أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن استعادة رفات الجندي تسفيكا فيلدمان، الذي قُتل في عملية عرفت باسم "معركة السلطان يعقوب" خلال اجتياح لبنان عام 1982.

واستطاع الاحتلال عبر "عملية خاصة" نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، استعادة الرفات دون الكشف عن تفاصيل العملية أو الجهات التي شاركت بها بشكل مباشر.



وأكد بيان مشترك لجيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد أن الجثمان تم العثور عليه "في العمق السوري"، في عملية وُصفت بـ"الخاصة والمعقدة"، بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن النظام السوري لم يشارك في العملية، ما يشير إلى احتمالية تنفيذها دون تنسيق رسمي مع دمشق.

????دعسته المقاومة قبل اربعين عاماً في حرب #لبنان الاولى 1982.

النتن ياهو: تم العثور على جثـ..مان الجندي "تسفي فيلدمان" في الأراضي السورية.

مهزلة الاراضي السورية. pic.twitter.com/TC7NGeRyOh — Jirah (@jirah_2) May 11, 2025
المعارضة ترحب 
واعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إعادة جثمان فيلدمان "إغلاقًا لدائرة مؤلمة"، لكنه حذّر من تكرار سيناريو الانتظار لعقود لاستعادة الجنود، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة منذ عام 2014. ودعا إلى تحرك حكومي عاجل لإعادتهم قبل أن "يُطوى ملفهم بالنسيان".

החזרת גופתו של צבי פלדמן היא סגירת מעגל חשובה. עלינו לפעול במהירות ובדחיפות להשבת כל בנינו ובנותינו המצויים בשבי. אסור לחכות 43 שנים כדי להחזיר אותם. אסור לחכות עוד דקה. — יאיר לפיד - Yair Lapid (@yairlapid) May 11, 2025
ما هي معركة السلطان يعقوب؟
ويعود تاريخ معركة السلطان يعقوب، التي وقعت في حزيران/يونيو 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع الجيش السوري ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة البقاع شرق لبنان. وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المعركة خسائر فادحة، شملت مقتل 20 جندياً وفقدان ستة آخرين، بينهم فيلدمان.

ووفق شهادات سورية، نُفذ الكمين بتخطيط دقيق من القوات السورية بقيادة العميد علي حبيب، وأسفر عن تدمير وإغتنام عدد من الدبابات الإسرائيلية. وقد وصفت الإدارة السياسية في الجيش السوري المعركة بأنها شكلت "منعطفاً تاريخياً" في التصدي للهيمنة الإسرائيلية على لبنان وسوريا.
عملية الموساد تفتح ملفات عالقة منذ أربعين عاماً في سوريا ولبنان

مع إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة رفات أحد جنوده من سوريا، يُفتح ملف "المعركة الضارية" التي فقدت فيها إسرائيل أثر خمسة من جنودها، في سهل البقاع في لبنان، قبل 43 عاماً.

وعرفت بـ معركة السلطان يعقوب، التي تسببت بـ… pic.twitter.com/bMnnuCQpc0 — BBC News عربي (@BBCArabic) May 11, 2025


دور الجبهة الشعبية في العملية
وفق تقارير متعددة، شارك مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في معركة السلطان يعقوب إلى جانب القوات السورية، وأسهموا في أسر ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا ضمن طاقم دبابة. ويُعتقد أن جثمان فيلدمان ظل في إحدى مناطق سيطرة الفصائل الفلسطينية بالداخل السوري أو الحلفاء السوريين، ما يفسر مساعي تل أبيب الطويلة لاستعادته.

وفي عام 2019، استعاد الاحتلال الإسرائيلي عبر وساطة روسية جثمان الجندي زخريا باومل، الذي كان مفقوداً في المعركة ذاتها، بعد انتشاله من مقبرة في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، حين كان تحت سيطرة فصائل فلسطينية تتقدمها الجبهة الشعبية – القيادة العامة. 

وقد أثارت هذه القضية حينها جدلاً واسعًا حول التنسيق الروسي-الإسرائيلي ومدى معرفة دمشق بالأمر.

توقيف طلال ناجي 
في سياق متصل، أفادت مصادر لبنانية بأن السلطات السورية أوقفت مؤقتًا الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي الأسبوع الماضي، قبل أن تُفرج عنه بعد جلسة استجواب مطوّلة.

 
ولم تتضح خلفيات التوقيف، إلا أن توقيته – بعد أيام من استعادة رفات فيلدمان – يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت دمشق تحاول الحصول منه على معلومات تتعلق برفات الجندي الإسرائيلي.

يذكر أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" كانت من أبرز الفصائل الفلسطينية المقرّبة من نظام المخلوع بشار الأسد، وقد لعبت دوراً محورياً في محاصرة واستهداف عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعلى رأسها مخيم اليرموك، وذلك خلال السنوات الأولى من الثورة السورية التي اندلعت في آذار/مارس عام 2011.

قرأت خبرًا متداولًا على تويتر يفيد بأن اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، كان السبب في تمكّن إسرائيل من العثور على جثة الجندي الإسرائيلي.
لفت الخبر انتباهي وفكّرت بنشره، لكن كعادتي، أحاول دائمًا التحقق من صحة المعلومة قدر المستطاع.
أشارككم هنا ما… pic.twitter.com/UHxve92JiO — Tamer | تامر (@tamerqdh) May 11, 2025


الاتصالات الإسرائيلية السورية 
وتزامنت العملية الأخيرة مع تقارير عن وساطة إماراتية لتقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب على المستوى الأمني، إذ ذكرت وكالة "رويترز" أن محادثات غير علنية جرت بين الطرفين تناولت "قضايا استخباراتية حساسة". 

ونُقل عن مصادر دبلوماسية أن هذه الاتصالات بدأت عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في نيسان/أبريل الماضي، وشملت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين سابقين، وسط مساعٍ لبناء قنوات اتصال تحت غطاء الوساطة الخليجية.

وهو ما أكده الرئيس السوري أثناء زيارته إلى فرنسا٬ حيث قال إن بلاده منخرطة في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسطاء إقليميين، بهدف تهدئة التوترات ومنع تدهور الأوضاع إلى مواجهات أوسع. 

ووصف الشرع التحركات الإسرائيلية في المنطقة بـ"العشوائية"، مطالباً تل أبيب بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية. جاءت تصريحات الشرع خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ تسلمه مهام منصبه.


لا يوجد تعاون مع الاحتلال
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي السوري٬ أحمد كامل٬ فلا يوجد تعاون أو لقاءات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي٬ ووصف كامل في حديثه لـ "عربي21" العلاقة بين المحتل والنظام السوري الجديد٬ كما هي العلاقة ما بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي٬ وهي على شاكلة تبادل الرسائل عبر وسطاء وليس اتصال مباشر.

وأكد أن "لقاءات مباشرة مع المحتل لا يوجد٬ واتصالات مباشرة لا يوجد٬ واعتراف مباشر لا يوجد"، موضحا أن "أخذ الرفات كان كما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية خاصة٬ لا يعلم النظام السوري الجديد عنها شئ".

وقال إن كل ما يريده "العهد السوري الجديد هو اتقاء شر الاحتلال الإسرائيلي بكل الأساليب الممكنة٬ من دون التنازل عن المبادئ أو إيذاء أخوتنا في فلسطين المحتلة".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية نتنياهو فيلدمان السلطان يعقوب سوريا طلال ناجي سوريا نتنياهو طلال ناجي السلطان يعقوب فيلدمان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الجبهة الشعبیة القیادة العامة استعادة رفات لا یوجد

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في صفوفه بالقصف الإيراني الأخير

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، مقتل جندي إسرائيلي بصفوفه في الوحدة متعددة الأبعاد 888 بالقصف الإيراني الأخير صباحًا.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الجندي المقتول هو العريف إيتان ساكس، 18 عامًا، من بئر السبع، جندي في تدريب قتالي بالوحدة متعددة الأبعاد 888، قُتل بصاروخ أُطلق من إيران.

وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت فجر اليوم الثلاثاء، عن تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني واسع النطاق، في واحدة من أعنف الضربات منذ اندلاع التصعيد بين الطرفين.

فيما أفادت مراسلة Rt بمقتل 4 أشخاص إضافة إلى 22 إصابة ما بين خفيفة ومتوسطة، جراء الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة فجر اليوم، قبل سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وفي وقت لاحق أشارت الطوارئ الإسرائيلية إلى ارتفاع عدد قتلى القصف الإيراني في بئر السبع إلى 7 أشخاص.

مقالات مشابهة

  • القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي
  • القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون بالصدمة
  • متخصص في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس
  • الشرع: مفاوضات غير مباشرة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والجنوب في صدارة الأولويات
  • ميزر صوان.. السلطات السورية تقلي القبض على "عدو الغوطتين"
  • لقاء اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب مع الفعاليات الشعبية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في محافظة إدلب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في صفوفه بالقصف الإيراني الأخير
  • سماع دوي انفجار في العاصمة السورية دمشق
  • عاجل.. سماع دوي انفجار في العاصمة السورية دمشق
  • مقتل جندي إسرائيلي من نخبة الوحدة 888 بصاروخ إيراني في بئر السبع