اشتباكات قرب القصر الجمهوري بالخرطوم والجيش يستعيد مدينة في سنّار
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
أفادت مصادر ميدانية الجزيرة باندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صباح اليوم الأربعاء وسط العاصمة الخرطوم، بينما استعاد الجيش مدينة في ولاية سنّار جنوب شرقي السودان.
وتأتي هذه الاشتباكات بينما يقترب الجيش من عدة محاور من منطقة القصر الجمهوري ومقار الحكومة الاتحادية وسط المدينة.
وفي الأيام الماضية، احتدم القتال في الخرطوم مع تزايد ضغط الجيش على المناطق التي لا تزال خاضعة للدعم السريع.
وسيطر الجيش خلال هذه الفترة على مواقع مهمة بينها الجانب الشرقي من جسر المنشية الذي يربط شرق النيل مع شرق الخرطوم ووسطها.
وتقلصت سيطرة قوات الدعم السريع منذ العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوداني في 26 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث، كما خسرت القوات التي يقودها محمد حمدان (حميدتي) معظم ولاية الجزيرة (وسط).
في سياق متصل، قال مراسل الجزيرة إن انفجارات عنيفة دوت صباح اليوم في ضاحية الثورة بمحلية كرري شمالي أم درمان إثر سقوط قذائف مدفعية.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن القصف أسفر -وفق حصيلة أولية- عن مقتل طفل واحد وإصابة 7 أشخاص.
وطبقا لمصادر محلية، فإن قوات الدعم السريع قصفت من مواقعها غرب أم درمان محلية كرري، حيث مناطق سيطرة الجيش.
إعلانوكان مراسل الجزيرة أفاد بأن الجيش السوداني قصف أمس بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع جنوبي وغربي أم درمان، بينما أطلق الأخيرة طائرات مسيرة انتحارية على شمالي المدينة.
استعادة مدينةوفي تطورات أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر عسكري سوداني أن الجيش استعاد مدينة الدالي بولاية سنار جنوب شرقي البلاد.
قال مصدران حكوميان للجزيرة إن قوات الدعم السريع استهدفت ولاية النيل الأبيض بمسيرات انتحارية فجر اليوم.
وكانت هذه القوات قصفت مناطق سودانية أخرى خارج نطاق سيطرتها آخرها مدينة مروي (شمال).
وفي إقليم دارفور (غرب)، أفادت غرفة الطوارئ في مخيم أبوشوك للنازحين شمال مدينة الفَاشِر بسقوط 6 قتلى وعدد من الجرحى من المدنيين في قصف لقوات الدعم السريع استهدف المخيم صباح اليوم.
وقال الجيش السوداني إن قواته تواصل تقدمها في الفاشر -عاصمة ولاية شمال دارفور- وتحقق انتصارات ميدانية جديدة.
وأضاف الجيش أنه نفذ هجوما بالمسيرات في عملية نوعية ناجحة كبدت الدعم السريع خسائر في الأرواح والعتاد، كما قال إن دفاعاته أسقطت 4 مسيرات للدعم السريع.
وذكر الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع قصفت مخيم نيفاشا للنازحين غرب الفاشر ومناطق واسعة من مخيم زمزم جنوب المدينة.
ومنذ أكثر من 10 أشهر، تفرض هذه القوات حصارا على مدينة الفاشر وتقصفها باستمرار في محاولة لاقتحامها، بيد أن ققوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه حالت دون ذلك حتى الآن.
وتُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في دارفور ومناطق أخرى سيطرت عليها كليا أو جزئيا، لكنها تنفي ذلك.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليون آخرين.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة “المثلث”
البلاد ـ الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، أمس (الأربعاء)، إخلاءه لمنطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة وصفها بـ”الترتيبات الدفاعية لصد العدوان”، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المنطقة، ووصفت تحركها بأنه “تحوّل استراتيجي” في تأمين الحدود الشمالية.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالهجوم على نقاطه الحدودية في المنطقة، بمساندة قوات من الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، معتبراً ذلك “تعدياً على سيادة البلاد”.
وأكد أنه سيتصدى لأي اختراقات تمس الأرض أو الشعب، غير أن الجيش الليبي سارع إلى نفي مشاركته في أي عمليات داخل السودان، واعتبر الاتهامات “مزاعم باطلة”، محذراً من الزج باسمه في “صراعات داخلية” قد تؤجج التوترات الإقليمية. وشدد على التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتحولت المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، إلى ميدان جديد في الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي دخلت عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023. ويخشى مراقبون من أن يفتح هذا التصعيد فصلاً جديداً في الحرب، قد يشعل توترات إقليمية في المنطقة الصحراوية الواسعة.
وسط التصعيد العسكري، تستمر الأزمة الإنسانية في السودان بالتفاقم، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تهجير أكثر من 13 مليون شخص، وسقوط عشرات آلاف القتلى، في ظل نقصٍ حاد في الغذاء وانهيار الخدمات الصحية. كما حذرت تقارير دولية حديثة من احتمال دخول ملايين السودانيين في مجاعة شاملة خلال الأشهر المقبلة، ما لم يتم وقف القتال وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
ويرى محللون أن اتهام الجيش السوداني لقوات حفتر يعكس مخاوف من تدويل الصراع وتحويل المناطق الحدودية إلى منصات نفوذ عابرة للدول. كما يعبّر عن قلق متزايد من فقدان السيطرة على أطراف السودان الجغرافية لصالح جماعات مسلحة تسعى لتثبيت واقع عسكري على الأرض، في غياب أي تسوية سياسية حقيقية.
في حين تؤكد قوات الدعم السريع أنها “تؤمّن البلاد وتحمي المدنيين”، إلا أن معطيات الميدان تُظهر استمرار المواجهات الدامية، وتزايد الانقسامات الجغرافية والعسكرية، وسط شلل تام في العملية السياسية وغياب مسار موحد للحل.