خطاب زعيم طالبان.. هل ينجح فى تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى؟
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى رسالة بمناسبة عيد الفطر، أكد زعيم طالبان، هيبة الله أخوندزاده، رغبة الجماعة فى إقامة علاقات قوية مع العالم الإسلامى تقوم على مبدأ "الأخوة الإسلامية"، إلى جانب علاقات "جيدة ومفيدة" مع الدول الأخرى، وفقًا لمبادئ الجماعة.
ودعا أخوندزاده المجتمع الدولى إلى احترام معتقدات الشعب الأفغاني، وعدم التدخل فى شؤون البلاد الداخلية، مشددًا على أهمية الاستقرار والأمن والتقدم.
وأضاف أن جهود هذه الوزارة ساهمت فى تقليل "مستوى الشر"، مشجعًا إدارات طالبان والمواطنين على التعاون مع مفتشيها للقضاء على الفساد. ومع ذلك، تتهم منظمات حقوق الإنسان هذه الوزارة بانتهاكات واسعة، لا سيما ضد النساء والفتيات، كما تواجه اتهامات باحتجاز الأفراد تعسفيًا ومضايقة النساء فى الأماكن العامة.
وفى جزء آخر من رسالته، دعا زعيم طالبان إلى وحدة الصف بين الجماعة والشعب الأفغاني، مشيرًا إلى أن البلاد شهدت سنوات طويلة من الصراعات والحروب، ولكنها أصبحت الآن تتمتع بالاستقرار.
وأكد أن الوضع الأمنى أصبح مضمونًا، مستذكرًا المعاناة التى عاشها الأفغان خلال العقود الماضية، حيث كانت البلاد تشهد عمليات قصف واعتقالات، فى حين أن الوضع الراهن، وفقًا له، يمثل تحولًا نحو الأمن والازدهار.
كما شدد على أن طالبان تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية عبر إطلاق مشاريع تنموية، داعيًا علماء الدين إلى شرح قوانين الجماعة، خاصة فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وحثّهم على تعزيز التزام المجتمع بهذه القوانين.
ورغم دعوته إلى إقامة علاقات جيدة مع العالم، لم يبدِ زعيم طالبان أى استعداد لقبول الشروط الدولية لتطبيع العلاقات، مثل رفع القيود المفروضة على النساء وتشكيل حكومة شاملة.
يُذكر أن طالبان فرضت قيودًا صارمة على حقوق النساء والفتيات، بينما تُوصف حكومتها بأنها تفتقر إلى التنوع العرقى واللغوى والديني.
ويبدو من خلال لغة خطاب زعيم طالبان تمسكه بالأطر المفاهيمية واللغوية التى تعبر عن أيدولوجيا الحركة، حيث إنه يلجأ إلى توظيف اللغة الدينية لتعزيز شرعية حكم طالبان، مثل الإشارة إلى "الأخوة الإسلامية" و"نعمة الأمن"، إضافة إلى توظيف مصطلحات مثل "إصلاح الناس" و"منع الفساد" لتبرير سياسات الجماعة المثيرة للجدل.
ويحاول زعيم طالبان فى خطابه التأكيد على أن حكومة طالبان نجحت فى تحقيق الاستقلالية والسيادة الوطنية، ورفض التدخل الأجنبي، وتقديم طالبان كحامية للأمن والاستقرار بعد سنوات من الحرب، فضلا عن محاولة تحسين صورة وزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر رغم الانتقادات الواسعة.
واللافت فى خطاب زعيم طالبان الأخير، وهو التأكيد على ضرورة تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى أو العالم الخارجي، وذلك على الرغم من تمسك الحركة بسياسات تثير استياء المجتمع الدولي، فى ظل الرفض للشروط الدولية، مثل حقوق المرأة وتمثيل شامل فى الحكومة.
ويبدو من خلال خطاب زعيم طالبان أنه ليس لديه أية استعدادات لتقديم أى تنازلات أو تغيير فى السياسات التى تنتهجها الحركة لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، لكنه يريد من المجتمع الدولى أن يتقبل الحركة كما هى وأن يتقبل سياساتها وإن كانت تخالف قناعات العالم الذى يريد أن يندمج فيه.
وفى ظل الانتقادات المستمرة من جانب المجتمع الدولى لسياسات طالبان، لا يبدو أن هناك إمكانية للتوافق، فى ظل تجاهل الحركة لكل المطالبات المتعلقة بحقوق الإنسان، ورفع القيود التى تم فرضها على المرأة الأفغانية، خاصة فيما يتعلق بالتعليم، إضافة إلى ملف الحريات الذى يشهد مزيدًا من التضييق.
وقد خلا الخطاب الذى ألقاه زعيم طالبان من أى رسائل طمأنة للمجتمع الدولى بشأن الملفات الخلافية، كما أنه بم يقدم أيضًا رسائل طمأنة للداخل رغم الاعتراضات المستمرة على القيود المفروضة، لكن الخطاب ركز فقط على استحسان السياسات الحالية لترسيخ حكم طالبان مهما كانت تتسبب فى غضب شعبي.
كما أن خطاب زعيم طالبان يؤسس لقاعدة تبدو راسخة لديه، والتى تتمثل فى أن أى علاقات تقيمها طالبان سواء مع الدول الإسلامية أو الدول الأخرى سوف تكون وفقا لـ"مبادئ الجماعة"، وهو الأمر الذى يشير إلى أن دعوة التقارب وتحسين العلاقات مع المجتمع الدولى لن يتوفر لها ما يجعلها قابلة للتنفيذ ن جانب الحركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العالم الإسلامي المجتمع الدولي المجتمع الدولى
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا يتابع نوادي تحسين مهارات القراءة والكتابة ويوزع حقائب مدرسية على التلاميذ
تفقد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عددًا من الأنشطة التعليمية والتدريبية المنفذة ضمن برنامج المدارس الآمنة بعدد من مدارس المحافظة، بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة الدولية، وذلك في إطار حرص الدولة على النهوض بجودة التعليم وتحسين نواتج التعلم لدى التلاميذ.
وخلال زيارته لمدرسة تلة للتعليم الأساسي التابعة لإدارة المنيا التعليمية، تابع المحافظ فعاليات نوادي تحسين مهارات القراءة والكتابة، والتي تم تنفيذها في 117 مدرسة بثلاث إدارات (المنيا – أبوقرقاص – ملوي)، واستفاد منها 6,604 تلميذ وتلميذة من الصفوف العليا، بمشاركة 405 معلمًا ومعلمة تم تدريبهم على استراتيجيات تدريس القراءة والكتابة، إلى جانب تأهيل 3,600 معلم وقيادة مدرسية، و317 أخصائيًا نفسيًا، لتقديم الدعم النفسي وتهيئة بيئة تعليمية شاملة وآمنة.
وخلال الجولة، وزّع المحافظ عددًا من الحقائب المدرسية على التلاميذ، والتي يبلغ عددها الإجمالي 6,500 حقيبة، تحتوي على أدوات تعليمية متكاملة لتحفيز التلاميذ على التعلم وتنمية مهاراتهم الأساسية. وأكد المحافظ دعم المحافظة الكامل لهذه المبادرات التي تساهم في بناء أجيال متعلمة ومؤهلة للمستقبل.
كما شهد اللواء كدواني ورشة عمل تدريبية للمعلمين ضمن برنامج المدارس الآمنة والتي تهدف إلى رفع كفاءة المعلمين وتدريبهم على استراتيجيات التعليم الآمن، وتعزيز مهاراتهم التربوية، بما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم داخل الفصول الدراسية.
وفي ختام الزيارة، أكد المحافظ أهمية التعليم باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيدًا بالشراكة الفعالة مع هيئة إنقاذ الطفولة، ودورها في دعم الخطط التنموية والتعليمية على أرض المحافظة.
من جانبها، أوضحت الدكتورة أسماء عبد الجابر، مدير مكتب هيئة إنقاذ الطفولة بالمنيا، أن البرنامج يُنفذ وفق رؤية متكاملة لتحسين البيئة التعليمية، ويشمل أيضًا صيانة 207 فصل لرياض الأطفال في 12 قرية بمركز ملوي، إضافة إلى تنفيذ 16 قافلة طبية مدرسية لفحص التلاميذ والكشف المبكر عن المشكلات الصحية، حيث تم فحص 7,107 تلميذًا، وتحويل أكثر من 3,500 حالة لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة.
وأضافت أن الهيئة تنفذ كذلك 250 مشروعًا اقتصاديًا صغيرًا لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، بتمويل تجاوز المليون جنيه، بهدف تمكينها من استكمال تعليم الأبناء والحد من التسرب من التعليم، فضلًا عن تدريب 80 شابًا وتقديم منح مالية بإجمالي 600 ألف جنيه لبدء مشروعاتهم الصغيرة، بما يعزز الاستقرار الأسري ويدعم حق الأطفال في التعليم والحماية.
رافق المحافظ، صابر عبد الحميد مدير مديرية التربية والتعليم بالمنيا ، والدكتورة أسماء عبد الجابر مدير مكتب الهيئة بالمنيا، والمهندس أحمد محمود عثمان مدير فرع هيئة الأبنية التعليمية بالمنيا ، والدكتور بهاء حسن مدير إدارة المنيا التعلمية ، والدكتور سعيد محمد رئيس مركز ومدينة المنيا، وفريق عمل الهيئة.