لجريدة عمان:
2025-07-31@07:16:12 GMT

العالم العربي ولحظة الخطر الحقيقية

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

العالم العربي ولحظة الخطر الحقيقية

كان العالم يتابع جرائم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي جرائم تجاوزت حدود الإبادة إلى ما يمكن وصفه بالاجتثاث، لكنه الآن مضطر إلى متابعة الجرائم في أكثر من موقع عربي؛ فبعد غزة وبيروت وجنين انتقل الأمر الآن إلى المدن اليمنية وإلى مدن سورية في محافظة درعا التي بات الاحتلال الإسرائيلي وبدعم أمريكي ينتهكها دون حسيب أو رقيب ودون أي اعتبار للقوانين والأنظمة الدولية الآخذة، مع الأسف الشديد، في السقوط المتتابع.

. وقد يمتد الأمر إلى مواقع جديدة في هذه الأمة المنهكة والمستهدفة من داخلها وخارجها.

ولا يبدو أن الأمر يمكن أن يتوقف عند هذا الحد، فلا قوة وازنة في العالم، حتى الآن، تستطيع أن تمنع إسرائيل من عدوانها، رغم المقاومة ومحاولة الاستبسال في حدود الثبات على الأرض، ما يعني عمليا ومنطقيا أن هذه هي اللحظة الذهبية لاستكمال المشروع الصهيوني في المنطقة والتمدد شرقا وغربا وبناء الشرق الأوسط الجديد وفق الحدود التي يراها الاحتلال أما ما بقي فيعيش في فوضى وصراعات لا تنتهي في ظل غياب رؤية عربية واحدة تتفق على دلالة الخطر ومصدره وآليات مواجهته.

تدرك دولة الاحتلال، ومعها الغرب، أن الأمة العربية تعيش أصعب لحظاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعرفية، ونجحت المشاريع الصهيونية، وكذلك مشاريع الاستعمار القديمة، التي زرعت في شرايين الأمة منذ عقود طويلة، سواء كانت مشاريع تتعلق بالمذهبيات أو الأعراق أو التطرف الفكري أو زراعة «وهم» حول مصادر الخطر والتهديد الجديدة.

وأمام غياب المشاريع الفكرية وتآكل الوعي في ظل إهمال التعليم عبر عقود طويلة نجحت الكثير من المشاريع الصهيونية/ الاستعمارية حتى أصبحت اليوم في صدارة المشهد العربي ما جعل الأمة على مسافة بعيدة من خطر سير التاريخ، الأمر الذي سهل على الاحتلال تحقيق مآربه لنصل إلى المشهد الذي نعيش ألمه اليوم.. إبادة في غزة وانتهاكات لسيادة سوريا ترقى إلى احتلال جديد وهجمات فظيعة على اليمن قبيل ما يمكن تصوره لمحاولة تصفية مكونات أساسية في المجتمع اليمني وزيادة مآسيه إضافة إلى ما يعيشه منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن.

النظر إلى العالم العربي عبر صورة بانورامية تمتد من العراق إلى المغرب العربي تبعث الأسى لكنها أيضا تبعث على الخوف من المستقبل القريب وما يخبئه من أحداث شديدة الخطر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هدنة كاذبة ومساعدات مخادعة

 

ي مشهدٍ يعكس بشاعة الكيان الصهيوني وازدواجيته الإجرامية، تتكرّر الجريمة لكن بأقنعةٍ جديدة. هدنةٌ يُروَّج لها في الإعلام كنافذة للسلام ووقف إطلاق النار،

ج ذسلكنها في واقعها ليست سوى خدعة مدروسة لإعادة ترتيب آلة القتل، وتمرير جولة جديدة من الإبادة، بأسلوب أكثر خداعًا ودموية.

لقد أطلّ الاحتلال ومطبعوه هذه المرة بوجهٍ مخادع، مغلفٍ بمساعدات رمزية تُلقى جوًّا أو عبر بضع شاحنات، في محاولة مكشوفة لتجميل صورة الجلاد أمام أعين العالم المتخم بالصمت أو التواطؤ. هذه اللفتة الإنسانية ليست سوى ستار دخاني يموّه على الجريمة المتواصلة، ويخفف من حدة الغضب العالمي المتصاعد إزاء جرائم الإبادة الجماعية في غزة.

فمنذ بداية الحديث عن الهدنة لم تتوقف المذابح، ولم تهدأ آلة القصف، ولم تنم غزة ليلة واحدة دون أن تودّع مزيدًا من أبنائها، تحت الأنقاض أو في طوابير الجوع. وبينما يتصدر الحديث الإعلامي عن دخول مساعدات محدودة، تستمر قوات الاحتلال في قصف المستشفيات، ومخيمات النزوح، وكل ما تبقى من معالم الحياة في القطاع المنكوب.

المساعدات التي تم إسقاطها من الجو أو إدخال بضع شاحنات، ليست سوى قطرة في بحر المعاناة، بل أشبه ما تكون بتمثيلية بائسة تهدف لامتصاص الغضب الدولي، وتقديم الاحتلال على أنه طرف متعاون إنسانيًا، بينما هو في الحقيقة، يقود جولة أكثر دموية، وأكثر وحشية، في مسلسل طويل من الجرائم ضد الإنسانية.

الاحتلال اليوم لا يكتفي بالقتل، بل يسعى إلى تزيين جريمته وتلميع صورته عبر بوابة المساعدات الشكلية، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تُستخدم كأداة سياسية بيد المجرم لتبييض صفحته السوداء.

إن ما يحدث في غزة هو امتحان حقيقي لإنسانية العالم، واختبار لضمير الشعوب الحرة. هدنة زائفة، ومساعدات كاذبة، ودماء تُراق كل ساعة، فيما يستمر صمت المجتمع الدولي، وتواطؤ بعض الأنظمة، وتخلي البعض الآخر عن أقل درجات المسؤولية الأخلاقية والدينية تجاه شعب محاصر يُذبح تحت سمع العالم وبصره.

في النهاية، تبقى الحقيقة ثابتة لا تتغير: لا سلام مع مجرم، ولا إنسانية في ظل احتلال، ولا عدالة ما لم يُكسر هذا الصمت، ويُحاسب السفاح على كل ما ارتكبه من جرائم بحق شعب أعزل.

 

مقالات مشابهة

  • “لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي
  • مصر.. درع غزة وضمير الأمة في وجه آلة الاحتلال | وسياسي: التحرك المصري يشمل أبعادا متعددة
  • رئيس البرلمان العربي: الحراك الدولي الحالي يؤكد للعالم أجمع عدالة القضية الفلسطينية
  • كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم
  • مخاطر "سكر اللوز" المزيف: وزارة الصحة بغزة تدق ناقوس الخطر بشأن السكرلوز
  • هدنة كاذبة ومساعدات مخادعة
  • هيفاء وهبي في وداع زياد الرحباني.. إطلالة محتشمة ولحظة مؤثرة أمام فيروز
  • أثرى العالم العربي بأجمل الأعمال..حسن الرداد ينعي زياد الرحباني
  • لقاء قبلي مسلح في مقبنة بتعز دعمًا لغزة وإعلانًا للجاهزية
  • مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر