قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية، بل هي سلوك أصيل يعكس روح التعايش والمحبة التي تربط أبناء الوطن الواحد، مؤكدًا أن المصريين – مسلمين ومسيحيين – نسيج واحد في وطن واحد.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أنه من الطبيعي أن يفرح المسلم لفرح المسيحي، ويحزن لحزنه، والعكس كذلك، مستشهدًا بالعلاقات الطيبة التي طالما جمعت بين الطرفين، خاصة في المناسبات الدينية.

 

حقيقة فتوى تحريم الاحتفال بشم النسيم .. الإفتاء تردحكم صيام الست من شوال دون تبييت النية ليلا.. الإفتاء تجيبحكم تكرار صلاة الاستخارة .. دار الإفتاء تجيبأحرمت بعمرة ولم أنتهِ من مناسكها ثم أحرمت بأخرى؟ الإفتاء تجيب

وتابع: "كنا نرى في رمضان إخوتنا المسيحيين يشاركوننا أفراحنا، ويقولون لنا كل سنة وأنتم طيبين، وكنا نرد التحية بمثلها، دون غضاضة أو جدل، وكذلك قبل العيد كانت الكنائس تبعث بوفود للجهات الدينية الإسلامية للتهنئة، وهذا يؤكد أن العلاقة بين أبناء الوطن كانت دائمًا قائمة على المحبة والتقدير".

وأشار أمين الفتوى إلى أن الاستدلال بالآية القرآنية: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، لافتا إلى أن الإسلام يدعو إلى رد التحية بأفضل منها، فإذا جاءني أخي المسيحي وقال "كل سنة وأنت طيب"، فمن الواجب أن أردها عليه بمثلها أو أحسن، ولا مانع في ذلك شرعًا.

واعتبر أن إثارة الجدل حول هذا الموضوع سنويًّا هو أمر دخيل على المجتمع المصري، قائلاً: "هذا السؤال لم يكن يُطرح من قبل، ولم يكن يُنظر إلى التهنئة على أنها إشكال، وإنما هي أفكار وافدة ومتفلسفة، لا تُعبّر عن أصالة العلاقة بين أبناء الشعب المصري".

وأضاف: "نحن أبناء وطن واحد، نعيش معًا وندافع عن أرضنا سويًا منذ ثورة 1919، التي خرج فيها المسلم والمسيحي تحت راية الهلال والصليب، يواجهان احتلالًا أجنبيًا، فلماذا ننساق وراء أفكار غريبة لا تمثلنا ولا تمثل واقعنا؟".

واستشهد الدكتور علي فخر، بسيرة النبي محمد ﷺ، مؤكدًا أن النبي عاش في المدينة مع اليهود، وتعامل معهم في البيع والشراء، بل تُوفي ودرعه مرهونة عند يهودية، وهو ما يدل على قبول التعايش مع الآخر والتعامل معه دون غضاضة أو تحفّظ.

وتابع: "نحن لا ندعو إلا لما يُرسّخ قيم المحبة والتعايش والاحترام المتبادل، وهو ما يتفق مع صحيح الدين، ومع طبيعة المجتمع المصري الذي عاش قرونًا في وحدة وطنية لا تفرّق بين أبنائه".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تهنئة المسيحيين بأعيادهم أمين الفتوى الدكتور علي فخر المزيد

إقرأ أيضاً:

هل يجوز قضاء صلاة الضحى بعد الظهر لمن فاتته ؟.. أمين الفتوى يجيب

أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن خروج صلاة الضحى عن وقتها المحدد لا يعني فواتها، مشيرًا إلى أن وقتها يبدأ بعد شروق الشمس بحوالي خمس عشرة دقيقة، ويمتد حتى قبل أذان الظهر بحوالي عشر دقائق.

وأضاف الشيخ ممدوح، ردًا على سؤال ورد إليه عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على يوتيوب من أحد المتابعين يقول: «صليت صلاة الظهر ثم تذكرت أني لم أصلي الضحى؛ فهل يصح لي قضاءها؟»، أن قضاء السنن الرواتب جائز شرعًا، ومنها صلاة الضحى، كما هو الراجح عند أغلب الفقهاء. 

وأوضح أن المحافظة على أداء السنن الرواتب في أوقاتها أفضل، حيث تعمل السنن القبلية للصلاة على تهيئة القلب للخشوع في الفريضة، بينما تساعد السنن البعدية على تعويض أي نقص وقع أثناء الصلاة.

وفيما يخص فضل صلاة الضحى، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنها صلاة مستحبة تؤدى بعد طلوع الشمس بحوالي خمس عشرة دقيقة تقريبًا، وتمتد إلى ما قبل الظهر بقليل، وتعرف أيضًا بصلاة الأوّابين، أي كثيري الرجوع إلى الله تعالى. 

كيف تتحكم في نفسك عند الغضب؟ .. عالم أزهري يوضحصون أهل بيتك.. عبد الله رشدي: ترك الاحتشام ليس دليلا على التطور والتمدندعاء المطر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .. احرص عليه الآنحكم وجود الممرضة مع الطبيب في عيادة خاصة دون محرم .. الإفتاء تجيب

وورد في فضلها أحاديث شريفة، منها حديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت» وعدّ منها صلاة الضحى.

وأكد المركز على استحباب المحافظة عليها يوميًا، مستشهدًا بحديث أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكُل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهى عن المنكر صدقة»، مشيرًا إلى أن ركعتين من الضحى تكفي من هذا الباب.

 حكم صلاة الضحى

فأوضح مركز الفتوى أنها سنة مؤكدة، صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها ورغّب فيها، وعدد ركعاتها أقلها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات أو اثنتي عشرة ركعة وفق اختلاف الفقهاء. وأوضح المركز أن أفضل وقت للصلاة يكون عند ارتفاع الشمس واشتداد حرها، كما ذكر الطحاوي أن الوقت المختار لها هو بعد مرور ربع النهار.

وأشار المركز إلى أن تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوّابين تدل على كثرة الرجوع إلى الله، وأن أداؤها ضمن السنن الرواتب يقوي الإيمان ويزيد من الخشوع ويغرس محبة الله في القلب.

كما ورد سؤال آخر إلى الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر الصفحة الرسمية للدار من سائل يسأل عن صحة صلاة الضحى أثناء رفع أذان الظهر، فأجاب الشيخ شلبي بأن ذلك لا يجوز شرعًا، لأن الصلاة بذلك تكون قد خرجت عن وقتها المحدد شرعًا.


 

طباعة شارك صلاة الضحى دار الإفتاء الشيخ أحمد ممدوح السنن الرواتب وقت الضحى فضل الضحى

مقالات مشابهة

  • دين الله وسط.. أمين الإفتاء يحذر من التشدد في إصدار الأحكام والفتاوى
  • أمين الإفتاء يحذر من مراهنات الألعاب الإلكترونية: يجب مراقبة الأبناء
  • هل يجوز قضاء صلاة الضحى بعد الظهر لمن فاتته ؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل سجود الشكر بعد كل صلاة مستحب أم بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم سجود الشكر بعد كل صلاة.. أمين الإفتاء: لا مانع شرعا فهو يعبر عن الامتنان لله
  • هل مستحب سجود الشكر بعد كل صلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • كيف أتغلب على الشكوك في الدين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • كيفية أداء كفارة اليمين.. أمين الإفتاء يوضح تفاصيلها الشرعية
  • هل يجوز منع الإنجاب إذا كانت المرأة مريضة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الإفتاء: عقوق الوالدين كبيرة من أكبر الكبائر.. والجزاء من جنس العمل