كوالالمبور "أ ف ب": أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم بأن أول قمة على الإطلاق بين بلاده وقادة جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي هي "استجابة لنداء العصر" في عالم يعاني من الضبابية الجيوسياسية.

تسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة لحماية نفسها لا سيما بعدما نسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم الجمركية التي تستهدف مختلف دول العالم.

ورغم أنه قرر بعد ذلك تعليق تطبيقها مدة 90 يوما بالنسبة لمعظم الدول المعنية، إلا أن التجربة دفعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتسريع الجهود الرامية لتنويع شبكاتها التجارية.

وتستضيف العاصمة الماليزية أول قمة بين آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأكد لي أثناء الاجتماع بأنه "على وقع وضع دولي متقلّب"، تعد القمة خطوة "رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي".

وفي مستهل المحادثات، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن ثقته بشأن قدرة الأطراف الثلاثة على "تشكيل مستقبل أكثر ترابطا وأكثر صمودا وأكثر ازدهارا لأجيال قادمة"، بعدما حذّر الاثنين من أن "النظام الجيوسياسي يشهد تحولا".

ولطالما لعبت آسيان دور "الوسيط" نوعا ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال إنه في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حاليا، فإن "الدول الأعضاء في آسيان تسعى للتنويع .. وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع".

ويشير تشونغ إلى أن ماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان هي القوة الرئيسية وراء المبادرة.

وتحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حاليا لكسب أسواق أخرى.

وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين. وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في أبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.

وقالت خو بينغ هووي من "جامعة مالايا" لفرانس برس إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت "محسوبة وفي الوقت المناسب".

وأضافت بأن "الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها كشريك اقتصادي يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط".

وانخرطت بكين وواشنطن في فرض رسوم متبادلة إلى أن تم التوصل في سويسرا إلى اتفاق لخفضها على مدى 90 يوما.

وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها.

وفي مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها فرانس برس، تعرب دول آسيان عن "القلق العميق.. حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب".

ولكن الرابطة لفتت في وقت سابق هذا العام إلى أنها لن ترد بفرض رسوم من جانبها.

ولطالما تجنّبت آسيان الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.

والصين هي رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.

وأفاد أنور الاثنين بأنه بعث رسالة إلى الجانب الأمريكي طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، فيما أفاد وزير خارجيته بأن واشنطن لم ترد بعد.

لكن أي تقارب مع بكين سيكون مصدرا للمتاعب أيضا رغم إصرار أنور ليل الاثنين على أنه "بغض النظر عمّا يقال.. نحن هنا بصفتنا أصدقاء للصين".

أكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس لنظرائه الإقليميين "الحاجة الملحة" لتبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانونا في بحر الصين الجنوبي.

وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علما أن مواجهات تدور بين الصين والفيليبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وأثار أنور مسألة بحر الصين الجنوبي مع لي، بحسب ما أفاد رئيس الوزراء الماليزي في منشور على فيسبوك الثلاثاء أعلن فيه عن الاجتماع الثنائي.

وقال تشونغ إن "أطرافا أخرى في النزاع.. مستعدة ربما لترك الفيليبين تتحمل عبء الضغط".

وأضاف أن التوتر بين مانيلا وبكين "يعني بأن هذه القضايا لن تختفي، وإن كانت بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ترغب بالتركيز على المسائل الاقتصادية".

بقلم ريبيكا بيلي وإيزابيل ليونغ

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جنوب شرق آسیا رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء تايلاند يعتذر لضحايا الفيضانات ويتعهد بحزمة مساعدات عاجلة

قدّم رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين شارنويراكول، اعتذارًا رسميًا لسكان المناطق التي ضربتها الفيضانات في مقاطعة هات ياي بمحافظة سونجكلا، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على معالجة أوجه القصور وتعزيز آليات الحماية خلال الفترة المقبلة.


ويستعد رئيس الوزراء لزيارة المنطقة المنكوبة مجددًا في وقت لاحق من اليوم /الأحد/ بصحبة وفد رفيع يضم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية إكـنيتي نيثيثانبراباس، إضافة إلى مسئولين من وزارة الخزانة وهيئة التأمين وأعضاء من المجتمع المدني لإجراء تقييمات ميدانية عاجلة.


وأوضح أنوتين أن الجولة تهدف إلى إعداد حزمة متكاملة من القروض الميسّرة والمساعدات المالية للأسر المتضررة، مشددًا على أهمية المعاينة المباشرة لتقدير حجم الأضرار وتسريع الاستجابة الحكومية.


وعقد رئيس الوزراء اجتماعًا في مقر الحكومة لبحث خطط الدعم العاجل، حيث أصدر توجيهات لوزارة الداخلية بالإسراع في إعداد قوائم المستفيدين من دفعة الإغاثة البالغة 9 آلاف بات تايلاندي لكل أسرة، والمتوقع صرفها خلال الأسبوع القادم.


وردًا على تقارير تشير إلى وصول قيمة المساعدات إلى 30 ألف بات، أوضح أنوتين أن الدعم سيأتي من جهات متعددة، مؤكّدًا أن وزارة الوقاية من الكوارث ستقدّم مباشرة 9 آلاف بات لكل أسرة، مع إمكانية تمويل إصلاحات المنازل بما يصل إلى 45 ألف بات وفق حجم الأضرار الفعلية.


وخلال حديثه عن أسباب تفاقم الفيضانات، أشار رئيس الوزراء إلى الطبيعة الجغرافية لـ "سونجكلا" باعتبارها منطقة حوضية، خصوصًا في هات ياي، ما يستلزم تطوير تصميمات الطرق لتحسين تصريف المياه، إلى جانب تعزيز أنظمة الإنذار والإخلاء المبكر.
 

طباعة شارك رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين شارنويراكول تايلاند سونجكلا هات ياي الفيضانات

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء السودان يعلن تعهدات أمام “رمطان لعمامرة” مبعوث الامين العام للأمم المتحدة
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم يستقبل رئيسَ وزراء مملكة بوتان
  • إنتل تعتزم استثمار 208 ملايين دولار إضافية في ماليزيا
  • جلالة السلطان يستقبل رئيس وزراء مملكة بوتان
  • زلزال العفو عن رئيس وزراء الاحتلال يضرب إسرائيل
  • رئيس وزراء ماليزيا: ليس هناك حاجة إلى إجراء تعديل وزاري كبير
  • هل يؤثر استهداف حقل كورمور على حسم اختيار رئيس وزراء العراق؟
  • مطلوب وظيفة رئيس وزراء العراق
  • استجابة للمواطنين.. رئيس مدينة حدائق العاصمة يلتقي مندوب بتروجاس لزيادة أسطوانات الغاز
  • رئيس وزراء تايلاند يعتذر لضحايا الفيضانات ويتعهد بحزمة مساعدات عاجلة