متى تنتهي معاناة شعبنا بسبب الحرب العبثية؟
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
المواطنون العائدون الى مناطقهم المحررة يعيشون في رعب بسبب تواصل النهب والانفلات الأمني، قطاع الكهرباء يواجه تدميرا شاملا، انسحب أثره الفادح على القطاع الزراعي الذي تأثر في كل انحاء البلاد بسبب الحرب.
فشل الموسم الزراعي في الولاية الشمالية بسبب استهداف محولات الكهرباء، ما نجا من المحولات في مناطق كثيرة في بلادنا تم تفكيكه وسرقة النحاس وتهريبه للخارج! مصانع ومشاريع ومؤسسات صحية وتعليمية تم مسحها بالأرض في بلد كان يعاني أصلا من فقر البنية التحتية.
غلاء فاحش واستغلال لمواطن انهكته حرب عبثية تتطاول كل يوم، أطفال يواجهون مع اسرهم مستقبلا مظلما في ظل انهيار العملية التعليمية. مواطن ان بقي في بيته يتعرض للانتهاكات وان لجأ للنزوح لحماية نفسه واسرته يتعرض أيضا للانتهاكات من طرفي النزاع، ويتعرض للتشرد والاستغلال وفقدان مورد الرزق. وحتى ان أقدم على السفر تلاحقه المشاكل وصعوبة الإجراءات ونفاد صبر الجيران من اعداد النازحين الغفيرة وتطاول أمد الأزمة.
فمن المستفيد من كل هذا الدمار؟ من المستفيد من العذاب اليومي الذي يتعرض له مواطن لا ناقة له ولا جمل في حرب عبثية اشعلها طامعون في السلطة والمال، والهروب من المحاسبة على جرائم يندي لها جبين الإنسانية.
الحركة الإسلامية التي حكمت هذه البلاد طوال أكثر من ثلاثة عقود وانشأت المليشيات ودفعت الناس دفعا لحمل السلاح للدفاع عن أهلهم ومصالحهم وقضاياهم، هي المسئول الأول عن الدمار الذي حاق بهذه البلاد. شعب بلادنا يجني الان غرس أكثر من ثلاثة عقود من ممارسات الحركة الإسلامية التي جاءت للسلطة على ظهر انقلاب عسكري، كان أول مسمار في نعش وحدة هذه البلاد واستقرارها وتنميتها ورفاه مواطنيها وحريتهم. فالتنظيم المافيوي سعى من اجل تثبيت سلطته بكل قوته وبإمكانات الدولة التي أصبحت ملكا له، في نشر الفتن وعوامل الفرقة بين المكونات السكانية، لتفتيت وتفكيك اية معارضة ضده، وأشعل الحروب وأجبر الجنوب على خيار الانفصال وغرس بذور الحرب الحالية.
لقد اثبتت فترة حكم الإسلاميين ان هذه الحركة الشيطانية لا يطربها شيء مثل صوت المعارك وروائح الدماء والموت والخراب. حركة تحولت الى جهاز أمني متشعب الرؤوس لا هم له سوى جز الرؤوس، اثارة الفتن ونهب ثروات هذه البلاد واغراقها في الحروب.
ستبقى جذوة ثورة ديسمبر مشتعلة في النفوس، لأن الحفاظ على قيم تلك الثورة العظيمة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب ومعالجة آثارها الكارثية واستعادة شعبنا لحريته وكرامته وأمان ابنائه.
لابد من عودة لجنة التفكيك لأنه ما لم يتم تفكيك وتصفية النظام الكيزاني الفاسد الذي يمسك بخناق الدولة، فإن الفتن والحروب لن تتوقف في هذه البلاد. سنفهم أهمية عمل تلك اللجنة حين نجد ان كل من فصلتهم لجنة التفكيك لمخالفات موثقة في تعيينهم، هم من يديرون مشهد الحرب الان ويصرون على استمرارها رغم ان الجميع باتوا يعلمون ان حرب استعادة السلطة ليست سوى حرب استنزاف للوطن ومواطنيه..
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشدد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، على ضرورة الوقف الفوري للحرب الدائرة في السودان، محذراً من خطورة استمرار المعاناة الكارثية التي لحقت بملايين المواطنين منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.
وذكر ماغانغو، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النزاع المستمر أدى إلى أوضاع إنسانية بالغة الخطورة طالت الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، مشدداً على أن إنهاء الحرب يُعد ضرورة ملحّة لتمكين السودانيين من استعادة حقوقهم الأساسية.
وأشار إلى أن جميع أطراف الصراع مطالبة بالتخلي عن العنف والانخراط في مسار سياسي وحوار حقيقي، موضحاً أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد لتحقيق سلام دائم ومستدام في البلاد.
وقال المسؤول الأممي: إن السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ اندلاع الصراع المسلح قبل نحو 3 سنوات، حيث أدّت العمليات العسكرية المستمرة إلى نزوح ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وتضررت المدن الكبرى، خاصة الخرطوم ودارفور والجزيرة، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية، ما تسبب في شلل شبه كامل للمؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية.
وتشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من نصف سكان السودان بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية العاجلة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود وانهيار سلاسل الإمداد، إضافة إلى تفشي الأمراض بسبب سوء التغذية وتدهور الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إلى المنشآت الطبية.
وتُعد أزمة النزوح الداخلي أحد أخطر تداعيات الحرب في السودان، إذ اضطرت عائلات بأكملها للفرار من مناطق القتال إلى ولايات أخرى أو دول الجوار، حيث تواجه أوضاعاً معيشية قاسية ونقصاً حاداً في المأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب.