قال قائد في الحرس الوطني الأمريكي، اليوم، إن نحو 4000 جندي من الحرس الوطني و700 من عناصر مشاة البحرية (المارينز) قد وصلوا إلى ولاية كاليفورنيا، في إطار تعزيزات أمنية تهدف إلى حماية المنشآت الفيدرالية والتعامل مع أي اضطرابات محتملة.

وأضاف القائد أن "لدينا حالياً 2000 جندي جاهز للانتشار، و2000 آخرين تحت التعبئة، سيتم توزيعهم عند الحاجة"، مشيرًا إلى أن المهمة الأساسية للقوات هي حماية الممتلكات الفيدرالية في الولاية، خاصة في ظل تصاعد التوترات والمخاوف من اندلاع مظاهرات واسعة.

الاحتجاجات الأمريكية تنتقل من كاليفورنيا إلى نيويوركبشكل عشوائي.. حاكم كاليفورنيا: إدارة ترامب تمارس عمليات ترحيل جماعيترامب: إذا كان هناك تمرد في كاليفورنيا فسأطبق قانون التمرد.. وضباط إسرائيليون يطالبون الحكومة بإتمام صفقة المحتجزين وإنهاء حرب غزة| أخبار التوك شوكاليفورنيا تلجأ للقضاء لمنع انتشار قوات الجيش الأمريكي بها

وأشار إلى أن "الوضع في لوس أنجلوس يتطلب وجوداً أمنياً مركزياً، لكن قد يتم نشر قوات من الحرس الوطني في مدن أخرى إذا شهدت مظاهرات أو أحداثاً أمنية مشابهة"، مضيفًا أن القيادة تتابع الأوضاع عن كثب في مختلف أنحاء الولاية.

وحول دور القوات المنتشرة، أوضح القائد أن "الوحدات المنتشرة في لوس أنجلوس مُخولة باحتجاز الأفراد مؤقتًا حتى وصول سلطات إنفاذ القانون المحلية، في حال وقوع تجاوزات أمنية".

كما لم يستبعد القائد إمكانية رؤية قوات المارينز في مناطق أخرى، إذا استدعى الوضع الأمني ذلك، مؤكدًا أن "الاستجابة ستكون سريعة ومنسقة مع الجهات المختصة".

طباعة شارك قائد في الحرس الوطني الأمريكي الحرس الوطني الأمريكي ولاية كاليفورنيا لوس أنجلوس الاضطرابات في لوس أنجلوس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرس الوطني الأمريكي ولاية كاليفورنيا لوس أنجلوس الاضطرابات في لوس أنجلوس الحرس الوطنی لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

ترامب يخاطر بإرساله قوات إلى لوس أنجلوس

دروس التاريخ الأمريكي يجب أن تجعل أي رئيس يتوخى الحذر عند نشر القوات، سواء كانت من الحرس الوطني أو من القوات النظامية، لاحتواء الاضطرابات الداخلية. أحد الأحداث التي أدت إلى اندلاع الثورة الأمريكية وقع في بوسطن عام 1770، عندما أُرسلت قوات بريطانية للرد على احتجاجات ضد الضرائب. وبدلا من إخماد التوتر، أشعل الجنود الفتيل بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص فيما عُرف لاحقًا باسم «مجزرة بوسطن».

ومنذ ذلك الحين، نادرًا ما استُخدمت القوات الأمريكية داخل البلاد، سواء لأهداف نبيلة، مثل محاربة المتطرفين البيض المسلحين في الجنوب خلال مرحلة إعادة الإعمار، أو لأهداف مشينة، مثل قمع الإضرابات العمالية خلال العصر الذهبي. وعلى الرغم من قلة هذه الحالات، فإنها كثيرًا ما أفضت إلى مآسٍ شهيرة. من أبرزها مجزرة لودلو عام 1914 حين قتلت قوات الحرس الوطني في كولورادو ومسلحون من شركة خاصة 25 شخصًا من عمال المناجم وعائلاتهم، وهجوم الجيش الأمريكي على قدامى محاربي الحرب العالمية الأولى عام 1932 أثناء احتجاجهم للمطالبة بمستحقاتهم، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وحادثة إطلاق النار في جامعة كينت عام 1970 حين قتلت قوات الحرس الوطني في أوهايو أربعة طلاب خلال مظاهرة ضد حرب فيتنام وجرحت تسعة آخرين.

هذا التاريخ المظلم يُظهر أن الرئيس دونالد ترامب يلعب بالنار من خلال إعلانه السيطرة الفدرالية على الحرس الوطني في كاليفورنيا رغم اعتراض الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم، وإرسال القوات إلى لوس أنجلوس للتعامل مع الاحتجاجات التي أثارتها حملات الترحيل الواسعة ضد المهاجرين غير النظاميين. وبدلا من التحلي بالحذر اللازم، يبدو أن ترامب متعطش لصدام مباشر.

في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، زعم ترامب أن لوس أنجلوس «اجتاحها واحتلها مهاجرون غير شرعيين ومجرمون»، وأنها تعج بـ«حشود عنيفة متمردة»، مؤكدا أنه أمر السلطات الفدرالية بـ«تحرير لوس أنجلوس من الغزو، ووضع حد لهذه الفوضى التي تسببها المهاجرون». لكن هذا الخطاب المثير لا أساس له من الصحة. فالولايات المتحدة تشهد في الآونة الأخيرة أدنى معدلات عبور حدودي غير شرعي منذ عقود – وهو إنجاز تباهى به البيت الأبيض على موقعه الرسمي. كما أن الجريمة العنيفة في تراجع حاد على مستوى البلاد، بما في ذلك في لوس أنجلوس.

الطوارئ الوحيدة التي نشهدها هي تلك التي يفتعلها ترامب بنفسه من خلال فرض تعليمات على إدارة الهجرة تقضي بضرورة تنفيذ 3000 عملية اعتقال يوميًا، مقارنة بـ660 فقط يوميًا خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية. ولا يمكن تحقيق هذه الأرقام التعسفية عبر استهداف المجرمين وعصابات الشوارع فقط، لذا لجأت السلطات إلى مداهمات بأسلوب شبه عسكري لملاحقة عمال اليومية في مواقف السيارات التابعة لمحال «هوم ديبو». وهؤلاء من الناس الذين يعملون لإعالة أسرهم ويسهمون في الاقتصاد. لذلك لم يكن مفاجئا أن تؤدي هذه الحملات إلى احتجاجات واسعة. ومع دخول الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس، تصاعدت وتيرة الغضب، ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة والجنود. وللأسف، ارتكب بعض المتظاهرين أعمال عنف مثل رشق الشرطة بالمقذوفات أو حرق سيارات، ما منح ترامب ذريعة ليصورهم كغزاة أجانب، خصوصًا مع رفع بعضهم أعلام المكسيك أمام الكاميرات.

وليست هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها ترامب حماسة لاستخدام الجيش في الشوارع، خلال احتجاجات جورج فلويد في 2020، ورد أنه ضغط على رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع آنذاك مارك إسبر لـ«كسر جماجم» المتظاهرين، وتساءل عما إذا كان بإمكان القوات إطلاق النار على أرجلهم. لكن ميلي وإسبر رفضا بشكل قاطع مثل هذه الأوامر، بل ورفضا أيضا نشر قوات نظامية. وقد تم حينها نشر الحرس الوطني، الذي تصرف، في معظم الحالات، بضبط نفس مقبول.

هذا الماضي يفسر حرص ترامب على تعيين شخصيات أكثر طاعة له هذه المرة. فأقال رئيس الأركان الذي كان قد عيّنه بايدن، واستدعى من التقاعد ضابطًا برتبة فريق، دان كاين، ليتولى المنصب، معتقدًا، على الأرجح، أنه سيكون مواليًا له. كما اختار مقدم البرامج في قناة «فوكس نيوز» بيت هيغسيث وزيرا للدفاع، وهو الذي صرح خلال جلسات تثبيته أنه لا يمانع من حيث المبدأ استخدام القوة ضد المتظاهرين.

كانت فترة هيجسيث في وزارة الدفاع مضطربة للغاية، إذ شهدت فوضى متواصلة داخل فريقه، إلى جانب فضيحة استخدامه لتطبيق «سيجنال» غير المؤمّن لتبادل معلومات عن هجوم عسكري مخطط له على الحوثيين في اليمن. وقد أعرب ترامب نفسه عن انزعاجه من الدعاية السلبية التي تحيط بوزيره، ومن تسريبه خططًا للبنتاجون إلى إيلون ماسك، الذي يملك مصالح اقتصادية كبيرة في الصين.

ليس مفاجئا إذن أن يظهر هيجسيث كعامل تأجيج وليس تهدئة في مواجهة احتجاجات لوس أنجلوس. وربما من باب محاولته استعادة ثقة الرئيس، أعلن عبر «تويتر» يوم السبت أنه «يتم تعبئة الحرس الوطني فورا»، مضيفا أن «في حال استمرت أعمال العنف، فسيتم نشر قوات المارينز من معسكر بندلتون ـ وهم في حالة تأهب قصوى». ووفقا لما نقلته «سي إن إن»، فإن كتيبة من المارينز في قاعدة توينتي ناين بالمز بدأت الاستعداد للانتشار.

من الواضح أن هيجسيث مستعد للمخاطرة بوضع الجنود في موقف حساس لا ينبغي أن يُوضعوا فيه، ما قد يحوّلهم إلى أدوات سياسية في أزمة مفتعلة تتيح للرئيس توسيع سلطاته التنفيذية. وفي ظل هذا الوضع، تقع المسؤولية على كاهل القيادة العسكرية، من كاين إلى أدنى الرتب، لضمان الحفاظ على شرف المؤسسة وعدم التورط في أي خرق لحقوق التظاهر التي ناضلت الأجيال السابقة لحمايتها. لا يمكن للجنود رفض أوامر قانونية، ولكن بوسع قادتهم أن يمارسوا ضغطا داخليا لضمان ألا يزيد وجودهم في الشوارع الأمور سوءا.

ماكس بوت هو كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست وزميل كبير في مجلس العلاقات الخارجية. ومن مؤلفاته الأخيرة كتاب «ريجان: حياته وأسطورته».

عن واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • ترامب: انتشار الحرس الوطني منع احتراق لوس أنجلوس بالكامل
  • خبير سياسات دولية: استدعاء الحرس الوطني وتعبئة المارينز تجاوز لسلطات حاكم كاليفورنيا
  • ترامب يخاطر بإرساله قوات إلى لوس أنجلوس
  • وزير الدفاع الأمريكي: نشر قوات في لوس أنجلوس قانوني ودستوري
  • وزير الدفاع الأمريكي يكشف سبب نشر قوات الجيش في لوس أنجلوس
  • عاجل. قائد الحرس الوطني الأمريكي: وصول أكثر من 4700 جندي من الحرس الوطني والمارينز إلى كاليفورنيا
  • نشر قوات الحرس الوطني بولاية تكساس.. وترامب يشبه احتجاجات لوس أنجلوس بالغزو الأجنبي
  • بعد لوس أنجلوس.. حاكم تكساس يعلن نشر الحرس الوطني بعد خروج احتجاجات
  • تصعيد غير مسبوق في لوس أنجلوس| ترامب يرسل المارينز والحرس الوطني لقمع احتجاجات المهاجرين وسط انتقادات دستورية واسعة