من تربية العظماء إلى صناعة القادة: رسالةٌ إلى والد الشهيد الأقدس السيد نصرالله
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
محمد عبد المؤمن الشامي
في هذا المصاب العظيم، حَيثُ نودّع شهيدًا عظيمًا ومرشدًا للمقاومة، نوجه إليكم أصدق مشاعر التعزية والمواساة. نعلم أن هذه الخسارةَ العميقة لا تقتصرُ على فراقكم الشخصي لقائد عظيم، بل هي فاجعة للأُمَّـة الإسلامية جمعاء. ولكن في هذه اللحظة، يحق لنا أن نقولَ بكل فخر واعتزاز: إنكم أنجبتم أفضلَ المجاهدين، وأعظم القادة، الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ الأُمَّــة.
سماحةَ السيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه” لم يكن مُجَـرّد قائد، بل كان رمزًا للأُمَّـة بأسرها، وأيقونةً للمقاومة. لكن هذا لم يكن محضَ صدفة، بل ثمرة التربية الصادقة، والرؤية الثاقبة، والدور الكبير الذي لعبتموه في إعداده ليكون رافعًا لراية الحق، مدافعًا عن المستضعفين، وصوتًا لا يعرف الخنوع أمام الطغاة.
أنتم، السيد عبد الكريم نصر الله، قد قدّمتم للأُمَّـة رجلًا عظيمًا، كان مثالًا في التضحية، والشجاعة، والصمود، والإيمان. لقد زرعتم في قلبه بذور النضال، وغرستم في روحه معنى الكرامة والعزة. وتحت قيادتكم، أنجبتم قائدًا جاب بأفكاره ومواقفه حدود الجغرافيا ليصبح قُدوة للأجيال، ليس في لبنان فقط، بل في كُـلّ ساحة من ساحات الجهاد والمقاومة.
إن فقدان السيد حسن نصر الله ليس فقدانًا لفرد، بل هو فقدان لجبلٍ شامخٍ لا يُهدَم. لكننا نعلم أنكم تزرعون الأملَ من جديد، وأن درب الجهاد لن يتوقف؛ لأَنَّكم أنجبتم قادة عظامًا من أمثال السيد حسن، ولن ينتهي هذا المسار إلا بنصر الأُمَّــة واستعادة كرامتها.
رحم الله السيد حسن نصر الله، وأسكنه فسيح جناته، وألهمكم الصبر على فراقه، ونحن على العهد، سنظل نسير في درب المقاومة الذي خطّه لنا، وسنظل أوفياء لتضحياته التي كانت لبنة أَسَاسية في بناء أُمَّـة حرة مقاومة.
أنتم، يا من أنجبتم هذا القائد، تستحقون أن ترفعوا رأسَكم بكل فخر؛ لأَنَّكم قدمتم للأُمَّـة أفضلَ المجاهدين الذين لن ينسوا أبدًا درب الحق والكرامة. لقد عهدنا إليك أن نكون أوفياء لدماء الشهيد القائد، وأن نبقى على العهد الذي رسمه لنا، مهما كانت التحديات. لقد أنجبت الأفضل، ولم يكن السيد حسن نصر الله مُجَـرّد ابن لكم، بل كان ابن الأُمَّــة، وكان عطاءه للمقاومة لا يُعد ولا يُحصى. دماؤه الطاهرة ستكون سراجًا منيرًا لنا في كُـلّ خطوة، لن تذهب تضحياته سدى، بل ستظل تشعل فينا شعلة العزم على مواصلة المسير. نؤكّـد أن المقاومة التي بدأها الشهيد السيد حسن نصر الله لن تنتهي، بل ستظل مُستمرّة بعون الله وبسواعد الأحرار، ولن تتوقف حتى تتحقّق النصر الذي سعى إليه طوال حياته.
إن رحيل السيد حسن نصر الله هو خسارة عظيمة، ولكنه ليس نهاية الطريق. هذه اللحظة يجب أن تكون حافزًا للمزيد من القوة والصمود. إن الطريق الذي سار عليه هذا القائد الكبير لن يغلق، بل ستظل دروب المقاومة مفتوحة بدماء الشهداء وعزائم الأحرار. سنظل نحمل راية المقاومة، وسنواصل المعركة ضد العدوّ بكل قوة وثبات، ونحن على يقين أن النصر في النهاية سيكون حليفنا، كما كان دائمًا وعد الله للأحرار.
رسالتنا للعالم واضحة: لن تتوقف المقاومة حتى تُقتلع جذور الظلم والطغيان من أرضنا. من يظن أن غياب قائد واحد يمكن أن يوقف مسيرتنا فهو واهم. جهادنا مُستمرّ، والمعركة التي نخوضها ليست مُجَـرّد صراع سياسي، بل هي معركة الأُمَّــة كلها ضد القوى الاستكبارية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة. النصر هو وعد الله، ونحن ماضون في طريقه، متحدين أمام كُـلّ المؤامرات والتحديات. لن يتوقف نضالنا، ولن تنكسر عزائمنا.
إن رحيل السيد حسن نصر الله سيظل نقطة مضيئة في تاريخ الأُمَّــة، ودماؤه الطاهرة ستكون الوقود الذي يضيء لنا طريقَ النصر. نحن على العهد، ولن نتراجع أبدًا عن هذا الطريق. وبالرسالة التي أكّـدها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نؤكّـد للعالم أن المقاومة مُستمرّة، وأن الأمل بالنصر لن يضعف أبدًا. نحن على العهد، ولن نخذلكم، ولن نخضع.
ختامًا، وفي هذا الفقد العظيم، نؤكّـد ما قاله السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي: “إن رحيل السيد حسن نصر الله ليس نهاية الطريق، بل هو بداية فصل جديد في مسيرة المقاومة. فدماؤه الطاهرة ستظل وقودًا لمواصلة الجهاد، ونحن على العهد الذي قطعناه مع الله ومع شهدائنا الأبرار، سنظل ثابتين في مواجهة أعداء الأُمَّــة، ولن نسمح لغياب القائد الشهيد أن يكون نقطة ضعف لنا. بل سنظل نرفع راية المقاومة بكل شجاعة، وسيظل مسار النضال مُستمرّا حتى نحقّق النصر المؤزر بإذن الله. ”
إن كلام السيد القائد عبدالملك الحوثي يظل نبراسًا لنا، فالمقاومة مُستمرّة بعونِ الله وبعزيمة الأحرار، ولن يوقفها غيابُ قائد مهما كانت الظروف. ومن هنا نؤكّـد لوالد الشهيد، السيد عبد الكريم نصر الله، أننا ماضون على درب الشهيد، وسنبقى أوفياء للقيم والمبادئ التي غرسها في قلوبنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید حسن نصر الله على العهد م ستمر
إقرأ أيضاً:
ترامب يتهم “نيويورك تايمز” بالخيانة.. والصحيفة ترد: الشعب يستحق الاطلاع على صحة القائد الذي انتخبه
الولايات المتحدة – انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشدة، وسائل إعلام طرحت تساؤلات حول وضعه الصحي، واصفا تقاريرها بأنها “كيدية، وربما تنطوي على خيانة”، ما استدعى ردا حادا على أبرزها.
وفي منشور مطوّل، ليل الثلاثاء، على منصته “تروث سوشل”، وجّه ترامب، وهو الأكبر سنا من بين الرؤساء المنتخبين للولايات المتحدة (باستثناء بايدن)، انتقادات حادة إلى تقارير أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” وغيرها، تفيد بأن أداءه “بدأ يتباطأ في سن التاسعة والسبعين”.
وجاء في منشور ترامب، الذي تضمن نحو 500 كلمة: “لم يكن هناك على الإطلاق رئيس عمل بالجد الذي أعمل به! ساعات عملي هي الأطول، ونتائجي من بين الأفضل”.
وأضاف: “أعتقد فعلا أن ما تقوم به نيويورك تايمز وغيرها تحريضيا، وربما ينطوي على خيانة، بمواظبتها على نشر تقارير مضلّلة بقصد التشهير والإساءة إلى رئيس الولايات المتحدة.. إنهم أعداء حقيقيون للشعب، وعلينا أن نتحرك حيالهم”.
وأشار إلى أنه خضع لفحوص طبية “مطوّلة وشاملة ومملّة جدا”، وتمكّن من “التفوّق” في الاختبارات الإدراكية وقال إن رؤساء آخرين “لم يخضعوا لها”.
ولفت إلى أن “أفضل ما يمكن أن يحدث لهذا البلد هو أن تتوقف نيويورك تايمز عن النشر لأنها مصدر معلومات فظيع ومنحاز وعديم المصدقية”، على حد تعبيره.
وكان تقرير نشرته “نيويورك تايمز” في نوفمبر الماضي، أثار حفيظة ترامب والبيت الأبيض، إذ ذكر التقرير أن الرئيس، قلّص على نحو كبير الفاعليات العامة وأسفاره الداخلية وساعات عمله مقارنة بولايته الرئاسية الأولى، ما أثار قلقا حول صحته، خاصة بعد ظهوره متعبا في مناسبات متعددة وخضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي ضمن فحوص طبية إضافية في أكتوبر.
ولاقت تصريحات ترامب، ردا عاجلا من “نيويورك تايمز”، حيث قالت المتحدثة باسم الصحيفة نيكول تايلور، في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “يستحق الأمريكيون تقارير معمّقة وتحديثات منتظمة بشأن صحة القادة الذين ينتخبونهم”.
وأضافت: “رحّب ترامب بتغطيتنا لسنّ ولياقة أسلافه، ونحن نطبّق المستوى نفسه من التدقيق الصحافي في حيويته”.
وأوضحت الصحيفة أن تقاريرها تستند إلى “مصادر كثيرة وتعتمد على مقابلات مع أشخاص مقربين من الرئيس ومع خبراء طبيين”.
واختتمت تايلور بالقول: “لن تثنينا لغة الكذب والتحريض التي تشوّه دور الصحافة الحرة”.
المصدر: “فرانس برس” + RT