عربي21:
2025-07-31@07:21:16 GMT

حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

تنعقد في بداية شهر آذار/ مارس، قمة عربية طارئة، للرد على مخطط تهجير أهل غزّة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى، حسب خطة كان قد أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذه الخطة ليست سوى صدى لدعوات المتطرفين الصهاينة في السنوات الأخيرة والداعية الى تهجير معظم الفلسطينيين من كامل فلسطين التاريخية، بذريعة أن التعايش لم يعد ممكنا بين اليهود والفلسطينيين، وأن حل هذه المشكلة لا يتأتى إلا بإخراج الفلسطينيين صوب الدول العربية، أو أي بلاد أخرى تقبلهم.



ليس سرا أن ترامب تراجع عن خطته، بسبب الرفض العربي والدولي، وربما بسبب موازنته للتكاليف والأرباح، وخروجه بنتيجة ألا جدوى من هذا المشروع، على اعتبار أنه يبني حساباته السياسية على نمط إدارته للمشاريع العقارية، وبالأصل هو تعامل مع المشروع على أساس معطيات جيواقتصادية؛ من نوع طول شاطئ غزة والمساحة الرملية والمساحة الممكن توفرها لصناعة الترفيه الجاذب لنمط معين من النخب الاقتصادية في العالم، لكنه اكتشف أن هذا الأمر يستدعي ربما عشرات الحروب التي تشنها إسرائيل وقد لا تكون النتيجة مضمونة بسبب تمسك أهل غزة بأرضهم.

لكن هل يعني ذلك أن الصفحة طُويت وأصبحت المخاطر خلفنا، سواء الفلسطينيين أو بلاد المشرق العربي عموما؟ الواقع يقول عكس ذلك، إذ يبدو أن إسرائيل وسعت بيكار استهدافها ليشمل كامل منطقة المشرق العربي؛ سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الضفة الغربية، وقد تكون هذه التوسعة مرحلية ستتبعها مرحلة لاحقة لن تستثني الأردن ومصر، ذلك أن إسرائيل تعتقد أنها تمر بمرحلة مثالية، نتيجة ميزان القوى الراجح جدا لمصلحتها، مقابل ضعف أدوات الطرف الآخر، سواء المشرق العربي المستهدف، أو بلدان ما خلف المشرق العربي التي لا يرى حكام إسرائيل أن لديهم النيّة على تغيير الوضع في المنطقة، لا سيما أن إسرائيل تحاول بيع العرب وهْم هزيمة الخطر الإيراني والتخطيط للإجهاز عليه في إيران نفسها، وتدمير مشروعها النووي الذي يشكّل مصدر الخطر الأكبر على العالم العربي.

لم يعد سرا أن إسرائيل تتعاطى مع المعطيات الحالية على أنها تشكل فرصة يجب اقتناصها لتغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة، فهي تتحرك في نطاق منطقة مستنزفة عسكريا واقتصاديا ولا تملك أطرافها (سوريا ولبنان والضفة الغربية) القدرات اللازمة للوقوف في وجه القوّة الإسرائيلية، التي تمارس العربدة جهارا نهارا، مستقوية بميزان القوّة الذي يرجح كفّتها في أي حرب، ولا سيما سلاحها الجوي الذي تفتقر جميع الأطراف المستهدفة الى وجود رادع له أو بديل يستطيع تعويض هذا الفارق.

من الواضح أن إسرائيل ذاهبة صوب بناء مناطق عازلة تحيط بها وتؤمن لها الحماية بعد درس طوفان 7 تشرين الأول/ كتوبر، على أن يشمل البناء مناطق جنوب لبنان وجنوب سوريا وأجزاء واسعة من الضفة الغربي. ولا تخفي حكومة بنيامين نتنياهو رغبتها في تحويل الجوار إلى دول فاشلة غير مستقرة ومفتتة؛ كجزء من استراتيجيتها القاضية بتحقيق الاستقرار والأمان لإسرائيل عبر السنوات القادمة، مستثمرة الضوء الأخضر الأمريكي لفعل ما تراه مناسبا لتحقيق مصالحها الأمنية مصحوبا بصنبور مفتوح من التمويل والتسليح.

ماذا بإمكان القمة العربية فعله لمواجهة هذه التحديات التي لا تؤثر فقط على فلسطين وسوريا ولبنان، بل ستمتد تداعياتها لتشمل أجزاء واسعة من العالم العربي؟ يمكن للقمة العربية الخروج ببيان يرفض السلوك الإسرائيلي ويدين محاولات تهويد الضفة وتهجير غزة واستباحة لبنان وسوريا، فليس -كما يقول المثل في بلاد الشام- على الكلام جمرك، لكن ذلك لا يساوي وزن رصاصة واحدة تُطلق على إسرائيل، والعرب غير مستعدين لا تلميحا ولا تصريحا على إصدار بيانات ذات حمولات يُشتم منها رائحة بارود أو يُسمع منها هدير أصوات طائرات ومدافع، وعدا عن أن لديهم أولويات مختلفة في هذه المرحلة، فلا يملكون الاستعدادات ولا المحفزات ولا حتى التقييم الذي يدفعهم لمواجهة إسرائيل.

بناء على ذلك، اليوم الذي سيعقب القمة سيكون مثل اليوم الذي سبقها، وستبقى الضفة وجنوب لبنان وجنوب سوريا أرض مستباحة لطائرات إسرائيل ودباباتها، وهذا الوضع مرشح للاستمرار حتى تتبلور ديناميكيات، يمكن القول إنها بدأت تظهر شيئا فشيئا في سماء المنطقة، بعد أن تجاوزت العربدة الإسرائيلية حدود وإمكانيات القدرة على التحمل والصبر.

كان يجب أن تنعقد القمة العربية في هذه الظروف، حيث لا يمكن الصمت فيما تصرفات إسرائيل العنجهية التي تجعل الحجر ينطق، لكن أيضا، هذه حدود وإمكانيات القمة، كلام ثم كلام ثم مزيد من الكلام، وبعدها ليواجه كل قدره ومصيره.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عربية الفلسطينيين إسرائيل سوريا لبنان سوريا لبنان إسرائيل فلسطين عرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشرق العربی أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري

2025-07-30Zeinaسابق ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسيةالتالي ساكاليان لـ سانا: فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة انظر ايضاًساكاليان لـ سانا: فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة

آخر الأخبار 2025-07-30رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها 2025-07-30اتفاقية تعاون بين الفلاحين والبحوث العلمية الزراعية لتطوير وتحسين جودة المنتج الزراعي 2025-07-30نادي المجد الرياضي… من أقدم الأندية الرياضية بدمشق وأبرزها في تخريج المواهب 2025-07-30وزير الطاقة التركي آلب أرسلان بيرقدار: تزويد سوريا بالغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب يبدأ في الثاني من آب المقبل عبر ولاية كيليس التركية 2025-07-30خان شيخون يقترب من حسم تأهله للدوري الممتاز 2025-07-30وزارة الداخلية: مزاعم حصار محافظة السويداء دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط المحافظة داخل الجمهورية وخارجها 2025-07-30البدء بأعمال تأهيل قسم الحروق بمشفى حماة الوطني وفق أحدث المعايير 2025-07-30“إعلان نيويورك”: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة 2025-07-30مالطا تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين 2025-07-30استمراراً لسلسلة الدورات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي… التنمية الإدارية تواصل تطوير الكوادر الحكومية في تحليل البيانات

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أوروبا تعاقب إسرائيل.. إجماع بشأن الضفة وتباين بخصوص غزة
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • استطلاع: انقسام أمريكي حاد حول تأييد إسرائيل
  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • أوروبا تصعد لهجتها الصدامية تجاه إسرائيل
  • العربي الناصري: السفارات ليست ساحة للصراعات.. ومصر تدفع ثمن التزامها تجاه فلسطين
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • وفدان من “الجبهة الوطنية العربية” ومنظمة “رحمة بلا حدود” في درعا لتقديم مساعدات طبية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)