الثورة نت|

نظمت الشعبة الطبية لقوات الاحتياط في المنطقة العسكرية الخامسة حفل تخرج دفعة جديدة من المسعفين الحربيين، التي حملت اسم “شهيد الإسلام والإنسانية” وقوامهم 47 كادرا، في إطار جهود تعزيز الجاهزية الطبية في الميدان وتطوير مهارات الكوادر الصحية العسكرية.

وخلال الحفل، أكد نائب رئيس الشعبة الطبية لقوات الاحتياط بالمنطقة، الدكتور أنيس الدولي، أن التخريج يأتي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى إعداد كوادر طبية مدربة قادرة على التعامل مع مختلف الظروف الطارئة، سواء في ساحات المواجهة أو في مهام الإسناد الطبي الميداني.

وأشار إلى أن هذه الدفعة تمثل ثمرة جهد وعمل دؤوب لتأهيل مجموعة جديدة من المسعفين الحربيين، الذين سيكون لهم دور محوري في تقديم الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، والمساهمة في رفع مستوى الجهوزية الطبية للقوات.

وأوضح الدولي أن الإسعاف الحربي يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية تشمل الرقابة الصحية الوقائية، والرعاية العلاجية، والإسعافات الأولية الميدانية، مشيرا إلى أن كل محور يتم تنفيذه وفق منهجية دقيقة تضمن سرعة الاستجابة وفعالية الأداء في مختلف الظروف.

وأكد حرص الشعبة الطبية على أن يكون كل خريج قادرا على التعامل مع الإصابات المختلفة، بدءا من تقديم الإسعافات العاجلة وصولا إلى التنسيق لإجلاء المصابين إلى مراكز العلاج المتقدمة.

من جانبه، أشاد نائب رئيس الشعبة الطبية بالمنطقة، الدكتور حسن الوضري، بالدعم المستمر الذي تقدمه قيادة المنطقة العسكرية الخامسة لتأهيل كوادرها في مختلف التخصصات، مؤكدا أن الاهتمام بالجانب الطبي لا يقل أهمية عن أي قطاع آخر في المؤسسة العسكرية.

وأوضح أن الشعبة لا تدرب مجرد مسعفين، بل تؤهل جنودا في ميدان الصحة قادرين على إنقاذ الأرواح تحت أصعب الظروف، وتقديم الخدمة الطبية بكفاءة عالية.

بدوره، أكد مسؤول إدارة التدريب والتأهيل الصحي بالشعبة، الدكتور عز الدين جارالله، أن البرامج التدريبية التي تلقاها الخريجون شملت مهارات الإسعاف الميداني المتقدم، والتعامل مع الإصابات الناجمة عن العمليات العسكرية، إضافة إلى تقنيات الإجلاء الطبي في بيئات مختلفة.

وأشار إلى أن هذه الدورات لا تقتصر على الجوانب النظرية فقط، بل تتضمن تدريبات عملية مكثفة تحاكي الظروف الواقعية، لضمان جاهزية المسعفين للعمل في أي ظرف طارئ.

تخلل الحفل الذي حضره مسؤول التعبئة بمديرية باجل ياسر الحسني ومدير مكتب الصحة بالمديرية الدكتور مهران الحسني ومسؤول القطاع التربوي محمد ساج كلمات وقصيده وتوزيع الشهادات التكريمية على الخريجين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المنطقة العسكرية الخامسة الشعبة الطبیة

إقرأ أيضاً:

نافذة جديدة لعُمان نحو التميّز الطبي والسياحة العلاجية

 

 

 

علي عبد الحسين اللواتي

تحقق سلطنة عُمان تطورًا ملحوظًا في قطاع الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الواقع يكشف عن فجوة قائمة بين تطلعات المواطنين ومستوى الخدمات التي يقدمها القطاع الصحي الخاص، الذي ما زال يواجه تحديات هيكلية تؤثر على جودته وثقة الجمهور فيه.

كثير من العُمانيين ما زالوا يفضلون السفر إلى الخارج للعلاج، رغم وجود مستشفيات خاصة في السلطنة. أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى المستشفيات الخاصة التابعة لمجموعة صحية هندية كبرى في عُمان صرّح بأن مؤسس مجموعتهم أخبره بأن عدد العُمانيين الذين يقصدون مشافيهم في الهند في ازدياد مستمر، رغم أن الغرض الأساسي من فتح فرعهم في السلطنة كان لتقديم نفس مستوى الرعاية محليًا. هذا الاعتراف يعكس بوضوح وجود فجوة في الثقة، وفي التخصص، وفي مستوى التجربة العلاجية المقدمة محليًا.

التخصصية: بوابة الثقة والجودة

إن أحد أبرز الأسباب وراء استمرار هذه الفجوة هو غياب "التخصصية" في النظام الصحي الخاص. فمعظم المستشفيات الخاصة تقدم نفس الحزمة العامة من الخدمات الطبية، دون تميز حقيقي في مجال مُعين، مما يجعلها متشابهة حد التكرار. لذلك، فإنَّ التحول نحو نموذج تخصصي متكامل ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.

بودي أن أقترح نموذجا جديدا قائما على فكرة إنشاء تحالف صحي وطني، تقوم فكرته على أن يتخصص كل مستشفى في مجال طبي مُحدد: مثل القلب، العظام، طب الأطفال، الأورام، أمراض الجهاز الهضمي، الحوادث والتأهيل، أو الصحة النفسية. وبهذا يكون لكل منشأة دور واضح ومحدد في منظومة صحية وطنية موحدة.

ونقترح تأسيس هذا التحالف بالشراكة بين الحكومة ممثلة في جهاز الاستثمار العُماني ومستشفيات القطاع الخاص، إضافة الى وزارة الصحة مبنياً على أساس PPP.

ماذا تُحقق التخصصية؟

جودة طبية أعلى: التفرغ لتخصص محدد يعزز من تراكم الخبرات وتطور مهارات الكادر الطبي، مما يرفع مستوى الخدمة المقدمة. كفاءة تشغيلية: تقاسم الموارد، والأداء الأفضل من خلال تنسيق سلاسل التوريد والتفاوض الجماعي مع الموردين، واستخدام أنظمة مشتركة في الدعم الفني وخدمات الدعم والإسعاف والتقنيات، يقلل الهدر ويرفع الكفاءة. هوية مؤسسية قوية: يصبح لكل مستشفى "علامة تميز" معروفة في السوق، ما يعزز الثقة ويجذب المرضى داخليًا وخارجيًا. جذب للكفاءات: الأطباء المتميزون يفضلون العمل في بيئات تخصصية توفر لهم فرصًا للنمو والابتكار.

ما بعد التخصص: تكامل خدمات الدعم

ولأن الرعاية الصحية الحديثة لا تكتمل بدون منظومة داعمة، فإنَّ النموذج المقترح يشمل أيضًا:

خدمات إسعاف متطورة مجهزة بأحدث التقنيات، قادرة على الوصول السريع وتقديم العناية المبدئية الفعالة. نظام إسعاف جوي يمكنه نقل المرضى من المناطق النائية أو حتى من خارج البلاد بسرعة وكفاءة، ما يعزز من الجاهزية ويخدم السياحة العلاجية. مراكز بحوث وتطوير في كل تخصص، تواكب المستجدات العالمية، وتعمل على تطوير علاجات وأجهزة وتقنيات محلية. شراكات مع مؤسسات أكاديمية لبناء كوادر وطنية قادرة على قيادة القطاع في المستقبل.

الوجهة القادمة للسياحة العلاجية

عُمان تتمتع بمزايا فريدة تؤهلها لتكون وجهة مثالية للسياحة العلاجية: بيئة آمنة، مناخ معتدل، إمكانات سياحية يمكن استغلالها بالشكل الأمثل، وثقافة مضيافة. لكن ما ينقص هو النموذج الصحي الجاذب؛ فالنموذج المقترح المبني على التخصصية والتكامل والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، يفتح الباب لاستقطاب:

المرضى من دول الخليج، الباحثين عن خدمات تخصصية موثوقة. الشرائح الوسطى والعليا من أفريقيا والشرق الأوسط؛ حيث الرعاية التخصصية ما تزال محدودة. المتقاعدين الأوروبيين الباحثين عن جودة وخدمة بأسعار معقولة في بيئة مريحة.

بين تايلاند وعُمان: المقارنة الممكنة

تايلاند تُعد من أبرز الدول في مجال السياحة العلاجية، وقد بنت نجاحها على نموذج يقوده القطاع الخاص في بيئة سوقية حرة، وبدعم حكومي محدود. في المقابل، يقترح النموذج العُماني تحالفًا ثلاثيًا بين:

القطاع الخاص الصحي. جهاز الاستثمار العُماني. الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والسياحة.

ومقترحنا هذا أقرب الى ما هو موجود في دولة سنغافورة وماليزيا على نحو الإجمال.

وهذا التكامل المؤسسي يمنح المشروع قوة تنفيذية واستدامة مالية أكبر، إلى جانب:

توزيع تخصصي دقيق للخدمات. تنسيق سلاسل التوريد والتفاوض الجماعي مع الموردين، واستخدام أنظمة مشتركة في الدعم الفني والتقني. دمج فعلي للبحث والتطوير. استراتيجية تسويقية ذكية تستهدف أسواقًا غير تقليدية. إضافة الى نمو المراكز والعيادات الطبية الخاصة لتقديم الرعاية الأولوية للمرضى.

فرصة وطنية واستراتيجية اقتصادية

أكثر من كونه حلًا لمشكلة الثقة أو الكفاءة، فإن النموذج المقترح يمثل فرصة وطنية شاملة لدفع عجلة الاقتصاد الصحي في السلطنة، وتوطين الخدمات المتقدمة، وخفض نفقات العلاج في الخارج. كما يسهم المشروع في:

خلق وظائف نوعية للعُمانيين في مجالات الطب، التمريض، الإدارة الصحية، الصيدلة والبحث العلمي. استقطاب استثمارات خاصة وشراكات دولية. دعم رؤية "عُمان 2040" في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.

إنَّ ما تواجهه المستشفيات الخاصة اليوم هو تحدٍ حقيقي، لكنه يمكن أن يتحول إلى فرصة نادرة لو تم التفكير بشكل جماعي وجريء. إن تحالفا صحيًا وطنيًا قائمًا على التخصصية والتكامل والابتكار يمكن أن يغيّر وجه الرعاية الصحية في عُمان، ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة صحيًا وسياحيًا.

لقد آن الأوان لننتقل من تكرار الخدمات إلى تميّز في التخصص، ومن استيراد الحلول إلى صناعة نموذج عُماني فريد.. فلنُحَوِّل التحدي إلى نافذة نحو التميّز الحقيقي.

مقالات مشابهة

  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان دفعة جديدة من أسرى الحرب
  • روسيا وأوكرانيا تعلنان تبادل دفعة جديدة من الأسرى
  • بركان كيلاويا في هاواي يطلق دفعة جديدة من الحمم
  • الناحية العسكرية الأولى..مستشفى الأم والطفل للجيش ينظم الأيام الطبية الجراحية
  • بارتفاع 100 متر.. بركان كيلاويا في هاواي يطلق دفعة جديدة من الحمم
  • نافذة جديدة لعُمان نحو التميّز الطبي والسياحة العلاجية
  • وصول دفعة جديدة من أطفال قطاع غزة لتلقي العلاج في الأردن
  • الكشف الطبي على ١٥٠ مواطنًا بالإسماعيلية ضمن القافلة الطبية الثالثة لراعي مصر
  • جهاز الإمداد الطبي يتسلم شحنة جديدة من مشغلات الكلى
  • مواطنون من مختلف المحافظات:الظروف المعيشية التي خلفها العدوان والحصار زادتنا تراحماً وألفة في العيد