سواليف:
2025-08-01@09:46:34 GMT

التعليم بين جمود الماضي وابتكار المستقبل

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

#التعليم بين #جمود_الماضي و #ابتكار_المستقبل

#عبدالبصير_عيد


لم يعد التعليم اليوم مجرد عملية تلقين، بل تحول إلى منظومة متكاملة تتطلب الابتكار والتكيف مع التطورات التكنولوجية. ومع ذلك، لا تزال بعض المؤسسات التعليمية متمسكة بمناهج وأساليب تدريس لم تعد تلبي احتياجات العصر. في المقابل، يشهد التعليم قفزات نوعية بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يعزز التعلم الشخصي والمتمايز، مما يستدعي اعتماد طرق تدريس أكثر مرونة وابتكارًا.

لكن مقاومة هذا التغيير من قبل بعض المؤسسات تعرقل تطوير العملية التعليمية.
المشكلة لا تتوقف عند المناهج، بل تمتد إلى السياسات الإدارية التي غالبًا ما تستبعد الكفاءات الشابة من مراكز صنع القرار. بدلًا من الاستفادة من أفكارهم المبتكرة، يتم تهميشهم لصالح أصحاب الخبرة التقليدية، حتى لو لم تعد تلك الخبرة تواكب متطلبات العصر. هذا النهج يؤدي إلى إحباط الشباب ودفعهم للبحث عن فرص خارج المنظومة التعليمية التقليدية، مما يحرم المؤسسات من طاقات بشرية قادرة على التطوير.
إن استمرار المؤسسات في الاعتماد على كوادر غير محدثة معرفيًا ومهارياً يسهم في تراجع جودة التعليم. فالتعليم ليس مجرد وظيفة، بل عملية مستمرة تتطلب التعلم مدى الحياة، حيث يجب أن يظل الأكاديميون منخرطين في برامج تنمية مهنية دائمة لمواكبة كل جديد.
وما يثير الاستغراب أن بعض المؤسسات التعليمية لا تزال تتردد في تبني التكنولوجيا بشكل كامل في العملية التعليمية. في حين أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية يمكن أن تحول التعليم إلى تجربة تفاعلية أكثر جاذبية، نجد أن المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في العقليات التي ترفض الاعتراف بأنها ضرورة وليست مجرد خيار.
دول عديدة أثبتت أن تبني التكنولوجيا في التعليم يعزز جودة التعلم ويجعله أكثر كفاءة. على سبيل المثال، فنلندا وسنغافورة من بين الدول التي استفادت من الذكاء الاصطناعي والتعلم التكيفي، مما مكنها من تقديم تجربة تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب. في المقابل، لا تزال بعض الجامعات العربية تعتمد على مناهج لم تتغير منذ عقود، مما يزيد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
ومن الأسباب الرئيسية لهذا الجمود هو غياب رؤية استراتيجية واضحة في بعض المؤسسات التعليمية. بدلًا من التخطيط لمواكبة العصر، نجد أنها تُدار بعقلية تقليدية لا تتناسب مع التطورات السريعة التي يشهدها العالم. هذه الفجوة بين التعليم وسوق العمل تجعل المؤسسات غير قادرة على تخريج كوادر مؤهلة للمستقبل.
على سبيل المثال، رغم التوسع في التعليم عن بُعد عالميًا، نجد بعض الجامعات لا تزال ترفضه، رغم قدرته على توفير فرص تعلم أكثر مرونة وكفاءة. هذا التردد يؤدي إلى تعطيل الاستفادة من إمكانيات التعليم الرقمي، ويزيد من عزلة المؤسسات عن التطورات الحديثة.
التغيير لا يعني إلغاء الماضي، بل الاستفادة من التجارب السابقة لصنع مستقبل أفضل. الحل لا يكمن في إقصاء أصحاب الفكر التقليدي، ولا في تهميش الشباب المبتكر، بل في تحقيق توازن بين الجانبين.
يجب على المؤسسات التعليمية تبني سياسات تشجع دمج الشباب في عملية صنع القرار، وتوفر لهم فرصًا حقيقية للمشاركة في تطوير المناهج وطرق التدريس. كما ينبغي دعم الكفاءات الشابة وتدريبها لتكون قادرة على قيادة التغيير. التعليم ليس ساحة للصراع بين القديم والجديد، بل اختبار لقدرتنا على التكيف مع تطورات العصر.
إذا أردنا تعليمًا يتناسب مع المستقبل، فعلينا تجاوز هذا الجمود وفتح الأبواب أمام الشباب للمشاركة في تطوير التعليم، مع الاستفادة من خبرات الماضي لصنع مستقبل أكثر إشراقًا. التغيير ليس خيارًا، بل حاجة ملحة يحتاجها شباب اليوم لبناء المستقبل.

مقالات ذات صلة سوريا 2025/03/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عبدالبصير عيد المؤسسات التعلیمیة بعض المؤسسات الاستفادة من لا تزال

إقرأ أيضاً:

جوجل تعزز تجربة الطلاب التعليمية بميزات ذكاء اصطناعي جديدة

أعلنت شركة جوجل عن مجموعة من الميزات الجديدة ضمن تحديث خاص بوضع الذكاء الاصطناعي AI Mode، يهدف إلى مساعدة الطلاب في التحضير للاختبارات وتعميق فهمهم الأكاديمي من خلال أدوات ذكية وتفاعلية.

أدوات ذكية لإنشاء أدلة دراسية تفاعلية

ضمن التحديث، سيتمكن الطلاب من إنشاء أدلة دراسية ذكية عبر سحب المعلومات إلى الشريط الجانبي في المتصفح، ثم طرح أسئلة إضافية لفهم المحتوى بشكل أعمق والحصول على نتائج مخصصة.

6 منتجات جديدة من جوجل.. كل ما تحتاج معرفته عن حدث Made by Google 2025؟"دليل الويب".. جوجل تعيد ابتكار نتائج البحث بالذكاء الاصطناعي رفع الصور وطرح الأسئلة عبر الذكاء الاصطناعي
 

ومن بين أبرز الإضافات إمكانية رفع الصور إلى وضع الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكمبيوتر، حيث يمكن للمستخدمين طرح أسئلة حول محتوى الصورة، سواء كانت مسألة رياضية من الواجبات المنزلية أو نبتة يريدون معرفة المزيد عنها.

كما تختبر جوجل أيضا ميزة جديدة تتيح مشاركة الكاميرا في الوقت الفعلي ضمن AI Mode، وهي مبنية على ميزة البحث المباشر Search Live، تتيح هذه الخاصية للمستخدمين توجيه كاميرا الهاتف نحو سؤال معين وطرحه شفهيا باستخدام الصوت، دون الحاجة إلى كتابة أو البحث التقليدي. 

هذه الميزة متوفرة حاليا بشكل تجريبي للمستخدمين في الولايات المتحدة المشاركين في تجربة AI Mode Labs.

تحسينات على Lens داخل متصفح كروم

وتسعى جوجل أيضا إلى تبسيط الوصول إلى ميزة Google Lens عبر عرض خيار جديد بعنوان اسأل جوجل عن هذه الصفحة عند الضغط على شريط العنوان في متصفح كروم.

عند تفعيل هذا الخيار، يمكن للمستخدم اختيار جزء معين من الصفحة للبحث عنه، ثم الحصول على نظرة شاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الشريط الجانبي، كما يمكن طرح أسئلة متابعة باستخدام زر AI Mode ثم المتابعة عبر خيار استكشاف أعمق.

AI Mode في البحث ملخصات وتفاعلات ذكية


وكانت جوجل قد أطلقت في مايو ميزة AI Mode في محرك البحث داخل الولايات المتحدة، والتي تقوم بتلخيص نتائج البحث تلقائيا، مع إمكانية طرح أسئلة متابعة وإجراء حوار تفاعلي مع الأداة.

وفي أبريل الماضي، بدأت الشركة اختبار ميزة رفع الصور في AI Mode، والآن مع توسعها إلى نسخة سطح المكتب، قد يصبح من الأسهل على الطلاب الحصول على مساعدة فورية في إنجاز المشاريع أو حل الواجبات.

هذه التحديثات تعكس جهود جوجل المستمرة في دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، لتوفير أدوات مساعدة أكثر ذكاء وفعالية للطلاب حول العالم.

طباعة شارك جوجل الذكاء الاصطناعي AI Mode

مقالات مشابهة

  • محافظ جنوب سيناء يكرم المتفوقين في الشهادات التعليمية والمتفوقين رياضيا
  • جوجل تعزز تجربة الطلاب التعليمية بميزات ذكاء اصطناعي جديدة
  • بدء المعرض الدولي لمؤسسات التعليم العالي 2025
  • الوزير الشيباني: نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل، وشكلنا لجنة لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع روسيا بما يضمن مصلحة الشعب السوري
  • إسناد أكثر من 246 مليون ريال لمشاريع تنموية خلال النصف الأول من 2025
  • «التعليم العالي» تعلن القوائم المُحدثة لـ المؤسسات المُعتمدة على مستوى الجمهورية
  • «التعليم العالي» تحذر من الكيانات الوهمية وتشدد على التأكد من المؤسسات المعتمدة
  • التعليم العالي ومحافظة ريف دمشق تناقشان آلية الاستفادة من مشاريع وأبحاث الطلاب
  • بمشاركة أكثر من 40 عارضا..افتتاح صالون الخدمات المالية الموجهة لدعم الاستثمار
  • سيلين شميت لـ سانا: حتى تاريخ الـ 14 من تموز الجاري سجّل أكثر من 17000 لاجئ سوري في لبنان رغبتهم في الاستفادة من برنامج العودة الطوعية المُيسرة وحصلوا على استشارات حول خطوات العملية وتبعاتها