تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"يخوض رجال القوات المسلحة معارك في ميادين القتال ويخوض رجال الخارجية المصرية معارك في ميادين الدبلوماسية، فالحرب والسياسة وجهان لعملة واحدة، ما لا يتحقق بالسياسة، يتحقق بالحرب ويستكمل بالمفاوضات".. كلمات من ذهب قيلت في إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة.
ولكنها ليست كلمات فحسب بل هي منهج الدولة المصرية الذي تنتهجه أمام الأزمات، فمنذ فجر دولة الثلاثين من يونيو والدبلوماسية المصرية تتفوق على ذاتها وتكتسب مهارات جديدة يوماً بعد يوم وتستطيع التواصل مع كل الأطراف الفاعلين من الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية والغرب.
وهذا ما حدث بالفعل إزاء الأزمة الراهنة في القضية الفلسطينية، وكان الأمر يبدو في البداية وكأن ترامب وضع الدولة المصرية بين المطرقة والسندان: إمّا المشاركة في ظلم بيّن لن يمحوه التاريخ وتصفية القضية وقبول التهجير، أو تحمل العقوبات ومنع المساعدات الأمريكية، ولكن مصر وضعت الآلية الناجحة لتخلق حلاً ثالثاً يحقق انتصاراً دبلوماسيًا ساحقاً على تصريحات ترامب وتهديداته حتى قبل القمة العربية في القاهرة في الرابع من مارس المقبل.
ومنذ اليوم الأول وقبل تصريحات ترامب، رسم السيد الرئيس خطًا أحمر على الحدود الشرقية محذرًا استباحتها أو التهجير من أجل عدم تصفية القضية، ومن أجل سلامة الأمن القومي المصري، ثم لم تتوجه بلادنا إلى واشنطن كنوع من الصمت العقابي، وبدأت الدولة المصرية في مسارين متوازيين، مسار أوروبى لحشد موقف عالمي وتسجيل الموقف المصري بزيارات السيد الرئيس إلى أوروبا وآخرها إسبانيا، ومسار عربي مع الأشقاء العرب، والتجهيز للقمة في لقاء أخوي قوي غير رسمي لبحث مصادر تمويل إعادة الإعمار ومعالجة أي نقاط خلاف من أجل خلق حالة عربية وموقف عربي موحد ومتكامل وربما لمناقشة تفاصيل إعادة الإعمار وسبل التعاون مع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي والشركات الدولية.
كل تلك الخطوات كانت بمثابة الوصفة المصرية السحرية التي جعلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يصرح بتصريحات كوميدية ويتراجع عن مخطط التهجير في هزيمة دبلوماسية، قائلاً إنه لن يجبر المنطقة على مخطط التهجير ولكنه كان يوصى بذلك.
سيسجل التاريخ لمصر ذلك الموقف وذلك الانتصار الدبلوماسي الذي انتصرته من أجل القضية الفلسطينية بكل هدوء وثبات وقوة وقدرة، فى هذه المعركة الناعمة التي لم تُطلق فيها رصاصة واحدة.. فلمصر درة الإقليم وقبلة الوطن العربي كل التحية ولرئيسها كل التقدير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الدولة المصرية موقف عربي موحد الدولة المصریة من أجل
إقرأ أيضاً:
محمود مسلم بمؤتمر الجبهة الوطنية: مصر أوقفت مخطط التهجير.. ومن أخطأ سيدفع الحساب
أكد محمود مسلم، أمين الإعلام بحزب الجبهة الوطنية، خلال كلمته في المؤتمر الجماهيري للحزب بمحافظة الجيزة، أن مصر كانت وستظل الدرع الحامي للأمن القومي العربي، مشددًا على أن كل من يعبث بأمنها سيأتي اليوم الذي يدفع فيه الحساب.
وقال مسلم: «مصر قدمت كل ما تملك لفلسطين، ومن لا يعرف عليه أن يذاكر، ومن لم يعلم عليه أن يراجع التاريخ جيدًا. نحن لن نكون أسرى للإخوان وحماس، ولن نسمح لأحد بتهديد أمننا أو النيل من استقرارنا».
وأضاف أن الدولة المصرية تصدت لمخطط التهجير الذي كان يسير بخطى ثابتة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أوقف هذا المخطط بقرارات حاسمة ومواقف قوية، مؤكدًا أن مصر قدمت أكبر نسبة مساعدات للشعب الفلسطيني في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ولم تغلق معبر رفح يومًا رغم التحديات.
وشدد على أن دور مصر في القضية الفلسطينية سيظل راسخًا، وأن الدولة لم تكتفِ بالشعارات، بل ترجمت مواقفها إلى أفعال تحافظ على حق الفلسطينيين في أرضهم، وتمنع أي محاولة لتصفية قضيتهم.
المؤتمر، أقيم في أجواء حماسية وتفاعلية، حضره نائب رئيس الحزب محمد أبو العينين، ووكيل مجلس النواب، إلى جانب كمال الدالي أمين الحزب بالجيزة، وعدد من قيادات الحزب وكوادره التنظيمية.
ويستهدف مؤتمر الحزب بالجيزة دعم مرشحيه بالمحافظة، وهم: أحمد الحمامصي وحسام سعيد، مرشحي الحزب ضمن "القائمة الوطنية من أجل مصر"، ومحمود علي عبد الله مرجان، مرشح الحزب على المقعد الفردي.