قال الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي إن الهجوم الذي شنته جماعة أنصار الله (الحوثيون) على إسرائيل، اليوم الثلاثاء، قد يكون مقدمة لمواجهة أوسع في المنطقة، مشيرا إلى أن الحوثيين ومن خلفهم إيران يضعون الرد الأميركي على هذه الهجمات في حساباتهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط صاروخا باليستيا أطلق من اليمن قبل دخوله إسرائيل وأنه رفع حالة التأهب في دفاعاته الجوية إلى درجتها القصوى، وأشار إلى أنه وضع اليمن جبهة في عملياته الحالية.

ولم ترد فصائل المقاومة في قطاع غزة على استئناف العدوان الإسرائيلي حتى الآن، "لأنها ربما لديها ساعة صفر محددة للتعامل مع هذا التطور"، كما قال الفلاحي في تحليل للجزيرة.

لكن الحوثيين سابقوا لشن الهجوم، وهم يمتلكون قدرات صاروخية كبيرة جدا، كما يقول الفلاحي، مشيرا إلى أن الجماعة اليمنية وإيران أيضا يضعون في حساباتهم ما يمكن للولايات المتحدة القيام به في أي مواجهة.

ويمتلك الحوثيون صواريخ فرط صوتية منها "قدس2، قدس3، قدس4″، وسبق لهم أن استخدموها وفشلت الدفاعات الإسرائيلية والأميركية في التصدي لها، فضلا عن المسيّرات الانقضاضية التي يقول الفلاحي إنها قادرة على ضرب أهداف على مسافة 2500 كيلومتر.

إعلان

مواجهة واسعة محتملة

ولم يستبعد الفلاحي أن يلجأ الحوثيون إلى شن هجمات بالصواريخ والمسيّرات المتطورة في حال تطورت المواجهة، لافتا إلى وجود حرية رد في ظل الضربات الأميركية لليمن.

ويمكن أن تتطور الأمور إلى مواجهة قوية بين الجانبين في حال كان هناك قرار إستراتيجي بهذا الشأن، برأي الخبير العسكري، الذي قال إن ضربات الحوثيين كانت قبل الهدنة لكنها كانت متواصلة.

كما رجح الخبير العسكري أن يزيد الحوثيون بنك أهدافهم في حال تطورت المواجهة، "لكن هذا الأمر يعتمد على إرادة الحوثيين وحجم مخزونهم العسكري والتداعيات المحتملة على المنطقة".

ولفت الفلاحي إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تحدثت عن توقيف القوات الأميركية لسفينة تحمل شحنة هيدروجين يستخدم في تشغيل الصواريخ بشكل متطور، وقالت إن امتلاك الحوثيين لهذه التقنية سيحدث نقلة نوعية في قدراتهم الصاروخية والجوية.

تهديد حوثي بتوسيع الهجمات

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم أن على إسرائيل الاستعداد لحرب طويلة ومتعددة الجبهات، فيما قالت الجبهة الداخلية إنها مستعدة للتعامل مع هجمات من جبهات مختلفة.

وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في بئر السبع وديمونة وبلدات عدة بجنوب إسرائيل، فيما قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن الصاروخ اليمني انطلق نحو النقب بالتزامن مع حفل تخريج دورة ضباط في الجيش.

وأظهرت صور عشرات العسكريين الإسرائيليين منبطحين على الأرض في موقع الاحتفال تزامنا مع الهجوم ودوي صفارات الإنذار.

ويعد هذا الصاروخ هو الأول الذي يطلق من اليمن باتجاه الداخل الإسرائيلي منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وجاء الهجوم بعد أن بدأت إسرائيل فجر اليوم غارات عنيفة على القطاع خلّفت مئات الشهداء والجرحى، وبعد أيام من شن الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة قالت إنها تستهدف قدرات وقادة الحوثيين.

إعلان

وتضم منطقة النقب المستهدفة عددا من القواعد العسكرية المهمة التي تستخدم في قصف غزة واليمن، وخصوصا قاعدة نيفاتيم التي استهدفت من جانب الحوثيين سابقا.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الهجوم جاء ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة، وإنه استهدف قاعدة نيفاتيم الجوية بصاروخ فرط صوتي من نوع "فلسطين2″، وإنه حقق أهدافه بشكل كامل.

وأعلن في بيان مصور أن هذه الهجمات ستتوسع خلال الساعات والأيام والمقبلة وإن "اليمن سيسخر كل إمكانياته لنصرة المظلومين في فلسطين، وسيواصل التصدي للعدوان الأميركي ووقف الملاحة البحرية حتى يتوقف العدوان على غزة".

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2 محققا هدفه بنجاح، وذلك ردا على المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. pic.twitter.com/TVYNjCgp3I

— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 18, 2025

وقالت الصحفية في قناة الجزيرة سلام خضر، في تقرير معلوماتي، إن الصواريخ الباليستية الناجحة تحدث غالبا في الطبقات الخارجية في الغلاف الجوي من خلال منظومة القبة الحديدية.

فيما أشارت مراسلة الجزيرة في فلسطين نجوان سمري إلى أن الإسرائيليين لا يرغبون في العودة لهذه الحالة بعد أن التقطوا أنفاسهم خلال الهدنة، لافتة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت رغبة واسعة في مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت الجزيرة صورا تظهر فرار آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ مع دوي صفارات الإنذارات بشكل واسع ومتواصل. وقالت سمري إن حكومة بنيامين نتنياهو نجحت خلال هذه المواجهة في تجاوز فكرة عدم قدرة إسرائيل على تحمل حرب طويلة.

كما توقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون الدولي لفترة قصيرة تزامنا مع الهجوم لكنها عادت للعمل مجددا حسب التلفزيون الإسرائيلي.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن

إقرأ أيضاً:

هجوم مسلح يودي بحياة 5 من الشرطة في إقليم البنجاب الباكستاني

قُتل خمسة من أفراد الشرطة الباكستانية، وأصيب اثنان آخران بجروح، في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش أمنية في منطقة "رحيم يار خان" بإقليم البنجاب، وسط تصاعد أعمال العنف والتوترات الأمنية في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في الشمال الغربي.

وقالت قناة جيو نيوز المحلية، الجمعة، إن مسلحين مجهولين شنّوا هجوماً عنيفاً على نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن في منطقة "شيخاني"، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من الشرطة وإصابة اثنين بجروح خطرة.

وأكّدت الشرطة المحلية أن أحد المهاجمين قُتل خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، بينما أطلقت الأجهزة الأمنية حملة تمشيط وتعقب واسعة في المنطقة لملاحقة باقي المسلحين الفارين.

هجوم منظم في منطقة كتشه
وفي تفاصيل إضافية، أوضحت شرطة مدينة رحيم يار خان أن الهجوم وقع مساء الخميس، حين هاجم عشرات المسلحين المدججين بالأسلحة الثقيلة مركزاً أمنياً في منطقة كتشه وسط المدينة، مما أدى إلى مواجهات مباشرة بين المسلحين والقوات الخاصة، أسفرت عن سقوط خمسة من عناصر القوات الخاصة، وجرح آخرين.

وأضافت الشرطة في بيان رسمي أن تعزيزات أمنية وصلت إلى موقع الهجوم بعد وقت قصير، وبدأت تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة، بهدف "تعقب المهاجمين واستعادة السيطرة الكاملة على محيط نقطة التفتيش".

ورغم أن أي جهة لم تتبنّ الهجوم حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تُوجه غالبا نحو جماعات مسلحة تنشط في الإقليم، وعلى رأسها حركة طالبان الباكستانية، التي سبق أن أعلنت في مناسبات سابقة توسيع نطاق عملياتها المسلحة لتشمل أقاليم مختلفة، بما فيها البنجاب.

وتُعد منطقة كتشه من البؤر الأمنية الساخنة في مدينة رحيم يار خان، إذ تشهد بين الحين والآخر نشاطاً لعصابات مسلحة تتورط في عمليات سرقة واختطاف، كما تصنَّف من قبل أجهزة الأمن كمنطقة رخوة تشكّل ملاذًا لمسلحين فارّين، من ضمنهم عناصر مفترضون من حركة طالبان.

وخلال الأشهر الماضية، أعلنت الحكومة الباكستانية عدة مرات عن شن عمليات عسكرية وأمنية في كتشه لتعقّب المسلحين وفرض الأمن، غير أن الهجمات المتكررة تؤكد استمرار اختراق الجماعات المسلحة للمشهد الأمني في المنطقة.


معارك في باجور ورفض قبلي لحظر التجول
يتزامن هذا التصعيد في البنجاب مع تدهور ميداني في الشمال الغربي من البلاد، حيث يواصل الجيش الباكستاني تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في مقاطعة باجور القبلية، القريبة من الحدود الأفغانية.

وفرض الجيش، وفق مصادر محلية، حظر تجول مشدد في عدد من مناطق المقاطعة، تخلله تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع يُشتبه بوجود مسلحي طالبان فيها، وسط تكتم رسمي شديد بشأن تفاصيل العمليات ونتائجها.

من جهتها، أعلنت حركة طالبان الباكستانية في بيان صحفي، مسؤوليتها عن كمين نصبه مسلحوها في ضواحي منطقة ماموند التابعة للمقاطعة، مؤكدة مقتل سبعة جنود باكستانيين في الهجوم، دون أن يصدر تأكيد رسمي من الجيش الباكستاني على تلك الحصيلة.

مقالات مشابهة

  • هجوم كبير على قاعدة عسكرية.. مقتل عشرات المدنيين والعسكريين في بوركينا فاسو
  • هجوم سيبراني واسع مصدره غزة يعطل مواقع إسرائيلية
  • هجوم سيبراني من غزة يعطل مواقع رياضية إسرائيلية ويثير تحقيقات أمنية .. تفاصيل
  • حداد في أوكرانيا بعد مقتل 31 في هجوم روسي على كييف
  • خبير عسكري: ارتفاع مستوى التنسيق والتكتيك لدى قوى المقاومة بغزة
  • هجوم مسلح يودي بحياة 5 من الشرطة في إقليم البنجاب الباكستاني
  • مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة 159 آخرين في هجوم روسي على كييف
  • خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي
  • خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع
  • خبير عسكري: أميركا وإسرائيل تخفيان هدفهما الحقيقي في غزة تجنبا لتمرد الجيش