حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.. أمين الإفتاء يكشف
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية، بل هي سلوك أصيل يعكس روح التعايش والمحبة التي تربط أبناء الوطن الواحد، مؤكدًا أن المصريين – مسلمين ومسيحيين – نسيج واحد في وطن واحد.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أنه من الطبيعي أن يفرح المسلم لفرح المسيحي، ويحزن لحزنه، والعكس كذلك، مستشهدًا بالعلاقات الطيبة التي طالما جمعت بين الطرفين، خاصة في المناسبات الدينية.
حقيقة فتوى تحريم الاحتفال بشم النسيم .. الإفتاء ترد
حكم صيام الست من شوال دون تبييت النية ليلا.. الإفتاء تجيب
حكم تكرار صلاة الاستخارة .. دار الإفتاء تجيب
أحرمت بعمرة ولم أنتهِ من مناسكها ثم أحرمت بأخرى؟ الإفتاء تجيب
وتابع: "كنا نرى في رمضان إخوتنا المسيحيين يشاركوننا أفراحنا، ويقولون لنا كل سنة وأنتم طيبين، وكنا نرد التحية بمثلها، دون غضاضة أو جدل، وكذلك قبل العيد كانت الكنائس تبعث بوفود للجهات الدينية الإسلامية للتهنئة، وهذا يؤكد أن العلاقة بين أبناء الوطن كانت دائمًا قائمة على المحبة والتقدير".
وأشار أمين الفتوى إلى أن الاستدلال بالآية القرآنية: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، لافتا إلى أن الإسلام يدعو إلى رد التحية بأفضل منها، فإذا جاءني أخي المسيحي وقال "كل سنة وأنت طيب"، فمن الواجب أن أردها عليه بمثلها أو أحسن، ولا مانع في ذلك شرعًا.
واعتبر أن إثارة الجدل حول هذا الموضوع سنويًّا هو أمر دخيل على المجتمع المصري، قائلاً: "هذا السؤال لم يكن يُطرح من قبل، ولم يكن يُنظر إلى التهنئة على أنها إشكال، وإنما هي أفكار وافدة ومتفلسفة، لا تُعبّر عن أصالة العلاقة بين أبناء الشعب المصري".
وأضاف: "نحن أبناء وطن واحد، نعيش معًا وندافع عن أرضنا سويًا منذ ثورة 1919، التي خرج فيها المسلم والمسيحي تحت راية الهلال والصليب، يواجهان احتلالًا أجنبيًا، فلماذا ننساق وراء أفكار غريبة لا تمثلنا ولا تمثل واقعنا؟".
واستشهد الدكتور علي فخر، بسيرة النبي محمد ﷺ، مؤكدًا أن النبي عاش في المدينة مع اليهود، وتعامل معهم في البيع والشراء، بل تُوفي ودرعه مرهونة عند يهودية، وهو ما يدل على قبول التعايش مع الآخر والتعامل معه دون غضاضة أو تحفّظ.
وتابع: "نحن لا ندعو إلا لما يُرسّخ قيم المحبة والتعايش والاحترام المتبادل، وهو ما يتفق مع صحيح الدين، ومع طبيعة المجتمع المصري الذي عاش قرونًا في وحدة وطنية لا تفرّق بين أبنائه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تهنئة المسيحيين بأعيادهم أمين الفتوى الدكتور علي فخر المزيد
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يوضح ضوابط بيع المحرمات والسلع ذات الاستخدام المزدوج في الشريعة
ناقش الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسألة فقهية دقيقة تتعلق بما يجوز بيعه شرعًا وما يحظر، مبيّنًا أن الشريعة الإسلامية تفرّق بوضوح بين الأشياء المحرّمة لذاتها، وتلك التي يختلف حكمها حسب الغرض من استخدامها.
وخلال تصريحات تلفزيونية، أوضح الشيخ شلبي أن بعض السلع مثل الخمر ولحم الخنزير تدخل في دائرة التحريم الذاتي، فلا يجوز بيعها أو شراؤها مطلقًا، مهما كانت نية من يتعامل معها، لأن حرمتها نابعة من ذاتها، لا من طريقة استخدامها.
وأشار إلى أن بعض الأحكام الشرعية قد تتغير بتغير الصفات، موضحًا أن المواد المسكرة مثلًا إذا تحولت بفعل طبيعي إلى مواد نافعة كالخل، خرجت من حكم النجاسة ودخلت في دائرة الطهارة، وبالتالي يجوز بيعها والتعامل بها.
أما بالنسبة للأدوات التي يمكن استخدامها في الخير أو الشر، مثل الأسلحة البيضاء، فحكم بيعها يتوقف على نية المشتري ومدى وضوح غرضه، فإذا ثبت أن الاستخدام سيكون في معصية، وجب الامتناع عن البيع، أما إذا لم يُعرف الغرض أو لم يظهر ما يثير الشك، فلا إثم على البائع.
واختتم الشيخ شلبي حديثه بالتأكيد على أن أحكام البيع في الإسلام لا تنحصر في تبادل المنافع المادية، بل تقوم على أسس تحمي المجتمع من الانزلاق نحو الفساد، وتضع ضوابط دقيقة حتى للأشياء التي قد تبدو محايدة، لكنها قد تتحول إلى أدوات ضرر إن غاب عنها التأطير الشرعي.