تعزيز التعاون في مجال حفظ التراث في السودان
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
مقدمة
خطاب الجمعية الدولية لدراسات النوبة لحكومة الأمر الواقع في بورسودان يحمل عدة إشارات كتلك التي قال فيها الشاعر: "كالمستجير من الرمضاء بالنار". كذلك ينطبق علي وجهة الخطاب مقولة: "حاميها حراميها".
وبرغم أن الأمر لا يعدو "النفخ في قربة مقطوعة"، لكن ما علينا إلا أن نلجأ لوسيلة "الأرضة التي جربت الحجر".
لم تترك لنا الحرب التي أشعلتها مليشيا فلول الكيزان ثقب ضوء ننظر منه. ولا أعتقد بأن من زور شهادة جامعية ليتبوأ منصب وزارة إعلام الفلول سيهتم بالحفاظ على ما تبقى من الآثار النوبية التي استبيحت وسرقت وأحرقت.
لكنني أتشبث بالأمل في أن نشر نداء الجمعية الدولية لدراسات النوبة – الجمعية التي صمدت منذ عام ١٩٦٤ – سوف يقود إلى لفت أنظار العالم الي المساهمة في حماية ما تبقى من آثار.
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٣٠ مارس ٢٠٢٥ روما – إيطاليا
رسالة الجمعية الدولية لدراسات النوبة إلى وزير الثقافة والإعلام السوداني
الجمعية الدولية لدراسات النوبة
الرئيس: آرتور أوبووسكي
25 مارس 2025
إلى سعادة
إلهام إبراهيم محمد أحمد
سفيرة السودان لدى ألمانيا
وإلى معالي
خالد علي الاعيسر
وزير الثقافة والإعلام – السودان
الموضوع: تعزيز التعاون في مجال حفظ التراث في السودان
معالي الوزير خالد علي الاعيسر المحترم،
تأسست الجمعية الدولية لدراسات النوبة (ISNS) في عام 1972 كمنصة علمية تهدف إلى تعزيز تاريخ وثقافة السودان، وتوطيد التعاون مع العلماء والمؤسسات السودانية. وعلى مدار تاريخنا، قدمت الجمعية دعماً مستمراً للسلطات السودانية خلال فترات حرجة، لا سيما أثناء مشروع إنقاذ آثار سد مروي، الذي استهدف توثيق وحفظ تراث المجتمعات المحيطة بالشلال الرابع.
نجد أنفسنا اليوم أمام لحظة حاسمة أخرى تتطلب حماية التراث السوداني والعالمي، كما تمثل فرصة لإحياء المتاحف، وتعزيز إدارة التراث، وحماية المواقع الأثرية في جميع أنحاء السودان.
وخلال اجتماعاتنا الأخيرة مع السيد غراهام عبد القادر والسيدة سمية الهادي أحمد، نائبي الوزير، في بورتسودان، تبينت لنا الضرورة العاجلة لتقييم ومعالجة الأضرار الناتجة عن النزاعات الأخيرة والتحديات البيئية. وتؤكد الجمعية رغبتها في التعاون الوثيق مع وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للآثار والمتاحف. ونحن مستعدون لتقديم مساعدتنا وخبراتنا لمعالجة قضايا التراث ما بعد النزاع، فور تلقي موافقة الحكومة السودانية.
علاوة على ذلك، تقترح الجمعية إنشاء لجنة دولية من الخبراء، مماثلة للإطار التعاوني الناجح الذي تم خلال الحملة النوبية في ستينيات القرن الماضي. حيث يمكن لمثل هذه اللجنة أن تساهم بشكل كبير في تقييم الأضرار، ونشر المعلومات على المستوى الدولي، وتسهيل جهود جمع التمويل.
إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن تعزيز التعاون سيسهم بصورة كبيرة في حماية وإحياء التراث الاستثنائي للسودان. ونتطلع إلى ردكم الكريم، ونعرب عن استعدادنا الكامل لدعم جهود الوزارة والهيئة خلال هذه المرحلة الحرجة.
نشكر لكم اهتمامكم بهذه القضية الحيوية، ونتطلع إلى توجيهاتكم بشأن الخطوات التالية الممكنة، مؤكدين التزامنا الكامل بحماية التراث الثقافي السوداني بكل الوسائل الممكنة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
• مجلس الجمعية الدولية لدراسات النوبة (ISNS):
• جولي أندرسون، المتحف البريطاني، المملكة المتحدة
• أنجيليكا لوهفاسر، جامعة مونستر، ألمانيا
• ماريا كارميلا غاتو، الأكاديمية البولندية للعلوم، بولندا
• غالية جار النبي، الهيئة العامة للآثار والمتاحف، السودان
• كلود ريلي، المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فرنسا
• مارك إليه لوسيان مايو، جامعة شيكاغو، الولايات المتحدة
• آدم لايتار، جامعة وارسو، بولندا
• أندريا مانزو، جامعة نابولي الشرقية، إيطاليا
• عبد الحي عبد الساوي، الهيئة العامة للآثار والمتاحف، السودان
• أسامة عبد المجيد، متحف الطفل، مصر
• جيف إمبرلينغ، جامعة ميشيغان، الولايات المتحدة
• آرتور أوبووسكي، جامعة وارسو، بولندا
عن مجلس الإدارة
آرتور أوبووسكي
رئيس الجمعية الدولية لدراسات النوبة
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جامعة المنصورة تتصدر الجامعات المصرية في مجال محو الأمية
أعلن الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، تصدُّر الجامعة للمركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في مجال محو الأمية للمرة السادسة على التوالي، وفقًا لتقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالهيئة العامة لتعليم الكبار، الخاص بنتائج دورة يوليو 2025؛ حيث تمكَّن طلاب الجامعة من محو أمية 14,571 دارسًا.
ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا للدور الريادي الذي تضطلع به الجامعة في خدمة المجتمع المحلي، وانطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية القضاء على الأمية، من خلال تعاونها المثمر مع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة الدقهلية.
وأوضح الدكتور شريف خاطر أن استمرار الجامعة في تحقيق هذا الإنجاز يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية نحو بناء جمهورية جديدة خالية من الأمية، وانطلاقًا من دور الجامعة الفاعل في دعم خطط الدولة للتنمية الشاملة والمستدامة.
وأضاف أن الجامعة سخَّرت جميع إمكاناتها ومواردها البشرية للمساهمة في هذا الملف القومي، الذي يُعَدُّ أحد أهم قضايا الأمن القومي الاجتماعي، مشيرًا إلى أن القضاء على الأمية يُسهم في تعزيز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يتسق مع رؤية مصر 2030.
كما شدَّد رئيس الجامعة على حرص جامعة المنصورة على الاستمرار في تحقيق إنجازات نوعية في هذا المجال، انطلاقًا من مسؤوليتها المجتمعية، والتزامها بالمشاركة الفاعلة في المشروع القومي لمحو الأمية، وإيمانها بأن التعليم حقٌّ أساسي وركيزة محورية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشاد الدكتور شريف خاطر بالتعاون المثمر والدائم بين جامعة المنصورة وفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة الدقهلية، مؤكدًا أن هذا التعاون يُعَدُّ إحدى ركائز النجاح المستمر للجامعة في هذا الملف الحيوي.
كما وجَّه رئيس الجامعة الشكر والتقدير إلى قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقطاع التعليم والطلاب، مُثمِّنًا الجهود الكبيرة التي يبذلها السادة العمداء، ووكلاء الكليات، ومنسقو تعليم الكبار، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملون، والطلاب، ولا سيما في كليات: التربية، والتربية النوعية، وتربية الطفولة المبكرة، والآداب، والتربية الرياضية؛ على ما قدَّموه من جهدٍ مخلصٍ ومشاركةٍ فاعلةٍ في تنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
وأثنى رئيس الجامعة على دور مركز جامعة المنصورة لخدمات تعليم الكبار، والإدارة العامة للمشروعات البيئية، في التنسيق بين الجامعة وفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالدقهلية، مؤكدًا أن التكامل بين الجهود المؤسسية كان له الأثر البالغ في تحقيق هذا التميُّز المتواصل.
كما أعرب الدكتور شريف خاطر عن خالص شكره وتقديره للهيئة العامة لتعليم الكبار، برئاسة اللواء مهندس رائد هيكل، وللأستاذ حماد الحسيني، مدير عام فرع الهيئة بالدقهلية، على تعاونهم البنَّاء ودعمهم المستمر للجامعة، بما يُسهم في تحقيق الأهداف القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار على مستوى الجمهورية.
يُذكر أن جامعة المنصورة كانت قد حَظِيت العام الماضي بجائزة اليونسكو-كونفوشيوس الدولية لمحو الأمية على مستوى العالم، في تأكيدٍ جديدٍ على تفرُّد تجربتها وتميُّز جهودها في هذا المجال على الصعيدين الوطني والدولي.