لجريدة عمان:
2025-12-09@10:33:46 GMT

سيف بن حمود البطاشي

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

سيف بن حمود البطاشي

الشيخ العالم والقاضي سيف بن حمود بن حامد بن حبيب البطاشي ، ولد في 23رمضان 1347هـ/ 3مارس 1929م بقرية إحدى، قرية من قرى ولاية دماء والطائيين. تلقى تعليمه في قريته وحفظ القرآن الكريم وتلقى بعض من علوم اللغة العربية والحساب، بعدها قرر الاستزادة في العلم فجلس في مجلس الشيخ محمد بن أنيس بن شامس البطاشي ليتعلم علوم اللغة العربية، ثم شق عصا الترحال إلى نزوى ليتعلم على يد الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، بعدها عاد إلى قريته وفيها تفرغ للمطالعة والاعتماد على نفسه في طلب العلم.

وفي عام 1951م سافر البطاشي إلى زنجبار ومكث فيها ثلاث سنوات قضاها في طلب الرزق والعلم وشراء كل ما يقع بين يديه من كتب ومخطوطات وعاد بها إلى قريته لينشأ فيها مكتبة عامرة بفرائد الكتب والمخطوطات.

عمل البطاشي في القضاء فتولى القضاء من عام 1960م وحتى عام 1981م، وخلال هذا التنقل بين ولايات عمان للعمل في القضاء، لم ينس البطاشي شغفه بالكتب فكان يقرأ الكثير منها ويشتريها ليزود بها مكتبته.

وفي عام 1981م عمل في وزارة التراث والثقافة، في لجنة تصحيح المخطوطات ومراجعتها، بعدها انتقل للعمل في ديوان البلاط السلطاني سنة 1990م ليعمل باحثا في مكتب معالي السيد محمد بن أحمد البوسعيدي المستشار الخاص لجلالة السلطان قابوس للشؤون الدينية والتاريخية.

للبطاشي مؤلفات عدة منها: كتاب " إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل"، الذي كتب في مقدمته مغزاه من هذا هذا الكتاب القيم حيث قال:" فقد خطر بالبال أن أجمع ما أطلعت عليه من الأحاديث والأخبار وأمثال العرب وغيرها مما جاء على لفظة أول، مبتدئا بما ورد منذ أول الخليقة وهلم جرا". وأشار البطاشي أن الداعي لكتابة هذا الكتاب أنه لم يجد من كتب في هذا الموضوع من قبل ويعد هذا الكتاب من الكتب الشيقة التي تقدم معلومات خفيفة وسريعة وشيقة في آن واحد، فهو يستعرض كما أشار المؤلف في مقدمته الأوائل في كل أمر كأول من كتب وأول من تسمى باسم معين، وأول من اخترع وأول من اكتشف، وابتدأ الكتاب بتعريف لفظ الأول فقال:" الأول هو اسم من أسماء الله الحسنى وهو اسم احاطة كالآخر ومعناه الأول قبل كل شيء، كما أن الآخر، الآخر في كل شيء". وعملت وزارة التراث والثقافة على نشر الكتاب في عام 1988م ويقع الكتاب في 458 صفحة.

ومن المؤلفات القيمة للشيخ البطاشي كتاب " تاريخ المهلب وآل المهلب" وهو كتاب نشرته مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي في 233صفحة، ويشير البطاشي في مقدمة هذا الكتاب أن الهدف من كتابته التعرف على سيرة الصالحين والقادة الذين لابد من التشبه بهم وبكريم أفعالهم وأنه أراد من كتابة تاريخ المهلب بن أبي صفرة وأولاده من بعهده أن يجمع سيرتهم في كتاب واحد ، فالشيخ البطاشي بحكم اطلاعه على جميع ما كتب عن المهلب لم يجد كتاب جامعا لأخبارهم فقرر كتابة هذا الكتاب لجمع شتات تاريخهم. سعى البطاشي من خلال الكتاب تسليط الضوء على آل المهلب وتناول مثالبهم والرد على عدد من الأفكار المتداولة عنه، كالمقارنة بينهم وبين البرامكة ، فالبطاشي لا يرى أن البرامكة وآل المهلب متشابهين إلا في كونهم أسر سياسية لها صيت واسع وأن الأسرتين عرف عنهما الكرم أما ما عدا ذلك فهو يقول :" وأما ما عدا ذلك من حسن السياسة وتدبير الحرب والشجاعة وقيادة الجيوش ومقارعة الأبطال فآل المهلب أشهر وأبعد صيتا لتطاول الأيام بهم".

وللبطاشي كتاب الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد ، تولى الأستاذ دكتور سعيد بن محمد الهاشمي التعليق على الكتاب، ونشرته مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي ، في 469 صفحة. يتألف الكتاب في تسعة أبواب تتمحور حول الإمام أحمد بن سعيد والتعريف بنسبه، وسيرته، والقصائد التي قيلت في مدح الإمام أحمد بن سعيد، ولاة الإمام والمراسلات المتبادلة بينه وبينهم واستعرض البطاشي ثلاثة عشر مراسلة ، والباب السابع في بلدان البوسعيد والأفلاج التي أحدثوها في عمان، والباب الثامن خاص بأولاد الإمام والباب التاسع والأخير في نسب البوسعيد.

أما كتاب" إيقاظ الوسنان في شعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان" فلقد كتبه البطاشي بهدف :" وكان القصد أن أكتب ترجمة – الشيخ خلف بن سنان الغافري- مع تراجم علماء زمانه ولكن لما لهذا لشيخ من ثروة علمية نظما ونثرا تحصلت عليها من مواضع متعددة، وبعضها من بين أوراق مبعثرة ومتمزقة هنا وهناك... ولأجل هذه الحصيلة المتوفرة عندي من أثر هذا العالم الشهير ... دعاني أن أفرد ترجمته في جزء مستقل". نشر الكتاب مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، وكانت طبعته الأولى بتاريخ 1995م، ويقع الكتاب في 263صفحة.

أما كتاب " فتح الرحمن ومورد الظمآن في جوابات الشيخ سلطان" فهو كتاب اشتمل على جوابات الشيخ سلطان بن محمد بن صلت البطاشي، وهو من علماء القرن الثالث عشر الهجري الموافق التاسع عشر الميلادي

ومن الكتب بالغة الصيت والأهمية للشيخ البطاشي كتاب" إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان" وهو نتاج لشغف سيف بن حمود البطاشي للمخطوطات ودراسته لها، فتولدت في ذهنه فكرة كتابة كتاب يضم ترجمة لأبرز علماء عمان، وأن تكون المخطوطات هي المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه في كتابة هذا الكتاب حتى يُغطي من خلاله النقص الحاصل في المكتبة العمانية، بالإضافة إلى مصادر أخرى كالكتابات على الصخور وشواهد القبور ووثائق الأفلاج والصكوك الشرعية. وكتب البطاشي في تمهيد الكتاب:" فقد دعتني الهمة إلى أن أكتب تاريخا من علمائنا من أهل عمان الأقدمين منم والآخرين، ابتداء من عصر الصحابة ممن عرفت منهم ، وأطلعت على أخبارهم أو مؤلفاتهم أو أجوبتهم العلمية، لا لقصد التأليف بل للتعلم والاستفادة".

بدأ البطاشي في كتابة إتحاف الأعيان في حدود سنة 1990م وانتهى منه سنة 1998م، وجعل الكتاب في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول جمع فيه علماء عمان من القرن الأول الهجري وحتى القرن الثامن الهجري، جمع فيه ترجمة مائة شخصية بالإضافة إلى 132 عالما قيد أسمائهم لعدم توفر معلومات كافيه عنهم. وفي هذا الجزء ركز على أئمة عمان خلال القرنين الرابع والخامس من الهجرة، حيث كان يكثر الخطأ في ترتيبهم الزمني عند عدد من المؤرخين فأراد البطاشي أن يوضح الترتيب الصحيح لهم.

والجزء الثاني يضم ترجمة لأربعين عالما من علماء القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وقيد اسم سبعة وثلاثين عالما لم تتوفر عنهم معلومات كافية. وقيد فيه أسماء العائلات العلمية في عمان والترتيب الزمني لعلمائها.

أما الجزء الثالث فجمع فيه البطاشي عماء القرن الثاني عشر الهجري ومنتصف القرن الثالث عشر الهجري، وترجم فيه لمائتان وواحد وأربعون عالم. رتب البطاشي التراجم حسب التسلسل التاريخي، وترجم لعلماء دولة اليعاربة والدولة البوسعيدية.

ويعد كتاب إتحاف الأعيان من المراجع المهمة في كتابة التاريخ العماني، فلقد سهل البطاشي على من جاء من بعده في كتابة التراجم العمانية، نشر هذا الكتاب القيم مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية.

انتقل سيف بن حمود البطاشي إلى رحمة الله يوم الخميس التاسع من سبتمبر سنة 1999م، بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص للعلم وخدمة لطلاب العلم وتوثيق لتاريخ عمان المجيد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا الکتاب البطاشی فی الکتاب فی فی کتابة فی کتاب

إقرأ أيضاً:

في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدارًا جديدًا يحمل عنوان «في مرايا الشعر» للشاعر والناقد جمال القصاص، وهو عمل يقدّم رؤية متفردة لعلاقة الشاعر بالكتابة، وللجدل الداخلي الذي يصاحب فعل الإبداع منذ لحظة تشكّل الفكرة حتى اكتمال النص، يأتي الكتاب بمثابة شهادة شخصية وفكرية تعكس تجربة القصاص الممتدة مع الشعر، وقراءاته النقدية التي راكمها عبر سنوات طويلة من التأمل والمتابعة.

في مقدمة الكتاب، يكشف القصاص عن حالة الانفعال التي تلازمه أثناء الكتابة، تلك التي تجمع بين الفرح والغضب والحيرة، وتضعه أحيانًا في «ورطة» شعرية تكاد تبتلعه، يصف اللحظة الإبداعية وكأنها فخ يتربص بالشاعر، يجعله بين دورين متناقضين: الذئب الذي يقتنص فريسته، والفريسة التي تهرب من مصيرها، هذا التوتر الخلّاق بين اللذة والمأزق يشكّل أساس رؤية القصاص للكتابة، فهو يرى أن النجاة من مأزق نص لا تكون إلا بمأزق جديد يخلقه الشاعر بإرادته ودهشته، تمامًا كطفل يراقب ولادة لحظته الشعرية على الصفحة.

ويؤكد القصاص رفضه للوصفات الجاهزة ونماذج الكتابة المكررة، مفضّلًا أن يترك نافذة النص مفتوحة دائمًا، لاستقبال ومضة أو خاطر أو إشارة لم يبح بها بعد، فالكتابة، في نظره، فعلُ اكتشاف دائم لا يتوقف عند حدّ، وبحث مستمر عن ما لم يُقل، وعن الدهشة التي تختبئ في مفارقة ساخرة أو طرقة درامية أو سؤال مشحون بالوجود وأزماته.

ويذهب القصاص في صفحات كتابه إلى جوهر العلاقة بين الوعي والفكرة الشعرية، معتبرًا أن الوعي وحده لا يصنع شعرًا، وأن الإلهام الحقيقي يحتاج إلى قدرة على نسيان الفكرة بقدر القدرة على التقاطها، فهو يعيش الشعر كطقس داخلي، وكتمرين يومي على الحرية، يكتب من أجل أن يحب نفسه أكثر، ويلتصق بجوهره الإنساني عبر لحظات تضج بالنشوة، حتى لو كانت من مشهد رتيب أو حكاية معادة.

يمتد الكتاب ليضم مجموعة من قراءات القصاص النقدية لتجارب شعرية عربية، وهي نصوص كتبها عبر سنوات بدافع الفرح بالشعر ذاته، وبما يقدمه الشعراء والشاعرات من مغامرات جمالية، يقول إن خبرته كشاعر كانت البوصلة الأولى التي توجه نظرته النقدية، إذ تجمع بين عين القارئ الشغوف وحساسية المبدع الممسوس بالتجربة.

ويرصد الكتاب تحولات الشعر العربي منذ الستينيات، وهي المرحلة التي شهدت ـ بحسب القصاص ـ بدايات التمرد على الأشكال القديمة، ومحاولات التجديد في الإيقاع والرؤية واللغة، وعلى الرغم من هذا الحراك، يرى أن الشعر العربي ظل مرتبطًا لفترة طويلة بإطار البلاغة التقليدية، وبموضوعات سياسية واجتماعية تشكّل مركز النص وتطغى على الشكل الجمالي.

كما يتوقف القصاص عند المأزق النقدي الذي يواجه الشعر العربي المعاصر، والمتمثل في اعتماد كثير من تجارب الحداثة على المنجز الغربي في النظر والتطبيق. وبرغم أهمية هذا المنجز في التاريخ الإنساني، يرى القصاص أنه لم يستطع تجاوز رؤيته العقلانية للشعر، في حين أن الشعر ـ في جوهره ـ ليس نتاجًا عقليًا صرفًا، بل هو ابنة الروح وومضتها المفاجِئة، تلك التي تفلت من قبضة المنطق والأطر الجاهزة.

ويخلص القصاص إلى أن الحداثة الشعرية ليست قالبًا خارجيًا، بل هي قيمة داخلية في الإنسان، تحتاج فقط إلى من يوقظها من أسر العادة وما تراكم حولها من قيود، فالشعر، كما يراه، يمنحنا إحساسًا بالحرية، ويعيد تشكيل علاقتنا بالعالم من جديد، عبر حساسية لا تستسلم للسائد ولا للمألوف.

وفي ختام الكتاب، يقدم القصاص اعترافًا إنسانيًا مؤثرًا، إذ يقول إنه لا يدّعي الصواب في ما يكتب، بل ما زال يبحث عنه في رحلته الطويلة مع الشعر، مؤمنًا بأن الخطأ ليس سوى صواب مؤجل لم يحن أوانه، ويوجه تحية لكل الشعراء الذين أسهموا ـ عبر تجاربهم وأعمالهم ـ في توسيع مساحة الضوء والمحبة في حياته الشعرية.

بهذا الإصدار، تضيف الهيئة العامة للكتاب عملًا مهمًا إلى المكتبة النقدية العربية، يجمع بين حرارة التجربة وعمق التأمل، ويقدّم رؤية شاعر خبر دروب القصيدة ووقف طويلًا أمام مراياها المتعددة.

طباعة شارك الهيئة المصرية العامة للكتاب في مرايا الشعر الناقد جمال القصاص علاقة الشاعر بالكتابة اللذة والمأزق

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة الرجم أن الأخ محمد حمود محمد تقدم بطلب تصحيح اسمه
  • منتخب عمان يفوز على جزر القمر ويودعان بطولة كأس العرب
  • تشكيل منتخب عمان وجزر القمر في بطولة كأس العرب
  • بث مباشر المغرب والسعودية اليوم في كأس العرب 2025.. قمة الحسم والقنوات الناقلة
  • السعودية تدعو سلطنة عمان للمشاركة في إكسبو الرياض
  • تعلن محكمة التعزية بأن على/ محمد حمود محمد الحضور إلى المحكمة
  • «في مرايا الشعر» جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
  • في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
  • المطيعي بمعرض الكتاب .."حُجّة الله على خليقته" بيان كلام الله من البشر
  • حمود بن فيصل يرعى انطلاق "منتدى الإدارة المحلية" لتمكين المحافظات.. الأحد