إيكونوميست: كيف يحوّل سموتريتش مساعدات غزة إلى سلاح لـإسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، مقابلة مع وزير مالية دولة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أبرز فيها مواقفه المتشددة من غزة والفلسطينيين وحقوقهم.
وقالت المجلة إنّ: "الأيديولوجي غير الرسمي لإسرائيل يرى أنّ الحرب في غزة تسير سيرا حسنا. كما أن الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات لسكان غزة ناجحة.
وبحسب المقابلة التي ترجمتها "عربي21" فإنّ: "لديه تأكيدات مختلفة، فلو قرّرت الحكومة وقف الحرب في غزة فسيبقى، خاصة أن هناك فرصة لإسقاط الحكومة بسبب قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية".
وتابعت بأنّ: "سموتريتش هو السياسي الأكثر نارية وتحريضا من بين وزراء الحكومة ضد الفلسطينيين، ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتوقع أن غزة -ستدمر بالكامل-. وهو متهم بتبرير استخدام التجويع، حيث قال العام الماضي إنه يجب السماح بدخول المواد الإنسانية إلى غزة بشرط الإفراج عن الأسرى لدى حماس".
وأشارت المجلة، إلى أنه بعد يوم من المقابلة معه، أغلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي مراكز توزيع المساعدات الجديدة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الطرق التي تقود إلى المركز أصبحت "محاور حرب". وجاء هذا بعد أيام من الفوضى حول المراكز.
وأبرزت: "لكن سموتريتش يرى أن النظام الذي تدخل فيه القوافل المحمية من إسرائيل، التي يوزعها أمريكيون أسبوعيا، في صناديق عائلية على أفراد سافروا لواحد من المراكز الأربعة، يعتبر حيويا للنصر" فيما قال إنه: "مندهش من نقد المنظمات الإنسانية والحكومات الأوروبية".
ويقول النقاد، بحسب المجلة، إنّ: "الخطة ليست كافية وهي غطاء لحصر معظم الفلسطينيين في منطقة صغيرة وإفراغ معظم القطاع. فيما زعم وزير المالية الإسرائيلي أنه طالما دعم إدخال المساعدات إلى غزة. مع أنه قبل شهرين دعا إسرائيل ألا تسمح حتى بحبة قمح إلى غزة. ويقول إنه عارض طريقة التوزيع، حيث جعلت أهل غزة معتمدين على حماس".
ويقول إنّ: "كسر العلاقة ضروري لنصر إسرائيل. ولو التزمت الأخيرة بالخطة فإن الحرب ستنتهي في مدى أشهر. ولكن يجب على حماس الإستسلام وتسليم السلاح وخروج قادتها إلى المنفى. وأي شيء أقل من هذا فسيتركها في وضع لأن تقوم بالهجوم مرة ثانية في غضون سنوات".
ويزعم بأن: "الحملة العسكرية الإسرائيلية كانت "رفيقة" وأن نصف القتلى كانوا من المقاتلين؛ ودعا إلى بناء المستوطنات في أنحاء غزة. ونفى إجبار أهل غزة على ترك القطاع، ولكنه دعا للسماح لمن يريد منهم الهجرة. وقال إن على الدول الأوروبية التي تهدد بفرض عقوبات و"تحاضر" حول حل النزاع، أن ترحب بهم".
وتقوم رؤية سموتريتش، وفقا للحوار، على: "تخلي الفلسطينيين عن أرضهم التي تحتلها إسرائيل أو العيش بحقوق محدودة تحت السيطرة. ويرفض سموتريتش الذي نشأ في مستوطنة بالضفة الغربية، ويصر على تسميتها بيهودا والسامرة، ولا يزال يعيش في مستوطنة، إمكانية نشوء دولة فلسطينية".
ويزعم أنها: "ستمثل تهديدا وجوديا على إسرائيل وهجوما أسوأ بـ "20 ضعفا" من هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في الضفة الغربية: هناك فرق كبير بين الحقوق الفردية والحقوق الوطنية؛ وهذا يعني أن الفلسطينيين باستثناء من يعيشون داخل إسرائيل لن تكون لهم حقوقا في التصويت أو يتمتعوا بمواطنة كاملة".
ويقول: "إذا كانت هناك عملية لنزع التطرف وإذا ظهر جيل يقبل بأن إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية ويريد العيش معنا في ميثاق، فلا مانع لدي من منحهم حق التصويت" كما يقترح، لكن "لا أستطيع أن أسمح لهم بتدميري من خلال الديمقراطية".
"هذا الكلام يبدو أنه يستبعد التطبيع مع السعودية التي شرطت بناء علاقات مع إسرائيل بعملية تقود نحو دولة فلسطينية. ويرى سموتريتش أن صفقة مع السعودية ستكون جائزة كبرى ولن نقدم على الانتحار من أجلها" بحسب المصدر نفسه.
إلى ذلك، تعلّق المجلة بأنّ: "الإسرائيليين قد يرحبون بحديثه عن السلام مع جيرانهم، لكن رؤيته تثير القلق. ويخشى البعض أنه، إذا أتيحت له الفرصة، سيحول إسرائيل لدولة دينية. وعندما سئل عن دعوته في عام 2019 لإعادة "أحكام التوراة" كما كانت في عهد الملك داود، قال: "لا تناقض بين قانون الهلاخاة [الديني] والديمقراطية".
وتعلق المجلة، أيضا، بأنّ: "سموتريتش رمز لأقلية من عدة نواح، ففي حال إجراء انتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبه القومي المتطرف سيواجه صعوبة في تجاوز العتبة الانتخابية البالغة 3.25% من الأصوات. وفي أحسن الأحوال، سيفوزون بعدد قليل من المقاعد".
وتابعت: "بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء عام 2022، أصر على القول إن اليمين المتطرف "ينضم إلي، ولن أنضم إليهم". ومع ذلك، فهذه هي حكومة المتشددين. وتحت ضغطهم، حاولت الحكومة مهاجمة النظام القانوني الإسرائيلي ومولت برامج دينية بسخاء ووسعت المستوطنات في الضفة الغربية، بهدف معلن هو ضم الأراضي".
وختمت بالقول: "إذا غادر سموتريتش الائتلاف، فسيتبعه زميله المتطرف، إيتمار بن غفير، ما يحرم نتنياهو من أغلبيته. لكن سموتريتش بقي لأن الحرب، بالنسبة له، أثبتت أنها فرصة لا تعوض لتنفيذ رؤيته التي طالما سعى لتحقيقها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينيين الضفة الغربية السعودية السعودية غزة الضفة الغربية الاحتلال الفلسطينيين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
ناقش تقرير في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، التصورات الغربية عن ضعف إيران ويشكك في فعاليتها، موضحًا أن سياسة "التفاوض أو القصف" تعتمد على وهم هشاشة إيران التي لا تزال تملك نفوذًا معتبرًا رغم ما تكبدته من خسائر إقليمية فضلا عن تطوريها قدرات ردع متقدمة تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الدبلوماسية الجارية بين إيران والولايات المتحدة تُبشّر بأملٍ حذرٍ في كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولكن رفض إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم ونقل مخزونها إلى الخارج قد يؤدي إلى انهيار المحادثات. وقد تلجأ الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شنّ غارات جوية على البنية التحتية النووية الإيرانية.
وذكرت المجلة أن سياسة "التفاوض أو القصف" ترتكز على اعتقاد بأن إيران ضعيفةٌ حاليًا، وبالتالي يُمكن إجبارها على قبول مطالب مُبالغ فيها. تُصوَّر إيران عادةً على أن دفاعاتها الجوية مُتدهورة، واقتصادها مُنهك، وسياساتها الداخلية هشة. و
قد أدّى اغتيال قاسم سليماني في 2020 إلى تراجع محور المقاومة الإيراني، كما أثار هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ردا عنيفًا ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مما عجّل من تراجع نفوذهما، ومثّل سقوط نظام الأسد في سوريا أخطر انتكاسة استراتيجية لإيران منذ عقود.
وأشارت المجلة إلى أن إيران لا تزال قوة لا يمكن تهميشها رغم تراجعها. لقد ضعفت حماس وقُتل العديد من قادتها، لكنها لم تُهزم بل عززت الحركة صفوفها ولا تزال تحتجز رهائن رغم القصف الإسرائيلي المتواصل والعمليات البرية. وتُشير زيارة كبار قادة حماس إلى طهران في فبراير/ شباط إلى استمرار العلاقات بينهما.
أما حزب الله، جوهرة الردع الإيرانية، فقد تلقى ضربات موجعة حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل زعيمه وكبار قادته، لكنه لا يزال مسلحًا وله نفوذ سياسي من خلال تحالفه مع حركة أمل، وربما يردّ إذا تعرضت إيران لهجوم. ورغم انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، فإن فلول نظام الأسد والأقلية العلوية قد لا تُتيح لإيران القدرة على تسليح حزب الله.
ورغم الانتكاسات التي واجهتها إيران فإن نجاحات إسرائيل الميدانية لم تُترجم إلى انتصارات استراتيجية مستدامة. وفي الوقت نفسه، تتغلغل إيران بعمق في العراق من خلال وحدات الحشد الشعبي، وتحافظ على علاقات وثيقة مع رجال الدين الشيعة والحكومة في بغداد. لكن هذه الشبكات الخاملة قد تهدد المصالح الأميركية إذا تعرضت إيران للهجوم، بحسب المجلة.
وأضافت المجلة أن الحوثيين في اليمن أصبحوا الحليف الأكثر صمودًا لإيران؛ حيث عطّلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر، وهاجموا إسرائيل الشهر الماضي، وأفادت التقارير باختراقهم الدفاعات قرب مطار بن غوريون.
وقد فشلت حملة قصف أمريكية حديثة في اقتلاعهم ومن شبه المؤكد أن الحوثيين سيدعمون طهران إذا تعرضت لهجوم. كما حققت إيران أيضًا مكاسب دبلوماسية ملحوظة؛ فقد طبّعت العلاقات مع جميع دول الخليج العربي، وأصبحت جميع تلك الدول اليوم تدعم الحل السلمي للأزمة النووية.
وقد عزّزت طهران علاقاتها مع الصين وروسيا أيضا، ففي 2021، وقّعت اتفاقيةً مدتها 25 سنة مع الصين وصادقت مؤخرًا على اتفاقيةٍ مدتها 20 سنة مع روسيا، وتهدف كلتا الاتفاقيتين إلى توسيع التعاون في مجالاتٍ مثل الدفاع والاقتصاد. وعلى الرغم من أن بكين وموسكو قد لا تدافعان عن إيران مباشرةً في حال نشوب حرب، إلا أنهما قد تدعمان المجهود الحربي الإيراني بطرقٍ أخرى.
كما أوضحت المجلة أن بعض المتشددين الأمريكيين ينادون بتفكيك برنامج التخصيب الإيراني بالكامل، إما سلميًا على غرار ما فعلته ليبيا سنة 2003، أو عبر ضربات عسكرية. لكن على عكس جهود الرئيس الليبي السابق معمر القذافي البدائية، فإن برنامج إيران متقدم حيث أصبحت إيران الآن قوة نووية على عتبة التخصيب. وبالنسبة لطهران، فإن قبول النموذج الليبي سيكون بمثابة الانتحار خوفًا من الموت.
وأشارت إلى أن شن ضربات عسكرية بناءً على فكرة خاطئة عن ضعف إيران هو تكرار للخطأ الذي ارتكبه الديكتاتور العراقي صدام حسين عام 1980، عندما افترض أن إيران بعد الثورة هشة للغاية بحيث لا تستطيع مقاومة أي هجوم، فبدأ عن غير قصد ما أصبح حربًا استمرت قرابة عقد من الزمان. وبالمثل، في 2003، غزت الولايات المتحدة العراق بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة، والثقة اليوم في ضعف إيران تعكس تلك الحسابات الخاطئة المكلفة.
وأكدت المجلة أن طهران ستعتبر أي ضربة إسرائيلية عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة، معتقدةً أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على التصرف بمفردها، ويمكن أن يتصاعد الهجوم الإسرائيلي بسرعة إلى صراع أوسع؛ بدون تغيير النظام أو غزو بري - وكلاهما مستبعد - فمن المرجح أن تؤدي الضربة إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره.
ويمكن أن تؤدي بحسب تقرير المجلة، إلى تداعيات إشعاعية، ووفيات بين المدنيين، وأضرار بيئية، ومن المرجح أن تنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتسرع في صنع القنابل، وتهمش المعتدلين الذين يسعون إلى المشاركة الأمريكية، كما يمكن أن تزعزع خلافة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مما يزيد من خطر ظهور خليفة أكثر تشددا.
وغالبا ما يتم التغاضي عن أن عقيدة محور المقاومة ترتكز في جوهرها على حماية الوطن والنظام، مدعومة بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، ومنصات إطلاق متنقلة، وقواعد محصنة، وقوات مختبرة في المعارك قادرة على خوض حرب تقليدية وغير متماثلة. ورغم أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بدفاعات إيران الجوية، إلا أن قدراتها الهجومية لا تزال سليمة إلى حد كبير، مع القدرة على الرد بشكل غير متماثل وإحداث اضطراب في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى أن العواقب المترتبة على مثل هذه الضربة قد تشمل ضرب القواعد الأمريكية أو المدن الإسرائيلية أو مواقع الطاقة في الخليج العربي، وقد تعطّل طهران بالتعاون مع الحوثيين مضيقي هرمز وباب المندب في آنٍ واحد، وهذا التهديد وحده كفيلٌ برفع أسعار النفط، وزعزعة الأسواق العالمية، وعرقلة الانتعاش الاقتصادي.
وأوضحت أن استمرار الصدام الأمريكي الإيراني يتعارض مع تعهد ترامب الانتخابي بتجنب المزيد من "الحروب التي لا تنتهي"، ومن المرجح أن يُعرقل تحوّل المنطقة البطيء من الحرب إلى التنمية الاقتصادية، ورغم التكلفة الباهظة التي قد تدفعها إيران في أي مواجهة عسكرية، إلا أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان ثمنًا باهظًا أيضا.
كما يعتقد البعض أن الضربات العسكرية قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني أو تُشعل انتفاضة تُشلّ ردّه الانتقامي، لكنها مجرد تمنيات. فالنظام يسير على مسارٍ غير مستدام، لكنه ليس على شفا الانهيار.
وأكد تقرير المجلة، أن الصعوبات الاقتصادية والقمع خلقت حالة من التقلب، لكن النظام لا يزال متماسكًا ومدعومًا بجهاز أمنيّ قاسٍ، والمعارضة مُجزّأة وتفتقر إلى الرؤية، بينما تخشى الطبقة الوسطى الحذرة الاضطرابات دون وجود بديلٍ قابلٍ للتطبيق. ومن المُرجّح أن تُوحّد ضربةٌ خارجية القاعدة السياسية الإيرانية المنقسمة، وتُؤجّج العزيمة الوطنية، وتُحشد حتى المُنتقدين للدفاع عن الوطن.
وختمت المجلة بأن الهجوم على إيران قد يمنح النظام طوق نجاة بدلًا من تهديده، وقد يعتقد الغرب أنه قادر على إكراه إيران بالتصعيد العسكري، لكن كل ما قد يُحققه هو تجاوز استراتيجي قد يندم عليه في النهاية. وبهذا يُعدّ الاتفاق النووي، القائم على التنازلات المتبادلة أقلّ الطرق خطورةً للمضي قدمًا.