طهران- على وقع التهديدات الأميركية باللجوء إلى الخيار العسكري ضد طهران، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي خلال مهلة شهرين، حذّرت إيران من أنها ستستهدف جزر تشاغوس التي تضم قاعدة "دييغو غارسيا" الأميركية -البريطانية ردا على أي هجوم أميركي.

فبعد أيام من نشر الصحافة العالمية تقارير عن نقل الولايات المتحدة ما لا يقل عن 4 قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز "بي – 2" إلى قاعدة دييغو غارسيا وسط المحيط الهندي، نقلت صحيفة تلغراف عن "مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى" قوله إن طهران ستضرب القاعدة، وإنه لن يكون هناك تمييز بين القوات البريطانية أو الأميركية إذا تعرضت بلاده لهجوم انطلاقا من أي قاعدة في المنطقة.

ورغم أن التهديد الإيراني باستهداف مصالح واشنطن في المنطقة وخارجها -ردا على التهديدات الأميركية المتواصلة ضد طهران- لم يكن جديدا، فإن التلويح بضرب القاعدة البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة -التي تبعد نحو 4 آلاف كيلومتر عن إيران- يطرح تساؤلات عن سبب اختيارها هدفا، وعما إذا كانت الأخيرة تمتلك تسليحات قادرة على الوصول إليها.

جزر شاغوس استخدمت كمنطلق للعمليات العسكرية الأميركية على أفغانستان والعراق واليمن (الجزيرة) موقع جيوستراتيجي

يفسّر الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا تهديد بلاده باستهداف قاعدة دييغو غارسيا البريطانية، وعبر صحيفة بريطانية، على أنه تسريب مقصود بأن طهران تمتلك أسلحة مناسبة للوصول إلى جزر تشاغوس التي سبق أن شكلت قاعدة انطلاق للعمليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الحرب على أفغانستان والعراق واليمن.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى تقوي أن بلاده تتعمد أن تبعث رسالة للدول التي تستضيف قواعد أميركية -ومنها بريطانيا التي أجّرت الجزيرة للولايات المتحدة- بأنه لا تمييز في استهداف القوات والعناصر هناك، إذا تعرضت المصالح الإيرانية لهجوم عسكري.

وبرأي الباحث الإيراني، فإن استهداف قاعدة "دييغو غارسيا" سيعني إخلالا تاما للقواعد والأساطيل الأميركية في الشرق الأوسط والمياه الإقليمية، لما تتمتع به هذه القاعدة من موقع جيوستراتيجي في المحيط الهندي، وضمها أهم المنشآت اللوجستية والتسليحات الإستراتيجية، فضلا عن دورها التنسيقي بين أساطيلها البحرية والجوية، في المنطقة الممتدة من المحيط الهندي ثم بحري العرب والأحمر في المياه الخليجية.

إعلان

ويساوي تقوي بين "استهداف قاعدة دييغو غارسيا" و"النيل من الغطرسة الأميركية في الشرق الأوسط"، وذلك بالنظر إلى مكانة القاعدة ودلالاتها العسكرية في الإستراتيجية الأميركية، مؤكدا أن استهداف هذه القاعدة سيحث السلطات الأميركية على إعادة النظر في خططها ضد إيران، ويرسم علامات استفهام كبيرة بشأن مدى كفاءة تسليحاتها في حال اقترابها من جغرافيا الجمهورية الإسلامية.

وخلص الباحث السياسي الإيراني إلى أنه تم اختيار تلك الجزر لاستضافتها شتى أنواع قاذفات الشبح الأميركية، وكونها تبتعد إلى حد بعيد عن متناول أسلحة القوى المعادية، حيث إن استهداف إيران لقاعدة دييغو غارسيا سيضع القوات الأميركية وتسليحاتها وراداراتها وقدراتها الجوية والبحرية أمام تحد كبير من الآن فصاعدا.

أسلحة كافية

وعما إذا كانت طهران تمتلك أسلحة بمديات تبلغ نحو 4 آلاف كيلومتر تمكنها من استهداف قاعدة دييغو غارسيا، توجهت الجزيرة نت بالسؤال إلى الخبير العسكري العقيد المتقاعد في الحرس الثوري محمد رضا محمدي، الذي رد بالإيجاب دون تردد، مؤكدا أن صواريخ بلاده قادرة على ضرب أي هدف على وجه الأرض.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح محمدي أن "الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية لا تحتاج إلا إلى تحديد المدى المطلوب، وتحميلها بقنابل بدلا من الأقمار الصناعية لتضرب الأهداف المحددة لها"، مضيفا أن جميع صواريخ بلاده الباليستية والفرط صوتية قابلة لإعادة تحديد مدياتها وفق الحاجة والمهام المنوطة بها.

ومن بين صواريخ طهران الباليستية، يرجح محمدي أن تستخدم صاروخ خرمشهر-4 في حال قررت استهداف قاعدة دييغو غارسيا، حيث تبلغ سرعته خارج الغلاف الجوي أكثر من 16 ماخا، وداخله نحو 9 ماخات، ويحتوي رأسه الحربي على نحو 80 قنبلة، تزن جميعها 1500 کیلوغرام، ويمكن التحكم بمساره عن بعد، وهو ما يمكنه من تجاوز الدفاعات الجوية للقوى المعادية.

إعلان

كما أشار الخبير العسكري الإيراني إلى أن قوة "الجو-فضاء" التابعة للحرس الثوري سبق أن أزاحت الستار عن مسيرة "شاهد 136 بي"، عقب اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران الصيف الماضي، مؤكدا أن هذه المسيّرة قادرة على الطيران لفترة تتراوح بين 16 و20 ساعة، ويبلغ مداها التشغيلي أكثر من 4 آلاف كيلومتر.

ولدى إشارته إلى تدشين الحرس الثوري، الشهر الماضي، حاملة مسيرات "الشهيد بهمن باقري" المزودة بمضادات جوية قصيرة ومتوسطة المدى، ومدفعيات بعيدة المدى، وأجهزة مخابراتية ومراقبة جوية، وصواريخ كروز أرض-أرض بعيدة المدى، قال محمدي إن هذه القطعة البحرية بإمكانها أن تشكل منصة لانطلاق الصواريخ والمسيرات من مسافة قريبة نحو قاعدة دييغو غارسيا.

ولا يستبعد الخبير العسكري الإيراني أن تكون بلاده قد زودت حلفاءها بأسلحة مناسبة قد تستخدمها لمهاجمة الأعداء في حال مهاجمتهم الأراضي الإيرانية، مستدركا أن الدول المصنعة للتسليحات لا تكشف عادة عن آخر ما تتوصل إليه، "وأنها تخفي جزءا منها كورقة رابحة لمباغتة العدو عند تنفيذ تهديداته"، حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان فی حال

إقرأ أيضاً:

“واشنطن بوست”: أربــع دول عربية تآمرت مع “اسرائيل” ضد صنعاء

الجديد برس| فضحت أمريكا رسميا، تآمر 6 دول خليجية وعربية مع “اسرائيل” ضد قوات صنعاء ، في التصدي لعملياتها المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن “وثائق أمريكية تظهر أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وعرب التقوا في اجتماعات وتمارين برعاية القيادة المركزية الأمريكية لمناقشة التهديدات الإقليمية وإيران والأنفاق تحت الأرض، على مدى الأعوام الثلاثة الماضية”. وأضافت: “بوساطة أمريكية اجتمع كبار القادة العسكريين من إسرائيل و6 دول عربية في سلسلة اجتماعات تخطيط عُقدت في البحرين ومصر والأردن وقطر”. وأوضحت ان ” دول عربية عززت سرا تعاونها الأمني مع الجيش الإسرائيلي حتى مع إدانتها للحرب في قطاع غزة”. وذكرت أن “قطر من بين الدول التي عززت علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي بهدوء رغم استهدافها بضربة إسرائيلية في سبتمبر “. وبينت أن “اجتماعا سريا عُقد في قاعدة العديد بقطر عام 2024 بمشاركة مسؤولين إسرائيليين عسكريين ودول عربية”. وأشارت الصحيفة الامريكية إلى “أن الوفد الإسرائيلي وصل مباشرة إلى قاعدة العديد بقطر وكان سيتجاوز نقاط الدخول المدنية التي قد تُعرض الزيارة للانكشاف”. مؤكدة أن ” مواجهة إيران كان المحرك الرئيسي وراء هذا التعاون الأمني العربي-الإسرائيلي”. ولفتت إلى “أن إحدى الوثائق الأمريكية تصف إيران ومحورها بـ (محور الشر) وأخرى تتضمن خريطة تُظهر صواريخ موضوعة فوق غزة واليمن”. ونوهت بأن ” القيادة المركزية الأمريكية وصفت المشروع بأنه (هيكل أمني إقليمي) يضم إسرائيل وقطر والبحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات “. وأكدت أن “الوثائق المسربة تطابقت مع سجلات وزارة الدفاع الأمريكية ومصادر رسمية أخرى”. وكشفت عن “تدريبات مشتركة في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي عام 2025 على كشف وتدمير الأنفاق تحت الأرض إضافة إلى مشاركة ممثلين من 6 دول في تدريب لتدمير الأنفاق دون تسميتها”. ونوهت بأن “إسرائيل ودولا عربية وقعّت على خطة دفاع جوي إقليمي خلال مؤتمر أمني عام 2022 نصت على تنسيق المناورات وشراء التجهيزات العسكرية اللازمة بين إسرائيل والدول العربية المشاركة”. وأوضحت أنه “بحلول عام 2024، ربطت القيادة المركزية الأمريكية عددا من الدول الشريكة بأنظمتها لتبادل بيانات الرادار والمستشعرات مع الجيش الأمريكي ما أتاح للدول المشاركة الاطلاع المتبادل على “الصورة الجوية” المجمعة في الوقت الحقيقي”. وأكدت “واشنطن بوست” نقلا عن وثائق أمريكية أن “6 دول من أصل 7 تتلقى صورة جوية جزئية عبر أنظمة وزارة الدفاع الأمريكية فيما تشارك دولتان بيانات راداراتهما مع القوات الجوية الأمريكية”. وذكرت أنه ” رغم شبكة الإنذار والرصد الأمريكية لم يمنع النظام ضربة 9 سبتمبر التي استهدفت قطر”. وبينت أن “أنظمة الإنذار تركز عادة على إيران ومناطق يتوقع أن يأتي منها الهجوم فيما أكدت قطر أن راداراتها لم ترصد صواريخ المقاتلات الإسرائيلية”. واختتمت الصحيفة الأمريكية، بالتأكيد أن ” السعودية لعبت دورا نشطا بتبادل معلومات استخباراتية مع إسرائيل وشركائها حول ملفات سوريا واليمن”

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: نقل المحتجزين الإسرائيليين إلى قاعدة رعيم
  • “واشنطن بوست”: أربــع دول عربية تآمرت مع “اسرائيل” ضد صنعاء
  • الأونروا: نحن الجهة الوحيدة القادرة على تنظيم وتوزيع المساعدات في غزة
  • التوقيع على ثلاثة اتفاقيات دوائية مع الشركات الإيرانية
  • قطر توضح حقيقة إنشاء قاعدة عسكرية لها في أمريكا
  • الفياض في طهران.. تبادل المعلومات وأمن الحدود يتصدران الحوار
  • اليمن يُسجل 10 قطع أثرية في قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة
  • الإمارات تمنع إصدار تصاريح لاستيراد مياه الشرب الإيرانية أورانوس ستار
  • طهران تتوعد واشنطن: أي اعتداء على ناقلاتنا لن يمر دون رد
  • تحليل أمريكي: المقاومة الوطنية أثبتت كفاءة عالية في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية