بينما يخلد العالم إلى النوم، يقضي آلاف الفلسطينيين ساعات ليلهم قرب مراكز توزيع المساعدات الأميركية جنوبي ووسط قطاع غزة، يحدوهم الأمل بأن يسمح لهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالوصول إلى هذه النقاط التي تديرها مؤسسة أميركية.

لكن هذا الانتظار الثقيل لا ينتهي غالبا بما يشتهونه، بل بمشاهد دامية ومجازر تتكرر كل يوم، يقتل فيها العشرات ويصاب المئات، في محيط يفترض أن يكون بوابة للنجاة، لا فخا للموت.

وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 25 فلسطينيا من منتظري المساعدات استشهدوا بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم جنوبي مدينة غزة.

كما تتوالى الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي منذ بدء توزيع المساعدات عبر المؤسسة الأميركية، موثقة مشاهد مؤلمة لأهال يبيتون في العراء قرب مراكز التوزيع، على أمل الظفر بجزء من تلك المساعدات.

في الوقت الذي تنام فيه الآن، ينتظر الآلاف من الأهالي قرب محور نتساريم، علّ الجيش الإسرائيلي يسمح لهم بالحصول على المساعدات من مركز المساعدات التابع للمرتزقة الأمريكيين.
ومثل كل يوم، سيُقتل العشرات منهم ويُصاب المئات، وتعود الغالبية العظمى إلى عائلاتهم دون طعام . pic.twitter.com/E2xQ4f9OZb

— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 10, 2025

إعلان

وتُظهر المقاطع مئات الفلسطينيين يفترشون الطرقات ليلا، رغم القصف الإسرائيلي المتواصل والاستهداف المباشر، في محاولة يائسة للوصول إلى شحنة غذاء أو كيس دقيق، في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية.

وقد أثارت هذه المشاهد جدلا واسعا بين المغردين الفلسطينيين، الذين اعتبر بعضهم أن "المساعدات الأميركية مصيدة للموت والمجاعة"، وأن "النار والدم في غزة ليست مصادفة، بل فخ لتجميع الناس من أجل قتلهم".

ووثق مقطع فيديو نشره جندي إسرائيلي عبر منصة "إنستغرام"، لحظة إطلاق النار من داخل مركز مساعدات أميركي، في مشهد وصفه مغردون بأنه "دليل دامغ على أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين بوقاحة ثم تنفي مسؤوليتها".

مشاهد توثّق إطلاق النار من قِبل الجيش الإسرائيلي من داخل مراكز المساعدات التابعة لمركز المساعدات الأمريكية.
بهذه الطريقة تقتل إسرائيل و بكل وقاحة عشرات الفلسطينيين يوميًا، ثم تنفي مسؤوليتها.
من كاميرا أحد الجنود، كان قد نشرها على حسابه في إنستغرام.
فلسطين، حفتر، تونس، مصر، رفح pic.twitter.com/SfQ6yQKOpq

— Haidrojeyn.x (@fahmy_hzm) June 10, 2025

وكتب أحد المعلقين على المشهد: "بهذه الطريقة تقتل إسرائيل عشرات الفلسطينيين يوميا، ثم تتنصّل من الجريمة كما اعتادت".

ووصف مغردون آخرون مشهد انتظار المساعدات بأنه "لعبة الحبار الحقيقية"، قائلين: "معك 5 دقائق تجري، وإذا سمعت صوت إطلاق نار لازم تنبطح بدون حركة، وإلا القناص رح يعدمك".

"في انتظار استلام المساعدات الامريكية مثل لعبة الحبار معك خمّس دقائق تجري إذا سمعت صوت إطلاق نار لازم تنبطح بدون حركة وإلا القناص رح يعدمك. هذه صورة للعشرات من الآلاف المشاركين في لعبة الحبار الحقيقية و الجائزة لمن يعيش حفنة من المساعدات" pic.twitter.com/9u4EnnlRNI

— Sarah (@sarah_saftawi) June 10, 2025

إعلان

وأشاروا إلى أن "الجائزة" في هذه اللعبة المميتة هي مجرد "حفنة من المساعدات"، بينما المخاطرة هي الحياة.

وقال آخرون إن إسرائيل باتت "توزع المجازر بالتناوب"، يوما في نتساريم ويوما في رفح، حيث يخرج الفلسطينيون نحو الموت بأقدامهم، لأن الجوع أقسى من الرصاص.

وكتب أحد النشطاء: "رغم المجازر التي تُرتكب، يعود أغلبهم فارغي الأيدي، لأن ما يوزع لا يكفي شيئا".

وأضاف آخر: "ليالي غزة الآن هي مجازفة بالحياة من أجل البقاء، فإن لم تُقتل جوعا، فقد تُقتل في سبيل لقمة تسد جوع عائلتك".

في مصيدة الموت والمجاعة ..

ارتفاع عدد الشهداء إلى 8 قرب مركز مساعدات الشركة الأمريكية في رفح جنوبي قطاع غزة

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) June 10, 2025

وقال مدونون إن الفلسطينيين يُقتلون أمام أنظار العالم، يوميا، منذ بدء عمل مراكز المساعدات التابعة للمؤسسة الأميركية، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لعائلاتهم التي تعاني من مجاعة فادحة منذ أكثر من 4 أشهر نتيجة الحصار.

لماذا هذا الصمت؟

أين الانسانية؟ أين العالم ؟ أين البشر؟

لا يمكن استيعاب المشهد، الناس تُقتل لأجل كيس طحين !

لم تعرف أي حرب قبل ذلك هذا الاستهتار بأرواح البشر pic.twitter.com/ZLqMsxIjPl

— MO (@Abu_Salah9) June 10, 2025

وتساءل مدونون: "لماذا هذا الصمت؟ أين الإنسانية؟ أين العالم؟ أين البشر؟ الناس يُقتلون من أجل كيس طحين. لم تعرف أي حرب في التاريخ هذا الاستهتار بأرواح البشر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات pic twitter com

إقرأ أيضاً:

شهامة حتى الموت.. سائق شاحنة مصري يضحي بحياته لينقذ مدينة من كارثة محققة

تصدر اسم المواطن المصري خالد عبد العال منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث الشارع المصري بعد أن جسّد البطولة والتضحية في أسمى صورها.

وكان خالد عبد العال، سائق شاحنة تنقل مواد بترولية، في إحدى محطات الوقود بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية حين باغتته النيران واشتعلت في شاحنته المحملة بمواد شديدة الانفجار داخل المحطة.

وفي لحظة حاسمة، اتخذ قرارا بطوليا دون تردد، إذ صعد إلى الشاحنة المشتعلة، وقادها ليخرجها من المحطة إلى منطقة خالية، بعيدا عن السكان ومصدر الخطر.

وخلال هذه العملية البطولية، أصيب خالد بحروق خطيرة أسفرت عن نقله إلى المستشفى، غير أن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، وفارق الحياة متأثرا بإصابته، تاركا خلفه قصة تضحية يهتز لها الوجدان.

أمثال هذه القصة البطولية الملهمة نحتاجها بشدة في
لاضافتها فالمناهج التعليمية وفينا ابطال ????????
مستعدين يضحو بحياتهم من أجل استقرار مصر ???????? واهلها مناهجنا التعليمية وأفلامنا ومسلسلاتنا الدرامية محتاجة
القدوات الملهمة صاحبة البطولات الحقيقية أولى وأحق وأجدر من البلطجية والسرسجية✋✋✋ pic.twitter.com/P4gcERwEe6

— ✌️ÀFaF Badawy✌️ (@tahiamasr___99) June 10, 2025

إعلان

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثّقت لحظة ركوب خالد للشاحنة المشتعلة وإبعاده لها عن المحطة، معتبرين أن ما فعله أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة كانت تهدد حياة المئات وربما الآلاف.

وأثار الموقف تساؤلات المدونين: "ما الذي يدفع إنسانا للمخاطرة بحياته من أجل أشخاص لا يعرفهم؟"، واعتبر كثيرون أن خالد جسّد جوهر الشهامة المصرية والنبل الإنساني، وفضل الموت الطوعي ليمنح الحياة لعشرات العائلات، ليبقى اسمه خالدا في الضمائر.

#كلمتين_ونص
خالد عبدالعال..بطل حقيقى..شاحنته اندلعت فيها النيران بجوار محطة بنزين بالعاشر من رمضان..مفكرش لحظة ينجو بنفسه لكنه ابتعد بالشاحنة عن المحطة ومن فيها وفارق الحياة بعدها مباشرة متأثراً بحروق وجروح عده..مثل رائع للرجولة والشامة نال به الشهادة ..خلدوا اسمه وكرموا ولاده pic.twitter.com/LIlCkhaZdZ

— faisal zedan (@faisalzedan) June 9, 2025

وكتب آخرون: "في لحظة قد يجد الإنسان نفسه بين أحد خيارين: النجاة الشخصية أو التضحية من أجل الآخرين. خالد عبد العال اختار أن يكون بطلا، وقدم حياته قربانا لإنقاذ أبناء مدينته".

كما أشار ناشطون إلى أن الدوافع الإيمانية كانت حاضرة بقوة في قرار خالد، إذ استمد عزيمته من إيمانه العميق وقيمه الرفيعة، وأن مثل هذه المواقف تصنع عظماء لا يبحثون عن شهرة أو مجد، بل يحملون رسالة إنسانية خالدة.

(( رحم الله البطل المصري ))
رحم الله البطل المصري /
خالد محمد شوقي عبدالعال
????رجل يمثل الشهامة والإيثار والبطولة للانسان المصري عند المواقف الصعبة
????أشعل النار في جسده ليطفئها عن غيره،
وخلف ذلك دوافع إيمانية صادقة
????وهو امر ليس بغريب على انسان مصري عربي مسلم تجري الشهامة… pic.twitter.com/2JYb2dPcd2

— عثمان العضيبي (@AlOdhibii) June 10, 2025

إعلان

وشُيعت جنازة خالد في مسقط رأسه -عزبة المصادرة التابعة لقرية مبارك بمركز بني عبيد- في مشهد مهيب عبّر فيه أهالي المنطقة عن تقديرهم وفخرهم بقصة بطولته النادرة. رحل خالد بجسده، لكن روحه بقيت نبراسا للأمل والشهامة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إغاثي بغزة: يجب مساءلة الشركة الأميركية المسؤولة عن توزيع المساعدات
  • وزارة الصحة بغزة: 57 شهيدا جراء قصف مراكز المساعدات منذ صباح اليوم
  • شهامة حتى الموت.. سائق شاحنة مصري يضحي بحياته لينقذ مدينة من كارثة محققة
  • برنامج الغذاء العالمي: إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب طرقا آمنة
  • مراكز المساعدات الدموية ..مصائد الموت
  • مراكز المساعدات الدموية ..ماصائد الموت
  • ضحايا الجوع.. نيران إسرائيل تحصد أرواح الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات
  • “الإعلامي الحكومي” في غزة: ارتفاع ضحايا “مراكز المساعدات الإسرائيلية ” إلى 36 شهيداً
  • “حماس”: استهداف المجوّعين قرب مراكز توزيع المساعدات بغزة جريمة حرب