بحث اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، مع وفد الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” التابع للأمم المتحدة، سبل دعم مشروع “التحول المستدام للمواءمة الزراعية في صعيد مصر” (ستار)، لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لصغار المزارعين في القرى المستهدفة بمركزي مطاي وسمالوط. 

محافظ المنيا يتابع استعدادات التدريب العملي "صقر 148" لمجابهة الأزمات والكوارثبعد 72 ساعة.

. انتشال جثمان عامل من بئر جوفية بصحراء أبوقرقاص في المنيالجنة دائمة لمراجعة وحصر أعمال تراخيص الأنشطة الصناعية غير المقننة بالمنيا

ضم وفد “إيفاد” كلًا من السادة: ميكائيل كاتاو، رئيس البعثة، وميكالي بيرازولي، استشاري الري، وماناب شاكرابورتي، استشاري التمويل الريفي، وزينب عوض، ممثل مكتب “إيفاد” في مصر، برفقة الدكتور هاني درويش، رئيس الهيئة العامة لتحسين الأراضي والمدير التنفيذي لمشروع “ستار”، والمهندس كريم إسماعيل محمود، مدير إدارة المتابعة والتقييم بالمشروع.

وخلال اللقاء، تم استعراض مكونات المشروع الذي يتم تنفيذه بتمويل من “إيفاد” بقيمة 141.4 مليون دولار أمريكي، ويستمر على مدار 7 سنوات اعتبارًا من عام 2024، ويشمل محافظات( المنيا، أسيوط ، سوهاج )، لتحقيق مستوى متكامل من التنمية .

مشروع التنمية الزراعية 

وأكد المحافظ أهمية المشروع في دعم خطط الدولة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، مشيدًا بالتعاون المثمر مع “إيفاد” ودورها البارز في تنفيذ مشروعات تنموية تمس احتياجات المواطنين، وخاصة الفئات الأولى بالرعاية في القرى المستهدفة.

ومن جانبه، أوضح وكيل وزارة الزراعة بالمنيا أن المشروع يهدف إلى تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين، مع التركيز على تمكين النساء والشباب، ورفع دخل الأسر الريفية من أصحاب الحيازات الصغيرة وغير المالكين للأراضي. كما يشمل المشروع تطوير جمعيات تنمية المجتمع والجمعيات التسويقية، والتوسع في أنشطة التكيف مع تغير المناخ، ودعم الأعمال الريفية الصغيرة، إلى جانب تنفيذ سياسات داعمة للزراعة والتنمية الريفية، من خلال تقديم قروض ميسرة لصغار المزارعين وجمعيات تنمية المجتمع والجمعيات التعاونية الزراعية بفائدة منخفضة، والمساعدة في التحول لاستخدام نظم الري المطور بالطاقة الشمسية، فضلًا عن دعم إنشاء مشروعات صغيرة مدرة للدخل تسهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق المستهدفة .

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد ابو زيد نائب المحافظ والمهندس محمد عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة وهيام مصطفى مدير ادارة التعاون الدولى بالمحافظة.

وفي إطار الزيارة، قامت البعثة بجولة ميدانية شملت ثلاث قرى من القرى الواقعة بالأراضي القديمة بمحافظة المنيا، وهي: بديني، الروبي، ومنقطين، حيث التقى أعضاء الوفد بممثلي جمعيات تنمية المجتمع، وعددٍ من صغار المزارعين، لمناقشة احتياجاتهم ومطالبهم، إلى جانب متابعة الأنشطة التي تم تنفيذها ضمن مراحل المشروع المختلفة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محافظ المنيا وفد الايفاد مشروع ستار صغار المزارعين المزيد

إقرأ أيضاً:

نداء إلى محافظ المنيا

حين تتحول وسيلة نقل صغيرة إلى أزمة مجتمعية وأمنية واقتصادية، فإننا أمام ظاهرة تحتاج إلى وقفة واعية وتشخيص عميق. مركبة التوكتوك، تلك المركبة التي تسللت إلى الشارع المصري في مطلع الألفينات، لم تكن نتاج رؤية أو تخطيط منهجي لتطوير منظومة النقل المحلي، بل جاءت كاستجابة ارتجالية لفراغ تنموي طال المناطق الريفية والعشوائية، حيث تغيب المواصلات العامة وتنحسر فرص العمل والتعليم.

لكن الأهم أن دخول تلك المركبة إلى السوق المصري لم يكن عشوائيًا تمامًا، بل كان انعكاسًا لمرحلة من فساد تزاوج السلطة بالمال في عهد نظام مبارك، حين تغوّلت شبكات المصالح على حساب الصالح العام. فقد كان استيراد التوكتوك يتم عبر رجال أعمال بعينهم، يرتبطون بعلاقات نافذة مع دوائر القرار، فوجدوا في تلك المركبة وسيلة للربح السريع عبر تسويقها في بيئة تفتقد للخدمات. وهكذا، تحولت أزمة تنموية إلى تجارة مربحة لقلة، وفوضى يومية يعاني منها ملايين المواطنين.

ولفهم أسباب انفجار تلك الظاهرة، يجب العودة إلى التحولات الكبرى التي مرت بها مصر منذ التسعينيات، حين بدأت الدولة تطبيق برنامج "الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي" بالتعاون مع صندوق النقد الدولي عام 1991. أدى ذلك إلى تقليص دور الدولة في الخدمات العامة، خاصة في التعليم الفني والزراعة والصناعة، وهي القطاعات التي كانت تشكّل قاعدة لتشغيل الشباب في الريف والمدن الصغيرة. وفي نفس الفترة، أصدر وزير التعليم الأسبق الدكتور حسين كامل بهاء الدين قرارات أضعفت المنظومة التربوية، مثل إلغاء العقاب البدني دون بديل تربوي، مما ساهم في اهتزاز هيبة المعلم وفقدان الانضباط داخل المدارس. بالتوازي، صدر في عام 1997 قانون العلاقة الجديدة بين المالك والمستأجر، والذي عُرف شعبيًا باسم "قانون طرد الفلاح"، فتعرّض ملايين الفلاحين للطرد من أراضيهم، وحدث نزوح كثيف من الريف إلى أطراف المدن بلا تأهيل أو عمل. وهكذا، نشأ جيل بلا فرص تعليم حقيقي، ولا أمل في التوظيف، فكانت مركبة التوكتوك هي الخيار الأخير - خيار الضرورة - لمن وجد نفسه على هامش الدولة.

في قلب محافظة المنيا، تبرز مدينة سمالوط وقراها كصورة حية لتلك الظاهرة. فقد أصبحت شوارع المدينة، والطرق الرئيسية والفرعية في القرى التابعة لها، تحت سيطرة شبه كاملة للتوكتوك. اختفت الحافلات الصغيرة، وتعذر التنقل الآمن، وتحولت بعض المداخل والمخارج إلى نقاط ازدحام مروري وفوضى عشوائية، بينما انتشرت مظاهر الانفلات والتحرش والبلطجة، دون رقابة فعلية. لقد تحولت التوكتوك من وسيلة نقل إلى أداة للفوضى، تهدد النظام العام، وتعبّر عن غياب التخطيط والرؤية المجتمعية.

وفي مواجهة ذلك، لا يمكن الاكتفاء بتنظيم جزئي أو تقنين محدود، بل لا بد من اتخاذ قرار واضح وجاد بإلغاء تلك المركبة نهائيًا داخل المدن والقرى، وعلى رأسها سمالوط، كخطوة أولى نحو بناء مجتمع منضبط وآمن. إن التوكتوك لا يليق ببيئة تنموية تحترم الإنسان، ولا يصلح لأن يكون جزءًا من الجمهورية الجديدة التي تسعى مصر لتأسيسها.

ولكن، لا يمكن إلغاء التوكتوك دون تقديم بديل واقعي وإنساني، يراعي من كانوا يعملون عليه تحت ضغط الحاجة. ولهذا، فإن الحل الأمثل هو إنشاء مراكز تدريب مهني حديثة في مدينة سمالوط وكافة قراها، تكون مهمتها إعادة تأهيل الشباب حرفيًا وتقنيًا، ومنحهم شهادات مهنية معتمدة تؤهلهم للالتحاق بوظائف مناسبة ومحترمة في القطاعين العام والخاص. هذه المراكز ينبغي أن ترتبط تعاقديًا مع المصانع، والشركات، ورجال الأعمال، لتكون جهة مسؤولة عن توفير العمالة الفنية الماهرة، بعد تدريبها بشكل عصري ومنضبط.

وفي موازاة ذلك، يجب على الدولة أن تُدخل وسائل نقل آدمية حديثة داخل المدن والقرى، مثل الميني باص الكهربائي أو وسائل النقل التشاركي الآمن، تحت إشراف مروري وإداري صارم، يحترم كرامة المواطن، ويُعيد الانضباط للشوارع المصرية، ويعكس صورة حضارية للدولة.

تشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن عدد مركبات التوكتوك في مصر تجاوز 3 ملايين مركبة بحلول عام 2020، 90% منها غير مرخصة. وهذا الرقم المهول يعكس حجم الانفلات، وضرورة الحسم، وليس التسويف. إن وجود هذه المركبات في قلب القرى والمدن مثل سمالوط لا يجب أن يكون أمرًا واقعًا نقبله، بل تحديًا يجب مواجهته.

من هنا، أوجه نداءً مباشرًا إلى اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن يتبنى مشروعًا وطنيًا يبدأ بإلغاء التوكتوك في مدينة سمالوط وقراها، مع إنشاء منظومة تدريب وتأهيل حقيقية للشباب، وإدخال وسائل نقل حضارية وآمنة. إن نجاح هذه المبادرة سيكون خطوة نوعية نحو إعادة تشكيل الواقع المحلي على أسس علمية وتنموية.

التنمية لا تبدأ من البنية التحتية فقط، بل من كرامة المواطن، وسلامة المجتمع، وأمن الشارع، وفرص العمل الحقيقية. إن مركبة التوكتوك، رغم حجمها الصغير، تعكس صورة أزمة كبيرة، لا تحتمل التأجيل، لكنها تحمل أيضًا مفتاحًا لتصحيح المسار وبناء مستقبل أفضل.

………….

•كاتب وباحث سياسي

مقالات مشابهة

  • سلطات البيضاء تُغلق محطة أولاد زيان تمهيدا لتنفيذ خطة شاملة لتحسين خدماتها
  • محافظ قنا يبحث مع رئيس هيئة الإسعاف مشروع إنشاء مقر متكامل للهيئة بالمحافظة
  • محافظ بني سويف يُناقش سُبل تعزيز التعاون في مجالات إنتاج الألبان ودعم صغار المُزارعين
  • محافظ أسوان يلتقى بفريق مشروع الدعم الفني لوزارة التنمية المحلية
  • زراعة الشيوخ: تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات
  • نداء إلى محافظ المنيا
  • وزير التنمية الإدارية يبحث مع محافظ دمشق سبل التعاون في مجالات التحول المؤسسي
  • لدعم صغار المربين.. «البيئة» تُطلق خدمتي ترخيص التربية الريفية للدواجن والماشية
  • “البيئة” تُطلق خدمتَي ترخيص التربية الريفية للدواجن والماشية لدعم صغار المربين وتعزيز استدامة قطاع الثروة الحيوانية
  • مشروع صيانة طريق أوباري – غات ينهي عزلة الجنوب ويعزز التنمية