إنطلق في العشرين من أغسطس الجاري عام دراسي جديد.
ومع انطلاق العام الدراسي ، يتجدّد سؤال سنوي: لماذا حياتنا الإجتماعية لا تنتظم إلا خلال العام الدراسي؟
لماذا تَقلِب الاجازة الصيفية نظام حياتنا المعيشي رأساً على عقب: نومٌ جُلَ النهاروسهرٌ مُعظم الليل؟
أين الخلل وما المخرَجْ؟
ألسنا نرددُ: “بورك لأمتي في بُكورها”، فلماذا لا نطبّق هذا القول؟ أليست الأرزاقُ تقسَّمُ في البُكُورِ؟
والأغرب عندما ترى شباباً يشتكون من أنهم لم يجدوا أعمالاً ! يبحثون عن عمل وهم ينامون إلى الظهر، وعند الظهيرة يكون ثلثا اليوم قد انقضى، وتكون الطيورُ قد طارت بأرزاقها، وحصّلَ المبكرون أرزاقهم وخلدوا إلى استراحة الظهيرة.
كيف ينشدُ رزقاً من يقضي جُلَ يومه متوسداً المخدة؟
يقال ثلاثة أرباع الرزق في الحركة والتجارة وفي البيع والشراء، وعند الثامنة صباحاً تكون أسواق الجُملة قد أنهت أعمالها لأنها بدأت قبل آذان الفجر. فأين شبابنا من مواطن الرزق هذه؟ مواقع يكون فيها كل الرزق.
في وقت الفجر يكون إنهاك السهر ولعب الورق قد أخذَا من شبابنا كل مأخذ، فيبحثون عن مراقِدهم ليغُطّوا في نوم عميق.
وفي الوقت الذي يذهب فيه شبابنا إلى النوم ،يكون آلاف الوافدين قد استيقضوا واتجهوا إلى مواقع العمل ومواطن كسب الرزق، بل جني الملايين في أسواق الجُملة.
(محمد) شاب من أبناء الوطن قَدِمَ من منطقته إلى الرياض بحثاً عن عمل يعيل منه نفسه وأسرة تركها في بلدته.عمل بجدّ ومثابرة في سوقٍ للخضار. صار يذهب إلى سوق الجملة فجراً ويحضر بضاعته ليبيعها في أسواق التجزئة، وتوسّعَ عمله مع مضي الوقت.
يقول محمد: من عملي في جلب الخضار من سوق الجملة وبيعها في سوق التجزئة ، تمكنت من بناء منزلين أحدهما لوالدي ووالدتي ومنزل آخر لزوجتي وأطفالي، وأنا الآن أتكفل بمعيشة والديَّ وأسرتي وإخوتي.
وعوداً إلى التعليم ، فإنه ما لم يعتد شبابنا على الإجتهاد والجدّية في التعليم ، فإنهم لن يتمكنوا من المنافسة في أسواق العمل ومواقع التجارة. وأول شروط الجدّية البعد عن نغمة التذمر من طول العام الدراسي ومن نظام الفصول الدراسية الثلاثة، وما لم يكن المعلمون والمعلمات هم أول من يبتعد عن هذه النغمة، فإن شيئاً لن يتغير في نمط حياة مجتمعنا وفي تنظيمه للوقت واستثماره له الإستثمار الذي يخدم الوطن وتنميته ورؤيته.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس حفل نهاية العام الدراسي لأبناء دار سيدة السلام بمساكن شيراتون
ترأس مساء أمس، غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، حفل نهاية العام الدراسي 2024 - 2025، لأبناء وبنات دار سيدة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة، بمساكن شيراتون، وذلك بمسرح سان جورج، بمصر الجديدة.
شارك في الاحتفال نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، ومسئول الدار، والأب يوسف أسعد، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم، بالقاهرة الجديدة، والأخوات الراهبات، والسيدة سونيا صليب، مديرة الدار، وأسر المحتفى بهم.
بدأ الحفل بالكلمة الافتتاحية، التي قدمتها السيدة سونيا صليب، أعقبها تقديم الفقرات، بقيادة السيدة أمل موريس، وكيلة القسم الخارجي بالدار.
سبب سعادة لمن حولهمتلا ذلك، بعض الفقرات الغنائية، من إعداد أبناء وبنات دار سيدة السلام، بمساعدة معلمات الدار. وفي كلمته، أشار الأب البطريرك إلى جميع خدمات دار سيدة السلام، التي تقدمها للجميع دون تمييز أو تفرقة، مؤكدًا لذوي القدرات الخاصة أنهم سبب سعادة لمن حولهم، لأنهم يقومون بإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب الآخرين اليوم، وفي كل الأوقات.
وشدد صاحب الغبطة لكافة الحاضرين أن الإنسان عندما يشعر بالحب، والتقدير، يُظهر ما لديه من إمكانيات، لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله، وهؤلاء الأبناء والبنات (ذوي الهمم)، استمدوا الحب وأعطوه لنا، ناقلًا للجميع سلام قداسة البابا لاون الرابع عشر.
وعقب ذلك، كرم بطريرك الأقباط الكاثوليك القائمين على الدار، والمشاركين في الورش المختلفة، مقدمًا لهم كلمات التشجيع، لما يبذلونه من مجهودات عظيمة. واختتم الاحتفال بالتقاط الصور التذكارية.