بانكوك.. عاصمة السياحة الآسيوية التي لا تنام
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
منذ أن تطأ قدماك عاصمة تايلند، ستدرك أن بانكوك التي لا تنام ليست مجرد مدينة، بل هي عالم ساحر يجمع بين الأصالة والحداثة يشكل يجعلك تتأكد أنك لم تخطئ إذ اخترتها ضمن وجهاتك السياحية.
وفي الحقيقة فقد حفرت تايلند لنفسها مكانا في خريطة السياحة العالمية خلال السنوات الأخيرة، حيث تشير بيانات العام الماضي إلى أنها استقبلت نحو 35 مليون سائح، أي ما يعادل نصف سكانها.
فالمملكة الواقعة في جنوب آسيا يبلغ عدد سكانها نحو 72 مليون نسمة، يعيش 11 مليونا منهم في بانكوك العاصمة، أكبر مدن البلاد وأشهرها.
عندما تخرج من مطار بانكوك ستشعر ببعض الرطوبة كما هو الحال في تلك المنطقة من العالم، لكن الأمر لن يصل إلى حدّ يفسد عليك متعة الرحلة، وخصوصا إذا هطلت الأمطار وكثيرا ما تفعل حتى خارج نطاق الأشهر الخمسة التي يهطل فيها المطر بغزارة من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول.
الطريق من المطار إلى المدينة يستغرق نصف ساعة، يمكنك أن تشاهد فيها جانبا من الخضرة التي تكسو مناطق واسعة في البلاد، قبل أن تبدأ أبراج بانكوك وبنايتها العالية تتراءى لك كلما اقتربت منها رويدا رويدا.
عندما تخطو أولى خطواتك داخل المدينة تشعر سريعا وكأنك في عالم ساحر غريب، يجمع بين المعمار القديم الذي يظهر خصوصا في المعابد التقليدية، والمعمار الحديث سواء في الأبراج وناطحات السحاب أو في مراكز التسوق العديدة.
إعلانوفي بلد يدين غالبية سكانه بالبوذية، لا بد أن فضولك سيدفعك إلى زيارة بعض المعابد التي تنتشر في عدة أماكن بالعاصمة، علما بأنك لن تحتاج إلى تلك الزيارة كي ترى تماثيل بوذا حيث تنتشر في كل مكان وبمختلف الأحجام.
وعندما تزور القصر الملكي الكبير الذي يعد من أبرز معالم العاصمة، ستجد بداخله الكثير من المباني ذات المعمار الأخاذ، لكنك ستجد أيضا الكثير من التماثيل المرتبطة بالديانة البوذية والتي تبدو مصنوعة من الذهب أو على الأقل مغطاة به.
ومع سطوع الشمس سيغمر اللون الذهبي وانعكاساته ناظريك مقدما لوحة من المتعة والإبهار بجمال المعمار وروعة التصميم.
في داخل القصر ستجد تمثال بوذا الذهبي الضخم الذي يتجاوز طوله 40 مترا، وعلى مقربة من القصر ستجد معبد بوذا الزمردي وكذلك معبد الفجر، وكلها ليست مجرد تماثيل وأبنية بل ستجدها أقرب إلى مراكز روحية نابضة بالحياة حيث يمكنك مشاهدة الرهبان وهم يؤدون طقوسهم، وكذلك السكان المحليين وهم يؤدون طقوسهم التعبدية.
وأنت في وسط المدينة، يجب أن تستغل الفرصة للذهاب إلى معبد الجبل الذهبي الذي يبعد نحو عشر دقائق فقط سيرا على الأقدام من القصر الملكي، وستستمتع بتجربة الصعود إلى ذلك المعبد المقام فوق تلة صناعية مرورا بمزيج رائع من الأشجار ونافورات المياه والأجراس.
ولأن التسوق جزء أصيل من أغراض السياحة ومتعتها، فإن بانكوك تمثل لك فرصة كبيرة في هذا الشأن بشرط أن تكون على دراية بما تريد شرائه وبمكان الشراء.
فالعاصمة التايلندية مثلها مثل بقية العواصم والمدن الكبرى، ستجد فيها مراكز تسوق فخمة ذات أسعار عالية غالبا، وستجد أيضا مراكز وأسواق للتسوق الرخيص.
فبعد أن تستمتع بالنزهة وربما شراء بعض المنتجات الأصلية في مراكز تسوق مثل سيام وسنترال وورلد، يمكنك التوجه إلى مركز إم بي كيه حيث البضائع المقلدة والأسعار الرخيصة.
إعلانوفي مجال التسوق أيضا لا تفوتك تجربة أسواق شعبية ضخمة مثل تشاتوشاك، والسوق الصيني فضلا عن عدة أسواق ليلية يعمل بعضها حتى الصباح.
في السنوات الأخيرة زادت شهرة العاصمة التايلندية بانكوك في مجال السياحة العلاجية، وبعد أن كان البعض يحرص على استغلال الزيارة لشراء أعشاب وأدوية تقليدية، اتسع المجال أيضا للتداوي الحديث عبر سلسلة من المستشفيات الضخمة التي تتمتع بإمكانيات كبيرة وباتت تجتذب الكثير من المرضى خصوصا من منطقة الخليج العربي.
تجربة الطعاموإذا كنت عزيزي القارئ من محبي تجربة الأكلات غير المعتاد في بلادك فستجد بغيتك في تايلند عبر أطعمة تفوح رائحتها من البعد وتغلب عليها التوابل، أما إذا كنت من الفئة التي لا تحب التغيير فستجد ما تريد أيضا، ويكفي أن تسكن في فندق بالمنطقة التي تشتهر باسم شارع العرب لتجد نفسك وسط محلات ومطاعم تقدم لك ما اعتدت عليه من طعام وبمذاقاته المختلفة وفي مقدمتها اليمني والخليجي والمصري والشامي.
أما إن كنت من محبي الفاكهة، فأنت سعيد الحظ بزيارة تايلند ويمكنك أن تجد من أصناف المانجو ما لم تجد له مثيلا في حلاوة المذاق، فضلا عن فواكه أخرى مثل البابا والأناناس والجوافة.
أما الدوريان، تلك الفاكهة الشهيرة في آسيا، والتي تتميز برائحة نفاذة لن تروق لك غالبا إذا كنت قادما من بلد عربي، أما طعمها فقد يروق لك وقد لا يروق، ونترك الأمر لتجربتك الخاصة.
بما أنك تزور مدينة يسكنها 11 مليون نسمة، غير الزائرين والسائحين، فعليك أن تتوقع أن تكون على موعد مع مدينة مزدحمة خصوصا أوقات الذروة التي تتعدد في النهار والليل كذلك.
لكن الخبر السار هو أن المدينة تواجه ذلك بخليط من وسائل المواصلات، فهناك التاكسي المعتاد، وهناك أيضا وسائل أكثر سرعة منها التوكتوك (دراجة نارية بثلاث عجلات) وهناك الدراجات النارية.
وهنا ننصحك عزيزي القارئ باستخدام تطبيق مثل (بولت) الذي يمكنك أن تحجز من خلاله سيارة الأجرة أو حتى الدراجة النارية فتأتيك خلال لحظات وبسعر أفضل مما ستدفع إذا استوقفت التاكسي بالطريقة المعتادة.
إذا سألت أي سائح عن محاور اهتمامه عندما يزور بلدا ما، فسيخبرك حتما عن المزارات والأسواق والطعام، لكنه سيخبرك أيضا عن البشر ودرجة حفاوتهم، وهو أمر تقول تجربتنا إن تايلند تنجح فيه بامتياز، فالناس تغلب عليهم الطيبة والبشاشة ومستعدون غالبا لتقديم العون في حدود معرفتهم وإمكانياتهم.
إعلانكما تتميز بانكوك أيضا بدرجة ملحوظة من الأمن واحترام قواعد المرور، في ظل مفارقة لافتة تتمثل في أنك نادرا ما ستجد خلال تجوالك عناصر شرطة أو رجال مرور.
عزيزي القارئ، سأختم لك بما قد يغريك في التفكير بالسياحة في تايلند، وأخبرك أنها دخلت في عام 2024 قائمة الدول العشر الأكثر اجتذابا للسائحين في العالم وهي القائمة التي تتصدرها فرنسا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وكي تدرك حجم التطور في الإقبال السياحي على تايلند نقول لك إنها كانت تحتل المركز 11 عام 2023 والمركز 22 في العام السابق، في حين أنها كانت خارج قائمة الستين الأوائل عام 2021.
أما فيما يخص بانكوك، فالمنتدى السياحي العالمي يقدم لنا مفاجأة من العيار الثقيل، وهي أنه فيما يخص المدن، فإن بانكوك هي الأولى على العالم في عام 2024 بعد أن استقبل أكثر من 32 مليون سائح، لتتقدم بذلك على إسطنبول التركية ولندن البريطانية، قبل أن تأتي في المراكز من الرابع إلى العاشر كل من هونغ كونغ ومكة المكرمة وأنطاليا ودبي ومكاو وباريس وكوالالمبور.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تعرف على موقف المنتخبات العربية في التصفيات الآسيوية للمونديال
تدخل التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 مرحلتها الأخيرة، حيث ستقام الجولتان الأخيرتان الخميس والثلاثاء المقبلين.
تعرف على موقف المنتخبات العربية في التصفيات الآسيوية للمونديالوبعد أن ضمنت إيران واليابان تأهلهما لنهائيات البطولة العالمية المقررة العام المقبل، لم يتبق سوى أربعة مقاعد مباشرة.
كما أن هناك مقعدين إضافيين سيتم التنافس عليهما في الملحق، ما يهيئ الأجواء لمواجهات لا تقبل القسمة على اثنين.
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن مهمة أوزبكستان للتأهل للمونديال بسيطة للغاية، وهي تجنب الخسارة أمام الإمارات على إستاد آل نهيان في الشارقة، حيث أن التعادل سيضمن ظهور أوزبكستان للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم.
ويحتل المنتخب الأوزبكي، بقيادة مدربه تيمور كابادزه المركز الثاني في ترتيب المجموعة الأولى، بفارق ثلاث نقاط خلف إيران، ولكنه يتقدم بفارق أربع نقاط أمام الإمارات مع تبقي جولتين.
لم يخطئ منتخب أوزبكستان في مشواره خلال هذه التصفيات، وهو مصمم على عدم التعثر، خاصة أن التصفيات على أعتاب نهايتها. مع ذلك، سوف تسعى الإمارات أيضًا إلى تحقيق الفوز، إذ سيقربها ذلك من أوزبكستان بفارق نقطة واحدة، ويبقي على آمالها في التأهل المباشر قائمة قبل الجولة الأخيرة المقررة الأسبوع المقبل.
ويقود الإمارات، التي تسعى للتأهل للمرة الثانية في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم، المدرب الروماني كوزمين أولاريو، الذي خلف باولو بينتو في منصب المدير الفني بعد الجولة الثامنة.
في المقابل سوف تسعى قطر، التي تبددت آمالها في التأهل المباشر، إلى حسم بطاقة التأهل إلى الملحق عندما تستقبل إيران على إستاد جاسم بن حمد.
ويتولى الإسباني جولين لوبيتيغي، تدريب بطل كأس آسيا مرتين، خلفًا لمواطنه لويس غارسيا منذ بداية مايو (أيار) الماضي.
وتحتل قطر المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط، متقدمة بفارق أربع نقاط على منتخب قرغيزستان، الذي سيقابل منتخب كوريا الشمالية، الخميس.
وسيضمن منتخب كوريا الجنوبية، إن لم يكن هناك ما هو غير متوقع، إحدى البطاقتين المؤهلتين تلقائيًا من المجموعة الثانية، حيث يمتلك المنتخب القادم من شرق آسيا 16 نقطة، متقدمًا بفارق ثلاث نقاط أمام الأردن.
ويلعب المنتخب الكوري، بقيادة المدرب هونغ ميونغ-بو أمام العراق الخميس، في مباراة من المتوقع أن تكون ملحمية أمام المنتخب القادم من غرب آسيا، والذي قام بتعيين المدرب الأسترالي غراهام أرنولد مؤخرًا.
ويجب على العراق الفوز في هذه المباراة، إذ أنه يتأخر بفارق نقطة واحدة عن الأردن صاحب المركز الثاني، حيث سيلتقي الفريقان ضمن الجولة الأخيرة في عمان يوم الثلاثاء القادم.
ويحل الأردن ضيفًا على عمان الخميس، في مواجهة لا تزال تنافسية للغاية مع المنتخب الخليجي المنافس بقوة أيضًا على التأهل المباشر.
وتملك عمان 10 نقاط، وفوزها على الأردن في مجمع السلطان قابوس الرياضي سيعادل رصيد منافسيهم من غرب آسيا.
في المقابل، تستضيف الكويت منافستها فلسطين، ويحتاج كلا الفريقين بشدة إلى النقاط الثلاث للحفاظ على آمالهما في التأهل إلى الملحق.
وتأمل أستراليا في الاستفادة القصوى من ميزة اللعب على أرضها عندما تواجه اليابان، المتأهلة مسبقا، على إستاد بيرث.
الفوز على اليابان سيدخل أستراليا مباراتها الأخيرة أمام السعودية ومصيرها بين يديها، حيث يتطلع المنتخب الأسترالي للتأهل تلقائيًا لأول مرة في آخر ثلاث نسخ.
في حين أن فريق المدرب توني بوبوفيتش لن يتمكن من اللحاق باليابان في صدارة الترتيب، فإنه يدخل الجولتين الأخيرتين برصيد 13 نقطة، متقدمًا بفارق ثلاث نقاط على السعودية التي تتفوق بدورها على إندونيسيا بفارق نقطة واحدة.
في المقابل يسار المنتخب السعودي لمواجهة البحرين، التي تحتاج بشدة للفوز للحفاظ على آمالها في التصفيات.
في المقابل، تلتقي إندونيسيا مع الصين، التي تحتاج أيضًا للفوز في مباراتيها المتبقيتين للمنافسة على إحدى مقاعد التأهل إلى الملحق.