربات الإسرائيلية على إيران، معتبرا أنها تهدد "بإشعال المنطقة".
سورياشكلت إطاحة حكم بشار ضربة أخرى موجعة لحزب الله، بعدما كانت سلطات الرئيس المخلوع تسهّل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قدمت طهران دعما كبيرا للأسد، وأرسلت مستشارين عسكريين وحشدت مجموعات موالية لها بينها حزب الله للقتال إلى جانب قواته، مما أسهم في ترجيح الكفة في الميدان لصالحه على جبهات عدة.
ولكن إسرائيل لم تتوان خلال النزاع عن شنّ مئات الضربات، مستهدفة مواقع للقوات السورية وأهدافا لطهران وحزب الله، بينها مخازن أسلحة وشحنات صواريخ، وذلك في إطار مساعيها لمنع إيران "عدوها اللدود" من ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
إعلانومنذ الإطاحة بالأسد، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بالحيلولة دون وقوع الترسانة العسكرية بيد السلطات الجديدة التي تعدها "جهادية".
ومنذ بدء الحرب في غزة، بذلت بغداد جهدا كبيرا لتحييد البلاد عن التصعيد الإقليمي. وشنّت الفصائل العراقية الموالية لإيران عشرات الضربات تجاه إسرائيل أو قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لكنها بقيت بعيدة عن خوض حرب مفتوحة، على غرار حزب الله.
حماسسارعت هذه الحركة الفلسطينية اليوم إلى التنديد بـ"العدوان" الإسرائيلي الذي قالت إنه "يُنذر بانفجار المنطقة".
لكنها -بخلاف مجموعات أخرى منضوية في ما يسمونه "محور المقاومة"- لا تحظى بهامش فعلي للتحرك، بعد انشغالها بالتصدي لضربات عسكرية تلقتها في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي باغتت به إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد قام الجيش الإسرائيلي بتدمير تمركزات حماس -التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007- وقتل أبرز قادتها السياسيين والميدانيين، مما دفعها إلى خوض حرب من داخل الأنفاق.
ومع ذلك، لم تحقق إسرائيل -من وراء العمليات العسكرية البرية والجوية- هدفها في القضاء على حماس، رغم ما يقال إن قدرات الحركة العسكرية تراجعت كثيرا.
الحوثيونبعد محاولة إضعاف حزب الله وحماس ثم الإطاحة بالأسد، يبدو الحوثيون في اليمن اليوم وكأنهم آخر ركائز "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل.
ومنذ بدء الحرب في غزة، أطلق الحوثيون -الذين أكدوا الجمعة حق طهران "المشروع في الرد بكل الوسائل"- عشرات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل. واستهدفوا سفنا قالوا إنها مرتبطة بها أو متجهة إلى موانئها.
ولم تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من وقف تلك الهجمات رغم الضربات المتعددة العنيفة التي نفذتها ضد مواقع "المتمردين" في اليمن.
إعلانومع تعهدهم بمواجهة إسرائيل، بات الحوثيون قوة "لا غنى عنها" وذات أهمية كبرى بالنسبة إلى طهران، وفق محللين.
ويقول بلانفورد "أتوقع أن يرد الحوثيون بسرعة (على إسرائيل) فهم لم يتأثروا تقريبا بالتطورات الأخيرة".