جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@04:38:37 GMT

الحياة قرار.. والسعادة اختيار

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

الحياة قرار.. والسعادة اختيار

 

 

لينا الموسوي

"ما بين التوكل والقرار واختيار السعادة".. سمعنا هذا التعبير يتردد على ألسن الكثير من المتخصصين في علوم الاجتماع والمتعمقين في علوم النفس والشخصيات البشرية، خاصة في السنوات الأخيرة، التي ازدادت فيها التحديات والاضطرابات وتعقدت المفاهيم بين علوم الدين وحياة الدنيا.

 فهل فعلا أن الحياة التي يعيشها الإنسان هي عبارة عن قرارات يأخذها ويتحمل هو بدوره نتائجها؟ أم هي قدر مكتوب منذ ولادته؟ وهل يتعارض هذا النوع من الفكر مع قضاء الله وقدره؟

في الحقيقة اختلفت وجهات النظر وتعددت الإجابات، ولكني لم أجد لنفسي جوابا واضحا لهذه التساؤلات.

وفي اعتقادي، قد يكون قرار أسلوب تفاصيل الحياة التي يحب أن يعيشها الإنسان بيده، وذلك يتحدد في كيفية فهمه لظروف حياته وإيجاد حلول مناسبة لحل تفاصيل ما يتعرض له من مواقف أو مشكلات، أو كيفية التعامل مع احتياجاته وتحقيق طموحاته التي يطمح إلى تحقيقها؛ حيث إن لكل شخص طبيعته الشخصية والإنسانية وتربيته التي تتحدد بها أفكاره وأحلامه التي تؤثر على نوعية قراراته خلال مراحل حياته العمرية المختلفة.

أحيانا يكون اتخاذ بعض القرارات مقيدا ومكبلا بالعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة أو ناتجة عن ردود أفعال عاطفية غير مدروسة متأثرة بالظروف البيئية المحيطة به مما يؤدي إلى اتخاذ قرار لا ينتمي فعلا إلى شخصه ولا يدرك ذلك إلا بعد أن يكون قد خاض التجربة ودخل في نتائجها المتنوعة الضارة والنافعة منها.

 ولكن في الواقع مهما كانت نوعية تلك القرارات، لا بُد من أن يكون قادرا على تحمل مسؤولية نتائجها وتعلم مهارة الاستفادة من السلبيات والإيجابيات الناتجة عنها.

إن هذا النوع من السلوك ليس بالأمر الهين، ولا يستطيع الفرد إدراكه، إلّا بعد كم من التجارب وبلوغ مراحل من النضج ليفهم ويتعلم بأن قرارات الحياة يجب أن تكون معتمدة على أسس ودراسات وحسابات ونظام والتوكل على الله واليقين بأنَّ المحصلة الناتجة ماهي إلا عبارة عن تجربة حياتية يجب أن يخوضها ويتعلم كيفية ريادة القيادة فيها فيحجم أضرارها ويستفيد من منافعها.

إن تعلم تحمل مسؤولية اتخاذ القرار- حسب رأيي الشخصي- هو تربية يجب أن ينشأ ويتربى عليها الفرد منذ الصغر، فيتعلم مع مرور الوقت مهارة أسلوب التعامل مع مشكلات الحياة وإيجاد الحلول؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر النافعة من علوم الدين وعلوم الدنيا .

وليست العادات الموروثة، التي قد تكون أحيانا غير مبنية على أسس دينية وعلمية صحيحة تؤثر على حياة الفرد ومسيرته ونفسيته وتبنى على كلمات الحظوظ والنصيب وفقدان طعم الحياة والشعور بالفرح والسعادة التي وهبها الله تعالى لكل إنسان يعيش على هذه الأرض بمقادير وميزان متنوع فاليقين بالله والرضا بما هو متاح يساعد الفرد على الشعور بالسعادة فهي اختيار شخصي وذلك يكون بالتفكر بالنعم التي وهبها الله له من صحة وشأن ورزق وطبيعة جميلة وحياة بسيطة وفكر قيم فلكل إنسان نصيبه من هذه النعم وإن تفاوتت في النسب.

فما أدركته بعد النضج بأن بعض القرارات التي نتخذها تغير مسارات واتجاهات حياتنا قد تكون مكتوبة ولها مسبباتها ودوافعها ولكننا اخترنا الطريق إلى الوصول إليها، والسعادة التي نبحث عنها نحن نختار تفاصيلها مع أبنائنا وأحبابنا أو مع أنفسنا ونستشعر كل ما هو جميل من حولنا وإن كان بسيطاً بالنسبة لنا قد يكون صعب المنال بالنسبة إلى غيرنا، فالعمر واحد نستحق أن نعيشه بإيجابية مهما كانت الظروف والمؤثرات صعبة، وأن نربي أبناءنا على حرية اتخاذ القرارات الحياتية دون مؤثرات وتحمل كل المسؤوليات ونعلمهم بأن الرضا واليقين بالله هو مفتاح سعادة الحياة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله

وأوضح الشيخ قاسم في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر أن العدو الإسرائيلي يهدف إلى التوسع في لبنان كما يحدث في سوريا، وأنه لا يهتم بأمن مستوطنات الشمال في فلسطين المحتلة، مؤكداً أن أمريكا تريد تدمير لبنان وخلق فتنة داخلية من أجل مساعدة الكيان المؤقت.

وأشار إلى أن لبنان، بكل طوائفه، معرض اليوم لخطر وجودي من قبل الأمريكيين والإسرائيليين والجماعات التكفيرية، الذين يريدون أن يكون البلد أداة طيعة لمشروعهم "الشرق الأوسط الجديد"، مؤكداً أن هناك خطراً كبيراً على لبنان، والدليل على ذلك هو استمرار القتل والتجريف، ومنع المواطنين اللبنانيين من الوصول إلى الحافة الأمامية.

وأكد بكل وضوح: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعاً، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".

وتطرق الشيخ قاسم إلى موضوع السلاح الخاص بالمقاومة اللبنانية، مؤكداً في هذه الجزئية أن حزب الله "لن يقبل بتسليم سلاحه لكيان العدو الإسرائيلي"، موضحاً أن هذا السلاح هو قوة للبنان وليس لإضعافه، ولم يُستخدم في الداخل على الإطلاق، معتبراً أن من يطالب حزب الله بتسليم سلاحه إنما يخدم المشروع الصهيوني والأمريكي.

وأشار إلى أنهم في حزب الله في موقع الدفاع، وهو دفاع لا حدود له، وأنهم مستمرون فيه حتى لو أدى ذلك إلى الشهادة.

وترحّم الأمين العام لحزب الله في كلمته على شهداء الأمة، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، والشهيد إسماعيل هنية الذي استشهد في اليوم نفسه. كما تطرق إلى الوضع المأساوي في قطاع غزة، معتبراً أن هناك درجة كبيرة من الإجرام الوحشي المنظم الذي تمارسه أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني، وقتل النساء الحوامل وتجويع الأطفال، مؤكداً أن هذا عمل إجرامي كبير لا مثيل له في التاريخ.

وتساءل: أين العرب والعالم وحقوق الإنسان؟ وأين الدول التي تدّعي أنها تحفظ حقوق الإنسان؟ مطالباً الجميع بالتحرك العملي لمواجهة كيان العدو الإسرائيلي، بما في ذلك العمل العسكري لإيقاف حرب الإبادة في غزة.

 

 

مقالات مشابهة

  • تحذير إسرائيلي من التردد في حسم معضلات الحريديم وإيران وغزة
  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • ما حدود تدخل الأهل في اختيار شريك الحياة؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • ما حدود تدخل الأهل في اختيار شريك الحياة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد