قررت الأمم المتحدة تقليص نفقاتها اللوجستية والأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، وذلك ضمن سلسلة من التدابير التي اتخذتها المنظمة الدولية على مدى الأشهر الماضية، بعد موجة جديدة من الاختطافات طالت موظفيها ووفاة أحدهم في سجون الجماعة في محافظة صعدة، أقصى شمال البلاد.

وجاء القرار بعد لقاء بين رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقطاع الأمن والسلامة للأمم المتحدة، مانويل أنطونيو، ووزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، جمال عامر.

وعزت جماعة الحوثيين قرار الأمم المتحدة بتخفيض النفقات اللوجستية والأمنية إلى الأزمة المالية التي تعاني منها المنظمة الدولية، والتي قالت إنها دفعتها أيضًا إلى اتخاذ قرارات مشابهة في كافة مقارها ومكاتبها حول العالم، حسب وكالة سبأ التابعة للحوثيين.

ولم يعرف بعد سبب قرار الأمم المتحدة هذا، وما إذا كان مرتبط بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، أم ردًا على حملة الاختطافات بحق موظفيها. 

وأعلنت الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي تعليق جميع عملياتها في محافظة صعدة، بعد وفاة الموظف في برنامج الغذاء العالمي أحمد باعلوي في سجون الحوثيين في ذات المحافظة التي تعد معقلًا لزعيم الجماعة، وقيام الحوثيين باختطاف ثمانية موظفين إضافيين من موظفي المنظمة الدولية خلال ذات الفترة.

وتواصل جماعة الحوثيين اختطاف العشرات من موظفي المنظمات الأممية والدولية والمحلية والبعثات الدبلوماسية منذ يونيو/حزيران 2024، إلى جانب موظفين آخرين يقبعون في سجونها منذ 2021.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا : السقف الأخير للعالم المفتوح على المجهول

23 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تمخضت الذكرى الثمانون لتأسيس الأمم المتحدة عن لحظة تأمل عالمي حيال جدوى المنظمة في عالم تزداد فيه الصراعات وتضعف فيه الثقة بالمؤسسات الدولية.

وواجهت المنظمة الأممية سلسلة تحديات مصيرية، بينما احتفلت الدول الأعضاء في 26 يونيو الجاري بمرور ثمانية عقود على توقيع ميثاق سان فرانسيسكو.

واستعادت العواصم الكبرى تاريخ المؤسسة التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وسط أسئلة مقلقة حول مستقبلها في ظل شلل مجلس الأمن، وتراجع التمويل، واحتدام الاستقطاب الدولي.

وأكدت تقارير أممية أن النزاعات المسلحة وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 1945، إذ سجلت الأمم المتحدة 183 نزاعًا مسلحًا خلال 2024، بينها 45 تصنف “أزمات إنسانية شديدة”.

واستبقت المنظمة الاحتفالية بإطلاق الأمين العام أنطونيو غوتيريش مبادرة “الأمم المتحدة80” لإعادة هيكلة جذريّة، شملت تقليص الوظائف بنحو 12%، ودمج البرامج، وتبني إصلاحات مؤلمة في البيروقراطية الإدارية.

وواجهت الإصلاحات مقاومة داخلية وامتعاضا من بعض الدول الأعضاء، بينما واصلت الولايات المتحدة، التي تموّل نحو 22% من الميزانية الأممية، تقليص مساهماتها، ما فاقم من عجز تجاوز 700 مليون دولار في نهاية 2024.

وأوضحت تقارير “مجموعة الأزمات الدولية” أن الأزمة لا تنحصر في الموارد أو البيروقراطية، بل تشمل فقدان الثقة بمجلس الأمن، مع تعثر قراراته في ملفات أوكرانيا وغزة والسودان، بفعل استخدام متكرر لحق النقض من روسيا والولايات المتحدة.

واشتدت الانتقادات من بعض الحكومات والمنظمات المدنية، إذ وُصفت الأمم المتحدة بأنها “كائن شفاف”، و”قزم سياسي”، كما كتب الباحث روموالد سيورا، مشككًا في قدرتها على البقاء حتى الذكرى المئوية لتأسيسها.

وأبرزت غيسو نيا من المجلس الأطلسي هشاشة صورة المنظمة، في ظل الاتهامات المتكررة لها من قبل إسرائيل وداعميها، بكونها منصة معادية للسامية أو حامية للأنظمة الاستبدادية، ما يهدد مناعتها الرمزية والمعنوية.

وشدد غوتيريش على أن “غياب الأمم المتحدة سيجعل العالم أكثر فوضى”، مشيرًا إلى أن برامج مثل الأغذية العالمي أنقذت أكثر من 102 مليون إنسان عام 2024، وأن قوات حفظ السلام الأممية البالغ عددها نحو 87 ألفًا تعمل في 12 منطقة ساخنة حول العالم.

وتواصلت دعوات إصلاح مجلس الأمن، إذ اقترحت الهند والبرازيل وألمانيا واليابان توسيع عضويته الدائمة، لكسر احتكار “النادي النووي” الموروث من 1945، دون تحقيق تقدم فعلي بسبب تعقيدات المفاوضات.

ورأى خبراء أن العالم اليوم رغم تشكيكه في فاعلية الأمم المتحدة، لا يملك بديلًا واقعيًا عنها، وأن تآكلها لن ينجب منظمة أنجع، بل فراغًا خطيرًا قد يُملأ بالقوة والمصالح.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ثمانون هذه الأمم
  • أنظار إسرائيل وأميركا على الحوثيين في اليمن
  • قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم الإيراني ضد قاعدة العديد الأمريكية
  • مصر تطالب بإصلاح الأمم المتحدة وتمنحها هدية في الذكرى 80 لتأسيسها
  • قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم على قاعدة العديد الجوية
  • قطر توجه رسالة للأمم المتحدة بشأن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية
  • قطر توجه رسالة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم على قاعدة العديد
  • في ذكرى إنشائها.. الرئيس السيسي: لا بديل عن تطوير وإصلاح الأمم المتحدة
  • «السيسي»: لا بديل عن إصلاح الأمم المتحدة في ظل التحديات غير المسبوقة بالمنطقة
  • الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا : السقف الأخير للعالم المفتوح على المجهول