أبوظبي: «الخليج»
قدّم الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، محاضرة نوعية بعنوان «عام المجتمع والاستدامة» نظمتها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وذلك في إطار الاحتفاء ب«عام المجتمع 2025»، تناول خلالها محطات بارزة من تاريخ التنمية المجتمعية في دولة الإمارات، وعلاقتها الوثيقة بمفاهيم الاستدامة والتحفيز الوطني.


حضر المحاضرة التي أقيمت أمس الأول عدد من القيادات التنفيذية في الهيئة، تتقدمهم موزة سهيل المهيري، نائب مدير عام الهيئة للشؤون التنظيمية والإدارية، وعدد من المديرين التنفيذيين، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، إضافة إلى عدد كبير من موظفي الهيئة.
واستعرض الدكتور عبدالله بلحيف، ثلاث مراحل متكاملة في مسيرة التنمية والاستدامة بدولة الإمارات، مُشيراً إلى أن هذه المراحل شكّلت العمق الاستراتيجي لتكوين المجتمع الإماراتي، وبنت معالم نهضته، ورسخت حضوره في مؤشرات التنمية المستدامة.
وأوضح أن المرحلة الأولى تمثلت في مرحلة التأسيس والبناء الممتدة من سبعينيات القرن الماضي حتى مطلع الألفية، حيث كانت الدولة آنذاك تنطلق من رؤية تأسيسية شاملة لبناء مجتمع متماسك وقائم على قيم العلم والصحة والتنمية. ففي عام 1975، بلغ عدد المستشفيات الحكومية 30 مستشفى فقط، واليوم يتجاوز العدد 70 مستشفى حكومياً وأكثر من 5000 منشأة صحية بين مستشفيات ومراكز طبية وعيادات خاصة، كما انتقل عدد المدارس من 47 مدرسة، ليبلغ اليوم ما يزيد على 5000 مدرسة حكومية وخاصة، إضافة إلى أكثر من 1200 روضة أطفال، ما يعكس حجم الاستثمار في رأس المال البشري.
وانتقلت دولة الإمارات في المرحلة الثانية، التي امتدت من عام 2000 إلى 2020، إلى مرحلة التمكين والتطور، شملت مشاريع كبرى مثل مترو دبي في عام 2009م، وبرج خليفة 2010م وصولاً إلى مرحلة الاستدامة الحالية، المتمثلة في مشاريع رائدة مثل مسبار الأمل وبرامج خفض البصمة الكربونية، فضلاً عن إنشاء اكسبو 2020م.
وأشار النعيمي إلى أن إطلاق مشروع الجينوم الإماراتي عام 2009، والاستعداد المبكر لتحديات المستقبل، مثل التعليم الذكي والاستشفاء عن بُعد، مثّل ملامح فارقة لهذه المرحلة، التي توجت بوصول الإمارات إلى قائمة أكبر النظم العالمية في الكفاءة الصحية والتعليمية والاجتماعية عام 2020.
أما المرحلة الثالثة، التي وصفها بمرحلة «الاستدامة المتكاملة» والممتدة من عام 2020 وحتى 2050، فقد انطلقت برؤية استشرافية تعتمد على الابتكار والتكامل بين مكونات المجتمع ومؤسساته، وتستهدف تعميق مفاهيم الاستدامة الشاملة في كل قطاع. وأوضح أن هذه المرحلة تقوم على تعزيز منظومة الطاقة النظيفة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي والتوازن بين الإنتاج والاستهلاك، وإطلاق استراتيجية الإمارات في الحياد المناخي.
وعلى هامش المحاضرة، أقامت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، معرضاً وثائقياً يُبرز الجهود العظيمة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ترسيخ الروابط المجتمعية، وبناء مستقبل يقوم على التلاحم الوطني والاستدامة البشرية، حيث عرضت الصور النادرة محطات مضيئة من حياته ومسيرته في العطاء والبناء.
الجينوم والتعليم الذكي والاستشفاء عن بعد.. ملامح فارقة لهذه المرحلة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات تنمية المجتمع

إقرأ أيضاً:

إطلاق تحدي المجتمع يجمعنا

أعلن مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، إطلاق تحدي "المجتمع يجمعنا" ضمن المرحلة الأولى من "تحدي 71 للقيادات الحكومية الشابة"، المبادرة الوطنية التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، لتوفر منصة وطنية لتحفيز وتمكين القيادات الحكومية الشابة من المساهمة في صناعة مستقبل الإمارات.يضم التحدي 32 قيادياً شاباً من نخبة الكوادر الإماراتية في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ويهدف إلى تفعيل دور القيادات الحكومية الشابة، وبناء قدراتها في مجالات اتخاذ القرار والعمل الجماعي، وتمكينها بأدوات وفكر الجاهزية والمرونة لقيادة مبادرات صناعة المستقبل، ويسعى إلى توفير بيئة حاضنة لتأسيس مجتمع من القيادات الواعدة والكفاءات الشبابية المتميزة، من خلال تجارب ميدانية تتبنى نموذج التحديات. يضم التحدي 4 مراحل تتواصل على مدى 6 أشهر، وتتمثل المرحلة الأولى بتحدي "المجتمع يجمعنا" الذي يواكب توجهات قيادة دولة الإمارات في عام المجتمع، ويشارك فيه 32 منتسباً موزعين على 6 فرق، تعمل على تطوير حلول فعالة ومؤثرة لتحدي "فئات المجتمع التي تحتاج إلى دعم".وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، تضع الاستثمار في الإنسان واحتضان المواهب وتحفيزها، على رأس أولوياتها، وتتبنى نهجاً يقوم على تعزيز مشاركة القيادات الحكومية الشابة في جهود التطوير الشامل وتصميم الحلول للتحديات التي تشهدها الدولة.وقالت عهود الرومي إن "تحدي 71 للقيادات الحكومية الشابة " يمثل بيئة حاضنة للمواهب ومحفزة للعقول وأصحاب الأفكار، يشاركون من خلالها في ابتكار الحلول لتحديات حيوية، ليسهموا في دعم جهود الحكومة لتصميم المستقبل الذي تسعى الإمارات لتحويله إلى واقع، مشيرة إلى أن التحدي نموذج جديد وجهته المستقبل، وهدفه دعم الكفاءات لإحداث التغيير في العمل الحكومي، وصناعة الأثر الإيجابي في المجتمع.من جهته، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن تحدي 71 للقيادات الحكومية الشابة يعد خطوة استراتيجية تجسد الرؤية الراسخة لدولة الإمارات في الاستثمار بالإنسان، وهي رؤية أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين جعل بناء الإنسان جوهر التنمية وأساس تقدم الأوطان، مشيراً إلى أن هذا التحدي يأتي ليترجم هذا النهج، ويعزز جاهزية شبابنا لقيادة المستقبل، من خلال تمكينهم بأدوات الابتكار، والعمل الجماعي، واتخاذ القرار في بيئات العمل. وقال معاليه: "نؤمن بأن جوهر القيادة الحقيقية يكمن في الحكمة والتواضع، والقدرة على إلهام الآخرين، وتحفيز فرق العمل، وصناعة التغيير الإيجابي بوع ومسؤولية، ويشكل "تحدي 71" منصة مثالية لصقل هذه القيم في نفوس القيادات الشابة، وإعدادهم لتحمل مسؤوليات أكبر في خدمة الوطن، فالاستثمار في القيادات الشابة اليوم استثمار في استدامة الرؤية، وتعزيز ريادة دولتنا على الصعيدين المحلي والعالمي. وأكد أن شباب الإمارات ركيزة التنمية المستدامة، ما يتطلب إيجاد منصات متجددة تتيح للقيادات الشابة فرصا حقيقية لتولي أدوار قيادية فاعلة، بما يسهم في بناء كوادر وطنية مؤهلة تقود مسيرة التنمية بثقة وكفاءة.وشهدت فعالية إطلاق تحدي 71، عقد جلسات حوارية تفاعلية هدفت لتحفيز المنتسبين، وإلهامهم لتصميم مبادرات مبتكرة ذات أثر على المجتمع. وتناول حوار قيادي جمع معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وخلفان بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي المستقبل، مفهوم القيادة الأصيلة وقيمها وتحدياتها وفرصها.

أخبار ذات صلة الإمارات.. ريادة عالمية في إدارة الموارد المائية المتكاملة يحيى بن خالق: فضلت العين على العروض الأوروبية

استهدف الحوار ترسيخ مفهوم القيادة الإماراتية وركائز رؤيتها للقيادات الحكومية الوطنية الشابة، وتسليط الضوء على دور القائد في إلهام فريقه ورفع مستوى الجاهزية والمرونة من خلال التمكين التكنولوجي، وتعزيز فكر القيادات بأهمية الجرأة في اتخاذ القرارات وتحقيق الأثر، مع التأكيد على دورهم الرئيسي في قيادة رحلة بناء الإنسان الإماراتي، والمساهمة الفاعلة في مسيرة الدولة لتحقيق الريادة العالمية.وتحدث معالي الدكتور مُغير خميس الخييلي في جلسة بعنوان "القيادة من أجل المجتمع: بناء الإنسان وصناعة الأثر"، في حوار هادف لإلهام المنتسبين وتعزيز جاهزيتهم للمشاركة الفاعلة في تحدي المجتمع أول محطات تحدي 71، بروح القيادة المجتمعية، واستشعار دورهم تجاه مختلف فئات المجتمع، وركز على أهمية التعامل مع التحدي من منظور إنساني يعكس جوهر الخدمة الحكومية، داعياً المشاركين إلى تصميم مبادرات وطنية استراتيجية ذات أثر ملموس ومستدام للمستقبل.وشهدت الفعالية تنظيم ورش عمل ناقشت خلالها القيادات الشابة المشاركة في تحدي "المجتمع يجمعنا"، أبرز التحديات التي تواجه المجتمع، واستعرضت الأفكار والحلول لمواجهتها، بما يواكب توجيهات القيادة في عام المجتمع، وتطرقت إلى الخطوات المقبلة في عملهم لإنجاز مستهدفات التحدي وتحقيق الإنجاز.يضم "تحدي 71 للقيادات الحكومية الشابة " في مرحلته الأولى، 32 من القيادات الحكومية الشابة في الجهات الاتحادية والمحلية، تم اختيارهم من بين 45 مرشحاً من نخبة الكفاءات، وتوزيعهم على 6 فرق قيادية تتنافس بالتحدي الذي يضم مراحل متنوعة، تركز على نموذج متعدد الأبعاد يشمل "القيم" و"الفكر" و"الجوهر"، فيما تشمل المراحل الثلاث التالية، تحدي "أسبوع الصمود" ويشارك فيه 16 منتسباً يتم توزيعهم على 4 فرق عمل، وتحدي "القيادة المتوازنة"، ويشارك فيه 8 منتسبين، وتحدي "المواجهة الكبرى" ويشارك فيه 8 منتسبين.ويسعى "تحدي 71" إلى تمكين القيادات من مواجهة التحديات بأساليب مبتكرة وحلول عملية تعزز جاهزية دولة الإمارات لمستقبل أكثر تنافسية، وتدعم أهدافها الوطنية، ويضم فرق عمل مشتركة من الجهات الاتحادية والمحلية. وسيعمل المشاركون على تطوير مشاريع حكومية نوعية بإشراف خبراء ومختصين، وسيتم تقييم المشاريع واختيار الأفضل منها، وتكريم القادة المتميزين الذين أسهموا في تطويرها. وتشمل الكفاءات التي سيتم اختبارها للتحدي الأول، مهارات التعاطف، والتمكين التعاوني، والذكاء المتواضع ومعالجة التحديات بمسؤولية، والتحول الجذري عبر قيادة مبادرات تحويل المجتمع في "عام المجتمع"، والابتكار التكيفي، وتصميم حلول قابلة للتنفيذ فوراً، وعرض الأفكار بطريقة ملهمة، والعمل ضمن فريق.وستعمل فرق التحدي على تطوير الحلول من خلال العمل الميداني والتفاعل المباشر مع المجتمع، وتحويل الرؤى إلى مقترحات واقعية، وقابلة للتوسع لإعادة دمج الفئات التي تحتاج إلى دعم في المجتمع، وعرض الحلول على الخبراء والمعنيين، فيما ستغطي مخرجات عمل فرق التحدي المشكلة والحاجة إلى التغيير، وتصور شامل للوضع الحالي يشمل السياسات والرؤية والتحديات، ومشاركة رؤى المجتمع والخبراء، وتحديد الأسباب الجذرية، ووضع الرؤى والسيناريوهات المستقبلية. 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مسؤول فلبيني: الإمارات نموذج عالمي في دعم العمالة الوافدة
  • إطلاق تحدي المجتمع يجمعنا
  • «ويبقى الأمل».. فيلم وثائقي عالمي يبرز إنسانية الإمارات في غزة
  • “ويبقى الأمل”.. فيلم وثائقي عالمي يبرز إنسانية الإمارات في غزة
  • «ويبقى الأمل».. فيلم وثائقي عالمي يبرز إنسانية الإمارات في غزة
  • 4 محاور نوعية بمؤتمر دور القضاء في استقرار المجتمع
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • الدور الإماراتي في احتلال الجزر اليمنية وتحويلها إلى مناطق نفوذ مشترك مع كيان العدو الصهيوني .. ميون وسقطرى نموذجًا
  • من التشريع إلى التنفيذ.. الإمارات تسبق المنطقة في معركة التغير المناخي