أكد القرآن الكريم أن الإنسان مخلوق كريم من الله، فقد خلق آدم بيديه، ونفخ فيه من روحه، وجعله في الأرض خليفة، تكريمًا للإنسان، وجاء ذلك في حوار بديع، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن قيمة الإنسان وضرورة تكريمه (إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
فمن رؤية مملكتنا الغالية للأنسنة التي تهدف إلى وضع الإنسان في صميم أي عملية، مع التركيز على احتياجاته، ورفاهيته، وكرامته، وقيمته الإنسانية، وليست مجرد إضافة لمسة جمالية.
سعت جادة لتكوين أثر للأنسنة على جودة الحياة، هي مدى تلبية احتياجات الإنسان ورضاه عن جوانب حياته المختلفة، بما في ذلك الصحة، والرفاهية النفسية، والعلاقات الاجتماعية، والبيئة، والتعليم، والعمل، مما تؤثر بشكل مباشر وإيجابي على جميع هذه الجوانب، مما يرفع من مستوى جودة حياة الإنسان بشكل ملحوظ في: البيئة العمرانية والمدن، والخدمات، وبيئة العمل، والتعليم، وللاستثمار في الإنسان كجوهر للتنمية المستدامة.
حج عام 1446هـ كان استثنائي بكل جوانبه، فأنسنة الحج كان أيضًا إستثنائي، فهو أحد الأهداف الرئيسة لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن ضمن رؤية السعودية 2030، لجعل تجربة الحج أكثر سهولة، وراحة، وإنسانية، وروحانية، فلم يقتصر الأمر على تقديم الخدمات اللوجستية فحسب، بل تتجاوز ليشمل كل جانب من جوانب رحلة الحاج، من لحظة وصوله إلى مغادرته.
ترتكز أنسنة الحج إلى تحسين تجربة الحجاج، وتسهيل وصولهم إلى المشاعر المقدسة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج، وتعزيز الوعي البيئي، وتحفيز الإبداع في مجال التصميم والبناء والتقنيات الذكية.
يستمر توجيه وإشراف قيادتنا حفظهم الله ورعاهم، متمثلتاً في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية وقائدها، في تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز “أنسنة الحج” لموسم 1446هـ، بالاستفادة من التطورات التقنية والتخطيط العمراني.
من أبرز هذه المبادرات والمشاريع:
تطوير البنية التحتية والمشهد الحضاري في المشاعر المقدسة: كالجمرات والممرات. مشروع مسار المشاعر: يهدف المشروع إلى تحسين تجربة الحجاج في المشاعر المقدسة. مشروع مبيت الحجاج في مزدلفة: تشمل زراعة الأشجار وإنشاء مسارات المشاة الرابطة بين عرفات ومزدلفة ومنى. مشروع الخيام ذات الطابقين في مشعر منى: لتوفير بيئة مبيت مريحة. تطوير المنصات الرقمية والخدمات المباشرة والتوعوية: (هاكاثون أنسنة المشاعر المقدسة – منصة بلدي – منصة نسك – منصة أرشدني – منصة تصريح). وللمدينة المنورة النصيب في أنسنة كل ما يخدم الزائر من الساحات والخدمات من ممرات وتشجير.الخلاصة:
الأنسنة جزءاً أساسياً من رؤية مملكتنا الغالية 2030، وهي رؤية طموحة تهدف إلى تحويل المملكة إلى دولة رائدة عالميًا، وتهتم بـــــ (الأنسنة)، لتحسين جودة حياة الإنسان، وتقديم أفضل الخدمات، وهي جزء أساسي من رؤيتها الطموحة 2030، وتسعى لتحقيق أعلى معايير الخدمات لضيوف الرحمن (حجاً وعمرةً)، ميسرة، وآمنة، وثرية، وروحانياً، وثقافياً.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: المشاعر المقدسة
إقرأ أيضاً:
انتهاء موسم حج 1446 هـ دون رصد أي وجود لقرود البابون في المشاعر المقدسة
أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية انتهاء موسم حج 1446 هـ دون رصد أي وجود لقرود البابون في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأشار المركز إلى أنه بذلك يكمتل موسم الحج الثالث على التوالي بدون قرود بابون، ما يعكس نجاح المعالجات واستدامتها.
وكان نائب أمير منطقة مكة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، الأمير سعود بن مشعل، قد أعلن نجاح إعلان موسم حج هذا العام، معلناً بدء التحضيرات فوراً لموسم الحج المقبل.
انتهاء موسم حج ١٤٤٦ هـ بدون رصد أي وجود لقرود البابون في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبذلك نكمل موسم الحج الثالث على التوالي بدون قرود بابون، مما يعكس نجاح المعالجات واستدامتها.#يسر_وطمأنينة pic.twitter.com/P1GourHfj9
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) June 10, 2025 المركز الوطني لتنمية الحياة الفطريةقرود البابونموسم حج 1446 هـقد يعجبك أيضاًNo stories found.