يحمل شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات طابعاً خاصاً يمزج بين بساطة الموائد، وروح التكافل، واجتماع الأهالي في المجالس بعد الإفطار، مما يجعله محطة استثنائية في حياة كبار المواطنين الذين يستعيدون ذكرياتهم بحنين بالغ عن شهر رمضان في الماضي، حيث امتزجت النفحات الروحانية بعادات متوارثة شكلت ملامح الهوية الإماراتية الأصيلة.

وتحدثت الدكتورة مريم البيشك، عضو مجلس أمناء جامعة كلباء، عبر 24، عن الاستعدادات التي كانت تسبق شهر رمضان المبارك، موضحة أن استقبال رمضان كان يبدأ من منتصف شهر شعبان، حيث كانت النساء يقمن بتنظيف البيوت وكنس الطرقات "السكيك" لتكون نظيفة وملائمة للمصلين والمتنقلين بين المساجد. كما كن يجهزن أواني خاصة لا تُستخدم إلا في رمضان، بالإضافة إلى تحضير الأطعمة التقليدية مثل حب الهريس، وتجفيف وطحن الأرز لإعداد طبق "القرني" أحد الحلويات الرمضانية المشهورة.
وأشارت إلى أن رمضان كان يمثل التعاون والتشارك والألفة بين الأهالي، حيث كان الجيران يجتمعون للإفطار في بيت الأكبر سناً، فيما كان الأطفال يستمتعون بتوزيع الأطباق على الجيران، لإضفاء أجواء من البهجة والفرح على الأحياء. كما كان الناس يحرصون على قراءة القرآن وختمه، فيما يجوب المسحراتي الطرقات ليوقظ الصائمين لوجبة السحور مردداً: "قوم أتسحر يا نايم واذكر ربك الدايم".


وأضافت الدكتورة البيشك أن التحضيرات للعيد كانت تبدأ قبل نهاية رمضان، حيث كانت النساء تخيط وتطرز الملابس، وتشتري الملابس للأطفال والحناء للفتيات، مما جعل رمضان شهر الفرح والتجديد، ينتظره الناس بشوق، ويودعونه بحزن. رمضان في الفرجان

بدورها، قالت فاطمة سعيد النقبي عن الأجواء الرمضانية في الماضي: "كانت أيام رمضان تمتاز بالبساطة، وكانت تجمعات الأهل والجيران في الفرجان سمة أساسية. كنا نزور بعضنا، ونتبادل تهاني رمضان، ونصل الأرحام، ونتشارك الأطباق في أجواء يسودها الألفة والمحبة".
وتابعت النقبي أن العبادة والمحافظة على قراءة القرآن كانتا من الأولويات، مشيرة إلى أن رغم استمرار الروابط العائلية اليوم، إلا أن التكنولوجيا غيرت أساليب التواصل، فأصبحت اللقاءات المباشرة أقل، رغم أهميتها في تعزيز العلاقات الاجتماعية.

المجالس الرمضانية.. تقليد إماراتي متوارث يرسخ التلاحم المجتمعي - موقع 24تمثل المجالس الرمضانية في الإمارات منصات لتعزيز الروابط الاجتماعية، ومناقشة القضايا الثقافية والمجتمعية بأسلوب يعكس روح الشهر الفضيل، ويتبادل فيها الحاضرون مواضيع حول التراث والقيم، لتعزيز الوعي والتلاحم المجتمعي. رمضان بين الماضي والحاضر من جهتها، أوضحت زينب حسن الملقبة بـ "أم سعيد"، أن رمضان في الماضي والحاضر يحمل روحاً واحدة، لكنه شهد تغيرات كبيرة في طريقة الاحتفال به.
وقالت: كان رمضان يتميز بالبساطة، وكانت العائلات تجتمع حول موائد الإفطار التقليدية، وكانت الأجواء الروحانية أكثر حضوراً. أما اليوم، فقد تغيرت بعض العادات، فأصبح التواصل أكثر اعتماداً على الوسائل الاجتماعية، وانتشرت الولائم الفاخرة، كما زادت العروض الرمضانية على التلفاز والمنصات الإلكترونية.
وأكدت أم سعيد أن رغم هذه التغيرات، يظل رمضان شهر الخير والبركة، حيث يجتمع الناس على العبادات والصدقات، ويبقى جوهره في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية كما كان في الماضي. الحنين إلى البساطة

أما أبوبكر علي بن صالح، فقد تحدث عن الطابع المميز لرمضان في الماضي، قائلاً: كان رمضان مليئاً بالبساطة والروحانية، حيث كانت المساجد تكتظ بالمصلين، والشوارع تمتلئ بالحركة والنشاط استعداداً لموائد الإفطار الجماعية. كنا ننتظر معاً لحظة الإفطار، وكان التراحم سمةً أساسية، سواء بتبادل الطعام مع الجيران أو دعم المحتاجين.
وأضاف: رغم تغير العادات مع التطور، إلا أن الروح الرمضانية لا تزال حاضرة في قلوبنا، ورمضان يبقى في القلب كما هو، ومع مرور الوقت نتمنى أن نعيد بعضاً من تلك التقاليد الجميلة.

مقيمون: أجواء رمضان في الإمارات عامرة بالخير والمحبة والأصالة - موقع 24أكد مقيمون في الإمارات أن أجواء شهر رمضان في الدولة تعيد إليهم ذكريات بلادهم الأم، حيث يعيشون الشهر الفضيل بروح من التآلف والتسامح ضمن مجتمع يجمع مختلف الثقافات، ورغم بُعدهم عن ديارهم، يجدون في العادات الرمضانية بالإمارات ما يذكرهم بتقاليدهم الأصيلة، من موائد الإفطار العامرة إلى روح التعاون ...

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات رمضان 2025 فی الماضی شهر رمضان رمضان فی حیث کان

إقرأ أيضاً:

هل يسير راشفورد على خطى «كبار إنجلترا» في «الليجا»؟

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة أيتانا بونماتي تعيش الصدمة مع إسبانيا وبرشلونة! «هجوم إلكتروني» على برشلونة في اليابان!


يعد ماركوس راشفورد أحدث لاعب كرة قدم إنجليزي يخوض تحدي الدوري الإسباني، بعد انضمامه مؤخراً إلى برشلونة من مانشستر يونايتد، على سبيل الإعارة، مع خيار الشراء، في السابعة والعشرين من عمره، يترك مهاجم مانشستر يونايتد السابق الدوري الإنجليزي، ليبدأ فصلاً جديداً في إسبانيا، وتُحيي الخطوة الجدل حول مدى تأقلم الإنجليز مع الدوريات الأجنبية، لا سيما في بلد عانى فيه الكثيرون، بينما ازدهر فيه البعض الآخر، وخلال التقرير التالي نرصد أبرز قصص النجاح الإنجليزية في «الليجا».
ومن أبرز الأمثلة الحديثة والمميزة جود بيلينجهام، الذي انضم إلى ريال مدريد قادماً من بوروسيا دورتموند عام 2023، وكان انتقاله إلى الكرة الإسبانية مذهلاً بكل المقاييس، وفي موسمه الأول، أصبح بيلينجهام هداف النادي الملكي برصيد 19 هدفاً، و6 تمريرات حاسمة، محققاً لقب أفضل لاعب في العام.
ورسخ أداء بيلينجهام المميز في المباريات الحاسمة، وخاصة تسجيله أهدافاً حاسمة في مباراتي «الكلاسيكو» ضد برشلونة، مكانته في تاريخ النادي، واختتم موسمه الأول المذهل بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
ومن الأسماء اللامعة الأخرى يأتي ديفيد بيكهام الذي انتقل إلى ريال مدريد عام 2003، لينضم إلى فريق «الجلاكتيكوس» الأسطوري، ورغم أنه لم يكن لاعباً أساسياً دائماً، وواجه في البداية عقبات لغوية، إلا أن التزام بيكهام ومهارته جعلتا فترة وجوده في إسبانيا ناجحة في نهاية المطاف، وجاءت ذروة تألقه خلال موسم 2006-2007، عندما لعب دوراً محورياً في فوز ريال مدريد بلقب الدوري.
وبالعودة إلى الوراء، استمتع جاري لينيكر بلحظات لا تُنسى مع برشلونة بين عامي 1986 و1989، بما في ذلك ثلاثية شهيرة في مباراة «الكلاسيكو» ضد ريال مدريد، برصيد 42 هدفاً في الدوري، كان أفضل هداف بريطاني في الدوري الإسباني، حتى تجاوزه جاريث بيل عام 2016.
بينما لم تكن جميع القصص ناجحةً بنفس القدر، ورغم فوزه بالكرة الذهبية عام 2001، عانى مايكل أوين من التألق في ريال مدريد بسبب المنافسة الشديدة من رونالدو وراؤول، ورحل بعد موسم واحد فقط، وفي المقابل، حقق ستيف ماكمانامان نجاحاً باهراً مع ريال مدريد بين عامي 1999 و2003، حيث فاز بلقبين في دوري أبطال أوروبا وسجل هدفاً في نهائي عام 2000 ضد فالنسيا، وفي الآونة الأخيرة، تألق كيران تريبير خلال فترة وجوده مع أتلتيكو مدريد (2019-2022)، وانضم كونور جالاجر إلى نفس النادي في عام 2024، بهدف الحصول على مكان منتظم تحت قيادة دييجو سيميوني، والآن، تتجه الأنظار نحو ماركوس راشفورد، فهل سيسير على خطى بيلينجهام، ويصبح بطلاً إنجليزياً جديداً في إسبانيا؟ الزمن كفيل بإثبات ذلك.

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يتابع الإجراءات والحلول المنفذة حيال شكاوى ومطالب المواطنين خلال لقاء الأسبوع الماضي
  • تفاصيل إخلاء سبيل رمضان صبحي في قضية تزوير
  • سوق ساخن للأندية العراقية.. تعاقدات مع لاعبين عرب ومدربين كبار
  • رمضان صبحي.. من نجم للملاعب إلى قفص الاتهام| تفاصيل
  • تفاصيل القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة لتنفيذ حكم قضائي
  • «الشارقة مراعية للسن» يعرّف بآليات تمكين كبار المواطنين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • حرائق كثيرة في منازل المواطنين وحظائر الماشية بقرية برخيل بسوهاج ..ماذا يحدث؟تفاصيل
  • هل يسير راشفورد على خطى «كبار إنجلترا» في «الليجا»؟
  • عراقجي يكشف تعرضه لمحاولة اغتيال بقنبلة الشهر الماضي