مُحاولات لخنق العدالة وقضاة لم يخشوا الوقوف بثبات
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
كتب روجيه ابو فاضل في" الديار": بحسب مصدر قضائي رفيع المستوى، فإن الجسم القضائي رغم ما يمرّ به، ما زال يضم قضاة يؤمنون بأن العدالة ليست مجرد وظيفة بل رسالة. هم يواجهون من داخل المؤسسة، بصمت أحيانًا وبوضوح حين يُطلب منهم الوقوف، محاولات خنق العدالة عبر وسائل غير دستورية. ويضيف المصدر أن الضغوط السياسية التي يتعرض لها القضاء لا تُخفى على أحد، لكن الصراع الأساسي اليوم هو بين من يريد مؤسسة قضائية مستقلة، ومن يريدها مُلحقًا سياسيًا.
وسط هذا المشهد المعقّد، تبرز أسماء قضاة لم يخشوا الوقوف في وجه التيار، في طليعتهم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، الذي اتّخذ موقفًا ثابتًا من مسألة استقلالية القضاء. لم يرضخ للضغوط، ولم يدخل في لعبة المساومات، بل رفع سقف المواجهة القانونية كلما طُلب منه السكوت. تمسكه بالدستور والقانون جعله خصمًا لأصحاب النفوذ، لكنه اختار البقاء في الموقع الصعب، بدلًا من التنازل عن المبادئ.
أما القاضي جمال الحجار، فواجه مرحلة دقيقة على مستوى النيابة العامة، وتمكّن من ترميم بعض التوازن داخل المؤسسة، رغم هشاشة المرحلة السياسية. تعامل بحرفية مع الملفات، ورفض أن تتحوّل النيابة إلى منصّة استهداف.
بدوره، القاضي كلود غانم أثبت توازنًا في واحدة من أصعب المواقع القضائية، كمفوض للحكومة لدى المحكمة العسكرية. تحاشى التورّط في زواريب السياسة، وأعاد بعض الثقة إلى مؤسسة لطالما وُضعت تحت المجهر.
ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه القاضي رجا حاموش، الذي تصدّى لأحد أكثر الملفات حساسية في السنوات الأخيرة: ملف رياض سلامة بخطوات محسوبة ومبنية على معطيات قانونية، لم يتردّد حاموش في الادّعاء على حاكم مصرف لبنان وشقيقه ومساعدته، بتهم تتعلّق بالاختلاس وتبييض الأموال والتزوير. ومهما اختلفت التقييمات لاحقًا، فإن الشجاعة في تحمّل هذا الملف بهذا الحجم تُحسب له.
ومن جهة أخرى، يبرز القاضي ماهر شعيتو كأحد الأسماء الواعدة في النيابة العامة المالية، حيث يلاحق قضايا الفساد بهدوء ومثابرة، ويُعرف عنه العمل بصمت بعيدًا عن الإعلام، مع حرص على مبدأ الشفافية والدقة.
القاضي نقولا منصور في جبل لبنان، واجه ضغوطًا متعدّدة بسبب الملفات التي تعرّض لها، بعضها سياسي وبعضها جنائي. لم يُهادن، بل أصرّ على أن يكون قراره صادرًا عن ضميره، لا عن رسائل فوقية أو تعليمات غير مكتوبة.
في خضم هذه الصورة، يعلو مطلب أساسي من كل الفئات المرتبطة بالعدالة: المواطنون، المحامون، القانونيون، بل حتى القضاة أنفسهم، يترقّبون صدور التشكيلات القضائية في أقرب وقت، ذلك أن ما لحق بالجسم القضائي في العهد السابق لا يمكن تجاوزه بسهولة. كان العهد يسعى إلى تفريغ القضاء من مضمونه، من خلال تدخلات مباشرة له ولفريقه، حيث كانت تُفتح الملفات "غب الطلب"، وتُستخدم النيابات والمحاكم كأدوات ترهيب سياسي، فيما كان الهدف الحقيقي يتمثّل في خدمة مصالح ضيقة، غالبيتها كانت تصبّ في مصلحة صهر العهد، لا في مصلحة العدالة. مواضيع ذات صلة ترمب: هدفنا هو استعادة عظمة أميركا وهذا لا يتحقق إذا تم السماح للقضاة المتطرفين بالوقوف في طريق العدالة Lebanon 24 ترمب: هدفنا هو استعادة عظمة أميركا وهذا لا يتحقق إذا تم السماح للقضاة المتطرفين بالوقوف في طريق العدالة
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لنزع سلاح حزب الله
إقرأ أيضاً:
وضع حجر الأساس لمسجد قضاة مصر بالتجمع
شهد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، اليوم، مراسم وضع حجر الأساس لأول مسجد يُنسب لقضاة مصر، وهو مسجد قضاة مصر، الذى يُقام على مساحة إجمالية تبلغ 5600 متر مربع بالتجمع، ويضم إلى جانب المسجد مركزا ثقافيًا يوثق دور القضاء المصري وقيمه ورسالة العدالة عبر التاريخ، بالإضافة إلى دار مناسبات.
وجاءت الفعالية تحت رعاية القاضي عاصم الغايش رئيس محكمة النقض، رئيس مجلس القضاء الأعلى، والمستشار طارق أبوزيد نائبا عن النائب العام، وبحضور المستشار محمد الشناوي رئيس هيئة النيابة الإدارية، والدكتور محمد بيومي أمين عام الشؤون الإسلامية، نائبا عن وزير الأوقاف، والدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، والقاضي محمد عبد العال النائب الأول لرئيس محكمة النقض، عضو مجلس القضاء الأعلى، والدكتور أحمد كريمة الفقيه، الداعية الأزهري بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى القارئ العالمي محمود الشحات أنور، إلى جانب عدد من القيادات القضائية والتنفيذية.
وأعرب الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن تقديره أهمية هذا المشروع، مؤكدًا أنه يُعد إضافة حضارية ودينية وثقافية للعاصمة، ويسهم فى تعزيز الوعى بالقيم الدينية وترسيخ مبادئ العدالة والانتماء، مشيرًا إلى حرص المحافظة على دعم المشروعات التي تخدم المجتمع وتحافظ على الهوية المصرية الأصيلة.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أن وضع حجر الأساس لمسجد قضاة مصر يُجسد قيمة القضاء المصري ومكانته الراسخة فى بناء الدولة الحديثة، ويعكس التكامل بين مؤسسات الدولة فى دعم المشروعات التي تجمع بين البعد الديني والثقافي والتوعوى، مشيرًا إلى أن المسجد بما يضمه من متحف ثقافي ديني يمثل رسالة حضارية تؤكد أن العدالة والقيم الإنسانية السامية كانت وستظل ركيزة أساسية فى مسيرة الوطن.
وأضاف أن المشروع يُعد إضافة مهمة للمجتمع المصري، ويعكس الاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم العدالة وسيادة القانون، مثمنًا الدور الوطني لنادى قضاة جنوب سيناء فى إطلاق هذا المشروع المتميز.
وأكد المستشار عاصم الغايش، رئيس محكمة النقض، رئيس مجلس القضاء الأعلى، أن مسجد قضاة مصر يُعد خطوة نوعية لتوثيق الإرث القضائي المصري وإبراز الدور الوطني للقضاة عبر التاريخ، وأن المتحف الثقافي الديني المرافق للمسجد يبرز رسالة العدالة والمبادئ التي يقوم عليها القضاء المصري، مشددًا على أن مثل هذه المبادرات تعزز الوعى المجتمعي بالقيم الوطنية وترسخ دور القضاء فى حماية حقوق المواطنين وصون الدولة وتحقيق العدالة.
جدير بالذكر أن نادى قضاة جنوب سيناء هو صاحب الحق الأصيل فى هذا الحدث، ويمثله المستشار عرفة دريع، نائب رئيس محكمة النقض، رئيس النادي، والمستشار سامح عبد الوهاب، سكرتير عام النادي، والسادة أعضاء مجلس إدارة النادي: القاضي عادل الشاذلي رئيس محكمة جنايات القاهرة، والقاضي باسم الدسوقي رئيس محكمة الاستئناف، والقاضي أحمد سلامة عفيفي رئيس المحكمة، والقاضي فادى شاكر رئيس المحكمة، حيث يأتي المشروع فى إطار دعم المبادرات التي تعزز الوعى الثقافي والديني وتبرز الدور التاريخي للقضاء المصري.
اقرأ أيضاًرسميًا.. مواعيد وشروط التقديم لشغل وظيفة معاون نيابة إدارية
فوز المستشار سامح عبد الوهاب برئاسة نادي قضاة السويس
رسميًا.. مواعيد وشروط التقديم لشغل وظيفة معاون نيابة إدارية