تفاصيل لقاء الشرع والسوداني بالتزامن مع انسحاب أمريكا من سوريا
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
في تطور لافت على صعيد العلاقات الإقليمية، أعلنت الرئاسة السورية أن العاصمة القطرية الدوحة احتضنت لقاءً رسمياً بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برعاية من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأكد بيان الرئاسة السورية أن اللقاء جاء في إطار "الحرص على تفعيل مسارات التعاون العربي"، مشيرة إلى أن الزعيمين شددا خلال محادثاتهما على "أهمية احترام سيادة واستقلال البلدين"، معتبرين أن "أمن واستقرار سوريا والعراق يشكلان حجر الأساس لأمن المنطقة بأسرها".
وبحسب البيان، فقد تناول اللقاء ملفات متعددة، أبرزها تعزيز التنسيق الأمني والميداني على الحدود المشتركة، وتكثيف التعاون الاستخباراتي بين الجهات المعنية في البلدين. كما ناقش الطرفان سبل تطوير العلاقات التجارية وتسهيل حركة البضائع والأفراد، إلى جانب تشجيع الاستثمارات المتبادلة وبناء علاقات اقتصادية أكثر توازناً.
واعتبرت الرئاسة السورية أن هذا اللقاء يشكل "خطوة مهمة على طريق بناء علاقات متوازنة"، و"انطلاقة جديدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك في مرحلة تتطلب تقاربا عربيا أكثر من أي وقت مضى".
بالتزامن مع اللقاء السوري-العراقي في الدوحة، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمريكية مطلعة أن واشنطن بدأت بسحب مئات من جنودها من شمال شرق سوريا، في خطوة تأتي ضمن مراجعة استراتيجية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ووفقًا لما أوردته الصحيفة، فقد أغلق الجيش الأمريكي ثلاث قواعد تشغيلية صغيرة من أصل ثماني قواعد في تلك المنطقة، ما خفض عدد القوات المتبقية إلى نحو 1400 جندي. وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن قادة الجيش أوصوا بالإبقاء على 500 جندي أمريكي على الأقل، على أن يتم تقييم الوضع الميداني خلال شهرين لاتخاذ قرار بشأن خفض إضافي محتمل.
ويرى مراقبون أن التوقيت المتزامن بين هذا اللقاء العربي رفيع المستوى وبين تقليص الحضور العسكري الأمريكي في سوريا قد يعكس تغيراً في معادلات النفوذ الإقليمي، وإعادة ترتيب للأولويات في ظل انشغال واشنطن بملفات دولية أخرى، واستعدادها للانتخابات الرئاسية المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرع سوريا السوداني المزيد
إقرأ أيضاً:
بعد لقاء الشرع وترامب.. هل تطبع دمشق مع إسرائيل عبر المال؟
كشفت وسائل إعلام عبرية أن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أجروا اتصالات مع رجال أعمال إسرائيليين، بهدف استكشاف فرص استثمارية مشتركة في البلاد.
وبحسب قناة كان العبرية تأتي هذه الخطوة بعد رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مما فتح الباب أمام دمشق لاستقطاب رؤوس أموال أجنبية لدعم جهود إعادة الإعمار.
وأعلنت القناة أن هذه الاتصالات لا تزال في مراحلها الأولية، وتهدف إلى وضع أسس لبنية تحتية اقتصادية مشتركة بين الجانبين، حيث يذكر أن هذه المبادرة جاءت عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش قمة إقليمية في السعودية، حيث ناقشا إمكانية انضمام سوريا إلى "اتفاقيات أبراهام"، التي تشمل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الشرع قد يكون مستعدًا لمناقشة إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل سوريا، أو السماح لـ"إسرائيل" بالحفاظ على وجود أمني في جنوب غرب البلاد، خاصة في المناطق القريبة من مرتفعات الجولان.
من جانبها، أبدت "إسرائيل" تحفظًا على هذه القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، إذ تري أن رفعها لا يغير من سياستها تجاه دمشق، وأن أي حشد عسكري أو محاولة لإرسال قوات إلى جنوب سوريا سيقابل برد فوري.
في غضون ذلك، تسعى دمشق إلى طمأنة الاحتلال الإسرائيلي بشأن نواياها، حيث نقلت قناة "كان" عن مصادر سورية أن الرئيس الشرع بعث برسائل تهدئة إلى تل أبيب، مؤكدًا عدم رغبة بلاده في التصعيد، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي طالب فيها بجعل المنطقة الواقعة جنوبي العاصمة السورية منزوعة السلاح، أثارت غضبًا في دمشق، ودفع الشرع إلى لقاء وفد من الطائفة الدرزية لتهدئة الأوضاع.
ويذكر أن التطورات تأتي في ظل تحركات للاحتلال الإسرائيلي لتعزيز وجوده في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث بدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التحضير لإدخال عمال سوريين إلى البلدات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وفقًا لقناة "ريشت كان" العبرية.
في المقابل، تسعى الحكومة السورية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لدعم جهود إعادة الإعمار، حيث بحث وزير الاقتصاد السوري مع وفد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في أوروبا فرص الاستثمار في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والخدمية، مؤكدًا تقديم التسهيلات اللازمة لبدء المشاريع في بيئة تنافسية.