بـ 10 طلقات نارية.. القصة الكاملة للهجوم على السفارة الإسرائيلية في واشنطن
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
في صباح 21 مايو 2025 استفاقت العاصمة الأمريكية واشنطن على خبر صادم.. هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي، أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. المتهم في الحادثة لم يكن مجرمًا تقليديًا أو شخصية غامضة، بل كاتب وباحث معروف في الأوساط الثقافية والأكاديمية. إلياس رودريجيز، الشاب الذي نشأ في أحياء شيكاغو وكرّس سنواته لتوثيق تاريخ القادة من أصول أفريقية، بات فجأة في قلب عاصفة سياسية وأمنية، أثارت جدلاً واسعًا حول دوافعه وخلفياته.
وُلد رودريجيز عام 1995 في شيكاغو بولاية إلينوي، وتخرج من جامعة إلينوي حاملاً شهادة في اللغة الإنجليزية. تنقّل بين وظائف في مجال كتابة المحتوى لصالح شركات تقنية داخل الولايات المتحدة وخارجها، قبل أن ينضم عام 2023 إلى مؤسسة "صُناع التاريخ"، وهي منظمة تهتم بجمع وتوثيق الروايات الشفوية للأفراد الذين عاشوا تجارب تاريخية.
ركز رودريجيز في المؤسسة على توثيق سِيَر القادة الأمريكيين من أصول أفريقية، وسرعان ما أصبح اسمه معروفًا بين دوائر الباحثين والمهتمين بالتاريخ الشفهي. كان يعيش حياة هادئة في حي أفونديل بشيكاغو، ويعرف عنه حبه للقراءة وكتابة القصص الخيالية والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام.
التوجهات السياسية| انتماء إلى اليسار الراديكاليتشير مصادر إلى أن رودريجيز كان عضوًا في "حزب الاشتراكية والتحرير"، وهو حزب يساري راديكالي أمريكي يدعو إلى إنهاء الرأسمالية من خلال "ثورة اشتراكية". ينشط الحزب في الجامعات والشارع السياسي، وقد برز مؤخرًا في المظاهرات المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023.
هذا الانتماء السياسي، وإن لم يكن ممنوعًا قانونيًا، إلا أنه سلط الضوء على الخلفية الأيديولوجية التي ربما لعبت دورًا في تشكيل دوافع الهجوم الذي نفذه رودريجيز.
تفاصيل الهجوم.. دوافع شخصية أم رسالة سياسية؟بحسب شرطة العاصمة، فإن رودريجيز أطلق نحو 10 طلقات من مسافة قريبة على موظفين في السفارة الإسرائيلية كانا يحضران فعالية داخل المتحف نظمتها اللجنة اليهودية الأميركية، المعروفة بدعمها لإسرائيل. شهود عيان أكدوا أنه هتف "الحرية لفلسطين" وصرح قائلاً: "فعلت ذلك لأجل غزة"، قبل أن يبقى في موقع الحادث دون مقاومة، منتظرًا وصول الشرطة.
ما يثير الانتباه هو أن سجل رودريجيز كان خاليًا من أي سوابق أمنية أو جنائية، وفقًا لشرطة واشنطن، ولم يكن خاضعًا لأي مراقبة من أجهزة إنفاذ القانون. كما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن رودريجيز "تصرف بشكل فردي" ولا توجد أدلة على انتمائه إلى أي جماعة مسلحة أو منظمة إرهابية.
أسئلة مفتوحة ومجتمع في حالة ترقبحادثة إلياس رودريجيز تعكس بوضوح التوترات العميقة التي تعصف بالمجتمع الأميركي، حيث يتقاطع الإحساس بالظلم السياسي مع الهوية الشخصية والمعتقدات الأيديولوجية. إنها قصة رجل عادي تحول إلى فاعل عنيف بفعل تراكمات سياسية واجتماعية معقدة، تطرح تساؤلات مهمة عن كيفية التعامل مع الغضب والمخاوف المشروعة في إطار ديمقراطي يحترم القانون.
سواء كانت دوافعه نابعة من موقف سياسي، أو شعور بالغضب واليأس حيال ما يجري في غزة، فإن ما حدث يسلط الضوء على حالة الاحتقان المتزايدة داخل المجتمع الأميركي، وضرورة التعامل بجدية مع الأصوات المهمّشة أو الغاضبة قبل أن تنفجر.
إلياس رودريجيز لم يهرب من موقع الجريمة، وكأن ما فعله كان رسالة أراد للعالم أن يسمعها. لكن تبقى الرسائل التي تُكتب بالدم، مهما كانت دوافعها، عبئًا ثقيلًا على الضمير الإنساني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واشنطن الولايات المتحدة شيكاغو رودريجيز غزة
إقرأ أيضاً:
قمة نارية في واشنطن.. ترامب يلوّح ايران بلا نووي وفرصة أخيرة لنتنياهو لوقف حرب غزة
في زيارة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية مصيرية، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين في البيت الأبيض.
اللقاء، وهو الثالث بينهما هذا العام، يشكل اختبارًا حاسمًا لدور واشنطن في السعي لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من 21 شهرًا، ومعالجة التوتر المتصاعد مع إيران.
بحسب وكالة رويترز، سلّمت نتنياهو إلى ترامب رسالة رسمية لترشيح الأخير لجائزة نوبل للسلام، لكونه "يصنع السلام بينما لا تزال الحرب مستمرة"؛ ما يعكس محاولة لتكريس صورة ترامب كصانع للسلام الإقليمي
أسهم تسلا تهتز تحت أقدام ماسك.. حزب سياسي جديد يشعل المواجهة مع ترامب
واشنطن تصعّد وتلوّح بالرسوم.. ترامب يضغط على شركاء أمريكا قبل انتهاء المهلة | تقرير
في المقابل، أكد ترامب أن النجاحات التي حققها مع نتنياهو حتى الآن "ستستمر"، معربًا عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة، مضيفًا أن عرض واشنطن الحالي "قد يكون الأخير" في إطار دبلوماسية وقف النار .
وعن الأوضاع في غزة، قال نتنياهو إنه يعمل مع ترامب على إيجاد دول تمنح الفلسطينيين "مستقبلًا أفضل"، وأشار إلى أن سكان غزة “يمكنهم البقاء أو المغادرة طواعية”.
من ناحيته، أكد ترامب أن "حماس تريد وقف النار"، وأن "أشياء جيدة ستحدث بشأن غزة"، مع الإشارة إلى تحديد موعد مبكر لمحادثات مع إيران، وضمان أن الأخيرة "لن تصبح دولة نووية".
في الملف الإيراني، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة نفذت ضربات دقيقة للمواقع النووية، بعدما "أخرجت كل جنودنا من قاعدة العديد قبل الضربة"، وأن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت تدميرها بالكامل"، مشيرًا إلى أن ما تحقق قد منع إيران من امتلاك سلاح نووي، رغم أنه أبدى أمله في عدم الحاجة لضربها مجددًا .
على صعيد الاستقرار الإقليمي، اعتبر ترامب أن الأمور ستُستقر في الشرق الأوسط، وأن لديهم "أسلحة لم يتخيل أحد مقدارها"، في إشارة إلى سياسة الردع والردع المتبادل في المنطقة .
في المقابل، أبدى ترامب خيبة أمل من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يتوقف عن الحرب في أوكرانيا"، ما يعكس توترًا في العلاقة مع موسكو وتباينًا بشأن أولويات السياسة الدولية .
خُتم اللقاء بإعادة تأكيد نتنياهو أن "السلام ممكن تحت قيادة ترامب"، فيما بدا ترامب مترددًا في دعم خيار حل الدولتين، قائلاً صراحة "لا أعرف" .
بهذا يجمع اللقاء بين ملفات غزة، إيران، نوبل، وأوكرانيا، في مشهد يعكس الدور الذي يسعى ترامب لتثبيته كوسيط سلام وقائد قوي في السياسة الدولية، بينما يسعى نتنياهو لاستثمار النفوذ الأمريكي لإنهاء الحرب وضمان مكاسب أمنية