سواليف:
2025-10-15@07:17:38 GMT

لماذا يجب أن تكون بيئات التعلّم حاضنة آمنة؟!!

تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT

لماذا يجب أن تكون #بيئات_التعلم #حاضنة_آمنة؟!!
بقلم: الدكتور #محمود_المساد
​أجمعت معظم نتائج البحوث العلمية في التربية، وعلم النفس على نتيجة مُفادها أن إحساس الطلبة بالآمان هو المدخل الحقيقي لتعلّمهم، كما هو المفتاح لعمل أدمغتهم، وتسريع عمليات التفكير التي تنمو معها فقط خبرات كل طالب منهم؛ وفق ما أحَبّ، وتأمَّل، وعالَج، وأودَع في خزائن عقله.

وكيف استثمر، ووظّف هذه الخبرات في المواقف الحياتية التي تعرّض لها، فضلا عن تفاعله مع خبراته، وتوجيهها نحو ذاته والآخرين قبولًا، ومحبّة، وشراكة.
​وهنا، لا بدّ لنا من الوقوف عند أساسيات تتصل بفلسفة النظام التربوي، وأهدافه التي يقوم عليها في عملياته جميعها!! فإن كان هدف النظام التربوي والتعليمي هو تعلّم الطلبة حقا، ونموّ شخصياتهم بشكل سليم ومتوازن، ورفع درجة فضولهم الأكاديمي، ونهَمِهم البحثي، وتعزيز كفاءة ذكاءاتهم الاجتماعية، والوجدانية، ونجاحهم في التفاعل والتكيف مع محيطهم الاجتماعي حاضرًا ومستقبلًا، فحينذاك، يجب أن تكون بيئة التعلم حاضنة آمنة لتحقيق ذلك كله بلا استثاء!!
​وعليه، فإن مفهوم الحضانة الآمنة هنا بالذات يعني: ” توفير كل الظروف، والأسباب التي من شأنها رفع نسبة تعلّم الطلبة إلى مستويات عالية”. حيث يجب أن تكون آمنة، وصحيّة، توفر الراحة النفسية، والقبول الاجتماعي، والاندماج مع مواقف التعلّم بتفاعل ممتع،…..وبغير ذلك، لن يحدث التعلّم حتى لو حدث حفظ المعلومات، والحقائق بدرحة عالية!!
​فالدماغ لا يعمل مع التهديد، والتعلّم لا يتحقق حدوثه، ولا يستمر مع أي طالب، أو طالبة تشعر بالخوف والتوتر، والقلق المرتفع. وهذا ما أشارت إليه نتائج البحوث الحديثة للدماغ، حيث إن الدماغ المهدَّد لا يعمل بكفاءة، وعلى العكس فيمكن أن يرتكب أعمالًا غبيّة، وعنيفة وهو بهذه الحال.
​وبهذه المناسبة، لا بدّ من توضيح الزّيف الذي تلجأ إليه بعض القيادات الموجَّهة، بتجميل واقع التعليم، والاحتفاء بالحُفّاظ الأوائل على مستوى المملكة، وفروع العلم!! فهذا ليس هو المطلوب كنتيجة، وحشوة تمّ صنعها، فهي غير مناسبة لمجافاتها الحقيقة، بل وتسهم بتعلّم الطاعة، والخنوع، وتهشيم الشخصية، وتعطيل الابداع والابتكار لا غير.
​إن التعليم التلقيني الذي نعيشه في ميداننا التربوي، أو ما يسمّى بالتعليم البنكي أيضا، هو تعليم يقود بالضرورة إلى السيطرة على عقول الطلبة، وتفريغها من أي تفكير قادر على اتخاذ قرار سليم، وبذلك يسهل إخضاعهم؛ تمهيدا للسيطرة على المجتمع وخنوعه بكلّيته فيما بعد. وهذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم “التعليم الأبوي المستورَد”، الذي يُعِدّ التغليف الحلو للسوء، والانهزامية التي بداخله، وبهذا تصبح شخصيات الطلبة مائعة، وقيَمهم السامية غائبة، ويصعب على المجتمع الذي يحرص على منظومة القيم رَتْقُ هذه الفجوة عند هذه الأجيال!!
​ولنحدّد مهدّدات الدماغ في المدرسة، وهي كالآتي:

الكتب المدرسية بعيدة الصّلة. الاختبارات المدرسية والامتحانات العامة التحصيلية المتعاقبة. الواجبات المملّة. قسوة المعلمين، وجفاف تواصلهم، وتقطُّعه. فقدان الرعاية القانونية. غياب حقوق الطلبة، وتغييبها. التنمّر الطلابي.
​في حين أن الحل، والتقدم، وطاقة الفرَج تتحصّل بالتعلّم الحواري القائم على التفكير، والتفكير الابداعي، وهما الممنوعان، والمحظور عليهما أن يريا النور عندنا، لا لضعفٍ في تطبيقهما بوساطة الجهات الفنية العاملة في الميدان المدرسي، بل في منعهما، وحظرهما من قِبل الساسة، وراسمي السياسات التعليمية، بوصف حملة العقول المفكرة، والشخصيات الوازنة القوية، والمبدعين، والمبتكرين، هم شريحة إنسانية مزعجة، وقادرة على المطالبة بحقوقها.
​وبالمناسبة أيتها السيدات، وأيها السادة، لم نسمع من مجلس التربية والتعليم أنه تنادى يوما ما، واجتمع لبحث هذا الواقع التربوي الجاف المتوتر الذي وصلنا إليه، وهو المعنيّ بالدرجة الأولى برسم السياسات وإقرارها، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، قبل أن تقع الفأس بالرأس!!.
طلبتُنا يستحقون!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بيئات التعلم محمود المساد یجب أن تکون

إقرأ أيضاً:

الشركات الناشئة في حاضنة الأعمال in5 تجمع تمويلات تتجاوز 9 مليارات درهم

 

 

 

أعلنت حاضنة الأعمال “in5” التابعة لمجموعة تيكوم، عن تجاوز إجمالي التمويلات التي جمعتها الشركات الناشئة ضمن منظومتها 9 مليارات درهم منذ انطلاقها، في إنجاز يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والابتكار.

جاء هذا الإعلان خلال النسخة العاشرة من معرض “إكسباند نورث ستار 2025” المقام في “دبي هاربور” من 12 إلى 15 أكتوبر الجاري، حيث سجلت الشركات نمواً بنسبة 14% في إجمالي التمويلات مقارنة بشهر أكتوبر 2024.

وقال ماجد السويدي النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم، إن هذا الإنجاز يجسد الدور الريادي للحاضنة في تمكين رواد الأعمال وتسريع نمو مشاريعهم بما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية “D33، فيما تضم حاضنة الأعمال “in5” أكثر من 1,100 شركة ناشئة منذ تأسيسها عام 2013 في مجالات التكنولوجيا والإعلام والتصميم والعلوم، كما تنظم فعاليات دورية لتقديم التدريب والإرشاد وتوسيع شبكة علاقات المستثمرين.

وتسلط الحاضنة خلال مشاركتها في معرض “إكسباند نورث ستار”، الضوء على شركات مبتكرة مثل “بيل بوي” و”ماي جيت باس” و”جينز” التي تجسد نجاح منظومة ريادة الأعمال في دبي.وام


مقالات مشابهة

  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • التعليم الكوردستانية تعلن دخول اتفاق تبادل قبول الطلبة مع التعليم العراقية حيز التنفيذ
  • «صندوق الشهداء» يحصد 3 شهادات دولية من منظمة «Great Place to Work» ضمن أفضل بيئات العمل
  • الشركات الناشئة في حاضنة الأعمال in5 تجمع تمويلات تتجاوز 9 مليارات درهم
  • جمعت بين الثروة والتأثير السياسي.. من تكون ميريام أدلسون التي أشاد بها ترامب أمام الكنيست؟
  • 9 مليارات درهم تمويلات الشركات الناشئة في حاضنة الأعمال «in5»
  •  السفير اليمني في قطر يكرّم الطلبة المتفوقين: التعليم بوابة بناء الوطن
  • مجدي الجلاد: أكثر من 70% من الوجوه التي شاهدناها في مجلس النواب السابق لن تكون موجودة في المجلس المقبل
  • استعراض التجارب الناجحة في حلقة عمل حول السجل المهاري لطلبة التعليم العالي
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟