23 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يسعى  سياسيون في كل موسم انتخابي إلى إعادة إنتاج الطائفية كأداة تحشيد سهلة وسريعة، بعدما فشلوا في تقديم منجزات ملموسة يمكن الاستناد إليها في كسب أصوات الناخبين.

ويُعاد تدوير خطاب المظلومية بأشكال متعددة، كل مرة بلغة محدثة تُخاطب غرائز الجمهور وتستدعي ذاكرة الصراعات.

وتفيد مراقبات ميدانية ان الشيعي يخشى على “مكاسبه السياسية”، والسني يتوجس من التهميش والإقصاء، والكل يتحصن خلف سرديات قديمة أصبحت تتكرر حتى فقدت صدقيتها لكنها لم تفقد فاعليتها.

ويتغذى هذا الخطاب من بيئة إقليمية مشبعة بالتوتر، وأحداث الجوار – مثل التغيير في سوريا – تُوظّف كمرآة “تحذيرية” لما قد يقع في العراق، رغم اختلاف السياقات والأنظمة. فالتحذير من “سيناريو سوري” أصبح تيمة مكررة في دعايات انتخابية، .

وتتشكل دائرة مغلقة من التخادم بين النخب السياسية و”النخب الثقافية” التابعة، إذ يتم تسويق الخطاب الطائفي من خلال مؤثرين وإعلاميين وتغريدات تبدو مستقلة ولكنها في حقيقتها تشتغل ضمن ماكينة ترويج منسقة.

ومنصة “إكس” (تويتر سابقاً) تعج كل موسم انتخابي بـ”ترندات” تُصمم خصيصاً لإعادة إنتاج الانقسام، وتحقيق “العدوى الجماهيرية” .

ويُلاحظ أن بعض الساسة، ينزلقون نحو دعوات غريبة للانفصال أو إقامة إقليم طائفي.

ويتمادى البعض في استغلال فكرة “التوازن الطائفي”، كأنها قانون أزلي للحكم، غير عابئين بتجربة ما بعد 2003 التي شارك فيها الجميع، وساهمت فيها كل الكتل السياسية في إنتاج دولة ضعيفة ومختلة.

وتدل كل المؤشرات على أن الطائفية في موسم الانتخابات ليست مجرد انزلاق خطابي، بل هي استراتيجية منظمة لتأجيج المشاعر، وترسيخ الانقسام كشرط مسبق للتصويت. فكلما زاد الخوف، زادت فرص الصعود، وكلما تعمق الشرخ، سهل تسويق الزعيم بوصفه الحامي والضامن للمكون.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مناقشة آليات تحسين تسويق المنتجات الزراعية في الحديدة

الثورة نت/..

ناقش اجتماع عُقد بمحافظة الحديدة، اليوم، آليات تطوير وتحسين تسويق المنتجات الزراعية في مناطق تهامة، بما يضمن تعزيز العائدات الاقتصادية للمزارعين والحد من الفاقد.
ضم الاجتماع وزيري الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، وكرّس لمناقشة أوضاع التسويق الزراعي في تهامة، والصعوبات التي تواجه المزارعين في تصريف المنتجات، خاصة محاصيل الفواكه والخضروات.
وركز الاجتماع على محصول المانجو الذي يُعد من أبرز محاصيل تهامة، وبحث الحلول الممكنة لاستيعاب الفائض منه، وفي مقدمتها إنشاء مصنع لعصائر المانجو لتحويل الفائض إلى منتجات قابلة للتسويق، إلى جانب مناقشة توسعة مصنع باجل ورفع طاقته الإنتاجية.
وأكد الاجتماع أهمية إشراك الجمعيات الزراعية والسلطات المحلية في تنظيم عمليات التسويق، وإنشاء معارض لترويج المنتجات، وتفعيل دور هيئة تطوير تهامة في هذا الجانب.
وأوصى الاجتماع الذي حضره وكيل المحافظة المساعد أحمد الهادي، ورئيس هيئة تطوير تهامة علي هزاع، وعدد من المعنيين، برفع تصور إلى وزارة الاقتصاد والصناعة والجهات المختصة، يتضمن الحلول المقترحة وخطة استيعاب فائض الإنتاج الزراعي، بما يسهم في الحد من الخسائر وتحقيق الجدوى الاقتصادية للمزارعين.

مقالات مشابهة

  • يعلن مكتب وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل م/عمران بأنة عقد اجتماع انتخابي لجمعية صوير التعاونية
  • الأسئلة تهرب من القاعات.. والبصرة تعيد إنتاج مشهد الغش المؤسسي
  • إندونيسيا الخيار الباقي أمام أمريكا للتحرر من هيمنة الصين على صناعة المعادن الأساسية
  • المحكمة والغاز والعلم الأميركي.. ثلاثية تعيد إنتاج صراع أربيل وبغداد
  • صناعة الأثاث: إنتاج خشب MDF في مدينة توشكى يعد المصنع الأول من نوعه
  • مانشستر يونايتد وتوتنهام.. «صناعة التاريخ» بـ «التصنيف الأقل»!
  • كركوك تحدد الأحد المقبل موعداً لبدء موسم تسويق الحنطة
  • مناقشة آليات تحسين تسويق المنتجات الزراعية في الحديدة
  • سموتريتش يهاجم بن غفير: مجرم يمارس الشعبوية من أجل مكاسب انتخابية