إعلام إسرائيلي: كمين خان يونس يكشف أن في كل منزل عبوة مفخخة
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل "حادث أمني خطير" وقع صباح اليوم في خان يونس جنوب قطاع غزة، أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 5 آخرين بانفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تمشيط لأحد المباني.
وأوضح المراسل أور هيلر أن الجيش الإسرائيلي سمح اليوم بنشر معلومات حول ما وصفه بحدث صعب وقع صباح اليوم في خان يونس.
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم السماح بنشر معلومات عن الجنود الذين قتلوا في القطاع، حيث لقي 4 من جنود الجيش الإسرائيلي مصرعهم بانفجار عبوة ناسفة.
وفي تفصيل أوضح للحادث، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دفرين إن 4 جنود قتلوا صباح اليوم، كما أصيب 5 جنود آخرين، جندي بجروح خطيرة و4 بجروح متوسطة.
وأوضح أن القوة كانت تعمل في منطقة خان يونس في منشأة وصفها بـ"الإرهابية" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه في حوالي الساعة السادسة صباحا انفجرت عبوة ناسفة أدت إلى انهيار جزء من المبنى.
وقدم مراسل القناة الـ11 آيتيسيك زوارتس سردا أكثر تفصيلا للحادث، مؤكدا أن الواقعة وقعت عند الساعة السادسة و10 دقائق صباحا، عندما دخل الجنود ومشطوا المبنى.
حرب العصابات
وأضاف أنه في مرحلة ما من العملية، فتح الجنود بابا وواجهوا صعوبة في فتحه، وعندها انفجرت العبوة وانهار المبنى على الجنود.
إعلانوفي تحليل عسكري للحادث، قال مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش دوران كادوش إن حماس تطورت في أساليب حرب العصابات التي نتحدث عنها، واستخدمت وسائل للتفوق على الجيش.
وأضاف أن الصراع يتمحور حول معركة اكتساب الخبرة، حيث إنه خلال الـ20 شهرا الماضية كان الجيش يكتسب الخبرة ويدرس وضعه ويستخلص العبر ويحاول أن يجد أفضل الطرق لضرب حماس.
لكن الأهم من ذلك، كما أشار كادوش، هو أن حماس تكتسب الخبرة أيضا من الناحية الأخرى.
ولفهم كيفية حدوث هذا الحادث رغم الاحتياطات المتخذة، أوضح مراسل القناة الـ11 أنه كان من المتوقع مسبقا إمكانية أن يكون هذا المبنى مفخخا، أو أن تكون فيه فتحة نفق تؤدي إلى شبكة أنفاق.
وأضاف أنه يفترض أن حماس ستفخخ هذا البيت، مشيرا إلى أن الأسرى المحررين أفادوا بأن فتحات الأنفاق التي تؤدي إلى الأنفاق التي كانوا محتجزين فيها كانت مفخخة.
وأثار المراسل تساؤلا حول سبب عدم العثور على هذه العبوة رغم امتلاك القوات الإسرائيلية للكثير من الوسائل المتطورة للبحث عن العبوات المفخخة.
وذكر أن هناك روبوتات وطائرات مسيرة وكلاب مدربة، وأن الجنود شديدو الحذر من الدخول إلى المنازل لأنهم يعلمون أنها قد تكون مفخخة.
وأشار المراسل إلى معلومات حصل عليها من الجنود الموجودين حاليا في الميدان من جباليا حتى خان يونس أو مناطق أخرى، تفيد بأن في كل منزل توجد عبوة متفجرة، ومن كل بيتين يوجد بيت فيه مدخل نفق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات خان یونس
إقرأ أيضاً:
جنود إسرائيليون: نحن منهكون وأملنا الخروج من جحيم غزة
"نحن نعيش حالة إجهاد شديد، لا تنسوا أن تتحدثوا عنا"، كان هذا ملخص حديث عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية خلال جولة نظمها الجيش لصحفيين إسرائيليين لمناطق محددة في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت الصحيفة، في تقرير بقلم يانيف كوبوفيتش، شهادات لجنود وضباط احتياط في مدينة بيت حانون شمال القطاع، بصورة قاتمة من الإجهاد النفسي الشديد والتشكيك في جدوى العمليات، وسط تزايد الحديث عن "إنهاك جماعي" في صفوف الجنود والضباط.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: هذه خطة الكابينت بغزة وحماس لن ترفع الراية البيضاءlist 2 of 2محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفناend of listوقالت هآرتس إنه خلال الجولة داخل بيت حانون، التي تحوّلت إلى مدينة مدمرة بالكامل، برزت أصوات الجنود المنهكين أكثر من تصريحات القادة.
الجحيموقال أحد جنود الاحتياط، من سلاح الهندسة، للصحيفة: "لا تنسوا أن تكتبوا عنا، عن الجنود الذين تعرضوا لحالة الإجهاد الشديد فعليا. نحن لا نحتاج إلى بضع ساعات من النوم، بل إلى الخروج من هذا الجحيم. بعد هذه الجولة، لن أعود إلى غزة مجددا".
ويضيف جندي آخر، يعمل مهندس برمجيات في حياته المدنية: "معظم الموجودين هنا هم من يسمونهم المرتزقة، أشخاص من مستوطنات الضفة، لا يملكون وظائف ثابتة ويبحثون عن رواتب مؤقتة في الميدان".
وتابعت هآرتس أن أحد جنود الاحتياط اقترب من بعض الصحفيين وقال لهم: "لا تنسونا نحن والجنود النظاميين هنا، الناس مستنزفون، لا توجد قوات كافية لتنفيذ المهام، قولوا للناس في الخارج ما نمر به، الوضع قابل للانفجار".
وقالت إن الجنود والضباط الذين لم يكشفوا صراحة عن حالة الإجهاد النفسي الشديد الذي يعيشونه، أظهروا بدورهم ذلك بطرق غير مباشرة خلال الجولة.
وكشفت أن مدينة بيت حانون التي كانت في السابق تعج بالحياة، خلت من سكانها، وتحوّلت البيوت إلى ركام.
"لا تنسونا نحن والجنود النظاميين هنا. الناس مستنزفون، لا توجد قوات كافية لتنفيذ المهام، قولوا للناس في الخارج ما نمر به، الوضع قابل للانفجار"
ونقلت عن جندي احتياط يشغل منصب مدير جمعية خيرية مدنية قوله: "خدمت أكثر من 450 يوما، وموظفونا كذلك، نحن الآن نطلب منهم ألا يخرجوا لجولات إضافية، لأننا نكاد نفقدهم. مسؤوليتنا اليوم ليست فقط هنا، بل تجاه عائلات مهددة بالفقر في الداخل الإسرائيلي".
إعلانوذكرت هآرتس أنه خلال الإيجاز الصحفي، أعلن قائد لواء غفعاتي، العقيد نتانئيل شماكا، أن قواته قتلت 201 مقاتل فلسطيني خلال 73 يوما من عملية "عربات جدعون"، لكن الجنود والضباط في الميدان شككوا في هذه الأرقام.
قال أحدهم لهآرتس: "لم نرَ مسلحا يقترب منا منذ أسابيع، معظم الضربات تتم عبر الطائرات المسيّرة، ولا نتحقق من هوية القتلى إلا لاحقا".
ويضيف: "بعض التقديرات تقول إنه لم يتبقَّ في بيت حانون سوى 10 إلى 18 مقاتلا، كلهم تحت الأرض، لكننا هنا بقوتين عسكريتين ضخمتين، ندمر البيوت ونسوي المدينة بالأرض".
حتى الآن، دمّر لواء غفعاتي وحده أكثر من 650 مبنى شمال غزة، بحسب مصادر الجيش. وتبدو المهمة الأساسية حاليا كما صرّح الجنود: "حماية معدات الهدم أكثر من محاربة المسلحين".
وذكرت هآرتس أنه في مشهد لافت، وخلال الشرح الصحفي على سطح منزل مدمر، وجّه ضباط تعليمات عبر اللاسلكي لإطلاق نار منضبط لإضافة خلفية صوتية حربية لمقاطع الفيديو، وعندما سُئل الجنود إن كان الأمر عرضا مسرحيا، لم يتمكنوا من كتم ابتساماتهم.
وفي تقريره، كشف صحفي هآرتس أنه شاهد على ذراع أحد سائقي ناقلات الجنود، وشم اسم رفيقه الذي قُتل بنيران صديقة في غزة، وقال إنه كان ضمن الفريق الذي حاول إنقاذه.
وعلى ذراع جندي آخر ظهر وشم اسم لموقعة سابقة، وتقول الصحيفة إن شهادات متكررة أكدت أن "الوشوم" أصبحت وسيلة لتخليد لحظات لا تُنسى، وربما لا تُشفى.
وأوضحت هآرتس أنه مع استمرار العمليات، تبقى غزة -وتحديدا بيت حانون- عنوانا لما يصفه الجنود الإسرائيليون بأنه حرب تستنزفهم أكثر من عدوهم.