مطالبين بنصرة غزة عمليا.. آلاف المحتجين قرب السفارة الأميركية في الأردن
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
عمّان– شارك آلاف الأردنيين ظهر اليوم الجمعة بالمسيرة الجماهيرية الحاشدة بالقرب من السفارة الأميركية في العاصمة عمّان، رددوا خلالها هتافات تحيّي المقاومة على صمودها بوجه آلة العدوان الإسرائيلية، ومنددين بالدعم الأميركي العسكري والسياسي المفتوح للاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان، والمساهمة في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وطالب المحتشدون في المسيرة، التي دعت لها الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، "الجيوش العربية بالتحرك الفوري لنصرة غزة"، مؤكدين أن الشعوب لن تغفر الصمت والتخاذل أمام المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.
كما دعوا في هتافاتهم الأمة العربية والإسلامية للتوحد، والخروج في فعاليات يومية نصرة لغزة للضغط على المجتمع الدولي، من أجل وقف شلال الدم المتواصل بحق الأهل في فلسطين، مشددين على ضرورة وجود خطوات عملية، وعدم الاكتفاء بشعارات التنديد والشجب والاستنكار وإلقاء اللائمة على المجتمع الدولي، واتخاذ مواقف جادة وعملية لوقف غطرسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد المتظاهرون أن محاولات شيطنة المقاومة والنيل منها لن تنجح، وأن "المقاومة ستبقى شوكة بحلق المشروع التوسعي للاحتلال"، وأن ما عجز نتنياهو عن انتزاعه بالحرب والإبادة لن يستطيع تحقيقه بألاعيب السياسة والسعي لتمزيق وحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي.
إعلانكما طالب المتظاهرون الحكومة الأردنية بخطوات عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي على رأسها إلغاء معاهدات السلام، وعدم السماح بأي تسهيلات تجارية أو اقتصادية لدولة الاحتلال، حتى وقف العدوان على الأهل في غزة.
صرحت الأمين العام لحزب العمال الأردني الدكتورة رولى الحروب بأن "الشعب الأردني بات يشعر بالاستياء والصدمة جراء تغير السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية في عهد الرئيس دونالد ترامب".
ووضحت في حديثها للجزيرة نت أن "الإدارة الأميركية تحولت من وسيط للسلام إلى شريك بالحرب على الشعب الفلسطيني، وبالتالي أصبحت واشنطن بنظر العرب قوة إمبريالية مهيمنة ومتواطئة مع المشروع الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني".
وقالت الدكتورة إن "ترامب يسعى للهيمنة على العالم من خلال السيطرة على ثرواته، ومن جملة ذلك دولة فلسطين"، مستدركة أن هذه المعادلة الأميركية الجديدة مرشحة للاستمرار والنمو والتطور، وليس العكس، "ولذلك الشعب الأردني يشعر بحالة من العداء تجاه سياسة واشنطن الجديدة، وهي سياسة يتم تغذيتها باللوبي الصهيوني المهيمن في الولايات المتحدة الأميركية التي بات يحكمها المال والنفوذ، وليس العقل والسياسة الحكيمة".
بدوره، قال رئيس كتلة نواب جبهة العمل الإسلامي النائب صالح العرموطي إن "واجب الدولة الأردنية والمطبخ السياسي الانفتاح على جميع القوى بالإقليم، وعدم التقوقع خلف الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر خيارا خاسرا، ولا تعتبر خيارا إستراتيجيا في ظل هذه الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة".
وأضاف العرموطي -في حديثه للجزيرة نت- أن "مصلحة الأردن تختلف عن المصلحة الأميركية والإسرائيلية، لا سيما أن الخطر الصهيوني بات مهددا أكثر من ذي قبل لمصالح الدولة الأردنية".
وقال النائب الأردني أن تصريحات الرئيس الأميركي ترامب تنمّ عن "مراهقة سياسية" وبعيدة كلّ البعد عن القانون الدولي والشرعية الدولية التي تنصّ على حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، حين حديثه عن تهجير الفلسطينيين، مؤكدا أن تصريحات ترامب تعتبر "اعتداء على سيادة واستقلال الأردن ومصر، وكذلك إخلالا بالسلم والأمن الدوليين، ويترتب عليها مساءلة جنائية".
إعلانوبيّن العرموطي أن الرئيس ترامب والاحتلال الإسرائيلي يطالبان بضمّ غور الأردن وشمال البحر الميت وكلّ الأراضي المغتصبة إلى القدس، واعتبار القدس جزءا من المشروع الصهيوني، مؤكدا "ضرورة أن تقطع الحكومة الأردنية كلّ العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال".
أكد الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني أن "الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية قد انكشف، وذلك بعد أن أشكل على البعض نتيجة ضغط إدارة ترامب لوقف إطلاق النار قبيل تسلمه لمهامه الرئاسية، حيث أعطى انطباعات إيجابية، خاصة أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بالفعل، ولكن الانطباعات سرعان ما تبدلت لاحقا بشكل كبير".
وأضاف أن ما يجري من جرائم إسرائيلية في غزة، وتراجع عن الاتفاق الذي أبرم برعاية ترامب "يشكل بدون شك تواطؤا مباشرا من الرئيس مع الاحتلال"، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تنظر للإدارة الأميركية على أنها "شريك كامل بما يرتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي هي من يتحمل المسؤولية كما يتحمله الائتلاف اليميني المتطرف".
وقال "إزاء كل ذلك، أصبحت صورة إدارة ترامب صورة بالغة السلبية، خاصة أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا تقتصر على غزة والضفة، بل يمتد العدوان ليشمل الأراضي السورية واللبنانية حيث الانتهاكات المستمرة التي لا تتوقف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تصاعد أزمة المهاجرين في أمريكا.. وقوات الحرس الوطني تفرق المحتجين
سلطت وسائل إعلام أمريكية، الضوء على أزمة المهاجرين والاحتجاجات والاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية خلال اليومين الماضيين.
ورصدت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، اليوم الأحد في تقرير لها، ردود الأفعال على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنشر ألفين جندي من قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس لتفريق الاحتجاجات الرامية إلى وقف عمليات المداهمة لأماكن العمل بحثا عن المهاجرين غير الشرعيين.
ونقلت «سي إن إن»، عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، قولها، في بيان أشارت خلاله إلى أن «هذه العمليات ضرورية لوقف غزو المجرمين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة»، مُضيفة أن قادة الديمقراطيين في كاليفورنيا تخلوا بشكل كامل عن مسؤوليتهم لحماية مواطنيهم».
كما نقلت قول حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي وصف قرار نشر القوات بأنه «تحريض متعمد»، وحذر من أنه سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات.. مشددا على «أنها مهمة خاطئة وستؤدي إلى تآكل الثقة لدى الشعب».
ووصف مسؤولون من إدارة ترامب المتظاهرين بأنهم «متظاهرون بلا قانون»، كما قالت إدارة شرطة لوس أنجلوس في هذ الأثناء إن تظاهرات السبت داخل المدينة كانت «سلمية» وإن «الاحتجاجات انتهت دون حوادث»، بحسب التقرير.
يُشار إلى أنه وقع تصادم بين سلطات الهجرة والمتظاهرين لمدة يومين في منطقة لوس أنجلوس، مع اندلاع الاضطرابات التي بدأت أول أمس الجمعة بعد احتجاز العشرات من الأشخاص من جانب وكلاء الهجرة الفيدراليين في مواقع مختلفة، وتأتي الاعتقالات وسط حملة ترامب على الهجرة، والتي شملت موجات من الغارات والترحيلات في جميع أنحاء البلاد.
كما استخدمت قوات إنفاذ القانون في مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية لتفريق الحشود في وسط مدينة لوس أنجلوس ومدينة باراماونت على مدار اليومين الماضيين.
وفي سياق متصل، رفضت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الكشف عن أماكن انتشار قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس، أو وصف تفاصيل مهامها.
وقالت لشبكة «سي بي إس» الأمريكية: «لن أتحدث تحديدا عن جميع المواقع التي ستنتشر فيها قوات الحرس الوطني، أو حيث ستجري عمليات مختلفة».
من جانبه، هدد وزير الدفاع بيت هيجسيث بتعبئة مشاة البحرية في الخدمة الفعلية «إذا استمر العنف»، مشيرا إلى أن مشاة البحرية في معسكر بندلتون القريب «في حالة تأهب قصوى»، حيث أشار المنشور، جدلا قانونيا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهر استطلاع جديد أجرته «سي بي إس نيوز» أن 54% من الأمريكيين يوافقون على خطط الترحيل التي وضعتها إدارة ترامب.
ووصف الحاكم جافين نيوسوم هذا التهديد بأنه «مُختل»، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، انتقد نيوسوم، وهو ديمقراطي، تصرف الرئيس فورا، وقال: «هذه الخطوة مُتعمدة لإثارة التوترات، ولن تؤدي إلا إلى تصعيدها».
وأعلنت القيادة الشمالية الأمريكية في منشور عبر حسابها على موقع «إكس»: «أن القوات المنتشرة في منطقة لوس أنجلوس تنتمي إلى فريق القتال التابع للواء المشاة 79 التابع للحرس الوطني في كاليفورنيا».
اقرأ أيضاًترامب ينشر 2000 من أفراد الحرس الوطني وسط احتجاجات لوس أنجلوس
مستخدمو «X» ينغمسون في جدل ماسك ضد ترامب.. ما القصة؟
إدارة ترامب في سباق مع الزمن لإرجاع الموظفين الفدراليين الذين فصلهم فريق إيلون ماسك