مهددة بغلق ملف أوكرانيا .. إدارة ترامب: لسنا طرفًا في هذه الحرب | تقرير
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
مع تصاعد وتيرة الصراع في أوكرانيا وغياب أي اختراق دبلوماسي للأزمة في اتجاه ايجاد حل، بدا أن صبر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال جهود إنهاء الحرب بدأ ينفد.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن إحباط واشنطن من تعثر المسار السياسي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتجه إلى "المضي قدمًا" إذا تعذر التوصل إلى حل.
وفي تصريحات صحفية عقب اجتماعات عقدها مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين في باريس، قال روبيو: "إذا لم يكن من الممكن إنهاء الحرب في أوكرانيا، فعلينا أن نتحرك نحو الأمام".
وأضاف أن الرئيس ترامب "كرّس 87 يومًا من عمله الرئاسي لمحاولات متواصلة لإنهاء الحرب، لكن النزيف لا يزال مستمرًا".
ورغم محاولات ترامب السابقة للتقارب مع الكرملين، فإن تعنت موسكو - وعلى رأسه رفض وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه كييف وحدها - شكّل عائقًا رئيسيًا أمام التقدم. وبينما يُطرح خيار زيادة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، فإن هذا التوجه قد يلقى رفضًا لدى بعض أنصار ترامب في الداخل الأمريكي.
شحنة اسلحةويشير مراقبون إلى أن إرسال دفعات جديدة من الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا قد يغير قواعد اللعبة ميدانيًا، ويدفع موسكو إلى إعادة النظر في موقفها التفاوضي.
كذلك تُناقش فرض عقوبات اقتصادية مشددة تستهدف صادرات الطاقة الروسية ومشتريها، كوسيلة للضغط القصوى على الكرملين.
حسم أزمة أوكرانيا أكثر تعقيدًالكن الملف الأوكراني، كما توضح مصادر أمريكية، ليس سوى جزء من معادلة أوسع تسعى إدارة ترامب لإعادة صياغتها في العلاقات الأمريكية الروسية، تشمل ملفات الطاقة واستكشاف الفضاء وصفقات التعدين، ما يجعل الحسم في أوكرانيا أكثر تعقيدًا.
وفي ما يبدو أنه الخيار الأكثر ترجيحًا حاليًا، قال روبيو صراحة: "هذه ليست حربنا. لم نبدأها. لقد دعمنا أوكرانيا على مدار ثلاث سنوات، ونرغب في إنهائها، لكنها ليست حربنا"، في تلميح واضح إلى احتمال انسحاب الولايات المتحدة من المشهد وترك أوروبا وأوكرانيا في مواجهة روسيا منفردين.
السيناريو الكارثيهذا السيناريو، رغم كونه كارثيًا لأوكرانيا وأوروبا التي تفتقر للجاهزية العسكرية، قد لا يحقق أيضًا مكاسب حقيقية للكرملين، الذي يعاني من خسائر بشرية كبيرة وضغوط اقتصادية متفاقمة نتيجة العقوبات الدولية.
ورغم تأكيد البيت الأبيض أن الخيار العسكري لم يُستبعد بعد، فقد قال نائب الرئيس جي دي فانس إن الإدارة "لا تزال تأمل في إنهاء الحرب"، إلا أن المهلة السياسية باتت تضيق.
روبيو أوضح قائلاً: "نحتاج إلى اتخاذ القرار خلال أيام، هل السلام في أوكرانيا ممكن؟".
في موسكو، لا يزال الكرملين يمارس لعبة حافة الهاوية، معلنًا عدم وجود اتصالات مرتقبة هذا الأسبوع، لكنه لم يستبعد إمكانية ترتيب محادثات سريعة إذا اقتضت الضرورة.
ورغم كل شيء، لا تزال هناك نافذة ضيقة لفرصة دبلوماسية أخيرة، لكن الوقت ينفد، وصبر واشنطن كذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوكرانيا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الولايات المتحدة المزيد فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا
موسكو– ازدادت القدرة الإنتاجية للتصنيع العسكري الروسي بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بالتوازي مع خطوات حثيثة اتخذتها موسكو لإعادة تسليح الجيش والبحرية، لمواجهة تبعات الدعم العسكري الغربي لكييف، وفي وتيرة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومرّت الصناعة العسكرية الروسية بمراحل رئيسية عديدة خلال فترة الصراع مع أوكرانيا:
ففي البداية ركّزت على حشد الموارد المتاحة وزيادة إنتاج أنواع الأسلحة الحالية. ثم جاءت مرحلة التكيف مع ظروف القتال الجديدة بإدخال تقنيات ومواد جديدة، وتحسين عمليات الإنتاج. أما المرحلة الثالثة، فتمثلت بتحديث وتطوير أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية.وأصبح للمؤسسات الحكومية دور أكثر أهمية في إنتاج الأسلحة، كما تشارك الشركات الخاصة بنشاط في الإنتاج العسكري، حيث تحصل على عقود حكومية. ونتيجة لذلك، أصبح الإنتاج العسكري الروسي عاملا أساسيا في إمداد القوات المسلحة الروسية خلال الحرب.
تأكيد رسميسبق أن أقر وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، الذي يشغل حاليا منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي، في تصريح له نهاية العام 2023، بأن شركات الدفاع الروسية تحوّلت إلى نظام العمل على مدار 24 ساعة وضاعفت قدرتها الإنتاجية 4 مرات منذ فبراير/شباط 2022.
إعلانكما أكد ازدياد إنتاج الدبابات بمقدار 5.6 مرات زيادة، والمركبات المدرعة بمقدار 3.5 – 3.6 مرات، والطائرات بدون طيار بمقدار 16.8 مرة، وذخيرة المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
ووفقًا له، فقد حصلت القوات البرية على 1530 دبابة جديدة ومحدثة، وأكثر من 2500 مركبة قتالية للمشاة وناقلة جنود مدرعة، وحصلت القوات الجوية الفضائية على 237 طائرة ومروحية، وحصلت البحرية الروسية على 8 سفن و4 غواصات متعددة الأغراض وغواصة نووية إستراتيجية.
يشرح الخبير في الشؤون العسكرية يوري كنوتوف، بأن الإنتاج العسكري الروسي شهد تغيرات ملحوظة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تضمنّت توسعا مكثفا في الطاقة الإنتاجية وإعادة التوجيه نحو إنتاج الذخائر والمعدات العسكرية وغيرها من الأسلحة اللازمة لمواصلة الحرب.
ووفقًا له، تتعلق أهم هذه التغيرات بتكثيف الإنتاج، إذ تحولت المصانع التي كانت تنتج منتجات مدنية سابقًا إلى إنتاج الأسلحة، كما تم تحديث المصانع القديمة وإعادة توجيهها نحو الطلبيات العسكرية.
ويضيف بأن حجم إنتاج المعدات العسكرية والذخائر وغيرها من الأسلحة ازداد بشكل ملحوظ مقارنة بمستوى ما قبل الحرب، علاوة على إدخال وتطوير وتطبيق تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج وجودة المنتج.
ويلفت إلى أن "عقيدة التصنيع العسكري" خلال الحرب طالت إعادة التوجيه نحو الموارد المحلية، موضّحا أنه "بسبب العقوبات، استُبدلت معظم المكونات المستوردة بأخرى محلية، مما تسبب في بعض المشاكل المتعلقة بجودة وموثوقية المنتجات، ولكنها في المقابل سمحت بزيادة الاستقلال عن الموردين الأجانب".
وحسب قوله، فقد أصبحت أوكرانيا "مختبرا حيّا" لاختبار وتطبيق أحدث أنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك تلك التي لا تزال في مرحلة التطوير، كما بدأت التقنيات الجديدة تلعب دورا خاصا في الصراع، كالأنظمة غير المأهولة التي تعمل بالتحكم عن بعد، والإنترنت، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها.
إعلانوعلى هذا الأساس، بات التصنيع العسكري الروسي أمام أكبر تحد في سياق إيصال العملية العسكرية الخاصة إلى أهدافها، والذي يشترط تحقيق نقلة نوعية وغير مسبوقة في حرب الأدمغة بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها.
التعاون مع الشركاءيرى العديد من المراقبين الروس أن تركيز الاتحاد الأوروبي ينصب على تعزيز قدراته في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا، وتطوير التعاون مع كييف من خلال ضخ التقنيات الجديدة إليها، مما حوّلها -وفق توصيف هؤلاء- إلى "وادي سيليكون" للابتكارات العسكرية الغربية.
من هنا يبرز الموقف المقابل لروسيا بخصوص علاقات التعاون في المجال العسكري والتقني التي تربطها مع الدول التي تعتبر شريكة لها في الموقف ضد الأحادية القطبية وسياسات الهيمنة الغربية، وعلى رأسها الصين وكوريا الشمالية وإيران.
وفي الوقت الذي لم يعد فيه سرا وجود تعاون عسكري متعاظم مع الدول المذكورة، إلا أنه لا توجد في المقابل معلومات رسمية بالشق المتعلق بالتصنيع العسكري تحديدا.
وتعليقا على ذلك، يقول الخبير في الشؤون الإستراتيجية أركادي سيميبراتوف، إن التعاون مع هذه الدول يتجلى في المجال العسكري بتعزيز العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات، وفي بعض الحالات بتوريد المعدات العسكرية.
وبخصوص الصين، يشير المتحدث إلى أن التعاون معها يشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، وربما توريد المعدات العسكرية، ويتابع بأنه "كثيرا ما ينظر إلى هذا التحالف باعتباره ثقلا موازنا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
أما كوريا الشمالية، فإن المستوى المتزايد من التعاون يرتبط بالصراع في أوكرانيا، حيث وردت تقارير عن قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة، فضلا عن مشاركة جنود كوريين شماليين في معارك، كما حصل في معركة استعادة مقاطعة كورسك مؤخرا، لافتا إلى أنه في عام 2024 تم توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة، تتضمن المساعدة العسكرية المتبادلة بين البلدين.
إعلانوبالنسبة لإيران، فإن التعاون يهدف بشكل رئيسي إلى توفير الأسلحة والتقنيات التي تساعد إيران على تحديث جيشها، بينما في المقابل تلعب إيران دورا رئيسيا في توريد الطائرات بدون طيار وغيرها من التكنولوجيا العسكرية إلى روسيا.