جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-06@01:26:54 GMT

الحياة قرار.. والسعادة اختيار

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

الحياة قرار.. والسعادة اختيار

 

 

لينا الموسوي

"ما بين التوكل والقرار واختيار السعادة".. سمعنا هذا التعبير يتردد على ألسن الكثير من المتخصصين في علوم الاجتماع والمتعمقين في علوم النفس والشخصيات البشرية، خاصة في السنوات الأخيرة، التي ازدادت فيها التحديات والاضطرابات وتعقدت المفاهيم بين علوم الدين وحياة الدنيا.

 فهل فعلا أن الحياة التي يعيشها الإنسان هي عبارة عن قرارات يأخذها ويتحمل هو بدوره نتائجها؟ أم هي قدر مكتوب منذ ولادته؟ وهل يتعارض هذا النوع من الفكر مع قضاء الله وقدره؟

في الحقيقة اختلفت وجهات النظر وتعددت الإجابات، ولكني لم أجد لنفسي جوابا واضحا لهذه التساؤلات.

وفي اعتقادي، قد يكون قرار أسلوب تفاصيل الحياة التي يحب أن يعيشها الإنسان بيده، وذلك يتحدد في كيفية فهمه لظروف حياته وإيجاد حلول مناسبة لحل تفاصيل ما يتعرض له من مواقف أو مشكلات، أو كيفية التعامل مع احتياجاته وتحقيق طموحاته التي يطمح إلى تحقيقها؛ حيث إن لكل شخص طبيعته الشخصية والإنسانية وتربيته التي تتحدد بها أفكاره وأحلامه التي تؤثر على نوعية قراراته خلال مراحل حياته العمرية المختلفة.

أحيانا يكون اتخاذ بعض القرارات مقيدا ومكبلا بالعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة أو ناتجة عن ردود أفعال عاطفية غير مدروسة متأثرة بالظروف البيئية المحيطة به مما يؤدي إلى اتخاذ قرار لا ينتمي فعلا إلى شخصه ولا يدرك ذلك إلا بعد أن يكون قد خاض التجربة ودخل في نتائجها المتنوعة الضارة والنافعة منها.

 ولكن في الواقع مهما كانت نوعية تلك القرارات، لا بُد من أن يكون قادرا على تحمل مسؤولية نتائجها وتعلم مهارة الاستفادة من السلبيات والإيجابيات الناتجة عنها.

إن هذا النوع من السلوك ليس بالأمر الهين، ولا يستطيع الفرد إدراكه، إلّا بعد كم من التجارب وبلوغ مراحل من النضج ليفهم ويتعلم بأن قرارات الحياة يجب أن تكون معتمدة على أسس ودراسات وحسابات ونظام والتوكل على الله واليقين بأنَّ المحصلة الناتجة ماهي إلا عبارة عن تجربة حياتية يجب أن يخوضها ويتعلم كيفية ريادة القيادة فيها فيحجم أضرارها ويستفيد من منافعها.

إن تعلم تحمل مسؤولية اتخاذ القرار- حسب رأيي الشخصي- هو تربية يجب أن ينشأ ويتربى عليها الفرد منذ الصغر، فيتعلم مع مرور الوقت مهارة أسلوب التعامل مع مشكلات الحياة وإيجاد الحلول؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر النافعة من علوم الدين وعلوم الدنيا .

وليست العادات الموروثة، التي قد تكون أحيانا غير مبنية على أسس دينية وعلمية صحيحة تؤثر على حياة الفرد ومسيرته ونفسيته وتبنى على كلمات الحظوظ والنصيب وفقدان طعم الحياة والشعور بالفرح والسعادة التي وهبها الله تعالى لكل إنسان يعيش على هذه الأرض بمقادير وميزان متنوع فاليقين بالله والرضا بما هو متاح يساعد الفرد على الشعور بالسعادة فهي اختيار شخصي وذلك يكون بالتفكر بالنعم التي وهبها الله له من صحة وشأن ورزق وطبيعة جميلة وحياة بسيطة وفكر قيم فلكل إنسان نصيبه من هذه النعم وإن تفاوتت في النسب.

فما أدركته بعد النضج بأن بعض القرارات التي نتخذها تغير مسارات واتجاهات حياتنا قد تكون مكتوبة ولها مسبباتها ودوافعها ولكننا اخترنا الطريق إلى الوصول إليها، والسعادة التي نبحث عنها نحن نختار تفاصيلها مع أبنائنا وأحبابنا أو مع أنفسنا ونستشعر كل ما هو جميل من حولنا وإن كان بسيطاً بالنسبة لنا قد يكون صعب المنال بالنسبة إلى غيرنا، فالعمر واحد نستحق أن نعيشه بإيجابية مهما كانت الظروف والمؤثرات صعبة، وأن نربي أبناءنا على حرية اتخاذ القرارات الحياتية دون مؤثرات وتحمل كل المسؤوليات ونعلمهم بأن الرضا واليقين بالله هو مفتاح سعادة الحياة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما رد بايدن على مطالبة ترامب بالتحقيق في قرارته الرئاسية؟

(CNN) -- رفض الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مطالبة الرئيس دونالد ترامب للتحقيق في أفعاله واستخدامه للقلم الآلي، ودافع بايدن عن قراراته التي اتخذها خلال رئاسته.

وقال بايدن، في بيان، الخميس: "دعوني أوضح: أنا من اتخذ القرارات خلال فترة رئاستي، وأنا من اتخذ القرارات المتعلقة بالعفو، والأوامر التنفيذية، والتشريعات، والإعلانات، وأي تلميح إلى أنني لم أفعله هو أمرٌ سخيف وكاذب".

وأضاف: "هذا ليس سوى تشتيت من دونالد ترامب والجمهوريين في الكونغرس الذين يعملون على دفع تشريعات كارثية من شأنها خفض برامج أساسية وزيادة التكاليف على الأسر الأمريكية، وكل ذلك لتمويل الإعفاءات الضريبية للأثرياء والشركات الكبرى".

كان ترامب وقع مذكرة، الأربعاء، يدعو فيها المدعية العامة باميلا بوندي ومستشار البيت الأبيض لمراجعة الإجراءات الرئاسية التي وقعها بايدن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟
  • القيادة تهنئ ملك الدنمارك بذكرى يوم الدستور لبلاده
  • ما رد بايدن على مطالبة ترامب بالتحقيق في قرارته الرئاسية؟
  • من الليالي التي لا تتفوت.. أمين الفتوى يوضح فضل قيام ليلة العيد
  • ارتفاع مستمر.. تعرف على كمية استهلاك الفرد العراقي من الكهرباء
  • القرارات المتعثرة.. إرباك للمواطن وإعاقة للتنمية
  • سيف بن زايد يطلع على عدد من مبادرات وتشريعات مجلس جودة الحياة الرقمية
  • أفضل الأذكار التي أوصانا بها النبي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. رددها الآن